مفهوم العبودية

مفهوم العبودية

ما مفهوم العبودية؟

العبودية هي خضوع الإنسان لإنسانٍ آخر بحيث يُصبح مملوكًا له، إذ كان يُعدُّ العبد قديمًا جزءًا من مُلكية الأفراد بناءً على القانون، ويكون هذا العبد محرومًا من معظم حقوقه الطبيعية التي يملكها الشخص الحر الذي يملكه.


لا يوجد اتّفاق أو إجماع بالرأي حول الماهية التي كان عليها العبيد سابقًا، أو الكيفية التي يجب تعريف العبودية بناءً عليها، غير أنّ هناك إجماعًا عامًا بين المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا أي علم الإنسان وعلماء الاجتماع ورجال الاقتصاد وغيرهم ممّن يدرسون العبودية على أنه من الضروري وجود مجموعة من المعايير للتمكُّن من إطلاق لقب (عبد) على أحدٍ ما، ومن هذه الصفات والمعايير أن يكون الشخص نوعًا من أنواع المُلكية التابعة لشخصٍ آخر، ففي بعض المجتمعات كان العبد عبارةً عن مُلكية متنقلة، بينما كان مُلكيةً غير متنقلة في مجتمعات أخرى، وكذلك كان العبد غير مسؤول عن أفعاله، بمعنى أنه غير مسؤول شخصيًا عن الأضرار العامة أو العقود، وما شابه ذلك[١].


مفهوم العبودية في الإسلام

يشير مفهوم العبودية في الإسلام إلى خضوع البشر وانقيادهم إلى الله سبحانه وتعالى بطاعة أوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده تقرُّبًا إليه الله وطمعًا في الثواب، وبالتالي الحذر من عقابه أو غضبه تعالى، وما يترتب على ذلك العقاب من جزاء، سواءً في الدنيا أو الآخرة.


وعند التمعن في مفهوم العبودية في الإسلام يُدرك الإنسان أنّ العبودية الحقّة لا تكون سوى لله وحده، أمّا عبودية الرّق فهي عبودية طارئة لعدد من الأسباب التي ترتكز على تمسُّك الإنسان بالكفر، فيُسبى من الكُفار بالجهاد الشرعي.


وفيما يتعلق بكيفية تحرر العبيد من أسيادهم، فلذلك العديد من الأسباب التي أشار إليها العلماء في كتاب العتق؛ كأن يعتق السيد العبد المملوك له تقربًا إلى الله عز وجل، ومن الممكن أن يعتقه ككفّارة عن قتل أو ظهار أو ما شابه من الأمور الوارد بيانها في الإسلام، أمّا بالنسبة لاتّخاذ الخادم في الإسلام، فهي من الأمور الجائزة شرعًا في حال كان الهدف قضاء الحوائج والمساعدة في أعمال المنزل، وهذا الأمر لا يتعارض مع مفهوم العبودية الخاصة بالله سبحانه وتعالى وحده[٢].


مظاهر العبودية

فيما يلي مظاهر العبودية[٣]:

  1. وقوع العمّال ضحية ممارسات استغلالية؛ بمعنى حصول البعض منهم على أجور متدنية تقل عن معدّل الأجور الدنيا، ومنهم أيضًا من لا يحصل على أجور إطلاقًا، علاوةً على مواجهة البعض منهم خصومات ظالمة لا مبرر لها أو حجز لأجورهم لأسباب مجهولة، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن بعض العمّال يتوقع منهم الإقامة في أماكن جيدةً إلا أنهم يعيشون في ظروف معيشية سيئة للغاية، عدا عن ساعات العمل الطويلة جدًا، والتي قد تتجاوز 18 ساعةً يوميًا.
  2. العبودية المنزلية والرّق المنزلي؛ وما تقترن به من انتهاكات خطيرة، إذ هناك اختلاف كبير بين العمّال المنزليين الذين يعملون وفقًا للمعايير العامة وحقوق الإنسان وبين الأفراد ضحايا العبودية والرق المنزلي، ونظرًا لسرية الطابع الجنائي، فإنّه من الصعب جدًا تحديد نسبة عمال المنازل الذين يقعون ضحايا للعبودية.
  3. تعرُّض الضحية للاستغلال الاقتصادي والإذلال كونه يعتمد كليًا على الآخرين وغير قادر على إنهاء عقد العمل الخاص به بكامل إرادته الحرة، ومن الجدير بالذكر هنا أنّ بعض حالات الرّق التي يدَّعي فيها الجاني امتلاكه للضحية وفقًا للممارسات الاجتماعية أو القوانين المحلية.
  4. إجبار الضحايا على ممارسة أعمال مهينةً إلى جانب عملهم الرئيسي مثل العمل في الزراعة، أو في السوق، أو حتى ممارسة الرذيلة والبغاء.


ما أبرز أسباب العبودية؟

فيما يلي أبرز أسباب العبودية[٤][٥]:

  1. انتشار المستعمرات، وثقافة الاستعمار.
  2. تدني معدّل العمالة، والفشل بإيجاد بدائل عن العمال.
  3. الموقف أو المكانة القانونية.
  4. السلوكيات العنصرية، كالعنصرية المبنية على أساس الإثنية أو لون البشرة والعرق أو الطبقة الاجتماعية.
  5. تحقيق بعض الأهداف العسكرية.
  6. التمييز بين الجنسين في بعض المجتمعات.
  7. انتفاء حماية الدولة.


نتائج العبودية

آثار العبودية على المجتمعات[٦]:

  1. تأثُّر حركة التجارة في بعض المجتمعات كالدول الإفريقية.
  2. ظهور بائعي وتجار العبيد.
  3. ظهور دول ومجتمعات قائمة على الرّق والرقيق، ما يقود إلى دمار المجتمعات.
  4. ظهور المستعمرات الأجنبية ومصانع للدول المستعمِرة في الدول المستعمَرة استغلالًا لخيراتها.
  5. بروز بعض الخائنين والذين يؤدون أدوارًا ومهامًا لخدمة الدول المستعمِرة بهدف الحصول على مصالح شخصية.
  6. الهجرة القسرية للسكان الأصليين، ما يؤدي إلى تحول جذري هائل في المجتمع الإفريقي.


كيف يمكن الحد من العبودية؟

فيما يلي مجموعة من الطرق للحد من العبودية في الوقت الحالي[٧]:

  1. التعليم واكتساب المعرفة: فقد يجهل كثير من الناس الكمَّ الكبير من المعلومات حول العبودية وآثارها على ملايين الأفراد حول العالم، إلا أنَّ هذا الأمر قابل للتغيير، فمواقع الانترنت الهائلة تحمل في طيّاتها الكثير عن المجتمعات التي تواجه العبودية وطرق مساعدة تلك المجتمعات، الأمر الذي يساعد في تعزيز الوعي الداخلي حيال مصطلح العبودية وكيفية المساهمة في الحد منه.
  2. دعم منظّمات مواجهة للعبودية: فالحد من العبودية في أوقاتنا الحالية لا يحتاج إلى التعليم فحسب، بل يحتاج إلى مصادر وموارد وأموال أيضًا، لذا فإن بعض الطرق البسيطة التي من ِشأنها إحداث الفرق هي دعم المنظّمات المناهضة للعبودية سواءً كان ذلك الدعم ماديًا أو من خلال الأعمال التطوعية والخدمات الاجتماعية، كتعليم المجتمعات، أو منحهم العلاجات والأدوية التي يحتاجها المرضى منهم.
  3. الانخراط في المجتمعات وتعزيز التواصل: ومن الأمور التي تساهم في زيادة الوعي فيما يتعلق بالعبودية وآثارها على المجتمعات هي التواصل اجتماعيًا، ومحاولة إنارة أفكار الآخرين، وذلك من خلال كتابة المقالات الاجتماعية ومشاركتها مع أفراد المجتمع، أو بسلوك أي نشاط، أو سبيل يوصل هذه الأفكار للآخرين أينما وُجِدوا.


المراجع

  1. Richard Hellie, "Slavery", britannica, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  2. "مفهوم العبودية في الإسلام "، طريق الإسلام، 6/9/2012، اطّلع عليه بتاريخ 18/3/2021. بتصرّف.
  3. غولنارا شاهينيان ، تقرير المقررة الخاصة المعنية بأشكال الرق المعاصرة، بما في ذلك أسبابه وعواقبه، صفحة 7-8. بتصرّف.
  4. "Reasons for the development of the slave trade", bbc.co, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  5. غولنارا شاهينيان، قرير المقررة الخاصة المعنية بأشكال الرق المعاصرة، بما في ذلك أسبابه وعواقبه، صفحة 18-20. بتصرّف.
  6. "Implications of the slave trade for African societies", bbc.co, Retrieved 18/3/2021. Edited.
  7. "7 WAYS YOU CAN STOP SLAVERY", restavekfreedom, Retrieved 18/3/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :