اعرف شخصيتك من طريقة نومك

اعرف شخصيتك من طريقة نومك

النوم

النوم هو الحالة الطبيعية من الاسترخاء عند الكائنات الحية، وهو لا يعني فقدان الوعي، بل هو تغير لحالة الوعي، مع ذلك فإنَّ الأبحاث الدراسية ما زالت جاريةً بخصوص النوم، إذ يعتقد الغالبية أنَّ النوم ظاهرة طبيعية تُعيد تنظيم نشاط الدماغ، والفعاليات الحيوية الأخرى في الكائنات الحية، بينما يرى البعض أنَّ النوم خمول في الوظائف الجسدية والعقلية لفترة معينة بهدف تجديد النشاط، ومن الجدير ذكره أنَّ البعض يربط بين طريقة النوم والشخصية، أي إنَّ البعض يحللون الشخصية من خلال طريقة النوم التي ينامها الإنسان[١].


لغة الجسد

تعكسُ لغة الجسد الكثير عن شخصية الإنسان وأفكاره، حتّى أنّها تُشكّل ما نسبته 60-65% من تواصله مع الناس، بدءًا من تعابير وجهه إلى حركات جسده، وإنّ فهم لغة الجسد مهم جدًّا إذ إنّها تُعبر بصدقٍ أكبر عمّا يجول داخل الإنسان أكثر من الكلام الذي يقوله[٢]، لكن المدهش أكثر من ذلك هو أنّ طريقة النوم يُمكن أن تخبر الكثير أيضًا عن شخصية الإنسان وصفاته، فمعظم الناس ينامون بمعدل 6 ساعات أو أكثر، لهذا من الطبيعي أن تكشف وضعية النوم الكثير عن صفات الإنسان كما أنّها تؤثر على صحّته[٣].


وضعيات النوم ودلالتها

  • وضعية الجنين: تكون السيقان منحنية في هذه الوضعية وتكون الذراعان أمام صدر الإنسان[٤]، والنوم بهذه الوضعية يوحي بأن الإنسان يحمي نفسه من شيء خارجي ويعبر عن الانطوائية والحساسية والخجل، ويبدو الأشخاص الذين ينامون بهذه الطريقة قاسين من الخارج لكنهم من الداخل لينون جدًّا، وحسب الإحصاءات فإن هذه الوضعية هي الأكثر شيوعًا بين الناس[٥].
  • وضعية الخشبة: وهي وصف للنوم على أحد الجانبين باستقامة ومد الذراعين على الجانبين، ويوصف الأشخاص الذين ينامون بهذه الطريقة بأنهم لطيفون ومبتهجون وموثوقون، لكنهم معروفون أيضًا بالسذاجة، ويصف هؤلاء الأشخاص أنفسهم بأنهم بصحة جيدة، كما ينصح بالنوم بهذه الطريقة إذ إنّها تُوفّر راحةً أكبر وتُقلل من احتمال تقطع النوم[٥][٦].
  • وضعية المشتاق: وهي وصف للنوم على أحد الجانبين ومد الذراعين إلى الأمام كمحاولة الوصول إلى شيء ما، ويوصف الأشخاص الذين ينامون بهذه الوضعية بأنهم معقدون بعض الشيء، ومنفتحون لكنهم أحيانًا ساخرون، ويكونون بطيئين وحذرين عند اتخاذ قرار ما، لكنهم بعد اتخاذه يتمسكون به بشدة ولا يتراجعون عنه[٥].
  • وضعية الجندي: وهي وصف للنوم على الظهر ومد الذراعين باستقامة على الجانبين، ويوصف هؤلاء الأشخاص بالانضباط وبالرؤية الواضحة في الحياة كما يمكن أن يكونوا صارمين ودقيقين ومتطلبين[٥][٧].
  • وضعية نجمة البحر: وهي وصف للنوم على الظهر مع مباعدة الساقين ورفع الذراعين لأعلى عند جانبي الرأس، ويوصف هؤلاء الأشخاص بالوفاء كما أنهم يكوّنون صداقات بسرعة وسهولة، ويولون العائلة والأصدقاء أهميةً كبيرةً في حياتهم[٨][٤].
  • وضعية السقوط الحر: وهي وصف للنوم على البطن مع وضع الذراعين أسفل الوسادة أو لفهما حولها ولف الوجه جانبًا، ويوصف هؤلاء الأشخاص بأنهم اجتماعيون وجريئون لكن لا يمكنهم التعامل بسهولة مع النقد والمواقف الانفعالية أو الغريبة[٥].


عوامل مؤثرة في وضعية النوم

الشعور بالراحة والاسترخاء من العوامل المهمة في اتخاذ وضعية نوم معينة عند الناس، لكنّه ليس العامل الوحيد، فمن العوامل الأخرى المؤثّرة[٩]:

  • العمر: مع تقدم الإنسان في العمر تصبح وضعية النوم الجانبية هي المفضلة لدى المعظم، إذ تُظهر بعض الدراسات أنّ الإنسان يبدأ بتفضيل هذه الوضعيّة في بدايات مرحلة البلوغ، ثم تزداد تدريجيًّا مع التقدم في العمر، كما تقلّ الحركة أثناء النوم مع التقدم في العمر أيضًا، وتقول الدّراسات إنّ الأطفال يُغيّرون وضعية نومهم في الليل أكثر بمرتين ممّن تبلغ أعمارهم 65 سنةً فما فوق.
  • الجنس: يختلف الرجال والنساء في وضعيات النوم المفضلة لديهم، فمثلًا تُشير بعض الدراسات إلى أن النساء اللواتي يفضلن النوم بوضعية الجنين هن ضعف الرجال الذين يفضلون النوم بهذه الوضعية، وأثناء الحمل تزداد وضعية النوم أهميةً عند النساء فلا يُستحسن أن تنام المرأة الحامل على ظهرها فقد يؤدي هذا إلى ألم في الظهر ومشكلات في التنفس وانخفاض ضغط الدم وغيرها.


علاقة وضعية النوم بالأحلام

تُبيّن الأبحاث وجود ارتباط بين وضعية النّوم والأحلام، فمثلًا النّوم على الجهة اليُمنى يُقلّل من الأحلام المزعجة والكوابيس مقارنةً بالنوم على الجهة اليُسرى، كما أنّ النّوم على الظهر يزيد من احتمال الأحلام المزعجة ويصعب على من ينام بهذه الوضعية غالبًا استذكار أحلامه، أمّا الذين ينامون على بطنهم فتكون أحلامهم واضحةً ومثيرةً[٩].


علاقة وضعية النوم بالصحة

تؤثر وضعيات النوم المختلفة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على الصحة، وفيما يأتي توضيح لعلاقة وضعية النوم بالصحة[٩][١٠]:

  • النوم على الظهر: حسب ما تُشير إليه منظمة النوم الوطنية فإن 8% من الناس ينامون على ظهورهم، ويكون الجسم بهذه الوضعية مرتاحًا جدًّا، إذ إنّ وزن الجسم يكون موزعًا بالتساوي ولا وجود لضغط زائد على نقطة معينة فيه، وبالتالي تقلّ نسبة الحركة أثناء الليل، كما يجد المصابون بالتهاب المفاصل وضعية النوم على الظهر الخيار الأفضل لهم، كما أنّه الخيار الأنسب لمن لا يريد ظهور التجاعيد على وجهه، في المقابل يجد المصابون بآلام في الظهر والرقبة هذه الوضعية غير مريحة بالنّسبة لهم، بل يمكن أن تزيد من شعورهم بالألم في هذه الأماكن.
  • النوم على الجانب: يساعد النوم بهذه الوضعية على تقليل الأعراض لمن يُعاني من الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم، كما يخفف من آلام الرقبة والظهر، وتُنصح النساء الحوامل بالنوم على جانبهن الأيسر، للمساعدة في تنشيط الدورة الدموية وتدفق الدم إلى المشيمة، كما يساعد النوم على هذا الجانب في الهضم، وهو الخيار الأنسب لمن يعاني من متلازمة النفق الرسغي، في المقابل إنّ النوم بهذه الوضعية يزيد من ظهور التجاعيد بسبب ضغط الوسادة على جانبي الوجه، كما أنه يسبب الشعور بتنمل في الأطراف بسبب الضغط عليها لمدة طويلة، والذي يؤدي إلى انقطاع النوم المتكرر في الليل.
  • النوم بوضعية الجنين: وهي الوضعية الأكثر شيوعًا خصوصًا عند النساء، وتتشابه فوائد النوم بهذه الوضعية مع فوائد النوم على الجانب مثل التقليل من الشخير وآلام الظهر، لكن قد يصاب الجسم بالتصلب في اليوم التالي ويمكنه التأثير سلبًا على التنفس لتأثيره على عمل الحجاب الحاجز.
  • النوم على البطن: تُعدّ هذه الوضعية من أسوأ وضعيات النوم إلا في بعض الاستثناءات فقد تساعد على التخفيف من الشخير وتوقف التنفس في أثناء النوم، إذ يُسبب النوم على البطن آلامًا في الظهر والرقبة ويؤدي إلى حدوث انحناء في العمود الفقري، ويتسبب بظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة في عمر مبكر بسبب ضغط الوسادة على الوجه.


عمومًا، يُنصح الأفراد بالنوم بالطريقة التي ينالون بها القسط الأكبر من الراحة، أمّا بالنّسبة للذين يجدون صعوبةً في تحديد الوضعية الأفضل بالنسبة لهم، فينصحون بزيارة الطبيب والمتخصصين للحديث عن هذا الموضوع.


معلومات قد تفيدك حول النوم

فيما يأتي نقدم لكِ مجموعةً من المعلومات المفيدة عن النوم[١١]:

  • توجد علاقة مباشرة بين الرياضة والنوم، فممارسة التمارين الرياضية بانتظام يجعلك تتمكنين من النوم بسهولة وعمق، أمّا ممارسة الرياضة بطريقة متقطعة أو ممارسة الرياضة قبل النوم مباشرةً فهي عادة سيئة ستجعل نومك أكثر صعوبةً.
  • يحتاج جسد المرأة من سبع إلى تسع ساعات من النوم يوميًا، لكن هذا ليس مقياسًا لا يمكن تغييره، فبعض النساء يحتجن إلى 6 ساعات فقط، وبعضهن يحتجن إلى 10 ساعات كاملة.
  • للحفاظ على جسدك بصحة جيدة يجب أن تعطي النوم أهميةً كما تفعلين مع النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
  • النساء اللواتي لا يحصلن على قسطٍ كافٍ من النوم أكثر عرضةً لزيادة الشهية بسبب انخفاض مستويات هرمون الليبتين المسؤول عن تنظيم الشهية وهو ما قد يؤدي لزيادة الوزن مع الوقت.


المراجع

  1. "What Is Sleep?", takingcharge, Retrieved 23-2-2020. Edited.
  2. Kendra Cherry (28-9-2019), "Understanding Body Language and Facial Expressions"، verywellmind, Retrieved 12-12-2019. Edited.
  3. Lauren Cahn, "This Is What Your Sleep Position Reveals About Your Personality"، rd, Retrieved 12-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "What Does Your Sleeping Position Say About You?", sleepadvisor,13-6-2019، Retrieved 12-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Your Favorite Sleep Position Could Say a Lot about You", bettersleep, Retrieved 12-12-2019. Edited.
  6. "Sleeping Positions", sleepcouncil, Retrieved 12-12-2019. Edited.
  7. "What Your Sleeping Position Reveals About Your Personality", brightside, Retrieved 12-12-2019. Edited.
  8. "What's the Best Position to Sleep In?", webmd, Retrieved 12-12-2019. Edited.
  9. ^ أ ب ت Michael Breus (9-10-2018), "How Your Sleep Position Affects Your Health, Your Dreams And Your Personality"، thesleepdoctor, Retrieved 14-12-2019. Edited.
  10. CAROLINE BURKE (19-2-2018), "Does Your Sleep Position Affect Your Dreams? Science Says It Totally Does"، elitedaily, Retrieved 14-12-2019. Edited.
  11. "25 Random Facts about Sleep", sleepfoundation, Retrieved 24-2-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

584 مشاهدة