محتويات
ثقافة العمل الحر
بدأت ثقافة العمل الحر باجتياح المجتمعات شيئًا فشيئًا حتى اتخذت مكانة مرموقة، ويشار إلى أنها مصدر فريد لكسب الرزق وتغيير نمط الحياة التقليدي، فيكون الشخص قادرًا على العمل لحسابه الشخصي دون أن يخضع لبراثنِ الوظيفة التقليدية والجلوس خلف المكتب؛ فيكون لدى العامل الحر القدرة على التحكم بتقسيم وقته وتنظيمه وموقع أداء العمل دون قيود، وتشير المعلومات إلى أن العمل الحر قد فتح الأفق أمام العقول النيرة للإبداع والابتكار وتحقيق الاستقلالية، كما أنه المنبر الذي أخذ بيد الموظفين نحو التخلص من الملل والروتين.
بالرغمِ مما تقدّم؛ إلا أن العمل الحر لا يتناسب مع جميع الأشخاص والفئات؛ فتوجد الكثير من الفئات التي لا يمكن لها تحقيق الأهداف سوى داخل المكتب في المؤسسة، ومنهم من يعجز عن التحكم بالوقت وتنظيمه وترتيب الأولويات، وتتفاوت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لهذه الثقافة حديثة النشأة، وفي الآونة الأخيرة ظهر العمل المستقل أي العمل الحر أيضًا، ولا يقتصر العمل على النجارة والحدادة وغيرها؛ وإنما يتجاوزها ليصل إلى العمل عن بُعد والحصول على مرتب مالي ملائم لقدرات وجهود الموظف المبذولة.[١]
أسباب انتشار ثقافة العمل الحر
وقفت الكثير من الأسباب والدوافع خلف انتشار ثقافة العمل وازدياد رقعة ارتيادها، ومن أبرز الأسباب الكامنة خلف ذلك[١]:
- إمكانية ارتياد سوق العمل متى أراد الشخص، إذ يكون حرًّا غير مُقيّد بعدد ساعات محدد أو بتوقيت معين مُجبر به على البدء بالعمل وإنهاء المهام الموكولة إليه.
- امتهان المجال المناسب، بحيث يسخر المُستقل قدراته وخبراته ومهاراته التي اكتسبها تحت تأثير الشغف والرغبة بها في المجال الذي يرى نفسه مبدعًا به، بالإضافة إلى العمل من أي مكان وفي أي زمان.
- المستقل يلعب دور المرؤوس والرئيس في آنٍ واحد، فيصبح الأمر رائعًا ومناسبًا له فيتخلص من الروتين والسلطة الممارسة عليه.
- القدرة على جعل الطموح مرئيًّا ومجسدًا على أرض الواقع، ويكون ذلك مساعدًا على الخروج عن المألوف والإتيان بكل ما هو جديد وغير مسبوق.
- اكتشاف الأخطاء تلقائيًّا دون توبيخ أو إيقاع العقوبات من المدراء، بل إن الأمر يجعل من الشخص قادرًا على معرفة مواطن الضعف واكتشاف الأخطاء وتصحيحها للوصول إلى الهدف المنشود.
- تحقيق المرونة والتوازن في تقسيم الوقت ما بين الحياة والعمل، ويشار إلى أن المرونة تساعد على رفع مستويات الإنتاجية والمعنويات.
مميزات ثقافة العمل الحر
من أبرز مميزات ثقافة العمل الحر[٢]:
- التخلص من القيود الوظيفية من أبرز ما يمكن أن تمتاز وتنفرد به ثقافة العمل الحر، فيتمكن المستقل من التمرد على الروتين.
- الحصول على ربح مادي أكبر، إذ يكون العامل الحر صاحب القرار الأول والأخير في تحديد المردود المادي، وذلك على خلاف الوظائف الاعتيادية.
- تحقيق أقصى درجات النجاح والتقدم والتطور في العمل بفترة زمنية قصيرة، ويعزى ذلك للجهود المبذولة من قِبل الفرد في عمله.
- الحرية المطلقة في تحديد الوقت والمكان المرغوب به لأداء الوظيفة أو المهام وتسليمها.
- تولي مسؤولية إدارة الذات والعمل، فيكون الفرد هو المسؤول عن اتخاذ القرار وصنعه.
- تحديد الطريقة المرغوب باستلام الأرباح والأموال بها، مع إمكانية تحديد المساحة المخصصة للإدارة وفقًا لما يتوفر لديك من موارد متاحة.
- القدرة على تحقيق نجاح أكبر كلما كان الأداء منظمًا ومميزًا وملتزمًا.
- إشباع الرغبة في القدرة على تحقيق الإبداع وتنمية المواهب.
- التمتع بدرجة عالية جدًّا من المرونة.
سلبيات ثقافة العمل الحر
بالرغم من الإيجابيات الكثيرة التي تتمتع بها ثقافة العمل الحر، إلا أنه توجد بعض الجوانب والسلبيات التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار، ومنها[٢]:
- عدم وجود راتب ثابت شهريًّا، وذلك بأن يتوقف الحصول على الراتب واختلاف قيمته بمجرد حصول أي اختلاف في كمية الإنجاز على المهام.
- الافتقار لوجود الضمان الاجتماعي أو مكافأة نهاية الخدمة أو حتى راتب تقاعدي.
- تحمل مسؤولية مضاعفة عن تلك التي يتحملها الموظف التقليدي.
- الافتقار للشعور بالاستقرار الوظيفي.
- تحمل أعباء مالية وحيدًا، إذ إن العمل ملكًا له ويستوجب عليه تحمل أي مصاريف يتطلبها، أما العمل التقليدي فعلى عكس ذلك؛ فإن المسؤولية تقع على عاتق الدولة أو الحكومة أو المؤسسة.[٣]
- العجز عن تنظيم الوقت، فالكثير من الأشخاص يعانون من قضية عدم القدرة على تنظيم الوقت؛ وبالتالي تراكم المهام وعدم القدرة على إنجازها في الوقت المطلوب، ويتأثر بذلك المبلغ المالي المحصود.
المراجع
- ^ أ ب محمد الجاويش (17-5-2015)، "لماذا العمل الحُر هو الأفضل؟ 10 أسباب تشرح لك"، ساسة بوست، اطّلع عليه بتاريخ 14-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "مزايا وتحديات العمل الحر"، بوابة العمل الحر، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.
- ↑ Sahar (20-1-2017)، "إيجابيات وسلبيات العمل الحر"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2019. بتصرّف.