محتويات
صديد البول
كثيرة هي المشكلات التي تعاني منها السيدة الحامل خلال فترة الحَمل، ولعلّ من ضمن تلك المشكلات الصحية هي وجود الصديد في البول، فصديد البول والتهاب المسالك البولية يعدّان من الأمور الشائعة التي تمر بها الحامل خلال شهور الحمل، ويعود ذلك إلى التغيرات الهرمونية والجسدية التي تصيب جسم المرأة خلال تلك الشهور، مما يفسح المجال أمام الجراثيم لدخول المسالك البولية والتكاثر فيها، لذلك ينبغي للحامل المصابة بصديد البول استشارة الطبيب المختص لتحديد السبب الدقيق الكامن وراء الإصابة، فإهمال هذا الأمر يحتمل أن يؤدي لاحقًا إلى حدوث مضاعفات لدى الجنين.
يعرف صديد البول بأنه وجود القيح في البول الذي يطرحه الإنسان خارج الجسم، ويكون هذا القيح أو الصديد مكون من كريات الدم البيضاء، فكما هو معلوم عندما يصاب الشخص بالالتهاب في مكان معين في جسمه، فإن كريات الدم البيضاء تنتقل فورًا إلى مكان الالتهاب أو العدوى، وتتولى وظيفة مكافحة الأجسام الغريبة التي تهاجم الجسم مثل الجراثيم والفيروسات، فينجم عن هذا الأمر خروج الصديد مع البول، وعمومًا تشيع الإصابة بصديد البول أكثر عند النساء مقارنة بالرجال، ويعود ذلك إلى ارتباطه بانخفاض مستويات الإستروجين لديهن، فضلًا عن بلوغهن سن اليأس ومعاناتهن من انقطاع الطمث؛ فهذا الأمر يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالتهاب المسالك البولية، التي تتضمن أعراضها صديد البول[١][٢].
علاج صديد البول عند الحامل
يعمد الطبيب في بادئ الأمر إلى تشخيص الإصابة بصديد البول من عدمها، ويجري ذلك من خلال مجموعة من التحاليل والاختبارات القائمة على أخذ عينة من البول، وتحليلها اعتمادًا على تركيزها وشكلها ومكوناتها؛ فالبول القاتم المحتوي على عدد كبير من كريات الدم البيضاء يشير غالبًا إلى الإصابة بصديد البول، وقد تُفضي نتائج التحاليل السابقة إلى العثور على أمراض أخرى، فعلى سبيل المثال، يشير وجود كريات الدم البيضاء وأسترات النتريت إلى الإصابة بالتهاب المسالك البولية، في حين تشير مستويات البروتين المرتفعة إلى الإصابة بأحد أمراض الكلى.
يعتمد علاج صديد البول عند الحامل على تحديد السبب الكامن وراءه، فإذا كان عائدًا إلى الالتهابات الفطرية، يكون من الضروري حينها تناول الأدوية المضادة للفطريات للتخلص من العدوى، وترجع معظم حالات صديد البول عند الحامل إلى الإصابة بالتهاب المسالك البولية، وهذا الأمر يتطلب من المرأة تناول المضادات الحيوية لمدة تتراوح بين 3 - 7 أيام، وقد يباشر الطبيب مرحلة العلاج الدوائي قبل معرفة نتائج اختبار البول إذا كانت الحامل تشعر بالضيق والانزعاج بسبب العدوى، وفي معظم الحالات تتراجع شدة أعراض التهاب المسالك البولية ومن ضمنها صديد البول في غضون 3 أيام من تاريخ تناول الأدوية، ومع ذلك ينبغي للمرأة ألا تتوقف عن تناول الأدوية قبل نهاية الجرعة الموصى بها، وتكون معظم الأدوية والمضادات الحيوية المستخدمة للعلاج آمنة للاستخدام عند النساء الحوامل، بيد أن بعضها الآخر قد يؤثر على عملية نمو الجنين، لذلك يجب على الحامل استشارة الطبيب وعدم تناول أي أدوية دون مراجعته[٣][١].
أسباب صديد البول عند الحامل
يكمن السبب الرئيس وراء وجود الصديد في البول في تعرض جسم المرأة لكثير من التغيرات الهرمونية والجسدية خلال فترة الحمل، وهذا يترافق مع الإصابة بالتهاب المسالك البولية لديها؛ فهذا الالتهاب يشكل السبب الأساسي للإصابة بصديد البول عند الرجال والنساء على حد سواء، بيد أنه ثمة أسباب أخرى للإصابة بصديد البول، وهي تشمل عمومًا كلًّا من الأمور الآتية[١][٢]:
- الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًّا، مثل الكلاميديا والسيلان والهربس التناسلي وعدوى فيروس الورم الحليمي البشري والزهري وداء المشعرات وفيروس نقص المناعة البشرية، والإيدز.
- الإصابة بأحد الالتهابات الفيروسية مثل فيروس الورم الحليمي البشري وعدوى الفيروس المضخم للخلايا.
- الإصابة بالتهابات الحوض.
- المعاناة من متلازمة المثانة المؤلمة.
- الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي.
- المعاناة من الالتهاب الرئوي.
- الإصابة بالتهاب المثانة الإشعاعي الناجم عن تلقي المريض علاجًا إشعاعيًّا.
- الإصابات بأحد الالتهاب الفطرية.
- أمراض المناعة الذاتية مثل مرض كاواساكي.
- الالتهابات داخل البطن.
- أمراض الكلى المختلفة، مثل عدوى الكلى وتكيس الكلى وحصى الكلى.
- رفض الجسم للكلية المزروعة.
- الإصابة بمرض السل.
- وجود بعض الجراثيم والطفيليات الغريبة في الجهاز البولي.
- الإصابة بناسور الجهاز البولي.
- تناول بعض الأدوية لمدة طويلة، مثل المضادات الحيوية والبنسلين، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية ومدرات البول وغيرهم.
أعراض صديد البول عند الحامل
تعاني المرأة المصابة بصديد البول من تحول لون البول لديها ليصبح غامقًا نتيجة وجود الصديد، ويحصل هذا الأمر عادةً دون أعراض أخرى، بيد أن المرضى المصابين بصديد البول الناجم عن التهاب المسالك البولية قد يعانون من أعراض أخرى تشمل كلًّا مما يأتي[١][٤][٥][٦]:
- تكرار مرات التّبول خلال اليوم بما يفوق الحد الذي اعتادَت عليه المرأة، وقد يكون هذا الأمر أيضًا من الأعراض الجانبية للحمل.
- الشعور بالألم والحرقة أثناء التبول.
- التبول المتقطِّع على مدار اليوم، إذ إن المرأة تعجز عن إفراغ المثانة دفعة واحدة، وإنما تتبول كميات قليلة من البول، ثم تعود للتبول مرة أخرى، فهذا الأمر من الأهم الأعراض الناجمة عن التهاب المسالك البولية والدالة على معاناتها من صديد البول.
- المعاناة من الحكة في منطقة المهبل، فضلًا عن زيادة الإفرازات المهبلية لديها.
- الشعور بآلام متفاوتة الشدة في منطقة الحوض، سيما في وسطه وحول منطقة عظم العانة لديها.
- المعاناة من أعراض عديدة مرتبطة بالأسباب الكامنة وراء صديد البول مثل الحمى والغثيان والقيء وضيق التنفس.
الوقاية من صديد البول عند الحامل
لمّا كان التهاب المسالك البولية السبب الرئيس للإصابة بصديد البول، كانت المرأة الحامل قادرة على وقاية نفسها من هذا الالتهاب لتجنب أعراضه المختلفة، ويحصل هذا الأمر عبر اتباعها جملة الخطوات التي تتضمن ما يأتي[٣]:
- الإكثار من شرب الماء خلال اليوم، فلا تشرب المرأة أقل من 8 أكواب يوميًّا.
- تنظيف منطقة المهبل والشرج من الأمام إلى الخلف بعد قضاء الحاجة.
- قضاء الحاجة والتبول قبل ممارسة الجماع مع الزوج.
- تجنب استخدام مزيلات العرق وأصناف الصابون المسببة للتهيج.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية نظيفة، وتجنب ارتداء الملابس الضيقة.
- تنظيف منطقة المهبل وغسلها بالماء الدافئ قبل ممارسة الجماع.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "What is pyuria?", medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ^ أ ب "Everything You Should Know About Pyuria", healthline, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ^ أ ب "What If I Get a UTI While I’m Pregnant?", webmd, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ↑ "UTIs During Pregnancy: Symptoms, Treatment & Prevention of Urinary Tract Infections", whattoexpect, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ↑ "Urinary tract infection (UTI)", mayoclinic, Retrieved 2019-11-1. Edited.
- ↑ "Urinary Tract Infection (UTI) and Cystitis (Bladder Infection) in Females Differential Diagnoses", emedicine medscape, Retrieved 2019-11-1. Edited.