محتويات
ما مفهوم التعبير الفني؟
هو تعبير الإنسان عن حالته النفسيّة بإبراز عاطفته ومشاعره والتعبير عن ذاته من خلال الأعمال الفنيّة التصويريّة والأدبيّة، والأعمال الفنيّة الأخرى من موسيقى وشعر ورسم، كما تُمثّل الاستجابة العاطفيّة للأعمال الفنيّة، فمثلًا قد يجعلنا عملًا فنيًّا كمقطوعة موسيقيّة نشعر بالحزن، وشعورنا هذا ناتج عن مشاعرنا الداخليّة أو تعبير عمّا بداخلنا، ويُمكن أن يعود السبب إلى وصول المشاعر الحزينة لصاحب المقطوعة إلينا، كما يُمكن للإنسان التعبير في أعماله الفنية عن مشاعر الآخرين وحتى الشخصيات الخياليّة وليس فقط التعبير عن ذاته، لذا يُعد التعبير الفني ذا قيمة كبيرة لأنّه يُساعد في فهم مشاعرنا ومشاعر من حولنا[١].
أشكال التعبير الفني
يأتي التعبير الفني في مجموعة متنوعة من الأشكال التي تُمكننا من إيصال ذواتنا الداخليّة إلى العالم من حولنا، والتي تربطنا بالآخرين من خلال مشاركة هذه الأشكال معهم، ومن هذه الأشكال ما يلي[٢]:
- الفن والرسم والتلوين.
- النحت.
- التطريز أو أشغال الإبرة.
- الدراما والتمثيل والمسرح.
- عزف الموسيقى والأوبرا.
- الرقص.
- الكتابة الإبداعيّة والأدب.
- التصوير.
هل للتعبير الفني أي تأثيرات إيجابية على الإنسان؟
يكمن أهميّة التعبير الفني في مساهمته بمساعدتنا في تحرير حاجتنا في التعبير عن ذاتنا ومشاركة مشاعرنا من خلال طرق لا يُمكن وصفها بالكلمات، فإخراج ما بداخلنا من مشاعر وأحاسيس مفيد ليس للروح وحسب، بل مفيد أيضًا لعقولنا وأجسادنا، للفنون أيضًا تأثير إيجابي على صحة الإنسان مع التقدّم في العمر، كما يُقدم عدّة تأثيرات إيجابيّة أخرى على الإنسان نذكر منها ما يلي[٢][٣]:
- يُساعد الإنسان في الاسترخاء والشعور بالراحة النفسية.
- يُساعد في الشعور بالسيطرة والتحكم النفس.
- يُقلل من مشاعر الضيق النفسي كالشعور بالاكتئاب والقلق.
- يُساهم في دعم التنشئة الاجتماعية ويُحفز الشعور بالمرح وروح الدعابة.
- يُساهم في التحسين من الإدراك الدماغي.
- يُحفز الشعور الحسي لدى الإنسان ممّا يُساعده في تخفيف شعوره بالملل.
- يُعزز الشعور بالهويّة بشكل قوي ويُزيد من احترام الذات والشعور بالثقة والتخفيف من التوتر.
- يُساعد في إحياء الذكريات وإعادة خلق شعور جيد من خلال التعبير عن شعور مؤذي، وإخراجه من مكمونه الداخلي.
- يُحسن الذاكرة ويُساعد على التفكير بمرونة أكبر.
- يُساعد في وقف ومنع التدهور المعرفي.
- يُحفز الأشخاص المصابين بالخرف من المشاركة والتواصل مع العالم الخارجي واكتسابهم لفهم أكبر لمن حولهم.
- يُعزز الروابط الاجتماعية من خلال تقديم الأنشطة الفنيّة في إطار مجموعة.
- يُكافح الوحدة والعزلة، ويُحفز على العمل البنّاء، والذي يُعزز من شعور الانتماء نحو المجتمع.
- يُحسن من المهارات من خلال المشاركة والتعلم من أصحاب الخبرة في الأعمال الفنيّة.
كيف يمكن دعم التعبير الفني عند الأطفال؟
يحتاج الأطفال إلى مزيج جيّد من الاحتياجات البدنيّة والعقليّة لملء أوقات فراغهم؛ إذ ليس من الجيّد التركيز فقط على الألعاب التقليديّة التي يُمارسونها، بل يجب الاهتمام بالفنون الإبداعيّة التي تُساعدهم في استكشاف هويتهم الثقافيّة والفرديّة وفي تنميّة أفكارهم وآرائهم ومشاعرهم، كما تُعزز من لغتهم وتطوّرهم الاجتماعي والفكري، فهي وسيلة لهم للتفسير عن عالمهم والانغماس في التفكير به، لكن عادةً ما يكون الأطفال أقل ثقة في قدراتهم ومهاراتهم الفنيّة، ويحتاجون إلى من يُشجعهم ويدعمهم لاستغلال جميع الفرص لتطوير ما لديهم، وفيما يلي طرق لتشجيع ودعم التعبير الفني عند الأطفال[٤]:
- إظهار الاهتمام والإعجاب بتعبير الطفل الإبداعي، وذلك من خلال الاهتمام بطريقة نشطة ومباشرة بما يُظهره الطفل من تعبير فنّي مهم بالنسبة له، كما يجب دعمهم باكتشاف أماكن لتعليمهم وتوفير الدروس المناسبة، أو استعارة أو شراء المعدات التي تدعم مهارتهم إذ احتاجت ذلك، أو عبر مساعدتهم بصنع وتقديم جزء من مهارتهم، مثل: مساعدتهم في صنع الأزياء أو رسم الرسومات لتشجيعهم على الاستمرار.
- السماح للطفل بتجربة العديد من الأشكال المختلفة للتعبير الفني؛ فالكثير من الطرق قد تبدو في البداية أنّها مثيرة للاهتمام لهم لكن يتّضح لاحقًا أنّها صعبة عليهم وقد لا تتوافق مع شخصيّتهم أيضًا، فتجربته لأكثر من طريقة سيستطيع اختيار ومعرفة ما الذي يتناسب معه ومع قدرته، إضافة إلى ضرروة منع الأطفال للانسحاب من الدروس في منتصفها؛ إذ يجب عليهم الاستمرار ومتابعتها للنهاية، وذلك مفيد لهم لاكسابهم الثقة في اتمامهم لمهمة ما والتي تأتي مع الممارسة بمرور الوقت، لكن يجب الانتباه أيضًا فيما إذا كان النشاط يُزعجه ويُمكن أن يؤثّر عليه سلبيًّا، ففي هذه الحالة يجب السماح له بتركه.
- الابتعاد عن التركيز على تشجيع الأطفال على الإبداع في فن أو حرفة معيّنة؛ إذ تُوجد العديد من الأنشطة المُمتعة والمُحفّزة على الإبداع في الوقت ذاته، فمثلًا الغناء والرقص على أيّ لحن بسيط سيُساعد في تنمية إحساس الطفل وانسجامه مع الايقاعات والألحان والتعبير عمّا بداخله، كما يجب مساعدتهم في ملاحظة التفاصيل الصغيرة التي تحدث معهم كل يوم، مثل الأنماط والخطوط والألوان والأشكال، والتحدّث معهم عن المناظر الطبيعيّة والتفاصيل الجميلة التي تحتويها، مثل: الانتباه إلى شكل نمط اللحاء على الشجر، وشكل الأوردة على الورقة، وشكل البذور وما إلى ذلك.
- إخراج الطفل إلى أماكن تضم الأنشطة غير مألوفة؛ إذ تحتوي العديد من الأماكن على الأنشطة الفنيّة المُخصّصة للأطفال غير المألوفة، ومنها: الحفلات الموسيقيّة، والمسارح التي تقدم العروض الغريبة، بالإضافة إلى عروض الشوارع والحدائق والمهرجانات، مع ضرروة التحدّث إليهم ومناقشتهم عن ردود أفعالهم ومشاعرهم تجاه ما شاهدوه أو جرّبوه.
- مدح الأطفال وأعمالهم الفنية التي أنتجوها، مثل السماع باهتمام لمقطوعة موسيقيّة عزفوها، أو تعليق صورة قاموا برسمها على الثلاجة أو على أيّ مكان أخر، وأخذ وقتًا كافيًّا في التقدير والثناء على جهودهم والاعجاب بأدائهم، كما يجب تجنّب التعليقات والتوجيهات السلبيّة عند تقديم الملاحظات لهم وتشجيعهم على الاستمرار وحثّهم على العنايّة بأدواتهم الفنيّة.
المراجع
- ↑ Davies, Stephen, "Artistic expression", rep.routledge, Retrieved 29/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Artistic Expression: A Beautiful Way for Seniors to Capture Moments", williamsburglanding, Retrieved 29/1/2021. Edited.
- ↑ Grant J Everett (8/7/2020), "The many benefits of artistic expression", flourishaustralia, Retrieved 29/1/2021. Edited.
- ↑ Matt Sanders, Triple P Positive Parenting Program (19/2/2015), "5 Ways To Encourage Our Children To Be Creative", informedfamilies, Retrieved 29/1/2021. Edited.