محتويات
جرثومة المعدة
تُعد جرثومة المعدة نوعًا من أنواع البكتيريا التي تسبب التهابًا في المعدة أو قرحةً، وغالبًا تكون بكتيريا الهيليكوباكتر بايلوري أو ما يُعرف بالبكتيريا الحلزونية هي المسؤولة عن هذه العدوى، ومن الجدير بالذكر أن 30 إلى 40% من الأشخاص يتعرضون لعدوى البكتيريا الحلزونية، لا سيما خلال مرحلة الطفولة؛ إذ يُعدّ الطعام والماء الملوث بهذه البكتيريا من أهم أسباب الإصابة، فضلًا عن الاتصال بلعاب الشخص المصاب أو غيرها[١].
تسبب القرحة الهضمية ألمًا شديدًا في المعدة قد يستمر لعدة دقائق أو عدة ساعات، وقد يختفي الألم ويعود ويستمر لأيام أو حتى أسابيع؛ لذا ينصح بمراجعة الطبيب في أسرع وقت للتحقق من الإصابة وتلقي العلاج اللازم[١].
أعراض جرثومة المعدة عند الحامل
ترتبط الإصابة بجرثومة المعدة لدى المرأة الحامل بالعديد من الاضطرابات الصحية مثل الغثيان والقيء الشديد، وفقر الدم الناجم عن عوز الحديد، والإجهاض، وبطء تطوّر الجنين، وبعض التشوهات الخلقية، فضلًا عن زيادة خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج؛ إذ إنَّ الإصابة بهذه البكتيريا تُسبِّب انخفاض مستويات فيتامين ب12 والحديد في الجسم، كما تُسبِّب إطلاق العديد من السيتوكين المحفِّزة على الالتهاب[٢]، لكن الأعراض الظاهرة تتشابه بين جميع الأشخاص المُصابين بجرثومة المعدة؛ فقد يشعر الشخص المصاب بألم خفيف وحارق في منطقة البطن يأتي ويذهب، ومن الممكن أن يستمر لبضع دقائق أو حتى ساعات، وفيما يأتي أهم أعراض وعلامات الإصابة بقرحة المعدة[٣]:
- الانتفاخ والتجشؤ.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الغثيان والتقيؤ.
- عدم الشعور بالجوع.
ومن الممكن أن تنزف القرحة في المعدة أو الأمعاء؛ الأمر الذي يستوجب الرعاية الطبية في أسرع الوقت؛ إذ قد يرتبط بالعديد من المضاعفات الخطيرة، وتتضمّن الأعراض ما يأتي:
- شحوب البشرة.
- ألم حاد في المعدة.
- الشعور بالتعب الشديد دون سبب.
- مشاكل في التنفس.
- الدوخة.
- الإغماء.
- براز دموي أو أحمر اللون أو أسود.
- القيء الذي يحتوي على دم.
عدا عن تسبب البكتيريا الحلزونية بقرحة المعدة؛ إلا أنها قد تسبب الإصابة بمرض السرطان، لكن في حالاتٍ نادرة وقد تتضمّن الأعراض المبكرة للمرض:
- حرقة المعدة.
- فقدان الوزن دون سبب.
- الشعور بالشبع بعد تناول كمية صغيرة من الطعام.
- ألم أو تورم في البطن.
- عدم الشعور بالجوع.
- التقيؤ.
- الغثيان.
عوامل خطر الإصابة بجرثومة المعدة
بعض الأشخاص معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بجرثومة المعدة، وفيما يأتي أهم عوامل خطر الإصابة بالجرثومة المعوية عمومًا[٤]:
- العِرق؛ إذ يزداد خطر الإصابة إذا كان الشخص من أصل لاتيني أسود أو أمريكي مكسيكي.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية المناسبة.
- العيش في البلاد النامية.
- العيش في مناطق مكتظة.
- العيش مع أشخاص مصابين بهذه الجرثومة.
مضاعفات الإصابة بجرثومة المعدة
قد تؤدي الإصابة بالجرثومة الحلزونية إلى الإصابة بتقرحات هضمية؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى العديد من المضاعفات، وفيما يأتي أهمها[٤]:
- انسداد المعدة: قد يؤدي ظهور ورم في المعدة لانسدادها، وبالتالي منع الطعام من مغادرة المعدة.
- النزيف الداخلي: قد تسبب القرحة في بعض الأحيان تأثُّر الأوعية الدموية في المعدة مسببًة نزيفًا داخليًّا، وقد ترتبط بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
- ثقب المعدة: وعادًة ما يحدث في حال اختراق القرحة لجدار المعدة.
- التهاب الصفاق: وهو التهاب يصيب بطانة تجويف البطن.
تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة
قد يطرح الطبيب خلال عملية التشخيص مجموعةً من الأسئلة على الشخص المصاب للتعرف على نمط الحياة اليومية له، ومن أهم هذه الأسئلة مدى استخدامه لمضادات الالتهاب اللاستيرويدية، على سبيل المثال: الآيبوفروفين، وقد يجري في العديد من الأحيان مجموعةً من الاختبارات والإجراءات للتأكد من الإصابة، وتتضمن ما يأتي[٤]:
- الاختبار البدني: سيفحص الطبيب خلال هذا الاختبار المعدة للتأكد من بعض العلامات التي تصاحب الإصابة بجرثومة المعدة، كانتفاخ البطن أو أي ألم في البطن، أو وجود أي أصوات في المعدة.
- اختبار البراز: قد يطلب الطبيب فحص عينة البراز للتأكد من بعض العلامات التي يمكن ملاحظتها على البراز لدى الشخص المصاب بالعدوى، فيعطي المصاب وعاءً ليملأه بعينة البراز ويرسله إلى المختبر، وينصح عادةً بالتوقف عن تناول بعض الأدوية عند القيام بهذا الفحص، كالمضادات الحيوية، ومثبطات مضخة البروتين.
- فحص الدم: قد يأخذ الطبيب خلال هذا الفحص عينةً من الدم سواءً من الذراع أو اليد، ويرسل العينة إلى المختبر ويفحص وجود الأجسام المضادة لعدوى الجرثومة الحلزونية.
- اختبار التنفس: يعطي الطبيب خلال هذا الفحص الشخص المصاب كميةً من اليوريا ليبتلعها، وفي حال كان الشخص مصابًا بعدوى جرثومة المعدة فسوف يُطلّق غاز ثاني أكسيد الكربون بكميات أكبر والذي يكشف عنه باستخدام جهاز خاص لذلك.
- التنظير: يدخل الطبيب خلال هذا الفحص أداةً رفيعةً وطويلةً تسمى بالمنظار في الفم والمعدة والاثني عشر، وترسل هذه الأداة بواسطة الكاميرا المرفقة صورًا لعرضها على الطبيب، ليتأكد من وجود الإصابة أو عدمه.
علاج الإصابة بجرثومة المعدة
يجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب المختصّ لأخذ العلاج المناسب والآمن، ولكن عادةً ما تعالج البكتيريا الحلزونية عن طريق استخدام نوعين من المضادات الحيوية على الأقل، وذلك لمنع البكتريا من اكتساب مقاومة لنوع معين من المضادات الحيوية، فضلًا عن دواء ليثبط نشاط حمض المعدة، ومن أهم هذه الأدوية[٥]:
- حاصرات الهيستامين: تثبط هذه المجموعة الدوائية عمل الهيستامين، الأمر الذي يُقلِّل من إفراز المعدة.
- مثبطات مضخات البروتون: تثبط هذه المجموعة الدوائية إنتاج حمض المعدة، ومنها على سبيل المثال: الأوميبرازول، والإيسوميبرازول، واللانسوبرازول.
- بزموت السالساليت: تغلف هذه المجموعة الدوائية القرحة وتحميها من أحماض المعدة التي تؤدي لتهيجها.
عادةً تُعالج البكتيريا الحلزونية بنجاح عن طريق استخدام المضادات الحيوية؛ إلا أنّ بعض أنواع البكتيريا الحلزونية تصبح لسبب ما مقاومةً لبعض المضادات الحيوية، وقد تفشل عملية العلاج، وقد يساعد اتباع النصائح الآتية على الحد من الإصابة بمقاومة المضادات الحيوية، وهي[٦]:
- الحرص على إكمال مدة العلاج بالمضاد الحيوي بالكامل.
- عدم مشاركة المضادات الحيوية مع الآخرين.
- عدم استخدام المضادات الحيوية القديمة أو المتبقية من استخدام سابق.
- عدم استخدام المضادات الحيوية إلا إذا وُصفت من قبل الطبيب.
- عدم استخدام المضادات الحيوية لنزلات البرد أو الإنفلونزا؛ إذ إنّ هذه الأمراض سببها فيروس ولن تعمل المضادات الحيوية ضد هذه الأمراض.
الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة
قد يساعد اتباع التعليمات الآتية على التقليل من فرصة الإصابة بجرثومة المعدة، وتتضمّن ما يأتي[٣]:
- الحرص على عدم تناول الطعام غير المطبوخ.
- الحرص على غسل اليدين جيدًا بعد استخدام الحمام، وقبل تحضير الطعام أو أكله.
- الحرص على تجنب الماء والطعام غير النظيف.
- الحرص على تجنب تناول الأطعمة التي يقدمها الأشخاص الذين لم يغسلوا أيديهم.
من حياتكِ لكِ
تجدُر الإشارة إلى أنه وفقًا لإحدى الدراسات فإنّ إصابة المرأة الحامل بعدوى جرثومة المعدة تزيد من خطر ولادة المرأة الحامل لطفل بوزن قليل مقارنةً بمتوسط أوزان المواليد في حال إصابتها بها، كما قد تتسبب بإصابتها بفقر الدم الذي يمكن أن يؤدي لتأخر نمو الجنين؛ لذا تُنصح الحامل باتباع النصائح الوقائيّة المذكورة سابقًا في المقال، بهدف الوقاية قدر الإمكان من الإصابة بالعدوى[٧].
المراجع
- ^ أ ب "Helicobacter Pylori Infections", medlineplus,16-12-2019، Retrieved 19-12-2019. Edited.
- ↑ "Helicobacter pylori and pregnancy-related disorders", researchgate, Retrieved 22-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "What Is H. pylori?", webmd,21-12-2018، Retrieved 19-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Helen Colledge and Jacquelyn Cafasso (26-10-2017), "H. pylori Infection"، healthline, Retrieved 19-12-2019. Edited.
- ↑ "Helicobacter pylori (H. pylori) infection", mayoclinic,23-10-2019، Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ Jennifer Berry (1-10-2017), "What's to know about H. pylori?"، medicalnewstoday, Retrieved 20-12-2019. Edited.
- ↑ "Effect of maternal Helicobacter Pylori infection on birth weight in an urban community in Uganda", bmcpregnancychildbirth, Retrieved 8-3-2020. Edited.