ما سبب موت الجنين في بطن أمه

ما سبب موت الجنين في بطن أمه

موت الجنين في بطن أمه

يُستخدَم مصطلح الإملاص لوصف الحالة التي يموت فيها الجنين داخل الرحم، خاصةً بعد الأسبوع 20 من الحمل، وتُعرّف كلّ دولة موت الجنين بطريقة مختلفة اعتمادًا على عمره ووزنه عند الوفاة، ففي بعض المناطق والدول يُعرّف الإملاص بأنّه موت الجنين بين الأسبوع 16 والأسبوع 26 من الحمل، ويتراوح خلالها وزنه ما بين 400 غم و500 غم، أمّا الإجهاض فهو تعبير يصف حالات موت الجنين قبل الأسبوع العشرين من الحمل، وفي هذا المقال توضيح لأسباب موت الجنين في بطن أمه[١].


ما هي أسباب موت الجنين في بطن أمه؟

تتعدّد الأسباب المؤدّية إلى موت الجنين داخل الرحم، ومن أكثرها شيوعًا ما يأتي[٢][٣]:

  • مشكلات المشيمة: يزداد احتمال تعرّض الحوامل المصابات بتسمّم الحمل وارتفاع ضغط الدم الذي يُسبّبه الحمل أو أيّ من أشكال انفصال المشيمة للإملاص، ويتسبّب نقص الأكسجين والمغذّيات الواصلة إلى الجنين في بعض الأحيان بموته.
  • العيوب الخلقية: تُسبّب اضطرابات الكروموسومات 15-20% من حالات موت الأجنة، كما يُصاب بعض الأجنّة بتشوّهات هيكليّة غير مرتبطة باضطرابات الكروموسومات، وقد تحدث نتيحةً لأسباب وراثيّة أو بيئيّة، أو لأسباب أخرى غير معروفة.
  • ضعف النمو: يرتفع احتمال تعرّض الأطفال صغار الحجم أو الذين لا ينمون بمعدّلات طبيعيّة للاختناق أثناء وجودهم في الرحم أو خلال الولادة، ويحدث الاختناق بسبب نقص كميّة الأكسجين الواصلة إليهم، ولم يُكشَف عن سبب حدوث ذلك حتى الآن.
  • الالتهابات: تتسبّب الالتهابات البكتيريّة بوفاة الأجنّة ما بين الأسبوع 24 إلى الأسبوع 27 من الحمل، ويموت الجنين في كثير من هذه الحالات دون ظهور أيّ أعراض، ولا يُكشَف عن ذلك حتّى تسبّبه بحدوث مضاعفات خطيرة.
  • المشاكل الصحية المزمنة لدى المرأة الحامل: ترتبط حوالي 10% من وفيّات الأجنّة بالمشاكل الصحيّة المزمنة لدى الأم، مثل ارتفاع ضغط الدم والسّكري وأمراض الكلى وتخثّر الدم، هذه المشاكل الصحيّة قد تساهم في ضعف نموّ الجنين أو انفصال المشيمة.
  • العدوى: يبدو أنّ العدوى التي تُصيب الأم أو الجنين أو المشيمة تُسبب حوالي 10 إلى 25% من وفيات الأجنّة، وتُعدّ العدوى من الأسباب المُهمّة لوفيّات الأجنة قبل إتمام 28 أسبوعًا من عمُر الحمل، وبعض العدوى قد لا تُسبب أيّ أعراض لدى المرأة الحامل، وتتضمّن هذه العدوى التهابات المسالك البولية والعدوى التناسليّة، وبعض الفيروسات الأخرى، مثل المرض الخامس (عدوى فيروس العوز المناعي البشري)، وقد يتأخّر تشخيص أنواع هذه العدوى إلى أنّ تتسبّب بحدوث مضاعفات خطيرة، مثل وفاة الجنين أو الولادة قبل الموعد المحدد (قبل 37 أسبوعًا من الحمل).
  • حوادث الحبل السري: قد تسهم الحوادث التي تحدث للحبل السري في حوالي 2 إلى 4% من وفيّات الأجنّة، وتتضمّن هذه الحوادث عقدةً في الحبل السري أو موضعًا غير طبيعي للحبل في المشيمة، ممّا يمكن أن يحرم الجنين من الأكسجين.
  • الأسباب الأخرى لوفاة الجنين: الحوادث مثل حوادث السيارات، والولادة المتأخّرة، وهي الحمل الذي يستمرّ لمدّة أطول من 42 أسبوعًا، وداء الريسوس وهو عدم التوافق بين دم الأم والطفل، ونقص الأكسجين أثناء الولادات الصّعبة، لكن تبقى هذه الأسباب غير شائعة.


ما هي العوامل التي تزيد من خطر موت الجنين؟

توجد العديد من العوامل التي يُمكن أن تُعرّض المرأة لخطر أكبر لوفاة الجنين داخل الرحم، منها بعض العوامل التي يمكن التحكم فيها وبعضها الآخر لا يمكن التحكم فيه، منها[١]:

  • الصحة العامة للأم: صحّة المرأة هي العامل الأساسي في تحديد قدرتها على حمل الطفل إلى حين الوصول لموعد الولادة، فارتفاع ضغط الدم والسكري والذئبة وأمراض الكلى واضطرابات الغدة الدرقية وتخثر الدم من المشاكل المرتبطة بوفاة الجنين داخل الرحم، كما يمكن أن يساهم التدخين والكحول والسمنة في ذلك أيضًا.
  • عمر الأم: إن عمر الأم المتقدم لا يُشكل الخطورة التي كان يشكلها سابقًا بفضل تكنولوجيا العناية بالأم والطفل ما قبل الولادة وما بعدها، مع ذلك فإن النساء الأكبر سنًا من 35 يكن أكثر عرضةً لوفاة الجنين داخل الرحم غير المبرر أكثر من النساء الأصغر سنًا.
  • الحمل المتعدد: إن حمل أكثر من طفل واحد يزيد من خطر وفاة الأجنة في الرحم، ونتيجةً لذلك يُوصى بنقل جنين واحد في كل دورة للنساء اللواتي يحملن عن طريق أطفال الأنابيب لتقليل فرصة وفاة الجنين.
  • العنف المنزلي: يُمكن أن يؤثّر العنف المنزلي على النساء من جميع الأعراق والمكانات الاقتصاديّة، مع ذلك ففي المجتمعات الفقيرة يُمكن أن تجتمع معدلات البطالة المرتفعة وتعاطي المخدرات والسجن، ممّا يُسبّب تعرّض الأم والطفل الذي لم يولد بعد لخطر أكبر للعنف المنزلي.
  • مشاكل الحمل السابقة: إنّ مشاكل الحمل السابقة، بما في ذلك ضعف نموّ الجنين والولادة قبل الموعد قد ينبئ بزيادة خطر وفاة الجنين داخل الرحم في الحمل التالي، وفي الوقت نفسه فإنّ النساء اللاتي تعرّضن لوفاة الجنين في الرحم في السابق يكن أكثر عرضةً بمعدل مرتين إلى 10 مرات لوفاة الجنين مرةً أخرى.
  • الإثنية والعرق: تلعب الإثنية والعرق أيضًا دورًا في وفيات الأجنة في الرحم، سواء من حيث التخلص الوراثي أو الحواجز الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تمنع بعض الأمهات من الوصول إلى مقدّمي الرعاية قبل الولادة، فعلى سبيل المثال النساء الأميركيات من أصل أفريقي في هذا الوقت هنّ أكثر عرضةً مرّتين للتعرّض لوفيّات الأجنّة في الرحم مقارنةً بالنساء البيض.


ماذا يحدث عند موت الجنين في بطن أمه؟

نادرًا ما يموت الجنين خلال المخاض أو الولادة، وتحدث معظم حالات موت الأجنّة في الرحم، ويجب على الأم أن تمرّ بمرحلة الولادة بالرغم من موت الجنين داخل الرحم، وتُعدّ الولادة المهبليّة الخيار الأفضل لصحّة الأم، ونادرًا ما يُولد الجنين الميّت بالعمليّة القيصريّة، ويُقدّم الفريق الطبي بعض النّصائح للأم في ما يتعلّق بصحّتها الجسديّة والعاطفيّة، وتخضع الأم لطلق صناعي لحثّ الجنين الميت على الخروج، وتُفضّل بعض الأمهات الانتظار مدّة يوم أو يومين لحدوث الطّلق الطبيعي وحده، ويُفضّل الأطباء في بعض الحالات البدء بالمخاض على الفور عند إصابة الأم بالعدوى، وبغضّ النّظر عن نوع المخاض سواءً كان طبيعيًّا أم صناعيًّا تُعطى الحامل مخدّرًا يعتمد على المورفين للتخفيف من الألم، وتتوفّر مضخّة يدويّة تُساعد الأم على التحكّم بجرعة المُخدّر التي تحصل عليها[٤].

لا يلجأ الطبيب إلى الطلق الصّناعي للأم في حالات الحمل بتوأم مع موت أحدهما داخل الرحم وبقاء الآخر على قيد الحياة، ويعتمد الإجراء الذي يتّبعه الطبيب على عدد من العوامل، مثل: مشاركة الأجنّة في المشيمة، والمرحلة التي مات فيها الجنين، وغالبًا ما يمنح باقي الأجنّة الحيّة فرصةً أطول للنموّ وللتطوّر داخل الرحم[٤].


كيف أقلل من موت الجنين في الرحم؟

يصعب منع جميع حالات الإملاص، لكن يمكن التقليل من حدوثها باتباع الإرشادات الآتية[٥]:

  • الامتناع عن التدخين.
  • تجنّب شرب الكحول وتعاطي المخدرات، ولا يقتصر خطرها على الإملاص فقط؛ إذ تُسبّب ضعف نموّ الجنين بنسبة خطيرة.
  • الذهاب إلى جميع مواعيد الطبيب السابقة للولادة؛ للكشف عن نمو الجنين.
  • التمتّع بصحّة جيّدة قبل الحمل.
  • الوقاية من الإصابة بالالتهابات، والامتناع عن تناول بعض أنواع الأطعمة.
  • زيارة الطبيب فورًا حال الشعور بألم في البطن أو ملاحظة نزيف مهبلي.
  • مراقبة حركة الجنين، وإطلاع الطبيب فورًا على أيّ مخاوف.
  • زيارة الطبيب في حال الشعور بالحكّة.
  • النوم على جانب الجسم، وتجنّب النوم على الظهر.


المراجع

  1. ^ أ ب "Causes and Risk of Stillbirth", verywellfamily, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  2. "Stillbirth: Trying To Understand", americanpregnancy, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  3. Rangika Fernando, "Causes of Fetal Death"، cecilcountyhealth, Retrieved 16-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "When a baby is stillborn", babycentre, Retrieved 11-12-2019. Edited.
  5. "Preventing stillbirth", nhs, Retrieved 11-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

711 مشاهدة