أفلام كرتون للرضع

أفلام كرتون للرضع

أفلام الكرتون للرضع

تستَهدِف الكثير من البرامج التّلفزيونيّة الأطفال الصّغار، ويبدو أنَّ أغلبها تعليميّ؛ إذ تُقدِّم مُحتوىً عن الأبجديّات ومهارات الحياة، ولكنّ المشكلة الأساسيّة هي في تعريض الأطفال في هذا السنِ الصغير للتّلفاز لأوقات طويلة، وفي الواقع يشتَبِهُ الخبراء في أنّ الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن عامين ينظرون إلى برامج التّلفاز على أنّها مجموعة مُربِكة من الألوان والصّور والضوضاء، ولا يفهمون الكثير من المحتوى المُقدَّم فيها، والفقرات التّالية تتحدّث أكثر عن الأطفال الرّضّع وأفلام الكرتون[١].


أفلام الكرتون للأطفال تحت سنِ العامين

يتجاهل عدد كبير من أولياء الأمور تحذيرات خبراء طبِّ الأطفال، ويسمحون لأطفالهم الصّغار بمشاهدة التّلفزيون أو أقراص الفيديو الرّقمية، أو الفيديوهات في سنِّ صغير جدًّا لا يتجاوز الثّلاثة أشهر، والسّبب الرّئيسيّ وراء هذا أنّ الأهل يعتقدون أنّهم يُقدّمون محتوًى تعليميًّا مفيدًا لأطفالهم، ولكنّ الحقيقة مغايرة للفائدة تمامًا؛ إذ إنّ سلبيات مشاهدة التّلفاز في هذا العُمر أكبر بكثير من فوائده.

إنَّ مشاهدة التّلفاز تستغرق وقتًا طويلًا أكثر من باقي الأنشطة الملائمة لنموّ الأطفال، مثل اللّعب الحرِّ مع الدّمى أو السّيّارات، كما أثبَتَت الدّراسات أنَّ المُشاهَدة المُفرِطة قبل سنِّ الثّالثة يرتبط بمشاكل التّحكّم في الانتباه، والسّلوك العدوانيّ، وضعف الإدراك، وقد أصبحت مشاهدة التّلفاز في هذا العُمر مُنتشرةً جدًّا، ومن الأفضل الانتباه إلى الدّراسات التي تتحدّث عن مشاكل وفوائد مشاهدة أفلام الكرتون للرّضّع؛ لأنّهم غير قادرين على التّعبير عن أنفسهم[٢].

إنَّ الرّسوم المتحرّكة ليست مؤذيةً للأطفال بحدِّ ذاتها، ولكنّ مُشكلتها أنّها لا توفّر ما يكفي من الحوافز لبناء أدمغة صحّيّة وقويّة وخلّاقة، وبالنّسبة للأطفال الصّغار فإنَّ يُضيّعون وقتًا طويلًا على التّلفاز من الممكن استغلاله في القيام بأنشطة تجعلهم أقوى وأذكى، فضلًا عن أنَّ تفاعل الأهل والأطفال أثناء مشاهدة التّلفاز يكون أقلَّ، مع أنَّ التّفاعل مع الأطفال في هذا السّنِّ أهمُّ من أيِّ شيء آخر[٣].


سلبيّات أفلام الكرتون قبل عمر السّنتين

يبدأ الآباء أحيانًا عن غير قصد في استخدام التّلفاز لإبقاء أطفالهم سعداء وهادئين، ولكنَّ بعد فترة يُصبُح من الصّعب التّخلّص عن هذه العادة السّهلة والخطرة أحيانًا؛ لأنَّ الأطفال في هذا السّنِّ يمرّون بنموٍّ بدنيّ وعقليّ وعاطفيّ مهمٌّ جدًّا لباقي حياتهم، وفيما يلي عدد من السّلبيّات التي تتسبّب بها مشاهدة أفلام الكرتون للّرّضع[١]:

  • الرّسوم الكاريكاتوريّة والعديد من عروض الأطفال مليئة بصور عنيفة، وتُظهِر الأبحاث أنّ التّعرّض لهذا النّوع من المشاهِد يزيد من خطر السّلوك العدوانيّ لدى الأطفال.
  • لدى الرّضّع والأطفال الصّغار رؤية حرفيّة للغاية عن العالم؛ إذ لا يُمكنهم معرفة الفرق بين الواقع والتّظاهر، لذلك يفسّرون ما يرونه على التّلفاز على أنّه حياة حقيقيّة، كما أنَّ العديد من الدّراسات تُظهِرُ أنَّ الأطفال يعتقدون أنَّ شخصيّات الكرتون تعيش فعليًّا داخل جهاز التّلفاز، وهذا يُربِكُهُم، ويُعيق تمييزهم بين الصّواب والخطأ.
  • لا يمتلك الطّفل معرفةً ليضع الأشياء في منظورها الصّحيح، ومن الممكن أن يرسم صورةً لعالمٍ مُخيف وغير مستقرٍّ ومحيِّر.
  • قد تُسبّب مشاهدة التّلفاز إدمانًا لدى الأطفال؛ إذ كلّما شاهدوه أرادوا مشاهدته لساعات أطول، وبعد ذلك يُصبح من الصّعب جدًّا إبعادهم عنه.
  • الأطفال الرّضّع الذين يشاهدون التّلفاز بإفراط غالبًا ما يُصبحون سلبيين، ويفقدون إبداعهم الطّبيعيّ، ويواجهون صعوبةً في إبقاء أنفسهم مشغولين بأيِّ شيء آخر مثل اللّعب مع الأطفال الآخرين، التي تعد الطّريقة الأساسيّة التي يتعلّم بها الأطفال.
  • الأطفال الذين يقضون الكثير من الوقت على التّلفاز خلال سنواتهم الأولى يتعرّضون لخطر السّمنة، وضعف التّنمية الاجتماعيّة، كما أنّ حماسهم للتّعلّم يقل.


إيجابيات مشاهدة التلفاز للرضع

مع أنَّ الجوانب السّلبيّة لتركِ الأطفال والرّضّع أمام التّلفاز كثيرة؛ إلّا أنَّه توجد إيجابيّات قليلة، ولكنّها مفيدة فعلًا، وفي الواقع ليس من الممكن ألا يُشاهد الأطفال أيَّ برامج على التّلفاز قبل عُمر الحضانة أو الرّوضة، وفيما يلي عدد من الميّزات التي يُقدّمها التّلفاز وبرامج الأطفال للرضع والأطفال[١]:

  • يُمكن أن يتعلّم الأطفال مهارات أكاديميّة أساسيّة مثل العدِّ، وأساسيّات العلوم، والمهارات اللّغويّة الأساسيّة، والآداب، ومهارات القراءة المبكّرة.
  • يُمكن أن يُشاهد الطّفل أشياءً لا يراها في حياته اليوميّة، مثل الحيوانات الغريبة، والمناظر الطّبيعيّة المُختلفة، والآلات الموسيقيّة، والأماكن التّاريخيّة، وأنماط الحياة المتنوّعة.
  • يُمكن للطّفل أن يرى العالم المختلف خارج بيته.


نصائح لتجنب الآثار السلبية من برامج الكرتون على الأطفال

توضّح الفقرات التّالية نصائحًا لتقليل الآثار السّلبيّة من مشاهدة التّلفاز، وأخذ الجوانب الإيجابيّة منه؛ ليتمكّن الرّضّع والأطفال من النّموِّ بصحّة عقليّة وجسميّة جيّدة[١]:

  • الابتعاد تمامًا عن تقديم أفلام الكرتون للأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن سنتين، فضلًا عن إبعادهم عن مقاطع الفيديو أيضًا، والتّركيز على الجانب التّفاعليّ في تربيته.
  • عند السّماح للطّفل بعمر السّنتين بمشاهدة التّلفاز، يجب أن تكون البرامج مُختارة بعناية، ووقت المشاهدة مُحدّدًا، وألا تكون يوميّة؛ لأنّها ستُصبح عادةً.
  • من الأفضل أن يُشاهد الأهل برامج الأطفال بأنفسِهِم قبل أن يُشاهدها الطّفل، وعدم الانجرار وراء الإعلانات التّرويجيّة لأيِّ برنامج مهما كان مشهورًا؛ لأنَّ الطّفل لن يختار الرّسالة الأخلاقيّة من برامج تتميّز بالعُنف أو الصّراع.
  • الانتباه من الإعلانات التّجاريّة، ومن المثير للدّهشة أنّ برامج الأطفال المميّزة تعرِض في بعض الأحيان إعلانات تجاريّة تُصوِّر مشاهد لا يُريد الأهلُ عرضها للطّفل.
  • اختيار برامج مناسبة لنموّ الطّفل من منظوره؛ يعني أنَّ الأهل قد يعتقدون أنَّ بعض برامج الأطفال تبدو مملّةً وبطئيةً، ولكنّ الأطفال لا يرونها بهذا الشّكل، بل إنّها ممتعة لهم.
  • من الأفضل أن يُشاهد الأهل برامج الأطفال مع أبنائهم؛ ليُراقبوا ردود أفعال الطّفل بناءً على ما يرونه.


نصائح ليتجنب الرضيع التلفاز

إنَّ الرّسوم الكرتونيّة مجرّد إضاعة للوقت؛ لأنّها لا تسمح للطّفل بالتّفاعل مع الآخرين، ولا تسمح له باستعمال يديه وعقله للّعب، ولا تسمح للطّفل بالمشاركة في اللّعب الإبداعيّ المفتوح لحلّ المشكلات، ومن الحلول التي يُمكن القيام بها لإبعاد الرّضيع تمامًا عن التّلفاز ما يلي[٣]:

  • عند إعداد الطّعام يُمكن تركُ الطّفل يلعب في الأواني والملاعق، ومع أنَّ هذا مُزعج إلّا أنّه لن يدع الطّفل الرّضيع أمام التّلفاز.
  • يُمكن تعليق الكرات والألعاب للطّفل الرّضيع في كيس شفّاف فوق سريره أو مكان جلوسه أثناء قيام الأمِّ بنشاط آخر يتطلّب تركيزها.
  • يُمكن تشغيل الموسيقى للطّفل أو إعطاؤه مجموعة من الألعاب المناسبة له؛ ليتفاعل معها ويقوم بنشاط مفيد له دون أيِّ ضرر.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Elizabeth Pantley, "Should Babies and Toddlers Watch Television?"، childdevelopmentinfo, Retrieved 9-2-2020. Edited.
  2. Jennifer Seymour (2007-5-7), "40 percent of 3-month-old infants are regularly watching TV, DVDs or videos"، washington, Retrieved 9-2-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Is it okay to use cartoons to keep my baby busy while I clean the house?", childrenshospital, Retrieved 9-2-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

820 مشاهدة