محتويات
ما هو حكم سماع صوت المرأة في الإسلام؟
صوت المرأةِ بالنسبة للرجال الغريبين عنها الذين ليسوا بمحارمها ليسَ بعورة، إن كان يخرج منها طبيعيًّا لا نغمة فيه ولا تَمطيط ولا تَكسُّر ولا تَليين، ولا حَرَجَ عليها في مُحادثتِها وكلامِها، كما لا حرجَ على الرجُل في الإصغاءِ إليها بِالضوابط الشرعيَّة، وقد وردت في كتاب الله وسنة نبيه الكثر من الأدلة التي تثبت ذلك، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53]، وقال: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]، وقد كَانَتِ المُؤْمِنَاتُ عندما يهَاجرْنَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُمْتَحَنَّ بقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا النبيُّ إذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ علَى أن لا يُشركنَ باللَّهِ شيئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ} [الممتحنة: 12] إلى آخِرِ الآيَةِ، قالت عائشةُ: فمَن أَقَرَّ بهذا مِنَ المُؤْمِنَاتِ، فقَدْ أَقَرَّ بالمِحْنَةِ، وَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إذَا أَقْرَرْنَ بذلكَ مِن قَوْلِهِنَّ، قالَ لهنَّ: انْطَلِقْنَ، فقَدْ بَايَعْتُكُنَّ وَلَا وَاللَّهِ ما مَسَّتْ يَدُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ، غيرَ أنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بالكَلَامِ، قالَتْ عائشةُ: وَاللَّهِ ما أَخَذَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى النِّسَاءِ قَطُّ إلَّا بما أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَما مَسَّتْ كَفُّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كَفَّ امرأةٍ قطُّ، وكانَ يقولُ لهنَّ إذا أخذَ عليهنَّ: قدْ بَايَعْتُكُنَّ كَلَامًا [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح]، أما إنْ كان فيه نغمةٌ وتمطيطٌ فلا يَجوزُ بحضرةِ الأجنبيّ وهو ما اتفق عليه أئمة الإسلام الأربعة[١].
ما هو حكم رفع صوت المرأة في الصلاة؟
إن كانت تصلي المرأة بحضور رجل أجنبي فيسنُّ لها الإسرار ويكره عليها الجهر بالقراءة؛ أي أإنها لو جهرت فلا تبطل صلاتها ولكن ذلك مكروه، أما إن كانت تصلي بخلوة أو في حضور النساء أو محارمها، فيسنّ لها الجهر لكن دون جهر الرجال، قال الإمام النووي رحمه الله: "وأما المرأة فقال أكثر أصحابنا إن كانت تصلي خاليةً أو بحضرة نساء أو رجال محارم جهرت بالقراءة، سواء صلت بنسوة أو منفردةً، وإن صلت بحضرة أجنبي أسرت"، وجاء في كتاب بشرى الكريم: "وسن الجهر بالقراءة في الصلاة الجهرية لغير مأموم؛ لكراهته في غير ما مرّ عليه، ولغير امرأة وخنثى بحضرة الرجال الأجانب لكراهته لهما حينئذٍ؛ لخوف الفتنة، ويندب لهما في الخلوة وبحضرة المحارم والنساء لكن دون جهر الرجل".
أما مسألة جهر المرأة في نهاية الفاتحة بقول (آمين) فتأخذ حكم الجهر بالقراءة السابق، فإن كانت تصلي بحضور الأجانب أسرّت وإن كانت وحدها أو بحضرة محارمها أو النساء جهرت بذلك، جاء في كتاب حاشية البجيرمي على الخطيب: "والحاصل أن المصلي مأمومًا كان أو غيره يجهر بالتأمين إن طُلب منه الجهر، ويسر به إن طلب منه الإسرار"، والله تعالى أعلم[٢].
ما هي شروط رفع المرأة لصوتها في الصلاة؟
في البداية وقبل الخوض بالأحكام فلا بد من التعرف على ماهية الصلوات الجهرية والسرية؛ تتضمن الصلوات الجهرية صلاة الفجر وصلاة المغرب وصلاة العشاء، ويُجهر في الركعتين الأوليين منهما، أما الصلوات السرية فتتضمن صلاة الظهر وصلاة العصر، وحديثنا في هذا الموضوع يختص بالصلوات الجهريّة فالصولات السريّة لا يجوز الجهر بها لكلا الجنسين، ويجوز للمرأة أن ترفع من صوتها في الصلاة الجهرية في الحالات التالية:
- الأولى: أن تكون المرأة منفردةً، أو بحضور محارمها، أو إن كانت تؤم غيرها من النساء فالجهر والإسرار كل في موضعه سنة، وهو في حقها كالرجل، وجهرها يكون بأن تسمع نفسها ومن يليها.
- الثانية: أن تكون المرأة بحضرة رجال غريبين عنها ليسو بمحارم، فكرِه الجمهور لها الجهر حينئذ منعًا للافتتان بصوتها، وحكم المالكية والحنفية بتحريمه إن خشيت الفتنة من علو صوتها، وأجاز جهرها مجموعة من الفقهاء، كما حُرِّم على السامع التلذذ بسماع صوتها، واستدل من منع أو كره رفع صوتها بحضرة الأجانب بقول النبي صلى الله عليه وسلم: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
فإذا لم يشرع لها التسبيح لإصلاح الصلاة، هذا وإصلاحها واجب، فبالأحرى ألا يشرع لها الجهر وهو ليس بواجب، وكذلك استدلوا باتقاق العلماء على أنه لا يشرع لها الأذان ولا الجهر بالتلبية، ونحو ذلك مما فيه رفع الصوت بحضرة الرجال، والله تعالى أعلم[٣].
ما هو حكم أن تؤم المرأة بالصلاة؟
يمكن للمرأة أن تؤم بالنساء الأخريات في الصلاة وحكم الإمامة بالصلاة جائز، ودليل ذلك ما روته أُمِّ وَرقةَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَزورُها في بيتِها، وجَعَلَ لها مُؤذِّنًا يُؤذِّنُ لها، وأمَرَها أنْ تَؤمَّ أهلَ دارِها، قال عبدُ الرحمنِ: فأنا رأيْتُ مُؤذِّنَها شَيخًا كَبيرًا [تنقيح التحقيق| خلاصة حكم المحدث: لا بأس به]، إلّا أنه لا يجوز لها أن تؤم بالرجال الغريبين عليها، ولتقوم المرأة بالإمامة عليها أن تقف وسط جمهور النساء المصلّيات على أن تكون متقدمةً عليهنّ قليلًا، فهذا أستر لهنّ، واستُدلّ على ذلك من فعل سيدتنا عائشة وأيضًا أم سلمة رضي الله عنهنّ[٤].
من حياتكِ لكِ
إذا كنتِ تتساءلين عزيزتي عن إمكانية رفعِك لصوتِك أثناء قراءة القرآن فيجوز لكِ أن تقرئي القرآن بصوت مرتفع إذا كان لا يسمعكِ رجل غريب عنكِ، فإن كنت بحضرة رجل غريب عنكِ، فلا ترفعي صوتكِ بالقرآن، لأن في قراءتكِ للقرآن تحسينًا لصوتكِ وترقيقًا له، وأنت منهية عن أن تخضعي بالقول، كما ورد في قوله سبحانه وتعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌْ [الأحزاب:32][٥].
المراجع
- ↑ "صوت المرأة "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "جهر المرأة بالقراءة أثناء الصلاة فيه تفصيل"، aliftaa، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "متى تجهر المرأة بالقراءة؟"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "يجوز للمرأة أن تؤم النساء"، aliftaa، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم رفع المرأة صوتها في قراءة القرآن"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 18-6-2020. بتصرّف.