محتويات
ماذا نعني بنقص ماء الجنين؟
ماء الجنين أو ما يُعرف باسم السائل الأمنيوسي هو الوسادةُ السائلة الدافئة التي تحمي الجنين وتدعمه أثناء نُموّه في الرحم، ويحتوي هذا السائل المهم على الهرمونات، وخلايا جهاز المناعة، والعناصر الغذائية، بالإضافة إلى بول الجنين، ويكون هذا السائل في أعلى مستوياته أي بحجم لتر تقريبًا بعد 36 أسبوعًا من الحمل، ثم يبدأ بالانخفاض بينما يستعدّ جسم المرأة للولادة، ويمكن تقدير حجم هذا السائل عند إجراء فحصِ الموجات فوق الصوتية، كما يمكن أن يبدأ السائل في التسرب في مرحلة ما قبل إتمام الأسبوع 36 من الحمل، وإذا بدأ هذا السائل يتسرب بكثرة سيسبّب حالةً تُعرف باسم قلة السائل السلوي أو بالإنجليزية (oligohydramnios)، أي نقص ماء الجنين[١].
أسباب نقص ماء الجنين في الشهر السادس
يمكن أن تؤدّي عدة عوامل إلى نقص ماء الجنين في الشهر السادس، وأحد أهمّ هذه الأسباب هو تمزُّق الأغشية أو الكيس الأمنيوسي السابق لأوانه، وفي حال وجود ثقبٍ صغيرٍ في الكيس الأمنيوسي يمكن أن يتسرب السائل الأمنيوسي إلى المهبل مُسبّبًا وجود كميات أقلّ من المعتاد حول الجنين، لأنّ هذا التسرب الصغير يمكن أن يسبّب تدفّقًا بطيئًا لماء الجنين بمرور الوقت بدل التدفّق الهائل مرةً واحدة، وبعد الأسبوع الـ20 من الحمل يتكوّن السائل الأمنيوسي في الغالب من بول الجنين، لذا فإنّ أيّ شيء يتسبب في قلة إنتاج الجنين للبول يمكن أن يؤدي إلى كميات منخفضة من السائل الأمنيوسي، وتشمل هذه الأسباب ما يلي[٢]:
- مشاكل في كلى الجنين: إن وُجِد عيبٌ خلقي يؤثر على عمل الكلى لدى الجنين، فإنّ ذلك سوف يحدّ من إنتاجه للبول مما يؤدي إلى نقص السائل الأمنيوسي.
- خلل في مثانة أو إحليل الجنين: إذا كان الجنين يعاني من انسدادٍ في مجرى البول أو المثانة فقد ينحصر البول المتكوّن في المثانة، ولا يتم إطلاقُه في الكيس الأمنيوسي، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السائل الأمنيوسي.
- ضعف كفاءة المشيمة: يتلقّى الجنين الماء والمواد الغذائية والأكسجين من المشيمة عبر الحبل السُرّي، وإذا كانت المشيمة غير قادرةٍ على إنتاج كميةٍ كافيةٍ من الماء والمواد الغذائية للجنين فقد ينتج الجنين كميةً أقلّ من البول، وغالبًا تحدث هذه الحالة مع الأجِنّة الذين يعانون من معيقات تحدّ من نموّهم الطبيعي داخل الرحم.
- الحمل بتوائم: في بعض حالات الحمل بتوائم يمكن أن يُحدِث نقصًا في السائل الأمنيوسي بسبب متلازمة نقل الدم الجنيني (twin-to-twin transfusion)، وهي حالة خطيرة مرتبطة بالمشيمة تؤدي إلى أن يحاط أحد التوائم بكميةٍ قليلة جدًا من السائل الأمنيوسي بينما يكون الآخر محاطًا بالكمية الأكبر.
- انفصال المشيمة: وقد يكون انفصال المشيمة إما كاملًا أو جزئيًا، وهذه الحالة تؤدي لانخفاض نسبة السائل الأمينوسي المحيط بالجنين[٣].
- أمراض عند الأم: قد تعاني الحامل من بعض الأمراض التي قد تسبّب نقص السائل الأمينوسي مثل ارتفاع ضغط الدم المزمن[٣].
- بعض الأدوية: قد تسبب بعض الأدوية التي قد تتناولها الحامل خلال فترة الحمل في نقص السائل الأمينوسي حول الجنين، ومن تلك الأدوية مثبطات الإنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين (ACE inhibitor)، وهي أدوية تساعد على استرخاء الأوردة والشرايين كي يحدث انخفاض في ضغط الدم، وتمنع هذه الأدوية الإنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين وهي مادة تضيق الأوعية الدموية وتؤدي لارتفاع ضغط الدم[٤][٣].
علامات نقص ماء الجنين في الشهر السادس
يحمِي ماء الجنين أو السائل الأمنيوسي جنينكِ المتنامي في رحمكِ، كما أنّه يُوفّر العناصر الغذائية التي تساعد الجنين على النضوج، والنموّ، والحفاظ على درجة حرارةٍ ثابتةٍ لجسمه، إذ يُعدّ السائل الأمنيوسي بمثابة وسادةٍ حول الجنين والحبل السري لمنع انضغاط الحبل وحرمان الجنين من الأكسجين، لذا يُعدّ انخفاض مستوياتِه خطيرًا على صحة جنينكِ، وتختلف علامات وأعراض نقص ماء الجنين من شخصٍ لآخر، وفيما يلي بعض العلامات الأكثر شيوعًا لنقصه[٥]:
- الشعور بتسرّب السائل الأمنيوسي.
- انخفاض كمية السائل الأمنيوسي عند القيام بفحص الموجات فوق الصوتية.
- ظهور قياساتٍ أقلّ من الطبيعي بالنسبة لعمر الحمل.
- زيادة الوزن عند الأم.
- تمزّق الأغشية قبل فترة من الولادة.
- الشعور بعدم الارتياح في منطقة البطن.
- انخفاض مفاجئ في معدل ضربات قلب الجنين.
- قلّة حركة الجنين أو انعدامها.
- نتائج غير طبيعية عند رؤية نتائج جهاز مراقبة الجنين.
مضاعفات لنقص ماء الجنين في الشهر السادس
نظرًا لأهمية وجود كميةٍ كافيةٍ من ماء الجنين حول الجنين يمكن أن يتسبب النقص في حدوث إصابات ومضاعفات مختلفة، وذلك بسبب الوظائف العديدة التي يُقدّمها ماء الجنين لنمو الجنين بصحة جيدة، من أهم هذه المضاعفات ما يلي[٥]:
- زيادة فرصة الإجهاض.
- ضغط أعضاء الجنين، مما قد يؤدي إلى اختناق الجنين عند الولادة أو حدوث اعتلال دماغي اقفاري نتيجةً لنقص التأكسج.
- الولادة المبكرة.
- تقييد نمو الجنين داخل الرحم.
- الضغط على الحبل الشوكي.
- الشلل الدماغي.
- الولادة المبكرة.
- شفط الجنين للعقي، والتي تحدث عندما يتنفس المولود مزيجًا من العقي وهو البراز الأول لحديثي الولادة مع السائل الأمنيوسي في الرئتين في وقتٍ قريبٍ من الولادة[٦].
علاج نقص ماء الجنين في الشهر السادس
يعتمد علاج انخفاض السائل الأمنيوسي على السبب الذي أدّى إليه، وعلى مدى تقدّمكِ في الحمل، فبعض الأسباب قد يكون حلّها بسيط، بينما البعض الآخر قد يتطلب تدخّلًا مُكثّفًا، يمكن لبعض من الحلول التالية أن تعمل على زيادة السائل الأمنيوسي للجنين[٧]:
- اشربي المزيد من السوائل: يمكن لشرب الكثير من الماء أن يُحدِث فرقًا كبيرًا في أي وقتٍ خلال فترة الحمل، إذ وفقًا لإحدى الدراسات التي أجريت عام 1993 على 40 امرأةً حامل بمستويات طبيعية من السائل الأمنيوسي، ظهر أنّ شرب الماء قد فادهنّ في زيادة مستويات السائل الأمنيوسي لدى النساء بين 37 و 41 أسبوعًا من الحمل[٨].
- تسريب السائل الأمنيوسي: يمكن أن يتسرّب السائل الأمينوسي عندما يقوم طبيبكِ بحقن محلولٍ من الماء المالح عبر عنق الرحم وفي الكيس الأمنيوسي، وقد يبدو الأمر غير مريحًا لكِ، ولكنّ الأمر يستحق ذلك إذا اعتقد طبيبكِ أنكِ في حاجةٍ إليه، فيمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة مستوى السائل الأمنيوسي على الأقل مؤقتًا، ويتم إجراؤها أيضًا لزيادة وضوح صورة طفلكِ عبر الموجات فوق الصوتية، أو قبل الولادة إذا كان معدل ضربات قلب جنينكِ غير طبيعي.
- السوائل الوريدية: قد يوصي طبيبكِ بتزويدكِ بالسوائل الوريدية إذا كنتِ تعانين من الجفاف بسبب الغثيان أو القيء، أو إذا كنتِ في حاجةٍ إلى الترطيب مما يزيد كمية السائل الأمنيوسي بسرعةٍ أكبر، وقد تكون هذه الطريقة مفيدةً خاصّةً لهذه الحالات.
- معالجة الحالة الصحية للأم: قد يكون انخفاض السائل الأمنيوسي ناتجًا عن حالاتٍ كامنة مصابة بها الحامل مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، لذا يمكن أن يؤدي علاج هذه الحالات إلى تحسين صحتكِ وزيادة كمية السائل الأمنيوسي.
- الراحة في السرير: قد تساعد الراحة في السرير أو على الأريكة في تحسين تدفّق الدم إلى المشيمة، مما قد يُساعد بدوره في زيادةِ السائل الأمنيوسي.
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
هل نقص ماء الجنين يسبب ولادة قيصرية؟
قد تكونين معرّضةً وبشكل كبير لإجراء ولادةٍ قيصرية؛ وذلك لأنّ انخفاض السائل الأمنيوسي قد يؤثِّر على نمو الجنين داخل الرحم وعلى انقباض الحبل السري أثناء الولادة، وفي حال اكتشف طبيبكِ انخفاض السائل الأمنيوسي في الثلث الأول أو الثاني من الحمل، فإن المخاطر تكون أكبر وقد تشمل الإجهاض أو الولادة المبكرة أو إصابة الجنين بالعيوب الخَلقية[٢].
كم نسبة ماء الجنين الطبيعية في الشهر السادس؟
عادةً ما تكون نسبة السائل الأمنيوسي في أعلاها تقريبًا في الأسبوع 36 من الحمل، وتساوي حينها تقريبًا حوالي 900 ميللتر، ولكن مع اقتراب موعد الولادة تقلّ مستويات السائل تدريجيًّا، وقد تصل إلى 600 ميللتر[٩][١٠].
هل يمكن علاج نقص ماء الجنين بالأعشاب؟
لا توجد أبحاث مثبتة تفيد بأنّ العلاجات الطبيعية بالأعشاب يمكن أن تزيد السائل الأمنيوسي، لذا لا يجب استخدام أي عشبة لهذا الغرض دون استشارة الطبيب أولًا[٧].
المراجع
- ↑ Rachel Nall (2016-06-12), "Leaking Amniotic Fluid During Pregnancy: What Does It Feel Like?", healthline, Retrieved 2020-10-27. Edited.
- ^ أ ب "Oligohydramnios treatment at Midwest Fetal Care Center", childrensmn, Retrieved 2020-10-27. Edited.
- ^ أ ب ت Yvonne Butler Tobah, M.D (2020-08-10), "What are the treatment options for low amniotic fluid during pregnancy?", mayoclinic, Retrieved 2020-10-27. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2019-08-19), "Angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors", mayoclinic, Retrieved 2020-11-07. Edited.
- ^ أ ب "Oligohydramnios (Low Amniotic Fluid)", abclawcenters, Retrieved 2020-10-27. Edited.
- ↑ "Meconium Aspiration Syndrome", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-10-27. Edited.
- ^ أ ب Megan Dix (2019-06-30), "How Can I Increase My Amniotic Fluid Levels?", healthline, Retrieved 2020-10-27. Edited.
- ↑ S J Kilpatrick, K L Safford (1993-01-07), "Maternal hydration increases amniotic fluid index in women with normal amniotic fluid", pubmed, Page 49-52. Edited.
- ↑ "Amniotic fluid", medlineplus, Retrieved 2020-11-08. Edited.
- ↑ "What's to know about amniotic fluid?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-08. Edited.