محتويات
حقيقة قراءة القرآن بنية الزواج عند العلماء
لا شكّ أنّ قراءة القرآن الكريم تؤنسُ القلوب، وتبعَثُ السّكينة والاطمئنان في النّفوس، قال الله -تعالى-: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)،[١][٢] وهو شفاءٌ للأرواح والأبدان، وصفحاته تحوي العديد من الآيات التي فيها العلاج والدّواء التي تُتلى في الرُّقى الشرعية، فكما قال الله -عزّ وجل-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ).[٣][٤]
ولكنكِ قد تتساءلين فيما إن كان هناك آيات وسور مخصوصة تُقرَأ بنيّة تيسير الزّواج من شخصٍ معيّن، والصحيح أنّه لا يجوز تخصيص سورة معينة كالفاتحة مثلاً أو غيرها من السّور، وقراءتها بهدف الزواج من شخصٍ معيّن إلّا بورود دليلٍ على ذلك، ولم يَرِد أيّ دليلٍ يثبتُ ذلك.[٥]
ولكن يمكنكِ عزيزتي القارئة قراءة ما تيسّرَ لكِ من آيات القرآن الكريم بنيّة تيسير زواجك، وعند انتهائك من القراءة ترفعين يديكِ بالدّعاء لربِّ العالمين وتوسّلين بعملكِ الصالح هذا -وهو قراءة القرآن- أن يُيسّر زواجك ممّن تريدين إن كان فيه الخير، والله -عزّ وجلّ- لا يُخيّبُ عبداً دعاه وتوسّل إليه.[٥]
طرق شرعية لتيسير قضاء الحاجات وتفريج الكربات
قد تُلِمُّ بكِ المضائق والكُربات، وتحتاجين للطرق التي فيها تيسير لقضاء حاجاتك، ومنها تيسير الزواج، وتجدر أن تكون هذه الطّرق شرعية، مُستمدّةً من كتاب الله -تعالى- وسنّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فلا يجوز اللجوء إلى الطرق غير المشروعة لتيسير الزّواج، كالسّحر أو غيرها من الكبائر، ومن الطّرق المشروعة لتيسير قضاء الحاجات وتفريج الكربات ما يأتي:
الدعاء بصدق والابتهال لله
عزيزتي القارئة عليك بالدّعاء والتوسّل إلى الله -عزّ وجلّ-، فالدّعاء عبادة من العبادات التي تُظهِر ضعف الإنسان وعجزه أمام ربّه -جلّ وعلا-، كما أن الله -تعالى- لا يُخيِّبُ عبداً دعاه، قال الله -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).[٦][٧]
وقد تتأخر عنكِ الإجابة وتملّين من الدّعاء، ولكنّ الله -عزّ وجلّ- هو مقدّر الأقدار، فلا يُقدِّر شيئاً إلا وهو الخير لعبده، فقد يكون زواجك من الشخص الذي تريدين فيه المشقّة والبؤس، فارضَي بما قسمه الله لكِ، ورُبّما تأخّرت عنك الإجابة؛ لأنّ الله يريد أن يرى منكِ إلحاحاً عليه، وتوسّلاً، وتكراراً، فلا تملّي عزيزتي واستمري بالدّعاء، وثقي بأنّ الله دائماً يقدّرُ الخير.[٧]
كما يمكنكِ الدّعاء والتوسّل بأعمالك الصالحة، فهذا بابٌ من أبواب إجابة الدعاء، ومن ذلك قصة النّفر الثلاثة الذين دخلوا كهفاً فانغلَقَ عليهم بصخرة، فقاموا يدعون الله -عزّ وجل- ويتوسّلون إليه بأعمالهم الصالحة التي سبق أن قاموا بها، فيقوم الواحد منهم بذكر عمله الصالح ثم يقول: "اللهم إني فعلتُ ذلك ابتغاءً لوجهك الكريم فافرج عنّا ما نحن فيه"، فانفرجت الصخرة وفُتِح الغار ونَجوا جميعاً.
الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي
الزمي عزيزتي الاستغفار وأكثري منه في جميع أوقاتك، فهو سبيلٌ لتيسير حاجتك، وتفريج كربك، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أكثرَ من الاستغفارِ جعل اللهُ لهُ من كلِّ همٍّ فَرَجًا ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا ورَزَقَهُ من حيثُ لا يحتسبُ).[٨][٩]
وكذلك أكثري من الصلاة على النبي، ففيها تفريج الهموم والكربات، وتيسير زواجك وحاجاتك، فقد سأل أبيّ بن كعب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا رسولَ اللهِ، إني أُكثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ قال: ما شئتَ، قال: قلتُ: الرُّبعَ؟ قال: ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلتُ: النِّصفَ ؟ قال: ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قال: قلتُ: ثُلُثَين؟ قال: ما شئتَ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك، قلت: أجعلُ لك صلاتي كلَّها، قال: إذًا تُكفَى همَّك، ويُغفَرُ لك ذنبُك).[١٠][١١]
قضاء حاجات الناس والتفريج عنهم
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلمُه ولا يُسلمُه من كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه بها كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ ومن ستر مسلمًا ستره اللهُ يومَ القيامةِ)،[١٢] فتفريج كُرُبات المسلمين، وقضاء حاجاتهم، وإعانتهم في أمورهم، سببٌ في تفريج الكُرَب وقضاء الحاجات وتيسير الأمور كما ورد في الحديث، فاحرصي أختي أن تكوني ممّن يُفرّجون كربات الناس، ويقضون حاجاتهم.[١٣]
ملخص المقال: لم يرد تخصيص دليل شرعي على تخصيص آيات أو سور معينة بنية الزواج، إلا أنّه على الانسان أن يتجه للطرق الشرعية مثل: الدعاء، والتوسّل إلى الله بالأعمال الصالحة، وكثرة الاستغفار، والصلاة على النبي، فهي الطرق شرعية لتيسير قضاء الحاجات وتفريج الكربات.
المراجع
- ↑ سورة الرعد، آية:28
- ↑ أبو جعفر الطبري (2001)، تفسير الطبري جامع البيان (الطبعة 1)، صفحة 518، جزء 13. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء ، آية:82
- ↑ محمد المناوي (1356)، فيض القدير (الطبعة 1)، مصر:المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 471، جزء 3. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 474. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية: 60
- ^ أ ب مظهر الدين الزيداني (2012)، كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (الطبعة 1)، الكويت:دار النوادر، صفحة 121، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد ، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:56، إسناده صحيح.
- ↑ أحمد عرفة، "الاستغفار فضائله وفوائده"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 16-9-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:1670، حسن صحيح.
- ↑ الشيخ / موافي عزب (2012-09-23)، "هل الصلاة على النبي تعجل الزواج؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16-9-2021. بتصرّف.
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبدالله بن ، الصفحة أو الرقم:239، لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما.
- ↑ ابن هُبَيرة (1714)، كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح، صفحة 35، جزء 4. بتصرّف.