الكروموسوم
تُعرف الكروموسومات بأنها المادة الوراثية الموجودة في الحمض النووي، ويعود مصطلح كروموسوم إلى اليونانية؛ إذ تعني كلمة " كروما" باللغة اليونانية اللون و"سوما" الجسم، ويعود سبب التسمية إلى ملاحظة العلماء وجود صبغات خاصة تصبغ الكروموسومات بطريقة معينة. تتمثل أهمية الكرموموسومات في حمل المعلومات الوراثية التي تنتقل من الوالدين إلى الطفل عن طريق الوراثة، وتعد التفاصيل الدقيقة لها هي السبب في جعل معظم الناس فريدين ومختلفين تمامًا باستثناء الأشقاء المتطابقين. يختلف العدد الإجمالي للكروموسومات عند الإنسان عن غيره من الكائنات الحية، مثل الحيوانات أو النباتات، إذ يعد العدد الطبيعي للكروموسومات الموجودة في الخلية البشرية 46 كروموسومًا، في حين أن خلايا بعض الحشرات تحتوي فقط على واحد أو اثنين من الكروموسومات فقط، وتحتوي الزرافة على 62 كروموسوم ويحتوي الدجاج على 78 كروموسوم، وتمتلك الفئران 40 كروموسوم. يعد الإنسان "ثنائي الصبغة"؛ لوجود الكروموسومات على شكل أزواج متطابقة، إذ يحتوي كل زوج على كروموسوم واحد موروث من أحد الوالدين، وبذلك تحتوي الخلية البشرية على 23 زوجًا من الكروموسومات، يعرف 22 منها بالكروموسومات الجسمية، في حين أن الزوج الثالث والعشرين عبارة عن الكروموسومات الجنسية والتي تسمى X وY، وهو زوج الكروموسومات المسؤول عن جنس الجنين[١].
تحديد جنس الجنين
يمكننا القول بأن الحيوانات المنوية للأب تحدد ما إذا كان المولود ذكرًا أم أنثى، إذ إن ما يقارب نصف الحيوانات المنوية له سيكون لها أثر في إنجاب ذكر أو أنثى، ويعتمد ذلك على الحيوانات المنوية التي تدخل البويضة أولًا، في العالم المثالي ستكون فرصة وصول كلا النوعين من الحيوانات المنوية إلى البويضة أولًا متساوية، لكن في الواقع قد تؤثر بعض العوامل على جنس الطفل، فعلى سبيل المثال نجد أن عدد المواليد الذكور أكثر من الإناث في كل عام، وترجح إحدى النظريات أن هذا الأمر عائد إلى أن كروموسوم الجنس الذكري Y أصغر بكثير من كروموسوم الجنس الأنثوي X، والفكرة أن الحيوانات المنوية التي تحمل الكروموسوم Y أسرع قليلًا من الكروموسوم X، وبالتالي من المرجح أن تصل إلى البويضة أولًا. اقترحت عدد من الدراسات وجود بعض العوامل التي لها دور في التأثير على جنس المولود، بما في ذلك التغذية والأماكن التي يعيش فيها الوالدين، إلا أن ليس لها أثرًا كبيرًا جدًا، فقد وجدت إحدى الدراسات أن الأمهات اللواتي يتناولن حبوب الإفطار كل صباح لديهن فرصة في إنجاب الذكور تصل إلى 59%، في حين أن النساء اللواتي نادرًا ما يتناولنها تصل فرصة إنجاب الذكور لديهن إلى 43%، وبهذا نرى أن التأثير يعدّ ضئيلًا[٢].
تشوهات كروموسوم الجنس
قد تؤدي التشوهات في تركيبة الكروموسومات الجنسية إلى حدوث مجموعة متنوعة من الحالات المرتبطة بالجنس، والتي قد تكون قاتلة في حالات نادرة، فوفقًا لمكتبة الولايات المتحدة الوطنية للطب قد تؤدي تشوهات الكروموسومات الأنثوية X إلى الإصابة بمتلازمة تيرنر أو تريسومي، وتحدث متلازمة تيرنر عندما تمتلك الإناث كروموسوم X واحد فقط بدلًا من اثنين، وتشمل الأعراض المتعلقة بها قصر القامة، وفشل الأعضاء الجنسية في النضج بشكل طبيعي، مما قد يؤدي إلى العديد من الحالات التي تتضمن العقم وصغر حجم الثديين وعدم الحيض. أما بالنسبة لمتلازمة تريسومي فإنها تحدث بسبب وجود ثلاثة كروموسومات X بدلًا من اثنين، وعلى الرغم من أن العديد من الفتيات والنساء لا تظهر عليهن أي علامات تشير إلى الإصابة بها، إلا أنه توجد بعض العلامات والأعراض التي قد تظهر لدى البعض، ومن أبرز هذه الأعراض طول القامة وتأخر الكلام وفشل المبيض المبكر أو تشوهات المبيض وضعف العضلات. أما فيما يخص تشوهات الكروموسوم الجنسي لدى الذكور فقد يصاب الرجال بمتلازمة كلاينفلتر، ويعد نمو الثديين والعقم وصغر حجم الخصيتين وطول القامة وأبعاد غير طبيعية في الجسم، مثل كبر حجم الوركين، من أهم وأبرز الأعراض والعلامات المرتبطة بهذه المتلازمة[٣].
المراجع
- ↑ Julie N Reza, David van Heel, "46 – a magical number!"، Genes & Health, Retrieved 2019-5-18. Edited.
- ↑ Amy Johnson (2012-4-5), "Chromosomes"، The Tech Museum of Innovation, Retrieved 2019-5-18. Edited.
- ↑ Jessie Szalay (2017-12-8), "Chromosomes: Definition & Structure"، Live Science, Retrieved 2019-5-18. Edited.