أفضل علاج لخشونة المفاصل

خشونة المفاصل

تُعرَف خشونة المفاصل طبيًّا باسم الفصال العظمي، وهو أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، كما يزداد شيوعًا مع التقدُّم في العمر، وينتج عن تآكل الغضاريف المتواجدة في واحد أو أكثر من مفاصل الجسم، ويُعرَف الغضروف بأنَّه أحد الأنسجة الصلبة المتواجودة في المفاصل، بالإضافة إلى تواجده في المجاري التنفسيّة، وبين الفقرات في العمود الفقري، وغيرها من الأماكن، وتنتج الخلايا المكوّنة للغضاريف النسيج خارج الخلوي المكوّن من الألياف، وألياف الأيلاستين، والكولاجين، وفي الحقيقة إنَّ أنسجة الغضاريف تنمو وتُرمّم من التلف ببطء بسبَّب عدم وجود الأوعية الدموية فيها، فهي تتغذى عن طريق وصول العناصر الغذائية لها من الأنسجة المحيطة بها والمسمّاة سمحاق الغضروف، ويصيب الفصال العظمي عادةً مفاصل القدمين، واليدين، والعمود الفقري، بالإضافة إلى المفاصل التي تحمل الوزن في الجسم كمفاصل الركبة والفخذ.[١][٢]


يختلف مرض الفصال العظمي عن مرض التهاب المفاصل الروماتويدي على الرغم من تشابه الأعراض بينهما، فمرض الفصال العظمي هو أحد الاضطرابات التنكسية التي تزداد شدّتها مع الوقت، وتؤثر في المفاصل فقط، في حين أنَّ التهاب المفاصل الروماتويدي هو أحد اضطرابات المناعة الذاتية التي قد تؤثر في أعضاء الجسم المختلفة، إذ قد يؤثر أيضًا في العينين، والرئتين، والجلد، وينتج التهاب المفاصل الروماتويدي عن مهاجمة جهاز المناعة بالخطأ للغشاء الزلالي المحيط بالسائل الزلالي في المفصل، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم السوائل في المفاصل، وتورُّمها، والتهابها، في حين ينتج الفصال العظمي عن تآكل البروتين المكوّن للغضروف وزيادة المحتوى المائي فيه مع التقدُّم في العمر، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الاحتكاك ما بين أسطح العظام في المفصل وتهيُّجه والتهابه[١][٣].


علاج خشونة المفاصل

يتركَّز علاج الفصال العظمي على التخفيف من الألم المُصاحب له، بالإضافة إلى التحسين من المشي، إذ إنَّه من الأمراض التي لا يمكِّن التشافي منها نهائيًّا، ويمكن بيان العلاج على النحو الآتي[٤]:


العلاج المنزلي

يمكن بيان العلاجات المنزلية المساعدة على علاج الفصال العظمي على النحو الآتي[٣]:

  • خسارة الوزن: تساعد خسارة الوزن على التقليل من الضغط الواقع على المفصل والمُسبِّب للألم.
  • ممارسة التمارين الرياضية: يُنصَح بممارسة التمارين الرياضية لمدة 20-30 دقيقةً يومًا بعد يوم على الأقل، إذ تقوِّي هذه من العضلات المحيطة بالمفصل وتخفِّف من تصلُّبه، ومن التمارين الرياضية التي يُنصَح بها السباحة، والمشي، واليوغا.
  • ممارسة تمارين الإطالة: تساعد هذه التمارين على التحسين من نطاق الحركة خصوصًا إذا كان المفصل المُصاب في الفخذ أو الركبة أو الظهر.
  • استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة: وتُستخدَم هذه لمدة 15-20 دقيقةً على المفصل المُصاب عدة مرات يوميًّا للتخفيف من ألمه والتهابه.
  • النوم الكافي: يساعد النوم وإراحة العضلات على التخفيف من التورُّم، والالتهاب، والألم.
  • تناول الغذاء الصحي: يساعد تناول غذاء صحي على التخفيف من التورُّم والالتهاب، إذ يُنصح بتناول الخضروات والفواكه الغنيّة بالفلافونيدات ومضادات الأكسدة التي تهاجم الجذور الحرة الناتجة عن الالتهاب والمُسبِّبة للمزيد من التلف، كما يُنصَح بتناول الأغذية الغنيّة بفيتامين د، وفيتامين ج، والأوميغا 3، والبيتا كاروتين.


العلاج الدوائي

تُوجد العديد من الأدوية المُستخدَمة لعلاج الفصال العظمي والتي تتوفر على شكل كريمات موضعية، أو حبوب فموية، أو حقن، ويمكن بيان هذه الأدوية على النحو الآتي[٥]:

  • المسكِّنات: تُستخدَم هذه الأدوية للتخفيف من الألم، كالأسيتامينوفين، وفي الحقيقة يُنصَح بعدم تجاوز جرعة 4000 ميلليغرام منه يوميًّا للأشخاص الذين لا يعانون من اضطرابات في الكبد، إذ قد يؤدي تناول جرعات أكبر إلى إصابة الكبد بالتلف، ومن الأدوية المسكِّنة الأخرى: الترامادول، وأشباه الأفيونات مثل: الأوكسيكودون، والهيدروكودون.
  • مضادات الالتهاب اللاستيرودية: تُستخدم هذه للتخفيف من الألم والالتهاب، وتتوفر هذه على شكل حبوب فموية أو كريمات موضعية، ومن الأمثلة عليها الأيبوبروفين، والنابروكسين، والأسبرين، وتجدر الإشارة إلى أنَّها قد تُسبِّب الإصابة بألم في المعدة أو النزيف فيها، كما تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات القلبية والسكتة الدماغية.
  • مضادات التهيُّج: تتوفر هذه على شكل كريمات ومراهم موضعية، تحتوي على كابسيسين أو المنثول المساعد على إيقاف إشارات الألم إلى الدماغ.
  • الكورتيكوستيرويد: ويُستخدم الكورتيكوستيرويد للتقليل من الالتهاب وتثبيط جهاز المناعة، وتتوفر على شكل حبوب فموية، أو حقن داخل المفصل، وفي الحقيقة قد تُسبِّب هذه الحقن تلف الأعصاب والعظام في المفصل، لذا يُنصَح بعدم استخدامها أكثر من أربع مرات سنويًّا، بالإضافة إلى عدم استخدامها دائمًا.
  • حمض الهيالورونيك: وتُؤخَذ عن طريق الحقن داخل المفصل مرة في الأسبوع لمدة تتراوح من ثلاثة إلى خمسة أسابيع، ومن الجدير بالذكر أنَّ حمض الهيالورونيك يتواجد بالمفصل طبيعيًّا، إذ إنَّه يقلِّل من الاحتكاك فيه، ولكنَّه يتحلل عند الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل، كما تحتاج هذه لخمسة أسابيع لبدء الشعور بالتحسُّن.


العلاج الفيزيائي والأجهزة المساعدة

يمكن بيان هذه العلاجات على النحو الآتي[٦]:

  • التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد: وفيها يتصل الجهاز عبر الأقطاب الكهربائية إلى الجلد، وتساعد التيارات الكهربائية المُرسلَة من الجهاز على إرباك الجهاز العصبي، والتثبيط من قدرته على نقل إشارات الألم.
  • العلاج اليدوي: وفيه يؤدي المختص الفيزيائي العديد من التقنيات المُساعدة على الحفاظ على مرونة المفصل.
  • حشوات الأحذية الخاصة: تساعد هذه على إعادة توزيع وزن الجسم، كما تقلِّل من الضغط الواقع على المفصل، وتُستخدَم في حال إصابة مفاصل القدم، أو الركبة، أو الفخذ.
  • الجبائر والضمادات الداعمة ومقاوم الساق: وتساعد هذه على إراحة المفصل المؤلم ودعمه.
  • العصا: وتُستخدّم هذه في الاتجاه المعاكس للمفصل المُصاب، إذ تساعد على التخفيف من الوزن على المفصل، وتقلِّل من خطر الوقوع.


العلاج الجراحي

وتُستخدَم هذه في حالات التلف الشديدة أو في حال فشل العلاجات الأخرى، وعلى الرغم من تحسُّن العديد من الأعراض المُصاحبة للمرض عند إجرائها، إلا أنّّ المُصاب قد يشعر ببعض من الألم والتصلُّب بعدها، ويمكن بيان هذه الجراحات على النحو الآتي[٧]:

  • استبدال المفصل: وفيها يُستبدَل المفصل المُصاب بآخر صناعي مكوّن من المعادن والبلاستيك، والذي قد يدوم لمدة تصل إلى عشرين عامًا، كما قد تُستخدَم جراحة إعادة التسطيح وهي من أنواع جراحات استبدال المفصل للمصابين الأصغر عمرًا، وتُعدّ جراحة استبدال المفصل الخيار الجراحي الأول.
  • قطع العظم: وفيها يستأصل المُختصّ جزءًا صغيرًا أو يزيد جزءًا صغيرًا من العظم أعلى أو أسفل مفصل الركبة، الأمر الذي يساعد على إعادة اصطفاف عظم الركبة وإعادة توزيع الوزن.
  • إيثاق المفصل: وفيها تُدمَج العظمتان معًا في وضع دائم، الأمر الذي يقلِّل من الألم والالتهاب، ولكن يفقد المُصاب القدرة على تحريك المفصل.


العلاج البديل

يمكن بيان العلاج البديل المُساعد على التخفيف من أعراض الفصال العظمي على النحو الآتي[٤]:

  • العلاج بالوخز بالإبر.
  • المكملات الغذائية: وتتضمن هذه ما يأتي:
    • الجلوكوزامين والكوندرويتين.
    • زيت الأفوكادو وفول الصويا المساعدان على التخفيف من الالتهاب، وإبطاء تلف المفصل.
    • أوميغا 3.


أعراض خشونة المفصل

تظهر أعراض الفصال العظمي ببطء، وتزداد شدّتها مع الوقت في أغلب الأحيان، ومن هذه الأعراض ما يأتي[٨]:

  • الشعور بالألم أثناء تحريك المفصل، أو بعده، أو عند الضغط عليه.
  • انخفاض مرونة المفصل.
  • تصلُّب المفصل خصوصًا بعد الاستيقاظ صباحًا أو بعد مرور فترة على عدم تحريك المفصل المُصاب.
  • تورّم المفصل نتيجة التهاب الأنسجة المحيطة به.
  • سماع صوت عند تحريك المفصل.
  • ظهور نتوءات عظمية حول المفصل المُصاب.


المراجع

  1. ^ أ ب William C. Shiel Jr (25-1-2019), "Osteoarthritis (OA or Degenerative Arthritis)"، www.medicinenet.com, Retrieved 27-7-2019. Edited.
  2. Dr. Ananya Mandal (26-2-2019), "What is Cartilage?"، www.news-medical.net, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Corey Whelan, David Heitz, and Valencia Higuera (9-1-2018), "Everything You Need to Know About Osteoarthritis"، www.healthline.com, Retrieved 27-7-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Osteoarthritis", www.mayoclinic.org,8-5-2019، Retrieved 27-7-2019. Edited.
  5. Minesh Khatri (25-3-2017), "What Medications Treat Osteoarthritis?"، www.webmd.com, Retrieved 27-7-2019. Edited.
  6. Christian Nordqvist (10-7-2019), " Everything you need to know about osteoarthritis"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 27-7-2019. Edited.
  7. "Treatment - Osteoarthritis", www.nhs.uk,4-10-2016، Retrieved 27-7-2019. Edited.
  8. "Osteoarthritis", www.mayoclinic.org,8-5-2019، Retrieved 27-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :