حل للصداع الشديد

حل للصداع الشديد

هل الصداع الشديد أمرٌ مقلق؟

يُعرَف الصداع عمومًا بأنه من الحالات الشائعة بين الناس حول العالم، إذ قلّما تجد إنسانًا لم يصب بآلامه خلال حياته، وعمومًا لا تُشكّل حالات الصداع الشديد مصدرًا للقلق عند المريض؛ فهي وإن كانت تسبب الألم والضيق وتؤثّر على جودة الحياة أحيانًا، فإنّها لا تكون خطيرةً إلّا إذا اندرجت ضمن الأعراض الدّالة على وجود مرض كامن[١].


حل للصداع الشديد

إليكِ أبرز الوسائل العلاجية المُتبّعة في تخفيف أعراض الصداع الشديد، ولكن تجدُر الإشارة إلى أنّ الطبيب هو المسؤول عن تحديد أنسب هذ الطرق أو أيّ طرق أخرى لعلاج الصداع الشديد:

الأدوية

لعلّ أكثر الأدوية المستخدمة في علاج حالات الصداع هي مضادات الالتهاب غير الستيرودية، أو (NSAIDs)، مثل الأسبرين والآيبوبروفين، إذ تكمن آلية عمل هذه الأدوية في تقليل إنتاج مواد كيميائية مُسماة بالبروستاجلاندين، والمعروفة بدورها في تعزيز شدة الالتهاب والألم والحمى في الجسم، وهي تفعل ذلك عبر تثبيط إنزيمات الأكسدة الحلقية (COX) التي يستخدمها الجسم لإنتاج البروستاجلاندين، مع ذلك ينطوي استخدام هذه الأدوية على بعض التأثيرات الجانبية، مثل زيادة خطر الإصابة بقرحة المعدة، ونزيف الجهاز الهضمي، كذلك يمكن استخدام مسكنات الآلام، مثل الأسيتامينوفين أو البراسيتامول، فهو يخفف شدة الآلام عبر تنشيط المسارات المركزية التي تقلل الإحساس بالألم عند الشخص، ومع ذلك يؤثر هذا الدواء على صحة الكبد، خاصةً إذا كان المريض مدمنًا على المشروبات الكحولية، بيد أنّه لا يؤثر على صحة الجهاز الهضمي[٢].

من جهة ثانية، تستخدم بعض الأدوية المباعة بوصفة طبية لعلاج أنواع معينة من الصداع، على سبيل المثال، تفيد أدوية التريبتانات (triptans) في تخفيف أعراض الصداع النصفي والصداع العنقودي عند المريض، عبر التأثير على مستقبلات السيروتينين في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى استرخاء الأوعية الدموية، وقد يوصي الطبيب أيضًا بتناول بعض الأدوية لتخفيف الأعراض المصاحبة للصداع النصفي، مثل مضادات القيء[٢].

العلاج المعرفي السلوكي

يختلف الناس فيما بينهم من حيث الاستجابة للألم، أو ما يُعرّف بعتبة الألم، ففي بعض الحالات، تُفاقم استجابة المريض للصداع شدة الألم الذي يصيبه، ويقلّ لديه مستوى التحمل وتنخفض لديه جودة الحياة، لذلك يوصي الطبيب أحيانًا باتباع العلاج المعرفي السلوكي أو كما يُعرف بالإنجليزية (Cognitive behavioral therapy)؛ وهو علاج نفسي يفيد الأفراد المصابين بصداع التوتر المستمرّ أو الصداع النصفي؛ إذ يُركّز تحديدًا على الأمور التي يفاقم فيها الصداع أعراض التوتر والقلق والاكتئاب، ويزيد شدة الألم عند المريض، وتُجرى جلسات العلاج المعرفي السلوكي في عيادة الطبيب النفسي، وتكون إمّا فردية وإمّا جماعية، وتهدف أساسًا إلى زيادة مهارات التأقلم وتقنيات الاسترخاء عند حدوث الصداع[٢].

تقنيات الاسترخاء

تتضمّن أبرز تقنيات الاسترخاء المستخدمة في علاج الصداع كلًا من استرخاء العضلات التدريجي، والتخيّل الموجّه وتمارين التنفس، وهي جميعها تُترجم على هيئة استجابة طبيعية للجسم، ويرى كثير من الخبراء أنّ تقنيات الاسترخاء تبدو واعدة في علاج صداع التوتر، بيد أنّ مراجعةً علمية لتقييم بعض الدراسات عالية الجودة بشأن تقنيات الاسترخاء أشارت إلى وجود أدلة متضاربة بشأن هذا الأمر، وعمومًا لا يوجد لتقنيات الاسترخاء أيّ تأثيرات جانبية، ولكن قد تحدث بعض الآثار الجانبية لدى الأفراد المصابين بمشكلات بدنية أو عقلية خطيرة[٣][٤].

الارتجاع البيولوجي

يُفيد الارتجاع البيولوجي في تعليم المريض متى يزداد التوتر في جسمه، بحيث يكتسب المعرفة بشأن طريقة استجابته للمواقف العصبية ووسائل تخفيف شدتها، ويعتمد الارتجاع البيولوجي على توصيل بعض المستشعرات بجسم المريض، ثم مراقبة طرق استجابته اللاإرادية للصداع وآلامه، مثل الزيادة الحاصلة في معدل تنفسه، ودقات قلبه، ودرجة حرارته، ونشاط دماغه والتوتر العضلي (الانقباض اللإرادي للعضلات)[٥].

البوتوكس

أباحت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية عام 2010 استخدام البوتوكس لعلاج حالات الصداع النصفي المزمن عند البالغين، إذ يٌخفّف هذا العلاج أعراض الصداع عبر الحيلولة دون انتقال إشارات الألم على امتداد السلسلة العصبية بين الرقبة والجمجمة، ويتطلب هذا العلاج أن يتلقى المريض مجموعة من الحقن في وجهه ورقبته بمعدل مرة كل 12 أسبوعًا، وقد ينطوي هذا العلاج على بعض التأثيرات الجانبية، مثل الإحساس بالألم في مواضع الحقن، والإصابة أحيانًا بالصداع الرّجعي[٢].


أسباب الصداع الشديد

تختلف الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالصداع تبعًا لنوعه، سواء أكان أوليًا أم ثانويًا، وهي كما يأتي:

الصداع الأولي

يصاب الإنسان بالصداع الأولي نتيجة النشاط المفرط أو المشكلات في التركيبات الحساسة للألم في الرأس؛ إذ تضطلع عوامل عديدة بحدوث الصداع الأولي، مثل النشاط الكيميائي للدماغ والأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بالجمجمة، وعمومًا، تتضمن أبرز أنواع الصداع الأولي كلًا من الصداع العنقودي والصداع النصفي وصداع التوتر والصداع النصفي المصحوب بهالة، وهناك أيضًا أنواع أخرى للصداع الأولي، مثل الصداع اليومي المزمن، والصداع بسبب السعال أو التمارين الرياضية أو ممارسة الجنس، بيد أنّ هذه الأنواع تندرج أحيانًا ضمن الصداع الثانوي نظرًا لأنها قد تكون مؤشرًا دالًا على الإصابة بمرض كامن، وفي بعض الحالات، يعاني الشخص من الصداع نتيجة العادات التي يتبعها مثل[٦]:

  • تناول بعض الأطعمة المصنعة، خاصة اللحوم المحتوية على النترات.
  • التقلب الحاصل في روتين النوم.
  • قلّة النوم.
  • المعاناة من التوتر والإجهاد.
  • تفويت بعض وجبات الطعام.
  • استهلاك المشروبات الكحولية، خاصةً النبيذ الأحمر.

الصداع الثانوي

يكون الصداع الثانوي من أعراض الأمراض المؤثرة على الأعصاب الحسّاسة للألم في الرأس، وتتضمّن أبرز الأسباب المحتملة لهذا النوع كلًا مما يلي[٦]:

  • المعاناة من التهاب الجيوب الأنفية الحاد.
  • الإصابة بتمزّق شرياني.
  • المعاناة من تجلّط الدم، مثل الخثار الوريدي.
  • الإصابة بورم في الدماغ.
  • التسمّم بأول أكسيد الكربون.
  • المعاناة من تمدّد الأوعية الدموية في الدماغ.
  • المعاناة من ارتجاج الدماغ.
  • الإصابة بالتهاب الدماغ، أو التهاب السحايا، أو التهاب الشريان الصدغي (أو التهاب الشريان ذي الخلايا العملاقة).
  • الإصابة بفيروس كورونا.
  • المعاناة من عدوى الأذن أو مشكلات الأسنان وآلامها.
  • الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بالأنفلونزا أو الحمى.
  • الإفراط في تناول مسكنات الآلام.
  • الإصابة بنوبة هلعٍ.
  • الإصابة بسكتة دماغية.

وتجدُر الإشارة إلى أن الطبيب هو المسؤول عن تشخيص هذه الحالات، ولا يعني حدوث الصداع بالضرورة أنكِ تعانين من إحدى هذه المشكلات[٦].


الذهاب للطبيب بسبب الصداع الشديد

لا تكون معظم حالات الصداع من الأعراض الدالة على وجود مرض خطير مُهدّد لحياتكِ، ومع ذلك ينبغي لكِ أن تراجعي طبيبكِ إذا أصبتِ بالصداع بعد تلقيكِ لصدمةٍ مباشرةٍ في رأسكِ، أو إذا ترافقت آلامه مع الأعراض التالية[٧]:

  • إحساسكِ بالنعاس.
  • إحساسكِ بخدر في وجهكِ.
  • إحساسكِ بخدر في ساقكِ أو ذراعكِ.
  • تفوّهكِ بكلام غير واضح.
  • معاناتكِ من الحمى.
  • إصابتكِ بالقيء.
  • معاناتكِ من الاضطراب والتشنجات.


من حياتكِ لكِ

تشيع أعراض الصداع عند المرأة في أثناء الحمل، فقد تصابين بالصداع خلال الثلث الأول من حملكِ نتيجةً لتقلب مستويات الهرمونات، وتغير حجم الدم في جسمكِ، ويترافق ذلك مع إصابتكِ بالتعب والإجهاد، كذلك يُحتمل أن تعاني من الصداع نتيجة إحساسكِ بالجوع، أو انخفاض مستويات السكر في دمكِ، أو بسبب توقفكِ المفاجئ عن استهلاك القهوة الصباحية والمشروبات الغازية؛ إذ يندرج الصداع في حالات كهذه ضمن أعراض انسحاب الكافيين، وعمومًا يُمكنكِ التخفيف من أعراض الصداع خلال الحمل عبر الخطوات الآتية[٨]:

  • تجنّب مسببات الصداع المختلفة، مثل مسببات الحساسية، وبعض الأطعمة (مثل اللحوم المعالجة أو الأجبان القوية).
  • الإقلاع عن التدخين خلال الحمل، وتجنّب التعرض إلى التدخين السلبي.
  • تناول غذاء صحي متوازن، وشُرب كميات كبيرة من السوائل.
  • تقليل مستويات التوتر عبر جلسات التدليك أو استخدام الكمادات الباردة.


المراجع

  1. Rachel Nall (2020-04-08), "When is a headache a cause for concern?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Colleen Doherty,Claudia Chaves (2020-01-24), "How Headaches Are Treated", verywellhealth, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  3. "Headaches: In Depth", nccih, 2016-08-31, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  4. Rigmor Jensen,Lars Bendtsen (2011-01-19), "Treating tension-type headache -- an expert opinion", Expert Opinion on Pharmacotherapy, Issue 7, Folder 12, Page 1099-1109. Edited.
  5. "Headaches", clevelandclinic, 2020-06-02, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Headache", mayoclinic, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  7. Saurabh Sethi,Matthew Solan,Verneda Lights (2018-08-01), "Everything You Need to Know About Headaches", healthline, Retrieved 2020-11-10. Edited.
  8. "Headaches in Early Pregnancy", stanfordchildrens, Retrieved 2020-11-11. Edited.

فيديو ذو صلة :