بحيرة جنيف

بحيرة جنيف

تُطلق عدة تسميات على بحيرة جنيف؛ منها بحيرة ليمان الأكثر شيوعًا، وقد جاءت التسمية الأخيرة للإشارةِ إلى موضع أو مسطح مائي كبير، ويشار إلى أن هذه البحيرة العريقة تستحوذ على مساحة تتجاوز 582 كيلو مترًا مربعًا، وتتمتع بمناخ معتدل وكمية ضخمة من الماء لتحتل المرتبة الأولى من المخزون المائي على مستوى مناطق وسط القارة الأوروبية، وتتمتع بحيرة جنيف بمكانةٍ مرموقة في سويسرا؛ إذ تصنف الأولى كأكبر أسطول أوروبي، تجوب فوق مياهها القوارب لنقل المسافرين ما بين المدن والقرى المحيطة بها.

لا تقتصر أهمية بحيرة جنيف على النقل التجاري، وإنما جاء استخدامها لغايات الخدمة السياحية في الذهابِ بجولاتٍ مائية لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة ومنها نافورة جنيف التي تُعد رمزًا رسميًا للمدينة، ويصل ارتفاع المياه المتدفقة فيها إلى أكثر من 140 مترًا، وتضيء ليلًا فتعكس الأضواء على المياه وينال المشاهد مشهدًا بانوراميًا مثيرًا[١].


جغرافية بحيرة جنيف

تمتاز جغرافيا بحيرة جنيف بأنها ممتدة بين دولتين أوروبيتين؛ فالشطر الأول والأكبر يقع في الأراضي السويسرية، وتكمل مياهها طريقها تدفقًا داخل الأراضي الفرنسية، وتتخذ هذه البحيرة شكلًا هلاليًا في طريق مياه نهر الرون، وتشرف على البحيرة مباشرةً المدينة السويسرية جنيف وتُعد الأكبر بين المدن المشرفة عليها، كما تصنف البحيرة على أنها الأولى من حيث المساحة بين بحيرات غرب أوروبا، ومن الجانب الفرنسي تشرف مدينة لوزان عليها لتكون المدينة الفرنسية الأكبر مساحةً بين المدن المشرفة على البحيرة، بالإضافة إلى إشرافِ كل من مونترو وإيفيان وبيفوار وشاموني الفرنسية على البحيرة[٢].

تقدر نسبة المساحة التي تشغلها بحيرة جنيف في سويسرا ما يقارب 59.53% من مساحتها الإجمالية؛ أي إن مساحتها داخل سويسرا تصل إلى 345.31 كيلو مترًا مربعًا تشرف عليها كل من جنيف وفاليه وفود، أما الجزء الثاني في فرنسا فتقدر نسبته بـ 40.47%؛ أي ما مساحته 234.71 كيلو مترًا مربعًا تشرف عليها كل من سافوي وهاوت وغيرها، أما متوسط ارتفاع السطح فيقدر بنحو 372 مترًا فوق مستوى سطح البحر[٣].


السياحة في بحيرة جنيف

تُعد بحيرة جنيف واحدةً من أبرز المعالم السياحية في جنيف، إذ تُعد بمثابة مرآة عاكسة للوجه الطبيعي الخلاب للمنطقة، هذا ويتوافد إليها السياح من جميع أنحاء العالم طوال أيام السنة، كما أن سكان المدينة والبلاد لا ينقطعون عن زيارتها إطلاقًا، هذا ويطغى رونق فرنسا وسويسرا معًا على البحيرة وعراقتهما، لذلك فيقال بأنها بحيرة حضارية، ولا بد من التنويه إلى أنها موضع هام ومركز متخصص للصيد لعشاقه وكل من يمتهنه، وتعتمد جنيف على البحيرة بالدرجةِ الأولى في استقطاب السياح إليها، فمن المتعارف عليه أنه من الممكن ممارسة العديد من الأنشطة هناك سواءً في فصل الصيف أو الشتاء[٤]، وفيما يأتي أهم ما يمكن ممارسته هناك[٥]:

  • بحيرة جنيف في الصيف: يمكن الاستمتاع برحلة السياحة إلى بحيرة جنيف في فصل الصيف من خلال زيارة المعالم الأثرية المترامية على مقربةٍ منها، والتوجه في جولة في مزارع القرى المحيطة بها، فتغطي سنابل القمح السهول المطلة على البحيرة، بالإضافة إلى انتشارِ زراعة العنب المستخدمة على وجه الخصوص بزراعة الخمور، وتحتضن المنطقة العديد من القلاع والقصور العائدة للعصور الوسطى، ومن الممكن الاستمتاع بجمال الطبيعة في المراعي وجبال الألب وقرى الشاليهات والأنهر الجليدية والمغامرات الرياضية وغيرها.
  • بحيرة جنيف في الشتاء: تُعد بحيرة جنيف مرتعًا لعشاق التزلج على الجليد والمشي فوق الجليد، إذ يرتاد السياح الهضبة المتربعة فوق القمة الجليدية في جبال الألب الممتدة داخل حدود كانتون فود تزلجًا، ويفضلون المشي بالأحذية فوق الثلح في ربوع سلسلة جبال الجورا، كما يمكن خوض تجربة شيقة في أحضان الغابات الشاسعة والاستكشاف عن الخفايا وحياة البراري، ولا يقتصر دور السياحة الشتوية على الطبيعة فحسب، فيمكن ركوب البالون الهوائي الساخن والعيش في بيت الأسكيمو والتزلج من الطرق المتهاوية من أعلى الهضاب لمسافةٍ تصل إلى 500 كيلو متر.


نشأة بحيرة جنيف

لم تتطلب نشأة بحيرة جنيف مدةً زمنيةً سوى 17 عامًا فقط، واشتهرت المنطقة بالمياه النقية اللامعة وبلونها الفيروزي، وتستحضر شواطئ البحيرة العديد من الذكريات التي تركها كبار الفنانين ونخبتهم ومنهم الروائي فيكتور هوغو الذي رسم أبعاد رواياته فرانشكتين لماري شيلي ولويزانا هناك، كما جاء فولتير ليضع لمساته على إحدى رواياته في ذلك الجزء الشمالي للبحيرة، ويشار إلى أن جنيف المشرفة عليها لم تكن سوى مدينة صغيرة في القدم[٦].


المراجع

  1. "بحيرة جنيف – على الحدود الفرنسية والسويسرية"، سويسرا، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
  2. "بحيرة ليمان السويسرية الفرنسية ! Lacus Lemans"، مدونة سياحة، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
  3. أسماء سعد الدين (23-6-2013)، "جمال الطبيعة بحيرة جنيف في سويسرا"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
  4. "رحلة بين احضان الطبيعة الى بحيرة جنيف سويسرا"، أم القرى، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
  5. "منطقة بحيرة جنيف"، East Travel، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.
  6. "رحلة عبر بحيرة جنيف سويسرا"، مدونة سياحة، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :