محتويات
سبب زواج أم كلثوم بنت النبي من عثمان بن عفان
هناك عدة أسباب لتزويج النبي -صلى الله عليه وسلم- أم كلثوم لعثمان بن عفان -رضي الله عنهما-، نوردها لكِ عزيزتي القارئة على النحو الآتي:
الوحي بتزويج عثمان لأم كلثوم
تزوج عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أم كلثوم بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في ربيع الأول، ثم دخل بها في شهر جمادى الأخرى في السنة الثالثة للهجرة، وذلك بعد أن توفيت أختها رقية -رضي الله عنها- في يوم بدر.[١]
بعد وفاة رقية -رضي الله عنها- دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- على عثمان، فوجده حزيناً مهموماً، فلما سأله النبي عن حاله، أخبره أنه يشعر بالهم والضيق لموت زوجته بنت رسول الله، وحزين على انقطاع الصهر والنسب بينهما، فأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن جبريل -عليه السلام- نزل عليه يأمره بأمر من الله سبحانه أن يزوجه أم كلثوم بنفس مهر أختها رقية.[٢]
محبة النبي لمصاهرة عثمان
وروى الصحابة أنه عندما توفيت ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أم كلثوم وقف على قبرها وقال : (فلو كُنَّ عشرًا لزوَّجْتُهنَّ عثمانَ وما زوَّجْتُه إلَّا بوحيٍ من السَّماءِ)،[٣]وجاء في رواية أخرى: (لَو كَانَ لنا ثَالِثَة لزوجناك بهَا يَا عُثْمَان).[٤]
ويدل هذا على حب النبي -صلى الله عليه وسلم- لمصاهرة عثمان -رضي الله عنه-، وذلك لحسن خلق عثمان مع زوجاته بنتا رسول الله، حتى قيل عنه "ذو النورين" وذلك لاستفراده من بين الخلق جميعاً بالزواج من ابنتين من بنات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقال علي -رضي الله عنه- في ذلك :"ذاك امرؤ يُدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، كان ختن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابنتيه"، والختن: زوج البنت، وقال حسن البصري: "إنا لا نعلم أحداً أغلق بابه على بنتي نبي غيره".[٥]
متى تزوجت أم كلثوم بعثمان بن عفان؟
تزوج عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أم كلثوم بعد وفاة أختها رقية، وذلك بعد الهجرة إلى المدينة المنورة في السنة الثالثة للهجرة، وبقيت عنده حتى السنة التاسعة للهجرة، ثم توفيت -رضي الله عنها-، وحزن النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها حزناً شديداً، ولم يكن لعثمان منها ولد.[٦]
خطبة أم كلثوم قبل الإسلام
كان عتيبة بن أبي لهب قد خطب أم كلثوم قبل الإسلام، وتفرقا بعد الإسلام، وكان أخوه عتبة أيضاً خاطباً لرقية -رضي الله عنها-، ولكنها تفرقت عنه مع أختها أم كلثوم -رضي الله عنهما-.[٧]
وكان سبب الفراق أن والد عتيبة وعتبة أبا لهب كان قد أمر أولاده بترك أم كلثوم ورقية بعد أن آمنتا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعوض الله الأختين رقية وأم كلثوم -رضي الله عنهما- بمن هو خير من ابني أبي لهب، عوضهما بعثمان بن عفان -رضي الله عنه وأرضاه- زوجاً صالحاً من المبشرين بالجنة.[٨]
يعد سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- من الصحابة العظماء، والذين كان لهم مكانة عالية ومميزة في السلام وعند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد تزوج عثمان بن عفان بابنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أم كلثوم بوحي من الله تعالى، ولشدة حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- له.
المراجع
- ↑ أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 416. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 374. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:9/86، فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو لين وبقية رجاله ثقات .
- ↑ المالقي ، التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان، صفحة 161. بتصرّف.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 471. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 448. بتصرّف.
- ↑ الزركلي، الأعلام للزركلي، صفحة 231. بتصرّف.
- ↑ د. محمد العفيفي، "من الهدي النبوي في تربية البنات"، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، العدد 117، المجلد 45، صفحة 403. بتصرّف.