محتويات
نهر قارون
يُعد نهر قارون الممر المائي الوحيد القابل للملاحة في إيران، ويتدفق هذا النهر خارج نطاق زاغروس المركزي، كما أنه يمر عبر سهل خوزستان مرورًا بشط العرب قبل أن يصب في الخليج الفارسي، وتبلغ المسافة الواصلة بين المنبع والمصب الخاص بالنهر حوالي 250 كم فقط، بينما يسير النهر فعليًا مسافةً تتراوح بين حوالي 860 و890 كم، ويمكن تقسيم مجرى النهر لثلاثة أقسام طبيعية، وهي كالتالي[١]:
- المسار الجبلي العلوي: يمتد النهر من المنبع إلى جوتفاند، إذ يوجد الجبل على بعد حوالي 400 كم في اتجاه مجرى النهر.
- المسار الأوسط: يمتد النهر من منطقة جوتفاند حتى منطقة توستار إلى تقاطعها مع ديب-ديز، ثم إلى الجنوب إلى منحدرات أهفاز.
- من الأهواز عبر بقية سهل خوزستان الغريني، إذ يتدفق النهر برفق نحو شط العرب.
غالبًا ما يمر النهر في اتجاه الجنوب، حتى يحوّل رافد فاناك القوي مسار النهر في الاتجاه الجنوبي الغربي، إذ يحافظ على مساره عمومًا حتى عندما يُدمج رافد بازوفت بأحد روافده الرئيسية، ويتميز نظام نهر قارون بتدفق متأخر إلى حد ما، وتكون ذروته في أواخر فصل الربيع وبداية الصيف، بصرف النظر عن دورات هطول الأمطار، وتتأثر أنماط الجريان السطحي الخاصة بالنهر بأشكال مختلفة من التدخل البشري خاصةً بناء السدود، وقد قيس التصريف قبل هذه التأثيرات البشرية في أوائل القرن العشرين، وتبين أنه يتراوح بين 280 مترًا مكعبًا في الثانية كحد أدنى إلى معدل الفيضان 3700 متر مكعب[١].
موقع نهر قارون
يقع نهر قارون جنوب غرب إيران، وهو نهر فارسي قديم، ويُعد أحد روافد شط العرب الذي ينضم إليه في منطقة خرمشهر، ويرتفع في جبال باختاري غرب أفحان ويتبع مسارًا شاقًا يتجه إلى الجنوب الغربي، ويبلغ الطول الإجمالي لقارون 829 كم، على الرغم من أن المسافة المباشرة من مصدره إلى التقاطع مع شط العرب لا تبعد سوى 290 كم، وتبلغ مساحة حوض التجميع الخاص بالنهر الذي يصل إلى أهواز حوالي 57.059 كيلومتر مربع، منها 18.130 كيلومتر مربع ينتمي إلى رافده الرئيس ديز ومعظم المنطقة جبلية، وتشكل جزءًا من سلاسل زاغروس الجيرية[٢].
تُعد إيران موطنًا لشبكة ممتدة واسعة من الأنهار، معظمها ينشأ في المناطق الجبلية ويُصرَّف إلى أحواض داخلية، وتتدفق معظم الأنهار الإيرانية وهي قصيرة نسبيًا وطويلة العمق، من الأنهار الإيرانية الرئيسية وهي أنهار الدز، والكرخية، وكارون، وديالى، ونزل الزاب، إن للشحن على المسار السفلي من قارون أهمية متزايدة بسبب التنقيب عن النفط وتكريره في المنطقة المجاورة، وهذا بسبب زيادة إمدادات المياه في إيفان[٣][٢].
الأهمية الاقتصادية لنهر قارون
استخدم الإيرانيون أنهارهم لري أراضيهم الزراعية منذ العصور القديمة، وتوفر السدود مياه الري في المناطق الزراعية الأكبر حجمًا، كما أنها تولِّد الطاقة الكهرومائية لشركات الصلب في البلاد ومصافي النفط ومحطات الطاقة وغيرها من الصناعات، ويُعد نهر قارون الممر المائي الوحيد الدائم في إيران وهو ممر مائي تجاري منذ اكتشاف النفط في المنطقة، كما تُعد وديان سفيد رود وديالى ريفر طرقًا تجاريةً هامةً، يشتهر النهر بكمياته الكبيرة من الأسماك، خاصةً سمك الحفش وسمك السلمون المرقط[٣].
النزاعات الإقليمية على نهر قارون
توجد ثلاثة أنهار تمتد عبر الحدود الطويلة لإيران، يحد نهر أراس أرمينيا وأذربيجان ويحد نهر أتريك تركمانستان ويشترك شط العرب بحدود مع العراق، بالإضافة إلى ذلك تشترك خمس دول من بينها إيران في بحر قزوين أكبر مسطح داخلي للمياه في العالم، وتُعد هذه المعالم مواقع النزاعات الإقليمية عبر التاريخ المسجل، وفي عام 693 قبل الميلاد قاتلت الإمبراطورية الآشورية العيلاميين في معركة نهر ديالى، وفي الآونة الأخيرة وفي أعقاب الحروب الروسية الفارسية في القرن التاسع عشر، اختير نهر أراس كحدود بين الإمبراطورية الروسية وكوجار إيران، ويُعد نهر أتريك حدودًا بين إيران والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، وأوقفت القوات الإيرانية خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينات التقدم العراقي المبكر في نهر قارون[٣].
التهديدات البيئية على نهر قارون
تُعد السدود وسيلةً لتوفير الري والطاقة الكهرومائية في بعض المناطق، وكانت لها آثار كارثية على مناطق أخرى، ففي عام 2009، أُعلنت ثلاث مناطق من محافظة البصرة في جنوب العراق كمناطق كوارث بسبب السدود الإيرانية على نهر قارون، وتسببت السدود الجديدة بارتفاع مستوى الملوحة في المنطقة التي دمرت المزارع وهددت الماشية، وأُجبر المدنيون على الإخلاء، وكان للسدود على بعض الأنهار تأثير كبير على تركيبة الرسوبيات وبيئة النهر، كما تسببت السدود بغمر العديد من المواقع الأثرية ذات القيم التاريخية الهامة، وأصبحت الأنهار التي كانت مهمةً ذات يوم مجرد أنهار معرضة للجفاف[٣].
افتتاح نهر قارون
مع اشتداد حدة التنافس الأنجلوروسي في أواخر القرن التاسع عشر بسبب الموقف الجيوسياسي والموارد التجارية لإيران، بدأت بريطانيا العظمى بممارسة ضغوط هائلة على حكومة الشاه لتزويدها بوصول إلى طريق القارون التجاري، وكان هذا يعني فتح النهر القابل للملاحة الوحيد في إيران أمام السفن البريطانية، وكذلك بناء طريق نقل أو خط للسكك الحديدية من أجل ربط المناطق الداخلية بالبحار المفتوحة[٤].
كانت بلدة المحمرة المسماة اليوم خرمشهر في وقت افتتاح نهر قارون الميناء الرئيس لإيران، وتقع على بعد ما يزيد قليلاً عن ميل من شط العرب على الضفة اليمنى لقناة ظفر، حتى في ذلك الوقت قدمت المدينة مزايا غير عادية كميناء، ويمكن الوصول إليها بواسطة بواخر المحيط ذات الحمولة المعتدلة لشط العرب والشور بهمانسير والتي كانت بالكامل في الأراضي الفارسية، من المحمرة إلى الأهواز تبلغ المسافة بالمياه حوالي 120 ميلًا وبرًا أقل من 80 ميلًا، وعلى طول هذه المسافة يعد نهر قارون نهرًا واسعًا يتراوح طوله من 300 ياردة إلى ربع ميل وأحيانًا أكثر، في المتوسط يقال إن منسوب المياه بالقرب من الأهواز هو نفسه في نهر دجلة إلى بغداد[٤].
المراجع
- ^ أ ب "KARUN RIVER i. Geography and Hydrology, ii", www.iranicaonline.org, Retrieved 17-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Kārūn River ", www.britannica.com, Retrieved 17-7-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Longest Rivers In Iran", www.worldatlas.com, Retrieved 17-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "KARUN RIVER iii. The Opening of the Karun", www.iranicaonline.org, Retrieved 17-7-2019. Edited.