محتويات
العمود الفقري
بالإضافة لأهمية العمود الفقري المتمثّلة بحماية النخاع الشوكي من الإصابة، والتلف، فهو يُوفّر الدعم الرئيس للجسم، إذ يُمكّنه من ممارسة العديد من الأنشطة التي تتضمن الانحناء، والالتفاف، وانتصاب القامة، ويتألّف العمود الفقري من 33 عظمةً منفردةً بالترتيب فوق بعضهن البعض، ومقسمات ضمن أربعة انحناءات رئيسية؛ وهي الانحناء العنقي الذي يضم عظام الرقبة، والانحناء القطني الذي يضم منطقة أسفل الظهر، وكلاهما ينحنيان باتجاه مقعّر نحو الجسم، والانحناء الصدري الذي يمتاز بتحدّب اتجاهه بعض الشيء، وتُساهم عضلات البطن أو ما يُعرف بالعضلات القابضة المُرتبطة بالعمود الفقري من الأمام، وعضلات الظهر المعروفة باسم العضلات الباسطة على إبقاء الجسم انحناءات العمود الفقري طبيعية، والمساهمة في حركته[١].
التهاب العمود الفقري
يُشار إلى التهاب العمود الفقري طبيًّا باسم التهاب الفقار المقسط، وهو التهاب مزمن في العمود الفقري، والمفاصل العجزية الحرقفية الموجودة في قاعدة الظهر عند نقطة التقاء عظمة العجز مع عظم الحرقفة، ويؤدي هذا الالتهاب إلى الشعور بالألم، وتراجع مرونة المناطق المحيطة بالعمود الفقري من ضمنها الرقبة، والمؤخرة، وأسفل الظهر، وقد يتسبب الالتهاب المزمن في العمود الفقري باندماج الفقرات بعضها ببعض، مسببةً الحالة الطبية التي تُدعى انصهار المفصل، مما يؤدي إلى فقدان العمود الفقري لقدرته على الحركة، ولا يؤثّر التهاب الفقار المقسط على العمود الفقري فقط، وإنّما قد يتسبب بالالتهاب والتلف في المفاصل الأخرى من الجسم، وكذلك الأنسجة الأخرى كالعينين، والرئتين، والقلب، والكلى، وترتفع احتمالية إصابة الرجال بالتهاب الفقار المقسط بضعفين إلى ثلاثة أضعاف أكثر من النساء، والذي قد يصيب أيًا من الفئات العمرية من ضمنها الأطفال إلّا أنّه أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين العقد الثاني والثالث، والتهاب الفقار المقسط نزعة وراثية تجعل الأشخاص الحاملين لبعض الجينات المرتبطة به، والتي تؤثر في عمل جهاز المناعة يُعدون أكثر عُرضةً للإصابة[٢].
مُضاعفات التهاب العمود الفقري
كما ذكرنا سابقًا فإنّ التهاب الفقار المقسط لا يؤثر على العمود الفقري فقط، وإنّما قد يتسبب بالعديد من المشاكل في أنسجة الجسم الأخرى، وهو ما قد يظهر على شكل مُصاعفات الإصابة به، فبالإضافة لتسببه بتقييد قدرات الرئة الوظيفية نتيجةً لتصلّب المفاصل في العمود الفقري نفسه، وعظام القفص الصدري، فإنّه قد يتسبب بالمضاعفات الآتية أيضًا[٣]:
- اضطرابات القلب: يُعرف الشريان الأبهري بأنّه أكبر شرايين الجسم، وقد يُصاب بالالتهاب نتيجة الإصابة بالتهاب الفقار المقسط، مما يتسبب بتضخّم هذا الشريان ليصل إلى حجم يتشوّه فيه الصمام الأبهري في القلب، وبالتالي تراجع في قدرته على أداء عمله.
- التهاب أنسجة العين: تُعدّ هذه المشكلة من أكثر المُصاعفات شيوعًا، تُصاحبها الإصابة بأعراض مختلفة تتضمن زيادة حساسية المُصاب للضوء، وعدم وضوح الرؤية، بالإضافة لشعور الشخص بالألم في العين.
- كسور الضغط: تنشأ هذه الكسور عند بعض المصابين الذين يُعانون من ترقق عظام العمود الفقري في المراحل الأولى من الإصابة بالتهاب الفقار المقسط، فيؤدي هذا الترقق إلى تفتت هذه العظام مما يُساهم في انحناء قامة الظهر، بالإضافة إلى ارتفاع احتمالية تسبب هذه الكسور بالتلف في الأعصاب التي تمرّ في العمود الفقري، والنخاع الشوكي.
علاج التهاب العمود الفقري
يعتمد علاج التهاب الفقار المقسط على السيطرة على المرض إذ يتمكن المُصاب من متابعة نشاطاته اليومية طبيعيًا، بالإضافة للعلاجات الجراحية تتضمن العلاجات الدوائية المستخدمة ما يأتي[٤]:
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: مثل النابروكسين، والسيليكوكسيب، والإندوميثاسين، وتُعد هذه الأدوية الخطوة الأولى في العلاج، إذ تُستخدم للسيطرة على الألم، والالتهاب، وتورّم، وتيبّس المفاصل، إلّا أنّها لا تُستخدم لعلاج مشاكل جهاز المناعة المرتبطة بالتهاب الفقار المقسط.
- الأدوية المضادة للروماتويد والمعدلات لسير المرض: مثل الميثوتروكسيت، والسلفاسلازين، وتُعرف هذه الأدوية بقدرتها على التأثير على جهاز المناعة، وتثبيط الالتهاب الذي يُصيب الظهر، والمفاصل الأخرى، وبالتالي التخفيف من الألم، والتورّم فيها، إلّا أنّ فعاليتها تُعدّ قليلةً لتخفيف الالتهاب في العمود الفقري، وغالبًا ما يصف الطبيب هذه الأدوية في الحالات التي تعجز فيها مضادات الالتهاب اللاسيترويدية عن السيطرة على الأعراض.
- البدائل الحيوية: مثل الأداليموماب، وسرتوليزوماب، تُستخدم البدائل الحيوية عند عدم قدرة الأدوية المذكورة سابقًا على السيطرة على المشكلة، وتعمل هذه الأدوية عن طريق التعامل مع المشكلة الأساسية في الجهاز المناعي وتثبيط إنتاج البروتينات المسببة للالتهاب.
- الكورتيكوستيرويد: التي تُستخدم في النوبات الالتهابية الشديدة، إلّا أنّه وبالرغم من فعاليتها لا يُمكن اتباع هذه الطريقة في العلاج على المدى الطويل، إنّما تُستخدم كعلاج مؤقت للسيطرة على الالتهاب والألم خلال هذه النوبات، والتي تُستخدم موضعيًّا إذ يحقن الطبيب هذه الأدوية في المفاصل الموجودة في الحوض أو الركبة أو الورك.
المراجع
- ↑ Tonya Hines (9-2018), "Anatomy of the Spine"، mayfieldclinic.com, Retrieved 16-7-2019. Edited.
- ↑ William C. Shiel (26-4-2019), "Ankylosing Spondylitis"، www.medicinenet.com, Retrieved 16-7-2019. Edited.
- ↑ "Ankylosing spondylitis", www.mayoclinic.org,7-3-2018، Retrieved 16-7-219. Edited.
- ↑ Tyler Wheeler (14-12-2018), "Medications for Ankylosing Spondylitis"، www.webmd.com, Retrieved 16-7-2019. Edited.