محتويات
الألوان في الخرائط
إن استخدام الألوان لتصميم الخرائط ليس مجرد وسيلة للإيضاح، بل يُقدم اللون معنىً بصريًا للفت الانتباه، ومن خلاله يمكن التركيز على المميزات أو استبعادها، وبناءً على ذلك فإن اختيار اللون عنصر مهم وأساسي في الخريطة؛ إذ يستطيع الإنسان أن يُميّز بعينيه عشرات الآلاف من الألوان المختلفة ولكن عند استخدام الألوان الرمادية يكون قادرًا على تمييز مابين 20- 30 لونًا، وتستطيع العين أن تُحدد الأنماط والحدود واكتشاف الحركة، وعند استخدام شاشات الألوان الحديثة يمكن عرض مئات الألوان بينما على الخريطة الورقية الثابتة لا تستطيع العين أن تتطابق مع أكثر من 16-20 لونًا بسيطًا موجودًا كوسيلة إيضاح مع الخريطة؛ ولزيادة القدرة المحدودة للعين يمكن إضافة الرموز إلى الألوان الرئيسية وذلك لأن الحد العملي لعدد الألوان الواجب عرضها على الخريطة يجب ألا يتجاوز من 10-12، وعند الزيادة عن هذا العدد ستنتج خريطة مشوشة بصريًا، ومن أكثر الخرائط أهمية واستخدامًا الخرائط الفيزيائية التي يُعبر كل لون بها عن شيء معين؛ فمثلًا اللون الأزرق يُمثل المسطحات المائية، بينما اللون الأخضر يُمثل الغطاء النباتي، واللون البني يُعبر عن الصحراء والجبال، واللون الأبيض يُعبر عن الثلوج أو الجليد، ومما لا شك فيه أن تقديم التسلسل في الألوان في وسيلة الإيضاح له أهمية في إظهار العلاقة المرئية لمميزات الخريطة، وأن تسلسل الألوان السلس هو أفضل طريقة لعرض البيانات التي تتغير باستمرار[١].
دلالات اللون الأبيض في الخريطة
تحوي الخريطة الطبوغرافية علامات مميزة تجعلها ذات فائدة على الطريق، ووجود الألوان والرموز يُضيف تفاصيل فريدة للخريطة، ومما لا شك فيه أنه من غير الممكن الحصول على هذه التفاصيل في المعاجم أو دليل السفر؛ إذ تحوي الخريطة تفاصيل مهمة عن الطرق، والطبيعة، والارتفاع، والمياه، وللتعبير عن هذه التفاصيل تُستخدم الألوان التي تُعد سمات طبيعية من صنع الإنسان ومن بعض الألوان على الخارطة؛ فاللون الأبيض يُمثل المساحة الخالية من النباتات الزراعية، ووجود نقص في المناطق الخضراء، وأنها منطقة محاطة بالنتوءات الصخرية، ولا يوجد بها أي نشاط زراعي أو غابات أو أشجار[٢].
أنواع الخرائط
يستخدم رسامو الخرائط الألوان على الخرائط للتعبير عن ميزات محددة، وتتناسق الألوان المستخدمة على الخريطة الواحدة، وكل لون يُستخدم على الخريطة له علاقة بكائن أو ميزات على الأرض؛ فمثلًا اللون الأزرق عادةً يُعبر عن الماء، وتختلف تصميمات الخرائط باختلاف استخدامها وهنا ذكر لعدد من أنواع الخرائط المختلفة[٣]:
- الخرائط السياسية: تُستخدم في هذا النوع من الخرائط التي تُظهر حدود الدولة ألوان أكثر مقارنةً بأنواع الخرائط الأخرى، وتُمثّل هذه الخرائط عادةً الدولة وحدودها ابتعادًا عن الأعمال البشرية، وتُستخدم في الخرائط السياسية أربعة ألوان أو أكثر للتعبير عن البلدان أو أجزاء داخلية من البلدان مثل المقاطعات، أو الولايات؛ فيُستخدم اللون الأزرق للتعبير عن المياه بينما اللون الأسود أو الأحمر يُستخدمان بكثرة للتعبير عن المدن والطرق والحدود مع عدد متنوع من نقاط الشرطة أو نوع الحدود، والسكك الحديدية، وأي تقسيم سياسي فرعي آخر.
- الخرائط الفيزيائية: وتُستخدم الألوان في هذا النوع من الخرائط لبيان الفروق في الارتفاعات، فعلى سبيل المثال يُستخدم اللون الأخضر الغامق للدلالة على منطقة منخفضة، وفي المناطق المرتفعة يُستخدم اللون الأخضر الفاتح، وعند ازدياد نسبة الارتفاع يُستخدم اللون البني الفاتح المائل إلى البني الداكن، وللتعبير عن أعلى الارتفاعات الموجودة على الخريطة تُستخدم الألوان الحمراء والبيضاء والأرجوانية، ولتمثيل الارتفاعات تحت مستوى سطح البحر تُستخدم ألوان الأخضر الرمادي أو الأزرق الرمادي، وفي هذا النوع من الخرائط لا يعبر اللون المستخدم الارتفاع عن طبيعة الأرض؛ فمثلًا عند عرض منطقة الصحراء باللون الأخضر فهذا دلالة على الارتفاع، ولا يعني ذلك أنها منطقة خضراء وزراعية، وكذلك الحال بالنسبة للجبال في حال عُرضت باللون الأبيض، فإن هذا دلالة على ارتفاعها الشديد، ولا يعني ذلك أن تلك الجبال مغطاة بالثلوج والجليد.
- الخرائط العامة المفيدة: هي الخرائط التي تُعبّر عن الطرق وتكون عبارة عن مزيج من الألوان والمخططات على النحو التالي:
- الأزرق: يُعبّر عن البحيرات، والأنهار، والجداول، والسدود، والطرق السريعة، والمحيطات، والحدود المحلية.
- الأحمر: يُعبّر عن الطرق السريعة الرئيسية، والمدينة، والمواقع العسكرية، والمطارات، والمواقع المهمة، وأسماء المباني، والحدود.
- الأصفر: يُعبّر هذا اللون عن الأماكن الحضرية والعمرانية.
- الأخضر: يُمثّل هذا اللون أيضًا الطرق السريعة، والحدائق، والبساتين، والغابات، وملاعب الغولف.
- البني: يمثّل هذا اللون الصحراء، والأماكن ذات الطابع التاريخي، والحدائق الوطنية، والقواعد العسكرية.
- الأسود: يُمثّل الطرق السريعة، والسكك الحديدية، والجسور، وأسماء المناطق والحدود.
- الأرجواني: يُمثّل هذا اللون الطرق السريعة.
- خرائط كوروبليث: هي خرائط خاصة تستخدم الألوان للتعبير عن بيانات إحصائية لمنطقة محددة؛ إذ تُمثّل كل مقاطعة أو بلد أو ولاية بلون معين يعتمد على بيانات تلك المنطقة، وتُستخدم هذه الخارطة لبيان عدد السكان، والتحصيل العلمي، والمتوسط العمري، والعِرق، والكثافة، وانتشار الأمراض، وعندما يُصمّم الرسامون هذه الخرائط يستخدمون لونًا واحدًا بدرجات مختلفة؛ فيظهر تأثير مرئي لطيف.
أهمية الخرائط
تُساعد الخرائط على تحليل البيانات، و الذكاء في العمل، ولها أهمية بالغة، ومن بعض الأسباب التي منحتها الأهمية ما يلي[٤][٥]:
- تبسيط الأنماط المعقدة: إذ تميل معظم البيانات الجغرافية إلى نمط الرسومات، فتُساعد الخرائط على استكشاف المعلومات بشكل واضح وكبير، ورغم ذلك فإن الجغرافيا لا تنتقص من أهمية البيانات العددية والنصية.
- المساعدة في رحلة الاستكشاف: إذ تُشجع الخرائط على الاكتشاف والتفاعل بالاطلاع على مواقع التجميع أو التنقل للوصول إلى موقع معين.
- المساعدة في رواية الحكايات: فعند استخدام الخريطة أثناء رواية قصة حدثت في مكان ما سيجعل ذلك القصة أفضل وسيُتاح لها أن تتوضح بنسبة أكبر مع استخدام الخرائط والبيانات الجغرافية.
- المساعدة في العمل: فعند دمج الخريطة مع البيانات المحدثة ستنتج صورة أوضح للعمل والعوامل التي ستؤثر فيه؛ مما يُتيح الفرصة لتحليل المعلومات وجمعها لبيان المشكلات والفرص، واكتساب رؤية جديدة.
- مساعدة الأطفال في اكتساب المهارات في حياتهم: إذ تدعم الخرائط تفكير الأطفال بالمكان؛ فتُساعدهم على تصوّر الأماكن والمدن والبلدان، ومن المؤكد أن الأطفال الذين يُطوّرون مهارات التفكير المكاني سيتميزون في العالم التكنولوجي والعالمي، وسيكتسبون الكفاءة في علم الجغرافيا، ومعرفة الأماكن التي سيذهبون إليها برفقة الخارطة.
- المساعدة في إنقاذ الحياة: إذ يزور أكثر من 300 مليون شخص المناطق البرية والغابات سنويًا، وقد لا تصل خدمة الإشارات لهذه المناطق، فالحل الأنسب هو استخدام الخرائط، لا سيما في حالة الطوارئ، أو الفيضانات، أو وجود أحد مصاب، فالخريطة الورقية ستكون الكنز لإنقاذ الحياة.
- فهم الناس للعالم المحيط بهم: إذ تمنح الخريطة التصور عن كيفية فهم الناس للعالم المحيط بهم في الوقت الذي أُنشئت به، ففي الخرائط القديمة توجد اختلافات غير موجودة في الخرائط الحالية، فيمكن وصف الخريطة بأنها كبسولة زمنية قادرة على التفسير وليست مجرد تصوّر للجغرافيا.
أمور يجب مراعاتها عند استخدام الخرائط
تتعدد الأمور الواجب مراعاتها عند استخدام الخريطة ومن بعض هذه الأمور ما يلي[٤]:
- يجب الانتباه إلى أن العالم كبير جدًا مقارنةً بالخرائط التي تُعد صغيرة نسبيًا؛ لذا يجدر التحديد السريع للأمور الواجب التركيز عليها من الأمور التي ليس لها قيمة.
- يُعد رسم الخرائط فنًا جميلًا، لكن الفائدة لا تظهر إلا عندما يكون الموقع حيثية مهمة من الموضوع المُراد اكتشافه، أو أن الموقع هو الحدث الرئيسي في القصة المُراد روايتها.
- يجب مراعاة كون الخريطة ليست حلًا لكل شيء، بل تعد جزءًا مهمًا وقويًا لفك تعقيد البيانات الكبيرة.
- يجب الانتباه إلى استخدام الطرق المناسبة لعرض وتمثيل البيانات بصريًا؛ فيمكن استخدام خرائط الحرارة، والفقاعات، والتمرير، والتكبير، والتنقيب للحصول على مفاهيم واضحة ومفهومة، ولكن توجد فرصة للخطأ؛ لذا يجب المعرفة بأن استخدام الأدوات لبيان المعلومات لا يقل اهمية عن تحديد البيانات التي تحتاج إلى العرض.
المراجع
- ↑ James S. Aber, " Map Design, Color and Visualization"، academic, Retrieved 2019-12-24. Edited.
- ↑ Blake Miller (2012-2-22), "Map Colors and Symbols – The Details of a Map"، SeattleBackpackersMagazine, Retrieved 2019-12-24. Edited.
- ↑ Matt Rosenberg (2019-7-11), "The Role of Colors on Maps"، ThoughtCo, Retrieved 2019-12-24. Edited.
- ^ أ ب Author Bio, "7 reasons why maps are important"، Barrachd, Retrieved 2019-12-24. Edited.
- ↑ MARIANA DORBECKER (2019-7-25), "10 Reasons Why Maps Are Important"، MapSHOP, Retrieved 2019-12-24. Edited.