اليتيم في الإسلام
كلّف الله تعالى الإنسان بالسعي لتكوين العائلة والإنجاب وتربية الأبناء ورعايتهم وتربيتهم على أسس الإسلام الصحيحة، وقد قال عليه الصلاة والسلام في أهمية الرعاية والمسؤولية في الحديث الشريف: (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فالإمامُ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في أهلِه، وهو مسؤولٌ عن رعيّتِه، والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها، وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتِها، والخادمُ راعٍ في مالِ سيِّدِه، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في مالِ أبيه وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه [صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدث:صحيح]. ظهر ما يُعرف بدور رعاية الأيتام، وتُعنى بالحالات التي تُفقَد فيها العائلة أو تنعدم فيها سبل الرعاية المقدمة للطفل.
دور رعاية الأيتام
تعرف دور الأيتام بأنّها مؤسسات حكومية أو خاصة مخصصة للعناية بالأطفال القاصرين الذين لم يتجاوزوا سن البلوغ، الفاقدين للوالدين أو للأب باعتباره المعيل الأول، ولا يستطيع أقاربهم العناية بهم لسبب اقتصادي أو صحي أو غيره، وتضمّ دور الرعاية الأطفال من مختلف الأعمار، منذ الحضانة وحتى مرحلة البلوغ التي تحدّد عادةً ب 18 سنةً، وتسمح دور الرعاية بكفالة اليتيم لمن يرغب بكفالته من أصحاب الخير، إذ تتضمّن الكفالة المساهمة في تأمين احتياجات اليتيم من مأكل ومشرب وملبس وتعليم وغيرها، أو بنسبة محددة يتفق عليها.
معاملة اليتيم في دور الأيتام
يجب على دار الأيتام أن تضمّ كادرًا مؤهلًا للتعامل مع الطفل ومراعاة حاجته النفسية والصحية، وقادرًا على التعامل مع الحالات بلين، لذلك يجب على دور الأيتام ما يلي:
- توفير حاجة اليتيم الأساسية من المسكن والملبس والتعليم.
- معاملة اليتيم معاملةً حسنةً ولينةً ولطيفةً، تُشعره بأنّه داخل عائلة تحتويه.
- عدم تذكيره بفقدانه لوالديه أو مقارنته بالأطفال الآخرين ممن لا يعانون الفقدان.
- عدم التعدي على حقوقه أو اضطهاده أو تعريضه للعنف تحت أي ظرف كان.
- عدم التعدي على ماله إن كان من أصحاب الورثة، وعدم صرفه بغير وجه حق وخارج احتياجات الطفل، حتى يبلغ ويستطيع التصرف فيه.
- فتح باب التكفيل من باب المساعدة، لما لكفالة اليتيم من فضل في الاسلام؛ فقد قال عليه الصلاة والسلام في فضلها: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما) [صحيح البخاري |خلاصة حكم المحدث: صحيح].
والكفالة تقدّر حسب مستوى المعيشة في المنطقة، ويمكن أن يتشارك بها أكثر من شخص، كما يوجد ما يُعرف بقرى الأطفال التي تدخل في مفهوم دور الأيتام والتي تتميز بفكرة تكوين عائلة من أم وأخوة وأخوات.
أهمية دور الأيتام
لِدور الأيتام أهمية كبيرة في المجتمع، لما لها من دَور في ضبط الأفراد وضمان حفظهم من الضياع والظلم والتشرد، وتنشئتهم التنشئة الصحيحة والقومية وتضمينهم مع الأطفال الآخرين والعائلات الافتراضية، لذلك كان من الواجب دعم هذه الدور من قبل الدولة ومن قبل الأشخاص المتمكنين والإشراف عليها.
