محتويات
مدينة عنجر اللبنانية
تقع عنجر في منتصف وادي البقاع الشرقي بلبنان، وقد أنشئت في الفترة الأموية أيام الخليفة وليد بن عبد الملك، إذ تُعدّ عنجر إحدى النقاط التجارية الهامة ما بين بيروت ودمشق، ومركزًا لتسيير الرحلات للسياح الأجانب إلى سوريا والأردن، وتُعدّ عنجر من إحدى الوجهات السياحية المُفضّلة لدى العديد من السياح من مختلف بقاع الأرض، وللسكان المُقيمين فيها، نظرًا لما تمتلكه من المُميّزات، مثل الأراضي الخضراء، والمطاعم، والفنادق التي تطلّ على ضفاف النهر، عدا عن أنّها تمتاز بمواقعها الأثرية الساحرة، لكن تدّمر النشاط السياحي فيها بسبب حدوث الحرب في سوريا، وتم إيقاف المهرجانات فيها، وتوقّف توجّه السياح إليها لفترة من الزمن.
صُمّمت مدينة عنجر على يد المستعمرين الفرنسيّين على شكل نسر يمّد أجنحته في الهواء، وقد اشتهرت بحدائق الفاكهة المٌتنوّعة، وبرك المياه العذبة بالإضافة إلى المُجمّعات السياحية والمطاعم التي أقيمت على طول نهر عنجر التي تميّزت بتقديم الأطباق الشهية، إذ ما زالت مكانًا مميّزًا لاستقطاب السياح لتناول هذه الأطباق[١].
كيف تطوّرت مدينة عنجر اللبنانية عبر التاريخ؟
أُقيمت مدينة عنجر في العهد الأموي على يد الخليفة وليد بن عبد الملك كما ذكرنا سابقًا، إذ كانت شاهدةً على نموّ الحضارة فيها، عُثِر على هذه المدينة من قبل علماء الآثار في آواخر عام 1940 ميلادي، وهي من إحدى المراكز التجارية الهامة التي تُسَّير الطرق من بيروت إلى دمشق ومن حمص إلى طبريا، وفي عام 744 هُزِم الخليفة إبراهيم بن الوليد ممّا أدّى إلى تدمير المدينة، وخورج أهلها منها، وفي بداية العصر الإسلامي طُوّرت آثار عنجر بدءًا من تطوّر أنماط البناء والأجزاء الزخرفية والمعمارية، فأصبحت نموذجًا رائعًا على تخطيط المدن الأخرى، إذ كانت الآثار المحفورة مُصمّمة بدقة لُتعبّر عن تاريخ الحضارة الأموية، كما يوجد في مدينة عنجر المُجمّع المعماري الذي يضّم جميع الميزات الفريدة التي تمتلكها الحضارة الأموية، كما ساهّم البيزنطيّون في تقدّم المدينة بطريقة العمارة الإسلامية، إذ كانت المعالم المعمارية والزخرفية شاهدةً على ذلك، كما بُنيت الأسوار المجاورة للمدينة بطريقة تضمّ جميع أنماط المدن والآثار التي تميّز المدينة.
إنّ المعالم المختلفة التي بُنيت منها مدينة عنجر كانت ذات دلالة واضحة على سبب وجودها وعلاقاتها، لذا فيمكن معرفة المُخطّط العام للمدينة ومعرفة الميّزات التي تمتلكها من خلال أعمال الحفر المُتعدّدة، وتعهّدت المديرية العامة للآثار بالحرص على هذه الممتلكات من خلال إصلاحها من حين لآخر، إذ ساهمت المديرية في تشكيل بنود لحماية المدينة، مثل مصادرة قطع الأراضي المحاطة لهذه الآثار وذلك حفاظًا على هذه الآثار[٢].
ما هو عدد السكان في مدينة عنجر اللبنانية؟
تُعرف عنجر بقلعتها الرومانية العتيقة، وبلغ عدد السكان فيها حوالي 22,000 نسمة، وباعتبارها مدينةً ذات موقع استراتيجي مطلّ على الحدود ما بين سوريا ولبنان، شهدت ارتفاعًا كبيرًا في نسبة دخول الشعب السوري إليها بسبب ما شهدته منطقة سوريا من دمار، إذ بلغ أعداد اللاجئين ما يقارب 25,000 شخصًا، وكان ذلك ذو أثر كبير على حياة الشعب عامّةً في المدينة، بسبب الازدحام الكبير على الموارد الأساسية، مثل التعليم، والصحة، والبنية التحتية، ومع استمرار الصراع في سوريا استمرّت أعداد اللاجئين السوريّين بالزيادة في لبنان عامّةً، إذ ارتفع عدد اللاجئين إلى ما يقارب 1,011,366 شخصًا، وأدّى ذلك إلى الضغط على الحكومة اللبنانية مما كان سببًا في حدوث العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية[٣].
ما يمكنكِ فعله في مدينة عنجر اللبنانية
تتميّز مدينة عنجر بموقعها التاريخي وآثارها الرائعة، التي تستقطب السياح من كل بقاع الأرض، ولذلك عند زيارتكِ لها يجب عليكِ زيارة هذه الآثار، وللاستمتاع بهذه الرحلة اخترنا لكِ عدة أشياء يمكنكِ القيام بها أثناء زيارتكِ لهذه المدينة، نذكر منها ما يأتي[٤]:
- زيارة القلعة الأموية، تٌعدّ القلعة الأموية التي تتميّز بموقعها الاستراتيجي من أكثر المواقع المعروفة في مدينة عنجر التي أُنشئت في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقد كانت هذه القلعة المكان الذي يقضي فيه الخليفة الأموي فترة الصيف، ولكن تحوّلت فيما بعد إلى مدينة تجارية بسبب موقعها الاستيراتيجي، وقد كان للبيزنطيّين والرومانيّين دور كبير في تصميم المدينة التي اشتهرت بالجداريات الفريدة التي تُعبّر عن حكم الفترة البيزنطية، وفيما بعد هُزِم الخليفة الأموي، ممّا أدّى إلى هجر هذه القلعة جزئيًّا، ولكن يمكنكِ اليوم زيارة العديد من الأماكن في هذه القلعة، مثل القصر الكبير الضخم، والحمامات العامة، والآثار القديمة من المسجد المتواجد هناك.
- زيارة المطاعم الفاخرة، تمتلك مدينة عنجر العديد من المطاعم التي تشتهر بتقديم الأطباق العالمية المتنوعة والشهية التي تمزج ما بين الأطعمة اللبنانية والأرمينية، لذا ننصحكِ بتجربة هذه الأطباق كما يمكنكِ زيارة المطاعم المتواجدة في منتصف المدينة وعلى ضفة النهر.
- زيارة السوق الأسبوعي لمدينة عنجر، يمكنكِ الاستمتاع بزيارة السوق الأسبوعي الواقع في منتصف مدينة عنجر، والذي يُقدم المنتجات والمزروعات المحلية الطازجة.
- زيارة مسجد تل النبي: يمكنكِ أيضًا زيارة مسجد تلّ النبي المبني على قمة التل خارج مدينة عنجر، والاستمتاع بإطلالته الساحرة على مدينة عنجر والمباني والقرى المجاورة بها، كما يمكنكِ التمتّع بمحاصيل الفواكه المثمرة كاللوز والتفاح أثناء فصل الصيف والربيع.
- زيارة الينابيع المتدفّقة، يمكنكِ زيارة ينابيع المياه المتدفقة في مدينة عنجر، إذ خُصّص مكان منفرد لزيارة السياح لها، يشتهر هذا المكان بلوحة جدارية فسيفسائية توضّح المواقع الرئيسية في المدينة، والكثير من الأحداث التاريخية التي حدثت فيها، كما توجد حولها العديد من طواحين المياه القديمة التي يمكنكِ رؤيتها، وستجدين في المكان أيضًا سلالم مبنيّة حديثًا، يمكنكِ صعودها للوصول إلى كهف مخفي، ومزرعة عضوية، تستمتعين عندها بإطلالة خلّابة على سهول المدينة، وإذا كنتِ محظوظةً لتزوري المدينة في فصل الربيع، يمكنكِ رؤية البحيرة الصناعية التي تظهر في فصل الربيع في المنطقة.
المراجع
- ↑ "Anjar, the Umayyad city in the heart of Lebanon", thearabweekly.com, 2016-06-19, Retrieved 2020-08-21. Edited.
- ↑ Brief synthesis, "Anjar", whc.unesco.org, Retrieved 2020-08-21. Edited.
- ↑ "MAJDAL ANJAR, LEBANON", strongcitiesnetwork.org, Retrieved 2020-08-21. Edited.
- ↑ "5 THINGS TO DO IN ANJAR", www.lebanontraveler.com, Retrieved 2020-08-26. Edited.