حرقة الجلد
حرقة الجلد هي شكل من أشكال الألم الذي يتصّف بأنّه مستمرّ أو شديد أو يشبه الوخز بطبعه، وغالبًا ما يرتبط بمشكلات الأعصاب، ولكن توجد العديد من الأسباب الأخرى مثل الإصابات والعدوى واضطرابات المناعة الذاتية التي لديها القدرة على تحفيز الألم العصبي، وقد تؤدّي في النهاية إلى تلف الأعصاب أيضًا، ولا يوجد علاج للعديد من الحالات الطبية التي تُسبّب الإحساس بحرقة الجلد، ولكن العلاجات تساعد على تخفيف الألم.[١]
أسباب حرقة الجلد
توجد العديد من المشكلات الصحية التي قد تسبب الشعور بحرقة في الجلد وتعتمد على منطقة هذا الشعور، وفيما يأتي سنذكر الأسباب مع علاجها باختصار:[٢][١]
- البشرة: خلال النهار تتعرض البشرة للكثير من المهيجات، والتي قد تسبب الشعور بحرقة في الجلد مثل:
- حروق الشمس.
- التعرض لبعض النباتات التي تُسبّب طفحًا جلديًّا في البشرة.
- التعرض للدغات الحشرات، مثل النحل والدبابير والعناكب.
- الحساسية من المواد التي يمكن أن تتعرض لها البشرة كمستحضرات التجميل والمكياج والمنظفات.
- الإكزيما.
- تتعرض بعض أنواع البشرة للجفاف الحاد خلال فصل الشتاء، وقد يسبب ذلك حرقة في الجلد.
- إصابة الجلد بالتهاب النسيج الخلوي، ويعد من أهم الأسباب المرضية، وهو عدوى تحدث في أعمق طبقات الجلد، بسبب البكتيريا، ويعتمد العلاج على المضادات الحيوية، ومن أهمّ ما يُميّزه حدوث تورم وحرارة واحمرار في المنطقة، وقد يؤدي إلى انتفاخ في الغدد، كلّ ذلك بالإضافة إلى الإحساس بحرقة في الجلد.
- الوردية: وهي أحد الأمراض الجلدية المزمنة والشائعة، وتسبب الوردية الاحمرار أو الأوعية الدموية المرئية في الوجه بالإضافة إلى جفاف الوجه وظهور حبوب صغيرة مليئة بالقيح، ومعظم العلاجات المتوفرة للوردية تُقلّل الأعراض فقط ولا يوجد علاج نهائي لها.
- اليد والقدم: توجد الكثير من الأسباب التي تسبب الإحساس بحرقة في جلد اليدين أو القدمين، ومن أهمها:
- اعتلال الأعصاب الطرفي، والذي يصيب مرضى السكري، وهو حدوث تلف أعصاب اليدين أو القدمين ويتميز حدوثه بالشعور بألم أو خدر أو تنميل بالإضافة إلى الشعور بحرقة في الجلد.
- نقص الفيتامينات، يعد نقص فيتامين ب 12 أحد أهم الأسباب للإحساس بحرقة في الأطراف.
- ظاهرة رينود: إذ تؤدّي هذه الظاهرة لحصول تقلّصات في الشرايين الصغيرة في الأطراف، وإغلاقها عند التعرض للبرد، إذ يصبح لون الأطراف أبيض بالإضافة إلى الشعور بحرقة قويّة في الجلد، وتتلاشى الأعراض عند تدفئة المريض لنفسه ويعود ذلك لزيادة تدفق الدم إلى الأطراف.
- الحلق والفم: يُعدّ التهاب الحلق عادةً السبب الكامن وراء الإحساس بحرقة في الحلق، فقد يصاب الشخص بالتهاب الحق العقدي، ومن الأعراض المصاحبه له القشعريرة والحرقة في الحلق والحرارة، كما يمكن لحموضة المعدة أن تساهم في الإحساس بحرقة في الحلق، وعادةً ما تحدث بعد تناول الأطعمة الحامضية.
- العضلات: تفرز العضلات عادةً حمض اللبن عادةً أثناء التمارين الشاقة كرفع الأثقال أو عند ممارسة تمارين جديدة، ويزول بعد عدة أيام، وإذا استمر الشعور بحرقة شديدة في العضلات قد يدل ذلك على إصابة في العضلات كالإجهاد أو الالتواء، وإذا لم يتلقَّ المصاب العلاج الصحيح يحتمل تطور هذه الحالة إلى الألم العضلي الليفي.
- الأعضاء التناسلية: يصاب الكثير من الأشخاص بالشعور بحرقة داخل المناطق التناسلية أو ما يحيط بها، ويسبب ذلك التهيج والجروح في الجلد المحيط بالمناطق التناسلية وغالبًا ما تكون الحرقة بسبب بعض أنواع الصابون وغسولات الجسم أو الحلاقة في هذه المنطقة، أما الإحساس بالحرقة داخل المناطق التناسلية فعادةً ما يكون سببه الالتهابات.
- الحزام الناري: هو طفح جلدي شديد الألم يتكون من بثور تحتوي على سائل تظهر على مسار عصب معين، ومن أهم الأعراض التي تصاحبه الإحساس بالخدر والحرقان والألم والحكة.
- الأعصاب: إذ يُعدّ أهم أسباب الشعور بحرقة الجلد حدوث تلف أو خلل في وظائف الجهاز العصبي، الذي يتكون بدوره من الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي، ويُعدّ الجهاز العصبي المركزي المركز الرئيسي لإصدار الأوامر، ويتكون من الدماغ والحبل الشوكي، في حين يتكون الجهاز العصبي المحيطي من أعصاب تتفرع عن الدماغ والحبل الشوكي، وتربط باقي الجسم بالجهاز العصبي المركزي، لذلك توجد العديد من الحالات التي تصيب الأعصاب والحبل الشوكي، وقد تتسبب بالشعور بحرقة في الجلد، ومن بينها:
- متلازمة الألم المركزية، وهو اختلال يصيب الدماغ ويحدث عند تلف الأعصاب الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، وتتسبب هذه الحالة بالعديد من أنواع الشعور بالألم من بينها الحرقة والحكة.
- داء الفقار الرقبية، وهو عملية من التغيرات التنكسية في أقراص الفقرات الرقبية ومفاصلها وتنتج عن التقدم في السن، إذ إن التلف الذي يحصل للعظام والغضاريف في الرقبة مع مرور الوقت يتسبب بإحداث ضغط على العظام، وهو ما يؤدي إلى آلام مزمنة في الرقبة وشعور بالحرقة.
- الانزلاق العضروفي، ويحدث عند انزلاق الغضروف من مكانه في العمود الفقري، إذ إن الغضاريف تحمي العظام في العمود الفقري من خلال امتصاص الصدمات التي قد تحدث بسبب النشاطات اليومية، وعندما ينزلق الغضروف من مكانه يمكن أن يضغط على أحد الأعصاب ويتسبب بألم حارق قد يرافقه خدر أو ضعف في العضلات.
- اعتلال العصب الأحادي، وهو مجموعة من الحالات التي يمكن أن تتسبب بتلف لعصب واحد، وغالبًا ما ينتج عن هذا التلف شعور بالتنميل أو الحرقة في الجزء المصاب من الجسم، وتوجد العديد من أنواع اعتلال العصب الأحادي، من بينها متلازمة النفق الرسغي وشلل العصب الزندي وعرق النسا.
- التصلب اللويحي، وهو مرض يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، ويعتقد الباحثون أنه يتسبب بدفع الجهاز المناعي لمهاجمة الميالين، وهو غشاء واقٍ حول الخلايا العصبية، وعندما يتلاشى الميالين يصبح التواصل بين الخلايا العصبية والجهاز العصبي المركزي متقطعًا، وهكذا لا تتلقى بعض أعضاء الجسم أي إشارات من الدماغ، وهو ما ينتج عنه العديد من الأعراض من بينها الشعور بألم حارق وتقلصات.
- الألم العصبي، وهو ألم حارق شديد الوخز يحدث في الأعصاب التالفة أو المصابة، وقد تكون هذه الأعصاب في أيّ مكان من الجسم لكنها غالبًا ما تكون في الوجه أو الرقبة.
أعراض حرقة الجلد
توجد العديد من الأعراض لآلام حرقة الجلد التي ممكن الشعور بها، ومنها ما يأتي:[٣]
- الإحساس بأنّ الجلد مصاب بحروق كحروق الشمس لكن دون وجود هذه الحروق.
- الإحساس بالحكة الشديدة في منطقة الجلد دون وجود سبب واضح، وقد يشعر الشخص أيضًا بالدغدغة أو يشعر بشيء يزحف تحت الجلد.
- إصابة منطقة الجلد هذه بالحساسية الشديدة، مثل الحساسية من الهواء أو اللمس أو الحرارة أو البرودة أو الشعور بالخدر في منطقة الجلد هذه، وقد تكون في أي منطقة من الجسم كالذراعين والقدمين والوجه والرأس والمعدة.
- إصابة حرقة الجلد لمنطقة واحدة أو عدة مناطق من الجسم، ومن الممكن أيضًا أن تتكرر في مناطق مختلقة من الجسم.
- تراوح شدة الشعور بحرقة الجلد بين الخفيف والمتوسط والشديد، وغالبًا ما يشعر المريض بزيادة الانزعاج من هذه الأعراض عند محاولة الراحة والنوم.
تشخيص حرقة الجلد
يُعدّ موقع الألم وشدته وتكراره من العوامل المهمّة التي تساعد في تشخيص الألم بالإضافة إلى العديد من الفحوصات الطبية مثل:[١]
- اختبارات الدم أو البول.
- التصوير التشخيصي، مثل التصوير بالأشعة السينية والأشعة المقطعية، لفحص العظام والعضلات في العمود الفقري.
- التخطيط الكهربائي للعضلات الذي يساعد في تقييم صحة العضلات والأعصاب.
- أخذ خزعة من العصب، للتأكد من وجود تلف في الأعصاب في موقع معين من الجسم، ومن الممكن أخذ خزعة من الجلد لتشخيصها، والتأكد من عدم وجود خلايا غير طبيعية.
المراجع
- ^ أ ب ت Mary Ellen Ellis (21-4-2016), "Burning Sensation"، healthline, Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ↑ Zawn Villines (22-5-2018), "What can cause a burning sensation?"، medicalnewstoday, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ↑ Jim Folk (8-10-2019), "Burning skin, burning skin sensations - Anxiety Symptoms"، anxietycentre, Retrieved 5-12-2019.