حكم من جامع زوجته نهار رمضان

حكم من جامع زوجته نهار رمضان

حكم من جامع زوجته نهار رمضان

صيام شهر رمضان من أركان الإسلام التي شرعها الله، وخلال هذا الشهر يمتنع المسلمون عن الأكل والشرب وارتكاب الفواحش، بما في ذلك الجماع منذ فجر اليوم إلى حين غروب الشمس[١]، ويُعد أجر هذا الشهر عظيمًا عند الله، إذ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا[٢]، أما بالنسبة لحكم جماع الزوجة في رمضان فله حالتان؛ إما أن يكون ليلًا وإما نهارًا، فإذا كان الجماع ليلًا ونعني بالليل من أول غروب الشمس إلى طلوع الفجر فهو حلال شرعًا، أما الجماع في نهار رمضان فهو مُحرم[٣].


كفارة الإفطار بالجماع في رمضان

كما ذكرنا سابقًا يُعد الجماع خلال نهار رمضان من المفطرات، ومن أعظم مفسدات الصيام ونتيجةً لذلك تترتب عليه كفارة، إذ ورد في الحديث الشريف (عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ، فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: وَقَعْتُ بِأَهْلِي فِي رَمَضَانَ، قَالَ: تَجِدُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ بِعَرَقٍ، وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ، قَالَ: أعَلَى أَحْوَجَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَيْنَ لابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا، قَالَ: اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٣].


نستدل من هذا الحديث أنه يترتب على من جامع زوجته في رمضان أن يُعتق رقبةً مؤمنةً، فإن لم يستطيع ذلك فيترتب عليه صيام شهرين متتابعين، وإن عجز فيترتب عليه إطعام ستين مسكينًا، ولا بد من الإشارة إلى أنه يجب الترتيب بين هذه الأحكام وعدم الانتقال من خطوة للتي تليها إلا عند عدم القدرة على أداء التالي تسبقها، لذلك الواجب على المسلم أن يبتعد عن هذا الفعل خلال الصيام ويصبر كي لا يفسد من أجر الصيام وثوابه، واحترامًا لحرمة رمضان التي يُعد انتهاكها من أعظم المنكرات[٤].


هل على المرأة كفارة إذا جامعها زوجها في نهار رمضان

لا بد من الإشارة إلى أن الجماع خلال شهر رمضان المبارك يعُد من أكبر المبطلات التي تُفسد صوم المرأة والرجل، وتوجد حالتان من الحكم في حال جامع الزوج زوجته في رمضان منها ما يأتي[٥]:

  • الحالة الأولى: في حال كانت المرأة أُجبرت على الجماع قسرًا، أو نسيان، أو جهل بتحريم الجماع في نهار رمضان، ففي هذه الحال يعُد صومها صحيحًا، ولا يجب عليها القضاء ولا الكفارة، وقد استُدل على هذا الحكم من قول الله تعالى: (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) [البقرة: 286].
  • الحالة الثانية: في حال كانت المرأة غير معذورة، أي كانت راضيةً لفعل الجماع مع زوجها في رمضان، في هذه الحالة وجوب الكفارة عليها لكن اختلف العلماء على قولين وهما:
    • القول الأول : أنه يجب على المرأة القضاء والكفارة إذا كانت مطاوعةً لزوجها، وهو مذهب جمهور العلماء وذلك بالاستدلال بما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الرجل الذي جامع امرأته في نهار رمضان بالكفارة، والأصل تساوي الرجل والمرأة في الأحكام، إلا ما استثناه الشارع الحكيم بالنص عليه، أيضًا بسبب أن المرأة لم تصُم رمضان بسبب الجماع فواجبة عليها الكفارة مثلها مثل الرجل، ولأن تلك المعصية متعلقة بالجماع فإن المرأة والرجل استُوي بهما كحد الزنا.
    • القول الثاني: إن الكفارة يجب أن تكون على الزوج خاصةً عن نفسه فقط، ولا يجب شيء على المرأة سواء أكانت مُجبرةً أم مطاوعةً.


حكم من جامع زوجته في نهار رمضان ناسيا أو جاهلًا

كلنا نعلم أن الله سبحانه وتعالى قد حرم على المسلمين في شهر رمضان الطعام والشراب والجماع لأن تلك الأمور تفطر الصائم ولا يُقبل صومه، لذلك اختلف العديد من العلماء في حال جامع الزوج زوجته في نهار رمضان وهو عاقل وبالغ، فقال بعضهم تجب عليه الكفارة لأنهُ يجب عليه السؤال والتفقه في الدين، وقد قال البعض الآخر من العلماء أنهُ لا كفارة عليه وذلك بسبب الجهل، وإذا كان لا يستطيع قضاء الصيام يكفي إطعام ستين مسكينًا عن كل يوم جامع فيه الزوج زوجته، فإن كان جامع في يومين فعليه كفارتان، وإن كان جامع في ثلاث فعليه ثلاث كفارات، وهكذا كل جماع في يوم عنه كفارة[٦].


حكم من جامع زوجته وهي صائمة صوم رمضان

كما ذكرنا في السابق لا يجوز الجماع نهارًا في شهر رمضان المبارك وذلك لما يترتب عليه من ذنوب ومعاصٍ، كما أنهُ لا يجوز للزوج أن يبطل صوم المرأة سواء في أيام القضاء أو صيام نذر، ويجب عليه الثواب وعدم تكرار ذلك الأمر، بل يجب أن يساعد المرأة على الصوم وقضاء الأيام التي أفطرتها، كما أنهُ لا يجوز للزوجة أن تُطيع زوجها في إفطار صيامها لأنه يُعد إثمًا لها لذلك يجب أن تقضي المرأة تلك الأيام التي أفسدت بها صومها[٧].


حكم ملامسة الزوجة في نهار رمضان

يجوز للرجل ملامسة الزوجة خلال فترة الصيام في شهر رمضان شريطة ألا يجامع أو ينزل المني، أي يمكن للزوج ملامسة ومداعبة الزوجة لكن من غير الجماع مباشرةً، لكن يختلف كل رجل عن رجل آخر في سرعة الإنزال، فبعض الرجال تكون سرعة الإنزال بطيئةً لديهم ويستطيعون أن يتحكموا في أنفسهم، والبعض الآخر يكون سريعًا في الانزال ولا يستطيع السيطرة على نفسه، لذلك يجب أن يبتعد عن مداعبة زوجته لكي لا يُسبب ذلك الأمر إفطارهم[٨].


المراجع

  1. "Ramadan 2019: 9 questions about the Muslim holy month you were too embarrassed to ask", vox, Retrieved 2-3-2020. Edited.
  2. "8- الصيام جُـنَّة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "حكم جماع الزوجة في رمضان"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2020. بتصرّف.
  4. "كفارة الجماع في نهار رمضان"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2020. بتصرّف.
  5. "من جامعها زوجها في نهار رمضان ، هل تلزمها الكفارة ؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2020. بتصرّف.
  6. "حكم من جامع زوجته في نهار رمضان جاهلًا بالحكم"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2019. بتصرّف.
  7. "جماع الزوجة الصائمة صوم قضاء"، almoslim، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2020. بتصرّف.
  8. "هل يجوز أن ينام الرجل بجانب زوجته في رمضان ؟."، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 3-2-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :