السعادة
الغالبية ليست بحاجة إلى تعريفٍ يوضّح معنى السعادة، فهم يعرفونها عندما يشعرون بها، وفي أوقات كثيرة يُستخدم مصطلح السعادة لوصف عدد من المشاعر الإيجابية كالفرح والفخر والرضا والامتنان وغيرها، ويرى كثير من الباحثين أنّ السعادة مرتبطة بالرفاهية الشخصية، وهذا يعني أنّ الأشخاص الذين يعيشون رفاهيةً شخصيةً أكثر ولديهم رضا أكبر عن حياتهم الخاصة يشعرون بالسعادة أكثر من أولئك الذين يعيشون رفاهيةً أقل[١].
طُرق الحصول على السعادة
يُمكن أن يُصبح الشخص سعيدًا بالتزامه ببعض العادات وفقًا لما يأتي[٢]:
- الابتسامة: يميل الأشخاص للابتسام عندما يكونون سعداء بالفعل، إلا أنّ الحقيقة هي أنّ الابتسامة تعمل بالاتجاهين، فعندما يبتسم الشخص يُفرز الدماغ الدوبامين مما يجعله أكثر سعادةً؛ لذا في المرة التي يشعر فيها الإنسان بالضعف بإمكانه أن يبتسم ليُلاحظ التغيير، أو يُمكن بدء كل صباح بأن يبتسم الإنسان للمرآة.
- التمارين الرياضية: التمارين الرياضية لا تفيد الجسم فقط، إنّما هي هامة أيضًا للحد من التوتر ومشاعر القلق والاكتئاب، كما تُعزز من احترام الذات والسعادة، ويكفي لهذا الأمر ممارسة تمارين بسيطة لأي فترة زمنية، منها التجول حول المنزل مساءً كل يوم بعد العشاء، أو الاشتراك في دروس اليوغا أو رياضة التاي تشي، أو ممارسة خمس دقائق من تمارين التمدد كل صباح، كما يُمكن ممارسة أي نشاط آخر مفضل كالغولف أو البولينج أو الرقص.
- أخذ قسطٍ كافٍ من النوم يوميًا: يحتاج غالبية البالغين إلى النوم بمعدل 7 إلى 8 ساعات يوميًا، مع الالتزام بموعد ثابت للاستيقاظ والنوم كل يوم حتى في أيام عطل نهاية الأسبوع، وللمساعدة على نوم هادئ يُمكن أخذ حمام دافئ أو القراءة وتجنب تناول الطعام أو الشراب الثقيل، كما يجب الحفاظ على غرفة النوم مظلمةً وهادئةً وبدرجة حرارة معتدلة.
- المجاملات: أظهرت الأبحاث أنّ أداء أعمال لطيفة تجاه الآخرين يُمكن أن يُشعر الشخص بالرضا والسعادة؛ لذا يُمكن الإشادة بإطلالة أحدهم أو مظهره بأسلوب جيّد أو أداء غيرها من الممارسات.
- التنفس العميق: يُمكن ممارسة التنفس العميق للحد من التوتر، وذلك عبر إغلاق العينين مع محاولة تخيل ذكرى سعيدة أو أحد الأماكن الجميلة، ثمّ أخذ نفس بطيء عميق عبر الأنف ثم التنفس ببطء من خلال الفم أو الأنف، وتكرار العملية عدة مرات لحين الشعور بالهدوء.
- تقبل اللحظات التعيسة: إنّ التصرف بإيجابية أمر جيد، إلا أنّ الجميع معرّضون لمواجهة المواقف السيئة، فهي جزء طبيعي من الحياة؛ لذا عند الوقوع في مشكلة أو ارتكاب خطأ معين لا يُشترط التظاهر بالسعادة، بل يجب الاعتراف بالشعور بالتعاسة، ثمّ تحويل التركيز للأمر الذي سبّب هذا الشعور والأمور التي يجب فعلها لاستعادة الحالة الطبيعية.
- الأصدقاء: البشر كائنات اجتماعية، ووجود أصدقاء حولهم يجعلهم أكثر سعادةً، لذا يُمكن التخطيط للخروج مع الأصدقاء أو العثور على صداقات جديدة من خلال التطوع في مجموعات محلية مثلًا، ويُشار إلى أنّ الرفقة لا تقتصر على الإنسان فقط إنما تشمل الحصول على حيوان أليف أيضًا وفقًا للعديد من الدراسات.
- المساحات الخضراء: إنّ تخصيص ثلاثين دقيقةً أو أكثر خلال الأسبوع للجلوس في المساحات الخضراء من شأنه خفض ضغط الدم المرتفع والحد من الاكتئاب، ويُمكن أن تكون المساحة الخضراء حديقةً في الحي أو حديقة المنزل أو أي مكان آخر يحتوي بعض المناظر الطبيعية والهواء النقي.
- الخروج منفردًا: لا توجد قاعدة تمنع الشخص من الخروج بمفرده إلى أي مكان يريده، لذا لتحسين المزاج والشعور بالسعادة يُمكن تخصيص عادة شهرية تتمثل بخروج الشخص منفردًا إلى مطعمه المفضل أو السينما لمشاهدة أحد الأفلام أو الذهاب في الرحلة التي كان يتمنى الذهاب إليها؛ فحتى عندما يكون الشخص اجتماعيًا سيظل بحاجة لقضاء بعض الوقت وحده ليعود لممارسة الأنشطة بنشاطٍ وطاقةٍ أكبر.
- التحكم في التفكير: في بداية كل شهر يُمكن تجهيز قائمة قصيرة تتضمن ذكرياتٍ سعيدةً، والاطلاع عليها في كل مرة يشعر فيها الشخص بالإحباط أو الضيق أو الحزن.
جعل الآخرين سعداء
توجد العديد من الأساليب التي تجعل الآخرين سعداء، والتي تُساهم في الوقت نفسه في إسعاد الشخص ذاته، ومنها ما يأتي[٣]:
- البدء بالسلام والترحيب بالآخرين: حتى لو كان ذلك فقط بمجرد ابتسامة وكلمات بسيطة، فهي اعتراف ضمني بتقدير وجود الشخص المقابل.
- الاتصال بصديق دون سبب: فما يحصل هذه الأيام غالبًا هو إرسال الرسائل النصية عند الحاجة لشيء ما، وفي هذه المرة يُمكن فتح مكالمة هاتفية عشوائية مع أحد الأصدقاء ومفاجأته أن لا سبب للاتصال سوى الرغبة بالاطمئنان عليه ومعرفة أحواله وأخباره.
- تقديم خدمات دون مقابل: كرعاية أحد الأطفال مثلًا، وذلك بالتفكير في صديق موثوق متزوج يمتلك أبناءً ويظلّ مشغولًا طوال الوقت، وفي هذه الحالة بالإمكان إخباره بالاستعداد للتجول مع أطفاله في نهاية الأسبوع ليتمكّن من الخروج مع زوجته لبعض الوقت، ومن ذلك أيضًا القيام بالأعمال الخيرية كوسيلة لإظهار التعاطف مع الآخرين، ويُمكن ذلك عن طريق فرز الملابس في الخزانة واختيار تلك التي لا تُرتَدى لمنحها للمحتاجين، وكذلك فرز ألعاب الأبناء والتبرع بما لا حاجة له، ويُمكن في هذه الحالة إشراك الابن في التبرع حتى يعرف أهمية العطاء.
- التحضير لدعوة: إنّ أفضل ما يُمكن فعله هو التخطيط لمواعدة مجموعة من أقرب الأصدقاء في منزل أحدهم أو في مطعم للتحدث وقضاء ليلة مليئة بالسعادة.
- الضحك: يُمكن أداء بعض الأعمال التي تدفع الآخرين للضحك، مثل مشاركة نكتة مضحكة أو الذهاب برفقة الشريك إلى عرض كوميدي.
أهمية السعادة
يتميز الأشخاص السعداء في المتوسط بكونهم أكثر نجاحًا في العمل والحب مقارنةً بالآخرين غير السعداء، إذ لديهم أداء ووظائف أفضل، ودخل أعلى على مستوى العمل، أمّا على مستوى الحب فلديهم احتمال أكبر ليحصلوا على الزواج، وعند الزواج سيكونون أكثر راحةً في حياتهم الزوجية مقارنةً بغير السعداء، وجديرٌ بالذكر أيضًا أنّ الأشخاص السعداء يميلون للتمتع بصحة أفضل ويعيشون حياةً أطول، وقد وُجد أنّ المشاعر الإيجابية توسّع تفكير الإنسان وتعزز من قوّته وحكمته ومرونته، وتُساهم في التخلّص من التوتر وتُسهّل التعامل مع التحديات والمشاعر السلبية[٤].
المراجع
- ↑ "What Is Happiness?", greatergood.berkeley, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ↑ Ann Pietrangelo (15-1-2019), "How to Be Happy: 25 Habits to Add to Your Routine"، healthline, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ↑ Daniel Wallen, "20 Simple Ways To Make Someone Happy"، lifehack, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ↑ CHRISTINE CARTER (19-11-2009), "Is Happiness Actually Important?"، greatergood.berkeley, Retrieved 16-12-2019. Edited.