مدينة ديفون الفرنسية
تقع مدينة ديفون جنوب شرق باريس على بُعد 326 كم عن طريق البر، وتمتاز بموقعها على سفوح التلال وبين السهول والكروم الخصبة، وتضم المدينة عددًا من المباني القديمة والجميلة التي يعود تاريخ بعضها إلى القرن الخامس عشر، وكانت تُشكل المدينة مركزًا للنقل الإقليمي واختارها دوق برغونية عاصمة الدوقية المؤسسة حديثًا، وعملت المحكمة الدوقية على جذب الفنانين والموسيقيين والمهندسين المعماريين إلى المدينة مما ساعد على ازدهارها، ورغم هذا الازدهار إلا أنها احتفظت بأهميتها الإقليمية من خلال ضم دوقية برغونية على يد لويس الحادي عشر في عام 1477 للميلاد.
كانت الفترة الأكثر ازدهارًا لديفون في القرن الثامن عشر عندما أصبحت مركزًا فكريًا لفرنسا، لكن مع حلول الثورة الفرنسية تأثرت المدينة وتراجع ازدهارها وقُمعت مؤسساتها المحلية إلا أنها عادت واكتسبت ثروةً جديدةً، وأُتيح لها النمو السكاني عام 1851 خاصةً مع قدوم السكك الحديدية، وما تزال المدينة مركزًا رئيسيًا للاتصالات وما عزَّز لها هذا الدور هو التطور في شبكة الطرق الفرنسية السريعة الذي أدى بدوره إلى الإمكانية الكبيرة للوصول إلى المدينة، ويعمل أغلب سكان المدينة في الانشطة الخدمية مما يُظهر أهمية المدينة الإدارية والتجارية والسياحية.
معالم في مدينة ديفون الفرنسية
نمت السياحة في ديفون من خلال التراث المعماري الكبير والمتاحف والمهرجانات والفعاليات وعدد من المؤتمرات والمعارض، وبُنيت أول جامعة في المدينة عام 1722، أما في مجال الصناعة فقد وُفرّت فرصًا للعمل بسبب تميزها بهيكل صناعي متعدد وشامل لعدد من الصناعات مثل صناعة المنتجات الغذائية، والمستحضرات الصيدلانية، والمعدات الكهربائية، والبلاستيك، والأدوات البصرية، ومعدات المركبات، والإلكترونيات، وصناعة الشوكولاتة وغيرها الكثير، أما عن قصر دوقات بورغوني الذي كان مقامًا وسط المدينة القديمة فقد أُعيد بناؤُه في العصور الوسطى ومُدد في القرنين السابع والثامن عشر إذ لم يتبقَ منه إلا برجان هما غرفة الحراسة والمطابخ، ويحتوي القصر على متحف الفنون الجميلة.
أما حاليًا فأُقيم في موقع القصر مستشفى للأمراض النفسية، وفي غرب المدينة تقع كاتدرائية سان بيني التي تُمثّل الطراز القوطي البروغوني النقي الذي بُني في أوائل القرن الرابع عشر، وعلى مقربة منها أيضًا تقع كنيسة سان فيليبرت ويُميزها وجود صحن يعود للقرن الثاني عشر، وتُعد المدينة ذات تراث تاريخي وفني مميز، وتُعد من أكثر المناطق المهمة في فرنسا وقد أُدرجت في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وتُعد وجهةً سياحيةً عالميةً وشهيرةً، تُشتهر بصناعة النبيذوفن