مدينة الدار البيضاء المغربية

مدينة الدار البيضاء المغربية

مدينة الدار البيضاء المغربية

تُعدّ الدار البيضاء من أكبر المدن في مملكة المغرب، كما تُعدّ ثالث أكثر المدن الإفريقيّة تعدادًا للسكان، وكانت تُسمّى قديمًا باسم أنفا، وبعدها أطلق البرتغاليّون عليها اسم كازا برانكا عندما عثروا فيها على بيتٍ أبيض، كما سمّاها الإسبان بعدهم في القرن السّادس عشر باسم كازا بلانكا، أمّا المغربيون فأطلقوا عليها اسمًا مختصرًا وهو كازا، إذ مرّت المدينة بتأثيرات هندسية معاصرة، ومنها الحضارة العربية والإسلامية، وتقع جغرافيًّا هذه المدينة على سواحل المحيط الأطلسي، في منطقة الشاوية السفلى، وتبعد عن العاصمة المغربية الرباط حوالي 95 كيلومترًا، وتمتاز بموقعها الاستراتيجي، إذ تربط خط إنتاج صناعي بين الجرف الأصفر في الجنوب مع القنيطرة في الشمال، وفي سطور موضوعنا التالي سنعرفكم على هذه المدينة بشيءٍ من التفصيل.[١]


مناخ الدار البيضاء

يسود في مدينة الدار البيضاء مناخ البحر المتوسطي الحارّ إذ تصل درجات الحرارة القصوى فيها إلى قرابة 40 درجة مئويّة، وتنخفض إلى ما دون الدرجتين المئويّتين تحت الصفر في فصل الشتاء، وتتساقط الأمطار على معظم مناطقها، فقد سجلت أعلى نسبة هطول للأمطار فيها في يومٍ واحد فقط 178 مليمترًا.[٢]


اقتصاد الدار البيضاء

تُعدّ الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب، إذ تتركز فيها 60% من الوحدات الإنتاجية، ويصل عدد الأيدي العاملة فيها من سكانها إلى 60%، والذين يعملون في مجال الصناعة، ويبلغ الاستهلاك الوطني للكهرباء 35%، والدار البيضاء تشكل الساحة المالية الأولى للمغرب، إذ يتواجد فيها عدد كبير من الشركات الدولية والوطنية، وتعد بورصة الدار البيضاء الثالثة في أفريقيا، كما تتنوع الأنشطة التجارية والصناعية فيها ممثلةً بصناعة الإلكترونيات والسيارات وصناعة الطيران، إلى جانب الصناعات الغذائية والبناء والسياحة، بالإضافة إلى تنوع الأشغال العامة، هذا إلى جانب توفر عدد من المؤهلات فهي تحتوي على أكبر مطار في المغرب، وفيها أيضًا أكبر ميناء، وسكك حديدية، وقاطرات تربط الأحياء الهامشية بالدينامية الاجتماعية والاقتصادية للمدينة.[١]


تاريخ الدار البيضاء

من أهم المقتطفات التاريخيّة التي مرّت بها مدينة الدار البيضاء المغربيّة ما يلي:[١]

  • يرجع تاريخها لأكثر من 1000 سنة قبل الميلاد، إذ كشفت الدراسات وجود آثار تثبت أنها أقدم منطقة مأهولة بالسكان منذ القِدم، فكانت مستقرًّا للرومان والفينيقيين والبربر، واتخذها القرطاجيون مركزًا تجاريًّا لهم، أما البورغواطيون فجعلوها عاصمة لهم، وذلك في القرون الوسطى.
  • رجّح المؤرخون بأن مدينة الدار البيضاء قد أسست على يد أمازيغ مملكة بورغواطة، والتي كانت تسمى باسم أنفا، وذلك في عام 768، وإذ إنهم بنوها، كما أنهم اكتشفوا وجود روايات لتسميات متنوعة للمدينة.
  • اتُّخذ منها مركزًا للتجارة البحرية للمرينيين، ثم استولى عليها البرتغاليون، واستولى عليها بعد ذلك الإسبان.
  • أعيد بناء الدار البيضاء، وحملت هذا الاسم في عهد الدولة العلوية بين 1757-1790 للميلاد، أثناء حكم السلطان سيدي محمد بن عبد الله.
  • تحولت الدار البيضاء إلى مدينة تستقطب التجار والحرفيين من المدن المغربية مع مرور الوقت، واتخذتها فرنسا مقرًّا لشركاتها أثناء استعمارها، إذ استغلوا أنشطتها وثروتها وصدروها إلى الخارج.
  • قاوم سكان المدينة وضواحيها الاستعمار الفرنسي، لذا أنشئ فيها مقرّ المقاومة بعد أن فُجّرت بارجة فرنسية، وكان محمد بن محمد الزرقطوني أشهر رجال المقاومة فيها.
  • استقلّت المغرب عام 1956 للميلاد، وبعد استقلالها تطورت الدار البيضاء تطورًا كبيرًا في كافة المجالات العمرانية والديموغرافية.


المعالم السياحية في الدار البيضاء

تضم مدينة الدار البيضاء مجموعة من المعالم السياحيّة والأثريّة تجعل منها وجهة سياحيّة تجذب إليها عددًا من الزوّار المحليين والأجانب وهي كما يلي:[٣]

  • مسجد الحسن الثاني: يقع هذا المسجد على ساحل المدينة، والذي يعد من أكبر المساجد مساحةً في إفريقيا، وفي المغرب، ويحتلّ الترتيب الثالث عشر من بين أكبر المساجد في العالم، ويتميّز بمئذنته الأندلسيّة ذات الارتفاع البالغ 210 أمتار، ليكون بذلك أعلى مبنًى ديني على مستوى العالم، ويتألف هذا المسجد من قاعة للوضوء، ومدرسة قرآنية ومتحف وقاعة للصلاة ومكتبة، وهو مزيّن بالفسيفساء وقطع الخزف الملونة التي تنتشر على الجدران والأعمدة.
  • حديقة تماريس المائيّة: وهي من أشهر الحدائق المائيّة الموجودة في المدينة، والمخصصة للترفيه عن الأطفال والواقعة على بعد عشرة كيلومترات من طريق أزمور السريع، وأهم ما يميّز هذه الحديقة احتواؤها على مجموعة متنوعة من الألعاب والأنشطة المائيّة بالإضافة إلى المساحات الطبيعيّة الخضراء التي تنتشر فوقها الزهور والأشجار.
  • ميدان محمد الخامس: يقع هذا الميدان في منتصف المدينة، وهو مركز المدينة النابض، ويتميّز بتواجد عدد كبير من طيور الحمام في أنحائه المختلفة، ويقصده الزوّار المحليون والأجانب، ولذلك يكون على الدوام مكتظًّا بالأشخاص.
  • البرج التوأم: البرج التوأم هما برجان يبلغ ارتفاعهما 115 مترًا، ويتألفان من 29 طابقًا، ويعدّ هذا البرج مركزًا تجاريًّا في البلاد، ويضمّ بين أرجائه مجموعة من شركات المال والأعمال، وأهمّ ما يميّز هذا البرج أنّه من أطول المباني الموجودة في المغرب.
  • حديقة الجامعة العربية: وهي من أقدم الحدائق المغربيّة الموجودة في المدينة والتي يعود تاريخ إنشائها إلى بداية القرن العشرين للميلاد، وتتميّز بطرازها المعماري المصمم على طراز الحدائق الفرنسيّة، وفي عام 1918 للميلاد، زرعت هذه الحديقة بعدّة أنواع من النباتات المحليّة، والنباتات التي جُلبت من خارج أقطار المغرب، لتكون بذلك من أجمل الحدائق الموجودة في البلاد.
  • باب مراكش: يتواجد هذا الباب في المدينة القديمة، وتحديدًا في جماعة سيدي بليوط وهو قريب من ساحة الأمم، وقد كانت هذه البوابة خط الدفاع الأول للمدينة ضدّ هجمات الأعداء، وأهمّ ما يميّز هذا الباب أنّه من أقدم الأبواب التاريخيّة الموجودة على مستوى القارّة الإفريقيّة، والعالم ككل.


أسباب تستقطب السياح لزيارة الدار البيضاء

من أهم الأسباب التي تحثّ على السياحة إلى مدينة الدار البيضاء المغربيّة ما يلي:[٤]

  • التنوع الديني، فعلى الرغم من أن أغلبية سكانها مسلمون، إلا أنها توفر العديد من أماكن العبادة التي تعكس التنوع الديني.
  • العراقة المغربية، إذ تضم الدار البيضاء العديد من المنتجات التقليدية، ومحال الحرف، والنقش على الخشب، وتوجد فيها الكثير من المكتبات التي تحتوي على جميع الكتب.
  • التجارة الشعبية في الدار البيضاء، إذ يتمكن الزوار من التسوق في أسواقها الشعبية.
  • فخامة التجارة فيها، إذ يجد الزائر فيها رواجًا كبيرًا للكثير من العلامات التجارية الفاخرة.


مدينة الدار البيضاء والمرأة

عند الذهاب لزيارة مدينة الدار البيضاء يمكن للمرأة الاستفادة من العلاجات المتوفرة للوجه والبشرة، والتي تتميّز بأعلى مستويات من الإتقان والجودة نتيجة استخدام مجموعة مواد مختارة من مراكز مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة المختلفة، ويفيد الذهاب إلى هذه المراكز في عمل جلسات لتقليل ظهور علامات التقدم في السن، ومنح البشرة المرونة المطلوبة، كما يمكن عمل مساجات لكافة أنحاء الجسم باستخدام تقنيات عالميّة تساهم في تنشيط الجسم وتخليصه من التوتر.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "الدار البيضاء"، aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.
  2. "معلومات عن مدينة الدار البيضاء المغرب"، murtahil، 30-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.
  3. "السياحة في الدار البيضاء"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.
  4. "مدينة لا تنام أبدا.. خمسة أسباب قد تدعوك لزيارة الدار البيضاء"، arabic.cnn، 21-4-2017، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.
  5. " تجربة جمال فريدة في لو سبا في فورسيزونز الدار البيضاء"، al-magazine، اطّلع عليه بتاريخ 24-10-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :