محتويات
آداب زيارة المدينة المنورة للنساء
اختصّ الله -سبحانه- المدينة المنورة والمسجد النبويّ بالتكريم والعديد من الفضائل، ومن هنا يحرص المسلمون على تطبيق الآداب والسنن التي حثّ عليها الإسلام عند زيارة هذه الأماكن حتى ينالوا الأجر والثواب من الله، وإليكِ عزيزتي القارئة أهمّ آداب زيارة النّساء للمدينة المنوّرة:
استحضار فضل المدينة
إذا توجّهت المرأة قاصدة المدينة وزيارة المسجد النبويّ فجميلٌ أن تستحضر في قلبها فضل هذا المكان وشرفه العظيم، فالمدينة المنوّرة هي أفضل الأماكن في الأرض بعد مكة المكرّمة عند الكثير من أهل العلم، وقد شرّفها الله بأن جعل فيها تأسيس الدعوة الإسلامية ووجود المسجد النبوي الشريف.[١]
الإكثار من الصلاة على النبي
يُستحبّ الإكثار من الصلاة على النبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم- في كلّ وقت، فكيف إذا كانت المسلمة في هذه البقعة الشريفة التي عاش فيها النبيّ، وضحّى في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، وفيها مسجده الشريف وقبره، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عليه بها عَشْرًا).[٢][٣]
في الساحة النبوية الشريفة
المرأة في هذا المكان هي في رحاب أشرف الخلق، وقد داست على هذا الثرى أقدام أشرف خلق الله، فلا يحسن بالمرأة المسلمة وقد كتب الله لها زيارة هذا المكان أن تخلّ بضوابط الشريعة من قصد الاختلاط، أو عدم مراعاة ضوابط اللباس الشرعي، وإذا جلست مع رفقتها في ساحة المسجد فتحافظ على رزانتها وعدم رفع صوتها أدباً مع النبيّ الكريم.
إذا دخلت المسجد النبوي
إذا وصلت المرأة إلى المسجد النبوي يُسنّ أن تدخل بقدمها اليُمنى، ثمّ تدعو بدعاء دخول المسجد فتقول: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، (اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أبْوابَ رَحْمَتِكَ)،[٤] ثمّ تُصلّي ركعتيّ تحيّة المسجد قبل أن تجلس وما شاءت من النّوافل، وتدعو الله -سبحانه- بخيريّ الدنيا والآخرة.[٥]
إذا ذهبت إلى الرّوضة وقبر النبيّ
لا حرج في زيارة المرأة لقبر النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ولكن ينبغي عليها أن تلتزم بآداب زيارة الروضة الشريفة وقبر النبيّ،[٦] وإليكِ عزيزتي القارئة أهمّ هذه الآداب:[٧]
- عند دخول الروضة
تدخل المرأة في الوقت المخصّص للنساء، وتأمن مدافعة الناس أو إيذاءهم، وإن تيسّر لها صلّت ركعتين في الروضة الشريفة.
- عند قبر النبيّ
تقف المرأة أمام قبر النبيّ بأدبٍ ووقارٍ، وتُصلّي عليه، فتقول: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٨]
ولها أن تزيد فتقول: "أشهد أنك رسول الله حقاً، وأنك قد بلغت الرسالة، وأدّيت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده، فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبياً عن أمته"، ثمّ تُسلّم على أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-.
- خفض الصوت تأدُّباً مع النبيّ
ومن ذلك عدم رفع الصوت عند القبر الشريف أو في المسجد، فيكون الصوت خفيفاً توقيراً للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، لأنّ الصوت العالي أو الفاحش يُنافي الأدب مع النبيّ الكريم،[٩] قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ).[١٠]
- تجنّب البِدع التي يفعلها العديد من الناس
فمثلاً لا يجوز سؤال النبيّ أن يقضي حوائجنا أو يفرّج كرباتنا، ولا يُشرع استقبال القبر خصِّيصاً عند الدعاء، أو التمسّح والتبرّك به، وإنما تستقبل المرأة القِبلة وتدعو بما شاءت لها ولوالديها وللمؤمنين.[١]
المحافظة على صلاة الجماعة
إنّ للصلاة في المسجد النبويّ فضلٌ عظيم، فمن المهم أن تحرص المرأة على عدم تضييع أجر صلاة الجماعة فيه، مع الانتباه إلى الآداب العامة من عدم رفع الأصوات أو التزاحم ونحو ذلك، ويؤكّد هذا الفضل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صَلاةٌ في مَسْجِدِي هذا خَيْرٌ مِن ألْفِ صَلاةٍ فِيما سِواهُ، إلَّا المَسْجِدَ الحَرامَ).[١١][١٢]
المراجع
- ^ أ ب "آداب زيارة المسجد النبوي"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:384، صحيح.
- ↑ محمد زينو، توجيهات إسلامية، صفحة 80. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي حميد أو أبي أسيد الساعدي، الصفحة أو الرقم:713، صحيح.
- ↑ محمد المنجد، الإسلام سؤال وجواب، صفحة 4132، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ "زيارة النساء للقبور جائزة بشرط"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/11/2022. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد، الإسلام سؤال وجواب، صفحة 4132، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، الصفحة أو الرقم:3370، صحيح.
- ↑ كمال ابن السيد سالم، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، صفحة 280، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:2
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1190، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 85، جزء 24. بتصرّف.