التهاب حلق الرضيع

الحلق

يُعرَّف الحلق بأنَّه أنبوب عضلي ممتدّ من المنطقة الواقعة خلف الأنف إلى الرقبة، وتجدر الإشارة إلى أنَّه يُعدّ جزءًا من كلا الجهازين التنفُّسي والهضميّ، وتتمثَّل وظيفته بالتنسيق ما بين عمليات التنفُّس وبلع الطعام، إذ إنَّه يدفع الطعام من الفم إلى المريء ويحمي جهاز التنفُّس منها، كما يسمَّح للهواء بالمرور إلى الرئتين، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الحلق مُبطَّن بأغشية مخاطية، كما تحتوي هذه الأغشية على أهداب صغيرة، فيمنع المخاط الأوساخ من الانتقال عبر الأهداب إلى المريء للتخلُّص منها، وفي الحقيقة يُقسَم الحلق إلى ثلاثة أقسام هي البلعوم الأنفي وهو الجزء الأعلى، والبلعوم الفموي، والبلعوم السفلي[١][٢].


كما يتضمن التهاب الحلق كلًّا من التهاب اللوزتين، والتهاب البلعوم، والتهاب الحنجرة[٣]، ويمكن بيان بعض من الأعضاء المتواجدة في الحلق على النحو الآتي[٢]:

  • اللوزتين: تُعرَف اللوزتين بأنَّها أنسجة ليمفاوية مساعدة على مهاجمة أنواع العدوى المختلفة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ حجمها يتقلَّص مع التقدُّم في العمر تدريجيًّا، إذ تكون أكبر حجمًا في مرحلة الطفولة.
  • لهاة الحلق: وهي النسيج البارز ما بين اللوزتين، وتساعد هذه على منع دخول الطعام والماء إلى التجويف الأنفي خلال البلع، بالإضافة إلى دورها في خروج العديد من الأصوات.
  • لسان المزمار: وهي غضروف صغير يغطي فتحة الحنجرة أثناء تناول الطعام، الأمر الذي يمنع الطعام من المرور إلى الرئتين.
  • الحنجرة: تحتوي هذه على الأحبال الصوتية المسؤولة عن إنتاج الأصوات عند اهتزازها ومرور الهواء عبرها، ثم تُعدَل الأصوات الناتجة عن طريق الفم واللسان والأنف.


أسباب التهاب حلق الرضيع

يُعدّ التهاب حلق الرضيع من الاضطرابات الشائعة لديهم، ومن الجدير بالذكر أنَّه ينتج عن الإصابة بالعديد من الاضطرابات التي يمكن بيانها على النحو الآتي[٤][٥]:

  • التهاب اللوزتين: ينتج التهاب اللوزتين عن الإصابة بالعدوى الفيروسية في أغلب الأحيان، ويؤدي هذا إلى شعور الرضيع بصعوبة في البلع، وعدم رغبته بتناول الطعام، بالإضافة إلى سيلان لعابه أكثر من المعتاد، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وبكائه بصوت خشن.
  • الزكام: تُعدّ الإصابة بالزكام من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بالتهاب حلق الرضيع، إذ يُصاب الأطفال الرضَّع بالزكام حوالي 7 مراتٍ خلال السنة الأولى من حياتهم، إذ إن جهاز المناعة لم يكتمل لديهم بعد، كما قد يصاحب الزكام احتقان الأنف والسيلان، وعدم ارتياح الرضيع، وزيادة بكائه، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتجدر الإشارة إلى ضرورة إبقاء الرضيع في المنزل في الفترة التي ترتفع فيها درجة حرارته ولمدة 24 ساعةً بعد التخلُّص منها.
  • التهاب الحلق العنقودي: وهو أحد أنواع العدوى البكتيرية الناتجة عن بكتيريا المكورة العقدية المقيحة، وتجدر الإشارة إلى أنَّها من الأمراض غير شائعة عند الأطفال الرضُّع والأطفال ما دون الثلاث سنوات، وتتضمن أعراضه عند الأطفال الرضُّع تورُّم العقد الليمفاوية في الرقبة، بالإضافة إلى احمرار اللوزتين الشديد، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وقد يؤدي للإصابة بالحمّى الروماتويدية الحادّة المؤدية إلى حدوث خلل في المفاصل.
  • مرض اليد والقدم والفم: ينتج هذا المرض عن العدوى الفيروسية، إذ تُسبِّبها أحد الفيروسات من عائلة الفيروسات المعوية، ويؤدي هذا إلى التهاب الحلق، والشعور بألم في الفم، وارتفاع درجة حرارة الجسم في البداية، ثمَّ يظهر طفح جلدي على القدمين واليدين وما حول الفم، بالإضافة إلى الإصابة أحيانًا بتقرُّحات في الفم والحلق وهي مؤدية إلى الشعور بصعوبة في البلع، ويحتاج عادةً من 7-10 أيام للشفاء منه، وتجدر الإشارة إلى أنّه عادةً ما يُصيب الأطفال ما دون الخمس سنوات في فصلي الخريف والصيف، ويبقى الطفل المُصاب معديًّا للمرض حتى اختفاء الطفح الجلدي.


علاج التهاب الحلق عند الأطفال الرضُّع

يُعالج التهاب الحلق الناتج عن الإصابة بالعدوى الفيروسية بشرب كميات كافية من السوائل وأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، في حين يُعالج التهاب الحلق الناتج عن العدوى البكتيرية بالمضادات الحيوية، ولكن يجب التأكُّد أولًا من أنَّ المُسبِّب هو العدوى البكتيرية، وذلك بأخذ عينة من الحلق وإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، وعلى الرغم من أنَّ الطفل قد يتعافى من العدوى البكتيرية من تلقاء نفسه دون أخذ المضادات الحيوية، إلا أنَّ تناول المضادات الحيوية في هذه الحالة يُسرِّع من شفاء المرض، ويقلِّل من العدوى، بالإضافة إلى أنَّه يقلِّل من خطر الإصابة بالمضاعفات كالحمى الروماتودية[٥][٦].


يجب إعطاء الطفل كميات كافية من الماء أو السوائل خصوصًا إذا كان يعاني من ارتفاع في درجات الحرارة، للوقاية من الإصابة بالجفاف، ويتضمن ذلك إرضاع الأطفال الرضُّع رضاعةً طبيعيةً أو الحليب الصناعي بقدر كافٍ، ويمكِن التغلُّب على صعوبة البلع بإعطاء الطفل كميات أصغر من السوائل ولكن بجرعات أكثر عددًا، كما يُساعد استخدام الأجهزة المرطبّة للهواء في التخفيف من ألم الحلق، وفي بعض الأحيان قد تُستخدَم الأدوية المسكِّنة للتخفيف من الألم، ومن هذه الأدوية الأسيتامينوفين، أو الأيبوبروفين للأطفال الأكبر من ستة أشهر، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنُّب إعطاء الأطفال الأسبرين لارتباطه بالإصابة بمتلازمة راي الخطيرة[٦].


المراجع

  1. Tjoson Tjoa (101-7-2013), "Throat Anatomy"، emedicine.medscape.com, Retrieved 22-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب David M. Kaylie (5-2019), "Throat"، www.msdmanuals.com, Retrieved 22-7-2019. Edited.
  3. Stephanie Watson (27-9-2017), "Sore Throat 101: Symptoms, Causes, and Treatment"، www.healthline.com, Retrieved 22-7-2019. Edited.
  4. Jane Chertoff (31-5-2019), "What to Do When Your Baby Has a Sore Throat"، www.healthline.com, Retrieved 22-7-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Nicole Bentley, Caroline Paul, "When is a Sore Throat a More Serious Infection?"، www.healthychildren.org, Retrieved 22-7-2019. Edited.
  6. ^ أ ب "Sore throat in babies & toddlers", www.babycenter.com,8-2017، Retrieved 22-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :