علاج ضعف العصب البصري

علاج ضعف العصب البصري

علاج ضعف العصب البصري

العصب البصري أو بالإنجليزية (The optic nerve) هو حزمة مُكوّنة ممّا يزيد عن مليون من الألياف العصبية، وهو الوسيلة التي تنقل الرسائل المرئية من العينين إلى الدماغ، وكما هو معلوم، يوجد عصب بصري واحد في مؤخرة العين حيث الشبكية، وبذلك تنتقل المعلومات مباشرةً من الشبكية إلى الدماغ عبر ذلك العصب، وعمومًا يحتمل أن يعاني العصب البصري من الضعف وتراجع الوظيفة جرّاء مجموعة من الأسباب المختلفة التي يكون بعضها قابلًا للعلاج، في حين يستعصي بعضها الآخر على العلاج، ويُقرّر الطبيب العلاج بناءً على السبب المؤدّي لضعف العصب البصري، وفيما يأتي نُبيّن الخيارات العلاجية لبعض الحالات التي تُسبّب ضعف العصب البصري، مع الإشارة إلى أنّ الطبيب قد يقترح علاجات أخرى بما يتناسب مع السبب المُؤدي للحالة[١]:

  • ضمور العصب البصري، يشير ضمور العصب البصري إلى حالة التلف التدريجي في هذا العصب، وهو يرجع إلى مجموعة من الأسباب المختلفة، مثل اضطراب تدفق الدم إلى العين، والإصابة ببعض الأمراض والحالات الطبية، مثل صدمة الدماغ أو الالتهاب أو النزيف أو الأورام أو التعرض لمواد سامة أو الاضطرابات التنكسية؛ فجميع الأمراض السابقة ربما تؤثر في العصب البصري وتؤدي إلى ضموره وتراجع وظيفته[١]، والأمر السلبي بشأن هذه الحالة هو عدم وجود أي علاج شافٍ لها؛ إذ يكمن الهدف الرئيسي للعلاج في وقف الضرر المستقبلي في العصب البصري قدر المستطاع، وربما يوصي طبيب العيون بضرورة وضع نظارات طبية لتصحيح الخطأ الانكساري (هو اضطراب شائع بين الناس، ويشير إلى عدم قدرة العين على تركيز الصورة؛ مما يؤدي إلى ضبابية الرؤية[٢])، وقد يوصي أيضًا باستخدام العدسات الملونة أو المكبرة لتحسين وظيفة البصر عند الشخص المصاب[٣].
  • الزَرَق، يُعرَف الزَرَق أو الجلوكوما أو بالإنجليزية (Glaucoma)، بأنّه من الأسباب الشائعة للإصابة بالعمى عند الناس؛ إذ تحدث هذه الحالة نتيجة ارتفاع ضغط السائل داخل العين ارتفاعًا تدريجيًا وبطيئًا؛ ممّا يُلحِق الضرر والتلف بالعصب البصري، فتضعف وظيفته وتتأثّر حاسة البصر عند المريض، ومع ذلك ثمة مجموعة من الوسائل الطبية التي يمكن اتباعها لعلاج الزرق ووقاية العصب البصري من التلف، وهي تشمل كلًا مما يلي[٤]:
    • قطرات العين: تُشكّل قطرات العين الخيار العلاجي الأول لمرض الزَرَق، وهي توجد بأنواع عديدة؛ لذلك ينبغي تجربة عدّة أنواع وفقًا لإرشادات الطبيب حتى اختيار النوع المناسب لحالة الشخص، ويتطلّب هذا العلاج استخدام قطرة العين وفقًا لإرشادات الطبيب بمعدل 1-4 مرات يوميًا؛ فإذا تخطّى الشخص تعليمات الاستخدام الموصى بها، فقد يُعرّض نفسه حينها لخطر تضرّر حاسة البصر، وعمومًا، يؤدي استخدام بعض أنواع قطرات العين إلى تأثيرات جانبية محدودة لعلّ أبرزها هو تهيّج العين، وقد يكون بعضها غير ملائمًا للشخص من الأساس إذا كان مصابًا بأمراض أخرى.
    • الجراحة: قد يوصي طبيب العيون بالجراحة في بعض الحالات النادرة، خاصةً إذا فشلت العلاجات الأخرى كقطرات العيون والليزر في تخفيف أعراض الزَرَق، ويطلق على هذه الجراحة مصطلح قطع التربيق أو بالإنجليزية (Trabeculectomy)، وهي تُجرَى تحت التخدير الموضعي أو العام لإزالة جزءٍ من أنبابيب التصريف في العين؛ ممّا يسهم في التخلص من السوائل الزائدة في العين بسهولة.
    • العلاج بالليزر: قد يوصي الطبيب بالعلاج بالليزر إذا كانت قطرات العين غير فعّالة في تخفيف الأعراض، ويعتمد هذا العلاج على تسليط شعاع ضوئي ذي طاقة عالية على جزءٍ من العين للحدّ من احتباس السوائل داخلها وتخفيف الضغط فيها، وعمومًا، ثمّة أنواع عديدة من العلاج بالليزر، وهي كما يأتي:
  1. ليزر رأب التربيق أو (laser trabeculoplasty)، الذي يستخدم الليزر لفتح أنابيب التصريف في العين؛ ممّا يُخفّف الضغط فيها ويسمح بتصريف السوائل الزائدة.
  2. ليزر السيكلوديود (cyclodiode laser)، الذي يهدف إلى تدمير جزءٍ من أنسجة العين المنتجة للسائل، ممّا يُقلل الضغط في العين.
  3. ليزر بضع القزحية (laser iridotomy)، لإحداث ثقوب صغيرة في القزحية لتصريف السائل خارجه.

تُجرى العلاجات السابقة عامةً والمريض مستيقظ؛ إذ يكتفي الطبيب باستخدم قطرات تخدير موضعية في العين، وقد تنطوِي الوسائل السابقة على بعض التأثيرات الجانبية، مثل الإحساس بالوخز أو الألم أو الحرارة في أثناء العملية، ويحتمل أن يطلب الطبيب من المريض استخدام قطرات العين بعد العلاج بالليزر.

  • التهاب العصب البصري، يشير التهاب العصب البصري إلى تورّم هذا العصب؛ فقد يكون هذا الالتهاب أوليًا يصيب العصب وحده، أو يكون مصاحبًا لحالة كامنة في الجسم، مثل الالتهابات أو أمراض المناعة الذاتية (التصلب المتعدد) أو التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية، وفي معظم الحالات، يُشفَى التهاب العصب البصري دون تدخّل الطبيب، بيد أنّ بعض الحالات تستدعي من الشخص تناول أدوية الستيرويد لتخفيف أعراض الالتهاب، وتتضمّن تأثيراتها الجانبية كلًا من زيادة الوزن وتقلب المزاج واحمرار الوجه واضطرابات المعدة، وقد يوصي الطبيب أحيانًا بضرورة حقن تلك الأدوية عبر الوريد لتسريع عملية استعادة حاسة البصر، أما إذا فشلت هذه الأدوية في علاج الالتهاب، واستمرّ فقدان البصر الشديد؛ فقد يوصي طبيب العيون بعلاج تبادل البلازما مع أشخاص آخرين؛ إذ يُسهِم هذا العلاج في استعادة البصر لبعض المرضى، ومع ذلك لا توجد أدلّة أو دراساة علمية بشأن فعاليّته المحتملة[١][٥].


أعراض ضعف العصب البصري

تختلف أعراض ضعف العصب البصري فيما بينها من حيث السبب الكامن وراءها، وهي موضحة على النحو الآتي:

  • الأعراض الناجمة عن ضمور العصب البصري، تتضمّن أبرز أعراض ضعف العصب البصري الناجم عن ضموره كلًا مما يلي:
    • ضبابية الرؤية.
    • تراجع حاسة البصر عند المريض، إذ يعاني من عدم وضوح الرؤية وانخفاض حدة البصر، وضعف الرؤية الجانبية (المحيطية).
    • انخفاض قدرة بؤبؤ العين على الانقباض عند تعرضه للضوء.
    • تراجع حساسية التباين وتمييز الألوان.
    • انخفاض السطوع في إحدى العينين قياسًا بأختها.
  • الأعراض الناجمة عن الزَرَق، تتضمّن أعراض ضعف العصب البصري الناجمة عن الزَرَق كلًا من الأمور التالية[١]:
    • تدهور حاسة البصر.
    • الإحساس بألم شديد في العين.
    • المعاناة من الصداع.
    • المعاناة من الغثيان والقيء.
  • الأعراض الناجمة عن التهاب العصب البصري، تختلف أعراض ضعف العصب البصري في حالات كهذه بين مريض وآخر؛ فقد يعاني أحدهم من فقدان الرؤية المفاجئ ثم عودتها مجددًا بعد مدة قصيرة، في حين يعاني آخر من ضبابية الرؤية التدريجية التي تنتهي إلى العمى الكلي في غضون ساعات قليلة، وعمومًا تتضمّن الأعراض الشائعة الأخرى[١]:
    • فقدان البصر متفاوت الشدة في إحدى العينين لمدة تتراوح بين 7-10 أيام.
    • الإحساس بألم حول العين، ويتفاقم هذا الألم غالبًا عند حركتها.
    • عدم قدرة المريض على رؤية الألوان بوضوح أو التمييز بينها.
    • تغيّر طريقة تفاعل بؤبؤ العين مع الأضواء الساطعة.
    • المعاناة من الإبصار الومضي أو (Photopsia)، أي رؤية ومضات لامعة من الضوء في إحدى العينين أو كلتيهما.
    • المعاناة من ظاهرة أوتهوف، أي تراجع الرؤية في العين عند ارتفاع درجة حرارة الجسم.


نصائح للحفاظ على صحة العصب البصري

ثمّة بعض النصائح الضرورية التي ينبغي للشخص اتباعها لحماية حاسة البصر عامةً، وعصبه البصري خاصًة، وتتضمّن أبرز تلك النصائح ما يلي[٦]:

  • اتباع نظام غذائي صحي وغني بالعناصر الغذائية، مثل أحماض الأوميغا 3 الدهنية، واللوتين، والزنك، وفيتامين ج، وفيتامين هـ، فهذه الأطعمة تُقلّل خطر الإصابة بالضمور البقعي وإعتام عدسة العين، وتشمل أبرز الأطعمة الموصى بتناولها كلًا من الخضروات الورقية، والتونة، والسالمون، والبيض، والمكسرات، والحمضيات، والمحار.
  • الإقلاع عن التدخين كليًا، نظرًا لأنّه يُشكّل أحد عوامل الخطر الرئيسة لبعض أمراض العين، مثل تلف العصب البصري وإعتام عدسة العين والتنكّس البقعي.
  • وضع النظارات الشمسية عند الخروج من المنزل، فهي تقي العين من أضرار الأشعة فوق البنفسجية التي تزيد احتمال الإصابة بالضمور البقعي، وينبغي للشخص أن يضع تلك النظارات حتى لو كان يستخدم العدسات اللاصقة في عينيه.
  • استخدام النظارات الواقية دائمًا، خاصةً إذا كان الشخص يتعامل مع مواد خطرة في المنزل أو في مكان عمله، ووضعها أيضًا عند ممارسة بعض الرياضات مثل كرة المضرب أو هوكي الجليد.
  • نصائح أخرى، وهي كما يأتي:
    • إشاحة الوجه عن شاشة الموبايل أو التلفاز أو الكومبيوتر بين الفينة والفينة.
    • استخدام منتجات الدموع الاصطناعية إذا كان الشخص مصابًا بجفاف العين.
    • إراحة العين كل 20 دقيقة عند القراءة أو النظر إلى الشاشات المختلفة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Optic Nerve Damage: Accompanying Eye Diseases & Eye Conditions", irisvision, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  2. "Blindness and vision impairment: Refractive errors", who, 2013-10-05, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  3. "Optic Nerve Atrophy", aapos, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  4. "Treatment -Glaucoma", nhs, 2018-02-14, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  5. "Optic neuritis", mayoclinic, Retrieved 2020-12-06. Edited.
  6. "How to Keep Your Eyes Healthy", webmd, Retrieved 2020-12-06. Edited.

فيديو ذو صلة :