أفضل علاج لخشونة الرقبة

خشونة الرقبة

تتكوّن الرقبة من الفقرات العنقية السبعة الممتدّة من قاعدة الدماغ، بالإضافة إلى الأربطة والعضلات المحيطة بها والداعمة لها، إذ تصل الأربطة ما بين الفقرات المتجاورة لإعطاء المزيد من الدعم، في حين تسمح العضلات بحركة العمود الفقري وانحناءه، وتنفصل الفقرات عن بعضها بعضًا بأقراص مكوّنة من مادة شبيهة بالهلام مُحاطةً بطبقة خارجية صلبة مكوّنة من أنسجة ليفية، وتساهم هذه في إعطاء العمود الفقري مرونته، بالإضافة إلى دورها كماصّة للصدمات، كما ويمتدّ الحبل الشوكي المسؤول عن نقل الإشارات العصبية من وإلى الدماغ داخل الفقرات، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأعصاب الخارجة من الحبل الشوكي عبر الفقرات الرقبية مسؤولة عن نقل الإشارات العصبية الخاصّة بالذراعين والرقبة، وفي الحقيقة تختلف هيئة الفقرتين الرقبيتين الأوائل عن الخمسة الأخيرة الأسطوانية، إذ تسمح الفقرتين الأوائل بحركة الرأس من جانب إلى آخر[١].

يُشار لخشونة الرقبة طبيًا باسم داء الفقار الطبية،[٢] وهو اضطراب الأقراص وعظام الفقرات الرقبية، بالإضافة إلى المفاصل الرابطة بينها، وينتج هذا عن تآكل الفقرات الرقبية المؤدية إلى الضغط على واحد او أكثر من جذور الأعصاب، كما وقد يُصاحبه ظهور زوائد عظمية من الفقرات، وتجدر الإشارة إلى أنَّه قد يؤثر أحيانًا في الساقين بالإضافة إلى الذراعين عند تأثُّر الحبل الشوكي في هذا الاضطراب في المراحل المتقدَّمة من المرض، ويعدّ أحد أهم الأسباب للإصابة بالألم المزمن في الرقبة[٣].


علاج خشونة الرقبة

يهدُف علاج خشونة الرقبة إلى التخلُّص من الألم المُصاحب له، والمُساعدة على الحفاظ على القدرة على تحريك الرقبة كالمعتاد، بالإضافة إلى الوقاية من إصابة الحبل الشوكي والأعصاب بالتلف الدائم، وفي الحقيقة يعتمد العلاج على شدة الأعراض والعلامات المُصاحبة للإصابة بالمرض[٤]،ويمكن بيان العلاجات المتوفرة على النحو الآتي:

العلاجات المنزلية

تُستخدَم هذه العلاجات في الحالات الطفيفة من الإصابة بداء الفقار الرقبية، وتتضمَّن ما يأتي[٥][٦]:

  • الكمادات الباردة أو الدافئة: تُساعد هذه العلاجات على التخفيف من الألم المُصاحب لخشونة الرقبة.
  • تعديلات على الأنشطة اليومية: يُساعد التوقف عن تحريك الرقبة لفترة من الوقت على التخفيف من الألم والالتهاب، خصوصًا في الفترات التي تزداد فيها شدة الأعراض، ولكن تجدر الإشارة إلى أنَّ ممارسة التمارين الرياضية في الأوقات التي تخف فيها الأعراض كالمشي يساعد على التخفيف من الألم على المدى الطويل، كما ومن المهم أحيانًا الحدّ من الأنشطة التي تزيد من شدة الأعراض والتي تختلف من مُصاب إلى آخر خصوصًا في الحالات التي تزداد فيها الأعراض شدّة.
  • ارتداء دعامة الرقبة اللينة لفترة قصيرة: يُساعد ارتداء هذه الدعامات على التخفيف من الألم مؤقتًا، ومن الجدير بالذكر أنَّ ارتدائها لفترات طويلة قد يؤدي إلى إصابة عضلات الرقبة بالضعف.
  • ممارسة التمارين الخاصّة: تُساعد هذه التمارين على التخفيف من الأعراض المُصاحبة للإصابة بداء الفقار الرقبية كالألم والتصلُّب، وتتضمَّن ما يأتي:
    • تمرين إطالة الرقبة عن طريق رفع الذقن إلى الأمام وتمدُّد الحلق مع شدّ عضلات الرقبة لمدة خمس ثواني، ومن ثم دفع الرأس إلى الخلف مع إبقاء الذقن عاليًا لخمس ثواني، وم ثم إعادتها خمس مرات.
    • إمالة الرقبة من جانب إلى آخر، وذلك بإمالة الرأس إلى أحد الجانبين حتى تلامس الكتف الأذن مع شدّ عضلات الرقبة والإبقاء عليها لمدة خمس ثواني ومن ثم إعادتها على الجانب الآخر.
    • إمالة الرقبة إلى الأمام حتى تلامس الصدر مع شد عضلات الرقبة لمدة خمس الثواني قبل إعادته إلى موضعه الطبيعي، ومن ثم إعادة ذلك خمس مرات.
    • تحريك الرأس إلى أحد الجانبين مع إبقاء الذقن مرتفعًا وغير ملامسًا للكتف مع شدّ عضلات الرقبة لمدة خمس ثواني، ويُنصَح بتطبيقه خمس مرات على كل جانب.

العلاج الدوائي

تتضمَّن العلاجات الدوائية لعلاج داء الفقار الرقبية ما يأتي[٤]:

  • الأدوية المسكِّنة المتوفرة بدون وصفة طبية: ومن هذه الأسيتامينوفين، والنابروكسين، والأيبوبروفين، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه تعدّ الخيار الأول من علاجات داء الفقار الرقبية الدوائية، والتي غالبًا ما تكون كافية للتخفيف من الألم عند مُعظم المصابين.
  • مضادات الالتهاب الاستيرويدية: وتجدر الإشارة إلى أنَّ بعض هذه الأدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية لشرائها، ولكن بعض الحالات تستدعي اختيار الأدوية الأكثر فعاليةً لتخفيف الألم والتي تحتاج إلى وصفة طبية.
  • مرخيّات العضلات: تُساعد هذه على التخفيف من التقلصات العضلية في العنق، ومن الأمثلة عليها: سيكلوبنزابرين.
  • مضادات الاكتئاب: تُساعد بعض مضادات الإكتئاب على التخفيف من الألم المُصاحب للإصابة بداء الفقار الرقبية.
  • مضادات الاختلاجات: تُساعد بعض من هذه الأدوية على التخفيف من الألم الناتج عن تلف الأعصاب، ومن الأمثلة عليها: البريجابلين، والجابابنتين.
  • الكورتيكوستيرويد: تتوفر هذه بعدة أشكال صيدلانية كالحبوب الفموية مثل البريدنيزون، وحقن الكورتيكوستيرويد التي تُعطى بالحالات الأكثر شدة، وفي هذه يُحقَن الستيرويد مع الدواء المخدِّر في قرص المفاصل الوجيهيَّة المتواجدة في مؤخرة الرقبة، أو تُحقَن في منطقة فوق الجافية خصوصًا في الحالات التي يكون فيها الشخص مُصابًا بانفتاق أقراص الفقرات العنقية[٤][٧].

العلاجات الجراحية

تُستخدَم العلاجات الجراحية في بعض الحالات النادرة مثل: اعتلال الجذور العنقية والتي يُضغَط فيها على الأعصاب عن طريق الأقراص أو العظام المنفتقة، والاعتلال النخاعي الفقاري الرقبي المؤدي إلى الضغط على الحبل الشوكي، بالإضافة إلى الحالات التي يُعاني فيها المُصاب من الآلام الشديدة التي فشلت العلاجات غير الجراحية بالتخفيف منها، كما وتساعد الإجراءات الجراحية على التخفيف من الخدران وضعف العضلات[٧]. وتتضمَّن هذه الجراحات ما يأتي[٥]:

  • استئصال القرص العنقي والاندماج الأمامي: وفيها يُزال القرُص المُصاب ويُستبدَل بزرعات لإبعاد الفقرات عن بعضها لمرور جذور الأعصاب من دون الضغط عليها، كما وتُدمَج الفقرات الأمر الذي يمنع الحركة فيها.
  • استئصال الصفيحة الفقرية العنقية الخلفية: وفيها يُستئصَل الجزء الخلفي من الفقرات لإزالة الضغط عن الحبل الشوكي، تجدر الإِشارة إلى أنَّه قد يكون مصحوبًا أحيانًا بالدمج ما بين الفقرات.

علاجات أخرى

تتضمَّن هذه العلاجات ما يأتي[٥][٨]:

  • العلاج الفيزيائي: تتضمَّن هذه العلاجات المُساعدة على تمدُّد الرقبة وزيادة قوة عضلات الرقبة وبالتالي التخفيف من الألم، بالإضافة إلى سحب الرقبة باستخدام الأوزان لزيادة المساحة ما بين المفاصل العنقية والتقليل من الضغط على جذور الأعصاب والأقراص العنقية.
  • الاستئصال باستخدام تردادات الراديو: وفيها يُنشَئ العديد من الجروح الصغيرة بالأعصاب المغذيّة للمفاصل الوجيهيَّة عن طريق الحرارة.


أسباب الإصابة بخشونة الرقبة

تتضمَّن الأسباب المؤدية للإصابة بدء الفقار الرقبية ما يأتي[٨]:

  • الأقراص المنفتقة، وفيها تُصاب الأقراص بالشقوق المختلفة وتتسرَّب المادة الداخلية المبطِّنة منها.
  • النوابت العظمية المؤدية إلى الضغط على الحبل الشوكي والأعصاب.
  • الإصابات المباشرة على منطقة الرقبة كحوادث السيارات التي تزيد من سرعة تآكل الفقرات.
  • جفاف أقراص العمود الفقري المؤدي إلى زيادة الاحتكاك.
  • استخدام الفقرات العنقية الزائد، إذ تتطلب بعض الأعمال والأنشطة استخدامها بكثرة كالأعمال التي تتطلب حمل الأوزان الثقيلة.
  • تصلُّب الأربطة.


المراجع

  1. Colin Tidy (20-1-2016), "Cervical Spondylosis"، patient.info, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  2. David Zelman (5-5-2018), "Cervical Osteoarthritis (Cervical Spondylosis)"، www.webmd.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  3. "Cervical spondylosis", medlineplus.gov,31-7-2019، Retrieved 20-8-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Cervical spondylosis", www.mayoclinic.org,16-6-2018، Retrieved 20-8-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت Kai-Ming Fu (6-8-2017), "Cervical Osteoarthritis Treatment"، www.spine-health.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  6. Christian Nordqvist (8-8-2018), "What's to know about cervical spondylosis?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.
  7. ^ أ ب "Cervical Spondylosis (Arthritis of the Neck)", orthoinfo.aaos.org,8-2015، Retrieved 20-8-2019. Edited.
  8. ^ أ ب Amanda Delgado and Rachel Nall (11-1-2018), "Cervical Spondylosis"، www.healthline.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :