التهاب القصبات عند الأطفال

التهاب القصبات عند الأطفال

يُعرف التهاب القصبات بالتهاب الأغشية المخاطية المبطِّنة للقصبات الهوائية المتفرِّعة من القصبة الهوائية الرئيسية إلى الرئتين، وتتمثَّل وظيفة هذه الأغشية بحماية أعضاء جهاز التنفس، ففي الحالات الطبيعية تنقِّي الشعيرات الصغيرة الموجودة بالقرب من فتحتي الأنف الهواء الداخل إلى جهاز التنفس من الغبار والملوثات الأخرى، وفي حال دخول جزء من الملوثات إلى جهاز التنفس فتتصل هذه البقايا بالأهداب الصغيرة الواقعة على سطح الأغشية المخاطية، ولكن قد تخترق بعض الجراثيم الأنظمة الدفاعية لجهاز التنفس ممّا يؤدي إلى الإصابة بالمرض.[١]


يؤدي التهاب القصبات الهوائية إلى تورُّمها وإنتاجها لمزيد من المخاط، الأمر الذي يؤدي إلى إصابة الطفل بالسعال وصعوبة في التنفُّس [٢]، وينقسم التهاب القصبات إلى التهاب القصبات الحادّ، والتهاب القصبات المزمن، ويمكن بيانهما على النحو الآتي:[١][٣]

  • التهاب القصبات الحادّ: وهو الاضطراب الذي يحدث فجأًة، ويؤدي إلى الإصابة بأعراض أكثر شدة، ولكنَّه يستمر لفترة لا تتجاوز عدة أسابيع.
  • التهاب القصبات المزمّن: وهو الالتهاب الذي يستمر لفترة تزيد عن الأربعة أسابيع، وهو من الأسباب الشائعة لإصابة الأطفال ما دون عمر الستة سنوات بالسعال المزمن، وتجدر الإشارة إلى أنَّه أكثر شيوعًا عند البالغين المدخنين أو المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن.


أسباب التهاب القصبات عند الأطفال

ينتج التهاب القصبات الحادّ عن العدوى الفيروسية في 90% من الحالات، وغالبًا ما يحدث بالتزامن مع الإصابة بالزكام، أو ما بعد الإصابة به، وتنتقل هذه الجراثيم من شخص إلى آخر عن طريق السعال، أو بعد ملامسة الشخص لإفرازات الشخص المُصاب ثم ملامسته لعينيه أو أنفه أو فمه، كما وقد تنتج أحيانًا عن الإصابة بالعدوى البكتيرية الثانوية خصوصًا في الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي، أو يعانون من اضطرابات في جهاز المناعة، أو من التليُّف الكيسي.[١][٤]


كما ينتج التهاب القصبات المزمّن عن الإصابة بالعدوى البكتيرية، ويزداد خطر الإصابة بها في حال الإصابة بالعدوى الفيروسية المتكرّرة، أو التعرّض للملوثات، أو التدخين، أو في حال إصابة الطفل بالتليُّن الرغامي وفيه يُصاب الأطفال بزيادة مرونة القصبة الهوائية الرئيسية الأمر الذي يزيد من خطر تراكم المخاط فيها.[١][٥]


أعراض التهاب القصبات عند الأطفال

يمكن بيان الأعراض المصاحبة للإصابة بالتهاب القصبات عند الأطفال على النحو الآتي[١][٣]:

  • السعال المصحوب بالمخاط، ويُعدّ هذا أكثر الأعراض شيوعًا.
  • الصداع الخفيف.
  • الشعور بالتعب وآلام عامة في الجسم.
  • ألم في الحلق والصدر.
  • الصفير.
  • ارتفاع طفيف في درجات الحرارة والقشعريرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال المصابين بالتهاب القصبات المزمن لا يعانون منها.


علاج التهاب القصبات عند الأطفال

تنقسم علاجات التهاب القصبات عند الأطفال إلى علاجات دوائية وأخرى منزلية، ويمكن بيانهما على النحو الآتي:

العلاجات المنزلية

تُوجد العديد من العلاجات التي يمكن اتباعها داخل المنزل والمساعدة على التعافي من التهاب القصبات عند الأطفال، ويمكن بيان هذه العلاجات على النحو الآتي[١][٢]:

  • أخذ الطفل قسطًا كافيًا من الراحة، بالإضافة إلى ضرورة بقائه في المنزل في حال ارتفاع درجة حرارته.
  • غسل يدي الطفل باستمرار للوقاية من انتشار المرض.
  • ترطيب الهواء باستخدام أجهزة الترطيب المختلفة في غرفة الطفل أو بالقرب منه، إذ يُساعد ذلك على التنفُّس بطريقة أسهل، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تنظيف هذه الأجهزة باستمرار تبعًا للتعليمات المُرفَقة مع الجهاز.
  • وضع عدة قطرات من المياه المالحة في أنف الطفل في حال الإصابة باحتقان الأنف، إذ يُسِّهل ذلك من التخلُّص من المخاط العالق، أما في حال الأطفال الرضَّع فيُفضَل انتظار دقيقة أو اثنتين بعد وضع القطرات ثم استخدام آلة الشفط المطاطية؛ وذلك عن طريق تفريغها من الهواء بضغط اليد عليها أولًا، وبعد ذلك إدخال رأسها في أنف الطفل وتقليل الضغط الواقع عليها الأمر الذي يؤدي إلى شفط المخاط العالق.
  • إبعاد الطفل عن مصادر التدخين السلبي، وعدم السماح للآخرين بالتدخين إلى جانبهم.
  • شرب كميات كافية من السوائل.


العلاجات الدوائية

يتضمن علاج التهاب القصبات عند الأطفال إعطاء المضادات الحيوية في حالات التهاب المزمن لمدة تتراوح من أسبوعين إلى ستة أسابيع، ومن أشهر المضادات الحيوية المُستخدَمة هو أموكسيسيلين-حمض الكلافولانيك، وسيفداينير، وتريميثوبريم-سلفاميثوكسازول. وفي الحقيقة لا تُصرَف المضادات الحيوية في معظم حالات التهاب القصبات الحاد لأنَّ معظمها فيروسي.[١][٥]

كما قد تُصرف بعض الأدوية على شكل بخاخات أو رذاذ للمساعدة على استرخاء وفتح القصبات الهوائية، وبالتالي التقليل من صعوبة التنفُّس، ويشار لهذه الأدوية باسم موسِّعات القصبات، كما وقد تُصرف أدوية السعال للأطفال فوق عمر الست سنوات، بالإضافة إلى الأدوية المُسكنة والخافضة للحرارة كالأسيتامينوفين، ومضادات الالتهاب الاستيرويدية في حالات الالتهاب الحادّ، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنُّب إعطاء الأطفال ما دون الستة أشهر أدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية كالأيبوبروفين دون وصفة طبيب.[١][٦]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Steven Dowshen (6-2014), "Bronchitis"، kidshealth.org, Retrieved 11-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Adam Husney, John Pope, Martin J. Gabica (5-9-2018), "Bronchitis in Children: Care Instructions"، myhealth.alberta.ca, Retrieved 12-7-2019. Edited.
  3. ^ أ ب What to Do When Your Child Has Bronchitis (2-5-2018), "What to Do When Your Child Has Bronchitis"، www.everydayhealth.com, Retrieved 12-7-2019. Edited.
  4. Jack Wolfsdorf (21-6-2019), "Bronchitis"، www.nicklauschildrens.org, Retrieved 12-7-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Protracted Bacterial Bronchitis (PBB) in Children"، www.thoracic.org، 12-2018، Retrieved 12-7-2019. Edited.
  6. "Acute Bronchitis in Children", www.drugs.com,19-6-2019، Retrieved 12-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :