محتويات
التهاب مفصل الحوض
يُشار لمفصل الحوض باسم المفصل العجزي الحرقفي، وهو المفصل الظاهر على شكل حرف C أو L الواصل بين العظام الحرقفية في الحوض وعظم العجز الداعم للعمود الفقري والموجود أسفله، ويُغلَّف هذا المفصل بغشاء رقيق يسمى الغشاء الزليلي، ويحتوي على سائل زلالي لزج يقي من الاحتكاك بين أسطح العظام، كما تُحيط الغضاريف المفصلية بالجزء السفلي والخلفي من مفصل الحوض. فعليًا تُحيط بالمفصل شبكة من العضلات والأربطة الكثيفة التي تسمح بمدى حركة بسيط عبر المفصل، وتُعد هذه الأربطة الأقوى في الجسم، ويمتصّ مفصل الحوض الصدمات، إذ يمتص وينقل الصدمات والقوى من الجزء العلوي في الجسم إلى الحوض والقدمين[١].
يُشير التهاب مفصل الحوض إلى التهاب أحد المفاصل العجزية الحرقفية الواقعة على جانبي الحوض، وعادةً ما يظهر التهاب مفصل الحوض على أنَّه جزء من أمراض التهاب المفاصل كالفصال العظمي، أو أمراض الالتهاب الفقاري المفصلي اللاصق، وتتضمَّن هذه الأخيرة العديد من الأمراض مثل: التهاب المفاصل الصدفي، والتهاب المفاصل التفاعلي، والتهاب الفقار القسطي، وغيرها. وفي الحقيقة يختلف التهاب مفصل الحوض عن اضطراب مفصل الحوض على الرغم من أنَّ كليهما يُسبَّبان الألم في المفصل والقدم والظهر، إذ ينتج اضطراب مفصل الحوض عادةً عن حركة المفصل الأقل أو الأكثر من الوضع الطبيعي، وتجدر الإشارة إلى أنَّه قد يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب فيه[٢]، في حين أنَّ التهاب مفصل الحوض يحدث كجزء من اضطرابات المفاصل الالتهابية الأخرى كما ذكر سابقًا، أو نتيجةً للإصابات المباشرة كالسقوط وحوادث السيارات أو العدوى في أحيان نادرة، كما يزيد الحمل من خطر الإصابة به، إذ يتمدَّد مفصل الحوض ويتغير خلال الحمل للتجهيز لعملية الولادة الطبيعية ممّا قد يؤدي إلى تلفه[٣].
أعراض التهاب مفصل الحوض
يُعتقَد أنَّ حوالي عشرة إلى خمسة وعشرين في المئة من الأشخاص الذين يعانون من الآلام في أسفل الظهر مصابون بالتهاب مفصل الحوض[٤]، ويُعدّ الألم في منطقة أسفل الظهر أو الأرداف العرض الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب مفصل الحوض، وفي أحيان أخرى قد يؤثر في منطقة الساقين كاملةً، وتجدر الإشارة إلى أنَّ حدّة الألم تقلّ مع الحركة، في حين تزداد في حال الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، أو الوقوف بالاعتماد على قدم واحدة، أو الجري والمشي بخطوات كبيرة، بالإضافة إلى صعود الأدراج، أو حمل الأوزان، أو الانقلاب على السرير، كما تزداد شدَّتها عادةً أثناء الليل وفي الصباح الباكر، بالإضافة إلى ذلك كلّه قد يؤدي التهاب مفصل الحوض إلى الإصابة بالتصلُّب في منطقة الفخذين وأسفل الظهر، وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وغير ذلك من الأعراض المصاحبة للاضطراب المُسبِّب لالتهاب مفصل الحوض، فمثلًا يُعاني المصابون بمرض التهاب الفقار القسطي من التهابات في مفاصل أخرى وألم في العين الناتج عن التهاب العنبية فيها[٥][٦] وتجدر الإشارة إلى أنَّ إهمال علاج التهاب مفصل الحوض قد يؤدي إلى الإصابة بالأرق والاكتئاب.[٣].
علاج التهاب مفصل الحوض
تُوجد العديد من العلاجات المتوفرة لعلاج التهاب مفصل الحوض، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:
العلاجات المنزلية لالتهاب مفصل الحوض
يُمكن بيان العلاجات المنزلية المساعدة على علاج التهاب مفصل الحوض على النحو الآتي[٦]:
- أخذ قسط كافٍ من الراحة: يساعد تجنُّب الأنشطة والممارسات التي تزيد من الألم على التخفيف من التهاب مفصل الحوض.
- تمارين ثني الورك: وتتضمن هذه التمارين الاستلقاء على الظهر ودعم الساقين بوسادة أو صندوق، ثم وضع ساق فوق الأخرى والشدّ عليهم لفترة من الوقت، ويُفضَل تكرار ذلك على كل من جانبي الجسم، كما يمكِن تكرار ذلك بوضع الوسادة بين الساقين والضغط عليهما.
- الكمادات الدافئة والباردة: يساعد وضع الكمادات الباردة والدافئة بالتناوب على التخفيف من الألم المصاحب لالتهاب مفصل الحوض، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنُّب وضع الثلج أو مصدر الحرارة على الجلد مباشرةً للوقاية من تلف الجلد.
العلاجات الدوائية لالتهاب مفصل الحوض
يعتمد اختيار الدواء على الاضطراب المُسبِّب لالتهاب مفاصل الحوض، ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي[٧]:
- مسكنات الألم: وتتضمن المسكنات المتوفرة دون وصفة طبية أو تلك التي تحتاج لوصفة الطبيب اعتمادًا على شدَّة الألم.
- مرخيات العضلات: وتُستخدم للتقليل من تشنُّجات العضلات المرتبطة بالتهاب مفصل الحوض، ومن الأمثلة عليها دواء سيكلوبينزابرين.
- مثبطات عامل نخر الورم: وتُستخدم في حالات التهاب مفصل الحوض المرتبطة بالتهاب الفقار القسطي، ومن الأمثلة عليها: إنفليكسيماب، وإيتانرسبت، وأداليموماب.
الإجراءات الجراحية لالتهاب مفصل الحوض
تُستخدم هذه كخيار أخير في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى، ويمكن بيانها على النحو الآتي[٧]:
- حقن المفصل بالكورتيكوستيرويد: تساعد حقن الستيرويد على التخفيف من الالتهاب، وتجدر الإشارة إلى وجوب الالتزام بعدد قليل من هذه الحقن سنويًا اعتمادًا على توصيات الطبيب، إذ إنَّ الإكثار منها قد يؤدي إلى إصابة أوتار وعظم المفصل بالضعف.
- التحفيز الكهربائي: وفيه يُزرَع محفِّز كهربائي في عظم العجز، إذ قد يساعد ذلك على التخفيف من الألم.
- جراحة إزالة التعصيب باستخدام ترددات موجات الراديو: وفيه تُستخدم هذه الموجات لإتلاف الأعصاب المسؤولة عن الشعور بالألم في المنطقة.
- جراحة تثبيت المفصل: وفيها تُدمج عظمتا المفصل معًا باستخدام الأجهزة المعدنية، الأمر الذي قد يساعد على التخفيف من الألم، وهي من الجراحات النادر استخدامها لعلاج التهاب مفصل الحوض.
المراجع
- ↑ Michael W. Hasz (15-9-2015), "Sacroiliac Joint Pain and Inflammation"، www.arthritis-health.com, Retrieved 14-7-2019. Edited.
- ↑ Amish R. Patel (24-5-2011), "All About Sacroiliitis"، www.spine-health.com, Retrieved 14-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Sacroiliitis", www.mayoclinic.org,1-12-2018، Retrieved 14-7-2019. Edited.
- ↑ "Sacroiliitis", my.clevelandclinic.org,13-3-2018، Retrieved 14-7-2019. Edited.
- ↑ Anne Asher (16-4-2019), "An Overview of Sacroiliitis"، www.verywellhealth.com, Retrieved 14-7-2019. Edited.
- ^ أ ب Lana Burgess (11-7-2017), "What is sacroiliitis?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Sacroiliitis", www.mayoclinic.org,1-12-2018، Retrieved 14-7-2019. Edited.