كيف تتعامل مع الطفل العنيد

الطفل العنيد

الأطفال العنيدون هم الأطفال الذين يرفضون اتباع أوامر وليّ أمرهم أو أيّ شخص يكبرهم بالسن، لذا فالتعامل مع الأطفال العنيدين هو أمر صعبٌ للغاية بالنسبة للوالدين؛ لأنّ إقناع الأطفال العنيدين بأداء واجباتهم الأساسية كالاستحمام، وتناول وجبة الفطور، والنوم في الفراش في الموعد المناسب هو أمر صعب للغاية، وفي أحيان كثيرة يُشجّع الآباء العناد لدى الأطفال دون قصد، وذلك بالاستسلام لنوبات غضبهم.


قد يكون عناد الأطفال أمرًا مُكتسبًا، إذ يمكن أن يكون الأطفال قد تعلّموا العناد من والديهم دون قصد، لكن يمكن للوالدين مساعدة الأطفال على إلغاء العناد أو التغيير في سلوكهم، وفي السطور الآتية سنتناول خصائص الأطفال العنيدين، وطريقة التعامل المناسبة مع هذه النوعية من الأطفال[١].


كيف أتعامل مع الطفل العنيد؟

يُمكن التعامل مع الطفل العنيد وفقًا للأساليب الآتية[٢][٣]:

  • التحدث مع الطفل والاستماع له: يتمتّع الأطفال بالسمات العقلية ذاتها التي يتمتع بها البالغون، إلّا أنّ البالغين لديهم الخبرة الكافية التي تجعلهم قادرين على التصرف بحكمة، وتحمل المسؤولية، لكن حاليًّا، وفي ظلّ الانشغال الدائم، أصبح الآباء لا يجدون الوقت للتحدث مع أطفالهم والاستماع لهم، وبالتالي من غير الممكن للطفل اكتساب الخبرة اللازمة لتطوير المهارات المختلفة، وعندما يأتي الابن بسلوك لا يتقبّله والداه، يبدأ الأخيران بحالة صدام مع الطفل قد ينتج عنها عدم التزام الأبناء بأوامر عائلتهم، ليبدأ بهذا السلوك العنيد، والصحيح هو قضاء بعض الوقت يوميًّا في التحدث مع الطفل وبناء علاقة صداقة ومودة معه؛ كي يكتسب الطفل خبرات تجعله قادرًا على التصرف بالطريقة السليمة، وتمكّنه من بناء شخصية واثقة.
  • السلوك: يمرّ جميع الأطفال بمرحلة العناد، إلّا أنّ ما يزيد الأمور سوءًا هو تصرف الوالدين إذا ما كان يتسم بالعنف والضرب والسب؛ إذ إنّ الغضب ليس حلًّا، والصحيح أن يتحلّى الآباء بالصبر والهدوء، ومحاولة معرفة سبب العناد.
  • المناقشة: في بعض الأحيان يكون النقاش أمرًا ضروريًّا، كسؤال الطفل عما يزعجه، أو عن سبب عدم نومه، ولا بأس بتعديل موعد النوم بعض الشيء ليناسب الطفل ويناسب الوالدين.
  • المشاركة والاتفاق: يجب تعليم الأطفال مهارة المشاركة والأخذ والعطاء؛ فيتعلّمون كيف يُمكن تبادل الألعاب مع الأصدقاء، ومشاركة الأم في بعض الأعمال المنزلية، وبعض الأمور التي تساعد الطفل في الابتعاد عن السلوك الأناني، ويُشار إلى أنّ تعلم المشاركة بهذه الطريقة سيؤدي إلى إدراك الطفل أنه إذا أراد شيئًا ما عليه أن يعطي شيئًا آخر في المقابل.
  • القدوة: على الأبوين أن يكونا قدوة لأطفالهم، وقبل منعهم من سلوك معين، يجب الامتناع عن فعله بدايةً، ويُمكن تطبيق هذا الأمر في جميع السلوكيات الجيّدة التي يرغب الأهل في تعزيزها؛ فإذا أراد الأب من ابنه تنظيف الطبق الذي يأكل فيه بعد الانتهاء من الطعام مثلًا، عليه أن يُنظّف طبقه أولًا.
  • عرض عدة خيارات: على سبيل المثال عند الرغبة بطلب الذهاب للنوم من الطفل يمكن القول له هل تريد أن تستمع إلى القصة (أ) أو القصة (ب) قبل نومك؟، وقد يجيب: أنا لا أريد الذهاب للنوم، وعندها يجب إجابته: هذا ليس خيارًا متاحًا، ويجب إعادة طرح السؤال عليه عدة مرات وبهدوء، ودون غضب أو صراخ.
  • الاحترام: إذا كان الوالدان يريدان من أطفالهما أن يحترموهما ويحترموا قراراتهما، يجب عليهما كذلك احترامهم، ومن طرق فرض الاحترام في العلاقة أنه يجب على الوالدين الالتزام بقول الكلام بوضوح وفعل ما يقولان، فالأطفال يراقبونهما طوال الوقت، وترك الأطفال يفعلون بما يمكنهم فعله، وعدم إنجاز الأعمال بدلًا منهم، بل إبداء الثقة بهم على الدوام، والحفاظ على وجود قوانين ثابتة تخص الأطفال، وعدم التفرقة بين طفل وآخر ، وعدم عمل استثناءات في القوانين وفقًا للظروف.


ما هي صفات الطفل العنيد؟

يتميّز الأطفال العنيدون بصفات مُعيّنة عن غيرهم من الأطفال، ومن أهم هذه الصفات[٤]:

  • يحتاجون دومًا للاعتراف بهم والاستماع إليهم، لذلك قد يحبّون جذب الاهتمام في أحيان كثيرة.
  • يتّصفون في بعض الأحيان باستقلاليّتهم الشديدة.
  • يميلون إلى الإصرار على أمرٍ ما والالتزام به.
  • يمرّون بنوبات الغضب أكثر من باقي الأطفال.
  • يتّصفون بسمات قيادية واضحة.
  • يتّصفون أحيانًا بالتسلط.
  • يحبّون أداء الأمور بطريقتهم الخاصة.


ما هي أسباب عناد الطفل؟

تتمثّل أسباب عناد الطفل فيما يأتي[٥]:

  • أوامر الكبار: قد تكون أوامر الكبار أحيانًا غير مناسبة للواقع، وقد تؤدي إلى نتائج سلبية؛ مما يدفع الطفل إلى العناد كردّ فعل للقمع الصادر عن أبويه والذي أجبره على فعل شيء معيّن، ومن الأمثلة على ذلك أن تصر الأم على أن يرتدي الطفل معطفًا ثقيلًا يعرقل حركته خلال اللعب مع أصدقائه، وربما يؤدي إلى عدم فوزه في سباقه معهم، أو أن تختار له لباسًا يُخالف في لونه لون الزيِّ المدرسي، وهذا قد يسبب له التأنيب في المدرسة؛ ولذا يرفض ارتداءه، دون أن يعي الأهل ذلك.
  • التشبه بالكبار: قد يلجأ الطفل إلى التصميم والإصرار على رأيه تقليدًا لأبيه أو أمه، عندما يُصممان على أن يفعل ابنهما أمرًا معينًا، دون إقناعه بسبب وجوب تنفيذ هذا الأمر.
  • رغبة الطفل في تأكيد ذاته: إنّ الطفل يمر بمراحل متعددة للنمو النفسي، وحينما تظهر عليه علامات العناد غير المبالَغ فيه؛ فإن ذلك يشير إلى مرحلة النمو، وهذا يُساعد الطفل على الاستقرار، واكتشاف ذاته، وقدرته على التأثير، ومع الوقت سيتعلم أنّ العناد والتحدي ليسا بالطرق الصحّية لتحقيق المطالب.
  • عدم المرونة في المعاملة: إنّ الطفل يرفض اللهجة الحادّة في التحدّث معه عادةً، ويتقبّل المرونة والحديث اللطيف، ويلجأ إلى العناد عند محاولة تقييد حركته، ومنعه من ممارسة ما يحبّ دون محاولة إقناعه.
  • الاتكالية: يُمكن أن يظهر العناد كردّ فعل من الطفل نتيجة الاعتماد الزائد على الأم أو المربية.


ما هي أنواع العناد؟

يمكن أن تُقسّم أنواع العناد إلى ما يأتي:

العناد الطبيعي

إنّ هذا النوع لا يُشكّل خطرًا، بل يُعدّ هامًّا لنموّ الطفل، وعلى الأبوين إيجاد طريقة للتعامل مع ابنهما في هذه الحالة؛ إذ إنّ الصراخ في وجهه، أو ضربه وزجره ليس هو الحلّ الصحيح، إنّما استخدام أساليب أخرى كالتعزيز؛ ليُشجّع الطفل بطريقة أو بأخرى على الالتزام بالسلوكيات الصحيحة، ويكون ذلك بإدخال الكلمات الإيجابية التي تبعث الفرح والسرور مقابل فعله لأعمال جيدة، ويُشار إلى وجود طرق كثيرة متاحة للآباء للتعامل مع ظاهرة العناد الطبيعي لدى الطفل إمّا أن يبتكروها وإما أن يتعلّموها وإما أن يسألوا عنها[٦].


ولكن تجدُر الإشارة إلى إنّه في حال عدم توفّر البيئة الصحيحة للتعامل مع العناد من هذا النوع، قد يتطوّر إلى نوع عناد آخر، يُعرف بالعناد المشكل فتطول فترته، ويترك نتائج سيّئة يعاني منها الأبوان والمدرسون، وقد ينتج عن هذا النوع العناد المُستمرّ، وعدم المبالاة، والاستهتار والانصراف عن التعلّم، كما قد يصاب الطفل بعدم التوافق النّفسي مع حياته الاجتماعية فيحدث الاضطراب، وقد يصل في النهاية إلى أنواع من الأمراض النفسية، والعقلية، والاجتماعية، وقد يُعاني من حولَه من العنف، وفي حالة العناد المشكل ينبغي للوالدين أن يستعينا بالمختصين للتغلب على مشكلة طفلهما، وتجنّب الضرب[٦].

العناد المرضي

نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي، معايير تشخيص اضطراب التحدّي والمعارضة، ويُشار إلى أنّ نمط السلوك المضطرب يتضمّن أربعة أعراض كحدٍ أدنى من أيّ من هذه الفئات: الغضب والمزاج العصبي، أو السلوك الجدالي والمُتحدّي، أو الرغبة في الانتقام، أمّا أعراض هذه الفئات فتتمثّل بما يأتي[٦]:

  • الغضب والمزاج العصبي: غالبًا ما يفقد الطفل أعصابه، وغالبًا ما يكون سريع الغضب أو يسهل إزعاجه من قبل من حوله، ويكون غاضبًا ومستاءً في أغلب الأوقات.
  • السلوك الجدالي والمتحدي: غالبًا ما يدخل الطفل في جدال مع الكبار أو الأشخاص المسؤولين عنه، وغالبًا ما يتحدى أو يرفض بشدة الامتثال لطلبات أو قواعد من أكبر منه سنًّا، وغالبًا ما يزعج الآخرين قاصدًا ذلك، وغالبًا ما يلوم الآخرين على وقوعه في الخطأ أو سوء سلوكه.
  • الرغبة في الانتقام: غالبًا ما يكون حاقدًا أو ناقمًا، كما قد يُظهر سلوكًا حاقدًا أو ناقمًا مرتين كحدٍ أدنى خلال أشهر ستة متواصلة.

يجب أن تظهر هذه السلوكيات على الطفل أكثر مما هو طبيعي بالنسبة لمن هم في سنّه، وبالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، يجب أن تظهر لديهم هذه السلوكيات غالبية أيّام الأسبوع لمدة 6 أشهر كحدٍ أدنى، أما الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 5 سنوات أو أكثر؛ فيجب أن يظهر لديهم هذا السلوك مرة واحدة على الأقل أسبوعيًّا لمدة 6 أشهر كحدٍ أدنى.


نصائح عند التعامل مع طفلكِ العنيد

بالإضافة إلى الخطوات المذكورة سابقًا لكيفيّة تعاملكِ مع طفلكِ العنيد، توجد بعض النقاط البسيطة التي يجب أن تتذكّريها دائمًا عند تطبيق هذه الخطوات، وهي كما يأتي[٧]:

  • لا تنسي أن تحاولي دائمًا فهم وجهة نظر طفلكِ، وانظري للأمور من الناحية التي ينظر إليها، فحينها قد تستطيعين فهم سبب عناده بطريقة أفضل، وحينها سيُسهّل هذا الأمر اختيار طريقتكِ للتعامل معه.
  • تجنّبي دائمًا الصراخ على طفلكِ، فهذا لن يحلّ الأمر أبدًا، بل على العكس سيزيده سوءًا، ويُبعد الطفل عنكِ، إذ يجب أن تحاولي دائمًا الحديث معه بلطف وفهمه، واحترامه حتى ينفتح لكِ، ويستمع لطلباتكِ وينفّذها بطريقة أفضل مع الوقت.


المراجع

  1. منجية إبراهيم (2019-3-4)، "كيف تتعامل مع الطفل العنيد؟"، بصائر، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-18. بتصرّف.
  2. "كيفية التعامل مع الطفل العنيد .. نصائح وحلول هامة "، dailymedicalinfo، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
  3. د.وعد شهله (2018-4-23)، "كيفية التعامل مع الطفل العنيد : ثمان خطوات عملية ستساعدك على التغلب على عناد طفلك"، drwaed، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-18. بتصرّف.
  4. قيس الصدّيق (2018-4-19)، "١٠ طرائق للتعامل مع الطفل العنيد.. تعرّف على ما يحتاجه طفلك"، ziid، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-18. بتصرّف.
  5. 7 أساليب للتعامل مع طفلك العنيد، "دعاء العدوي"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت "العناد عند الأطفال .. الأنواع والأسباب والعلاج"، boldnews، 26-6-2018، اطّلع عليه بتاريخ 13-7-2019. بتصرّف.
  7. "How To Deal With A Stubborn Child?", momjunction, Retrieved 7-4-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :