محتويات
الغازات عند الرضع
تُعد الغازات في الجهاز الهضمي جزءًا من عملية الهضم الطبيعية، ومن الممكن التخلص من الغازات الزائدة إمّا عن طريق نَفث الغازات وإما من خلال التجشُّؤ، وفي حال كانت الغازات محاصرةً ولا يمكنها التحرك بسهولة في الجهاز الهضمي فقد يُسبب ذلك الإحساس بالألم، وقد يكون السبب وراء هذه الغازات تناول الأطعمة التي يحتمل أن تُسبب الغازات، أو بسبب وجود اضطرابات في الجهاز الهضمي، وقد تُقلل بعض التغيرات البسيطة في النظام الغذائي الغازات، وفي هذا المقال سنتعرف لأسباب الغازات عند الرضع وعلاجها وأعراضها[١].
علاج غازات الرضع
توجد العديد من العلاجات لغازات الرضع، ومنها ما يأتي:
العلاجات المنزلية
من الطبيعي شعور الطفل بالضيق لفترة قصيرة جدًّا أثناء تخلصه من الغازات، ونذكر فيما يأتي بعض الطرق والنصائح المختلفة للأم لتستطيع تطبيقها أثناء تناول الوجبات وبعدها[٢][٣]:
- تدليك الطفل بلطف وذلك بوضع الطفل على ظهره وتحريك ساقيه للأعلى والأسفل، أو استلقاء الطفل على بطنه وقت كافٍ لإخراج الغازات، ويساعد الحمام الدافئ في التخلص من غازات الطفل أيضًا.
- اختيار الأدوات الخاصة بالرِضاعة المانعة لتجمع الهواء داخلها، مثل استخدام زجاجة حليب قليلة التدفق.
- مُساعدة الطفل على التجشؤ أثناء عملية الرضاعة وبعدها؛ لأنه يطرد الهواء الزائد الموجود داخل جسم الطفل، وتُعد من أكثر الطرق سهولةً للتخلص من آلام غازات البطن عند الطفل الرضيع، ويمكن وضع الطفل على ظهره لعدة دقائق ثم تكرار محاولة التجشؤ مرةً أخرى في حال فشل المرة الأولى، ويُخفّف التجشؤ من ألم الطفل الناتج عن الغازات، ويجب إغلاق زجاجة الرضاعة الصناعية بإحكام حتى يُتخلص من الفقاعات.
- يجب الانتباه إلى وضعية الطفل أثناء الرضاعة سواء أكانت الأم تستخدم الرضاعة الطبيعية للطفل أم الرضاعة الصناعية، وينصح بجعل مستوى رأس الطفل أعلى من مستوى بطنه وبهذه الطريقة ينزل الحليب أسفل المعدة، ويخرج الهواء إلى الأعلى وتسهل عملية إخراج الغازات لدى الطفل الرضيع.
- مساعدة الطفل الرضيع على تمرين الدراجة، لما له من فوائد في التخلص من الغازات ويُخفف من الألم المُصاحب للغازات أيضًا، ويُطبق التمرين من خلال وضع الطفل الرضيع على ظهره، وتحريك رجليه كأنه يقود دراجة، ويمكن تكرار التمرين عدة مرات خلال اليوم بمساعدة الأم.
- استبعاد بعض أنواع الأطعمة في النظام الغذائي للأم خلال فترة الرضاعة الطبيعية، وتجربة نظام غذائي خالٍ من الأطعمة المُسببة للحساسية مثل القمح ومنتجات الألبان والبيض والمكسرات، واستبعاد المشروبات والأطعمة المُسببة للتهيج مثل مشروبات الكافيين أو البصل.
- يُسبب الحليب الصناعي في بعض الأحيان النفخة والمغص عند الطفل الرضيع، ويُسبب الإمساك أيضًا لذلك يجب تغيير الحليب بنوع آخر عند معاناة الطفل الرضيع منه، ويفضل اختيار أنواع حليب أخرى تحتوي على بروتينات مُقسمة إلى أحجام صغيرة.
العلاجات الدوائية
توجد علاجات مستخدمة للغازات في حال فشل الطرق المنزلية، ومنها ما يأتي[٤][٥]:
- البروبيوتيك: يُساعد استخدام البروبيوتيك على تخفيف ألم الغازات للطفل الرضيع، ويُستخدم لبضعة أسابيع مع اللبن إذا كان الطفل قد بدأ بتناول الطعام، ويُساعد اللبن الطفل الرضيع على التعود على عدة سلالات من البكتيريا المعوية.
- استخدام قطرات السيميثيكون: يجمع هذا الدواء فقاعات الغاز المُتكونة في المعدة وبالتالي يُسبب زيادة حجمها، ويُسهل أيضًا عملية خروج فقاعات الغازات من الجسم عن طريق إطلاق الريح أو التجشؤ، ويُختار هذا العلاج الدوائيّ اعتمادًا على دوره في السيطرة على ألم البطن الذي يعاني من الرضيع، وتستخدم نقاط السيميثيكون بعد فشل الطرق الطبيعية، وتُعد آخر خيار نظرًا لارتفاع أسعارها كما أنها لا تُخفف الغازات عند جميع الأطفال.
- اللاكتيز: يتواجد إنزيم اللاكتيز في الجسم طبيعيًّا، ويُعد المسؤول عن تكسير جزيئات سكر الجلوكوز الموجودة في الحليب، وتستخدم قطرات اللَّاكتيز للأشخاص الذين يُعانون من نقص هذا الإنزيم في الجسم، ويُسّبب نقص الإنزيم الشعور بألم البطن أو المغص عند تناول مشتقات الحليب، ويُعطى للطفل الذي يُعاني من المغص في بعض الحالات، وتُستخدم قطرات اللاكتيز لفترة مؤقتة أو طويلة فبعض حالات عدم تحمل اللاكتوز لا تستمر للأبد.
أسباب الغازات عند الرضع
من الطبيعي أن يُعاني بعض الأطفال من الغازات نتيجةً لدخول الهواء إلى الجهاز الهضمي، وتوجد أسباب متنوعة تؤدي للغازات ومنها[٦]:
- الإصابة بالفيروسات: عند إصابة الجهاز الهضمي للطفل ببعض الفيروسات فقد تنتج عن ذلك مشكلات عديدة في المعدة كالقيء، والإسهال، والغازات.
- عدم نضج الجهاز الهضمي: بطبيعة الحال إنَّ الأطفال يعانون من الغازات أكثر من البالغين، وذلك بسبب تعلُّم أجسامهم كيفية عملية الهضم.
- الأطعمة الجديدة: عندما يكبر الطفل ويبدأ بتناول الأطعمة الصلبة من المحتمل أن تُسبب بعض الأطعمة الغازات، وفي حال تكرارها فقد تكون من علامات الحساسية الغذائية.
- البكاء المفرط: عندما يبكي الطفل الرضيع فمن الممكن أن يبتلع كميةً من الهواء، ومن الصعب معرفة ما إذا كان سبب البكاء ناتجًا من ألم الغازات أو العكس، فبالتالي يجب الحرص على تلبية احتياجات الطفل على الفور.
- مشكلات هضمية بسيطة: عندما يعاني الطفل من الإمساك، فمن الممكن أن يعاني من الغازات، وإذا كانت الغازات شديدةً وتحدث باستمرار فمن المحتمل أن يكون ذلك مؤشرًا لمشكلات الجهاز الهضمي مثل الارتجاع، وهو من الأسباب غير الشائعة.
أعراض الإصابة بالغازات عند الرضع
لا يستطيع الأطفال الإخبار عما يشعرون به، بالرغم من الانزعاج الذي يصيبهم، ومن الممكن ملاحظة بعض الأعراض على الطفل، وهذه الأعراض تشمل[٧]:
- البكاء: غالبًا ما يكون البكاء من الطرق التي يتبعها الطفل للوصول لاحتياجاته ورغباته، سواء أكان الطفل متألمًا، أم جائعًا، أم لا يشعر بالارتياح.
- التجشؤ: إذا كان الطفل يتجشأ بكثرة فسيبتلع كميةً كبيرةً من الهواء خلال الرضاعة أو عند البكاء.
- الانتفاخ: ويحدث نتيجةً لحبس الهواء داخل بطن الطفل مما يحد من تدفق عصارات المعدة، ولا يستطيع الجهاز الهضمي غير الناضج التعامل مع الألم والتشجنات المرتبطة به.
- بصق الطعام: في حال فشل الطفل في عملية التجشؤ، فمن المحتمل أن يبصق بعد تناول كميات كبيرة من الطعام، أو بسبب تراكم الغازات، أو السرعة عند تناول الطعام.
- انتفاخ البطن: عند زيادة انتفاخ البطن فهذا يدل على أنَّ القناة الهضمية لا تزال تُصارع من أجل معالجة الطعام الذي تناوله الطفل.
- الأرق: إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في النوم فمن المحتمل أن يكون الأرق نتيجةً لوجود الغازات.
من الجدير بالذكر أنه لا داعيَ للقلق عند إصابة الطفل بالغازات، وعلى الرغم من أنه قد يُسبب التهيج وفي حالات نادرة يسبب الألم الشديد، وفي حال كانت الأم قادرةً عى تخفيف أعراض الغازات من خلال تجشؤ الطفل، أو من خلال التدليك، أو من خلال تغيير وضعية الإطعام فلا داعيَ للقلق، لكن من المحتمل أن تكون الغازات نتيجةً للحساسية من الحليب، أو بسبب عدم تحمل اللاكتوز، وإذا لوحظ البكاء الشديد وعدم الراحة من الطفل، فمن الضروري الذهاب لأخذ الاستشارة الطبية ومن المحتمل أن يُجري الطبيب المعالج فحصًا بدنيًّا للتأكد من عدم وجود مشكلات خطيرة في البطن، وفي حال كان الطفل يعاني من القيء، أو البراز الدموي فيجب الذهاب للطبيب مباشرةً[٧].
تأثير التغذيَّة على غازات البطن
يُمكن أن يُعزى سبب الغازات عند الأطفال الرُّضع لتغذية الرّضيع؛ أي حساسيته لأنواع معينة من المواد الغذائيّة مثل اللاكتوز، ويُمكن استشارة الطبيب حول إمكانية تغيير تركيبة الحليب المُستخدم إلى تركيبة أسهل لعملية الهضم؛ أي تحتوي على تركيز أقل من اللاكتوز، أو تلك التي تحتوي على بروتينات القمح أو الصويا، مع تجنب إعطاء حليب الأبقار للرُّضع، وتجدر الإشارة إلى أنّ اللاكتوز يتواجد طبيعيًّا في حليب الأم، ومن النادر جدًّا أن يكون لدى الرُّضع حساسية تجاهه، ويُنصح أيضًا باللجوء لتركيبات الأطفال الرّضع الغذائيَّة السائلة والمخلوطة مسبقًا، إذ إنّ عملية خلط الحليب وتحضيره تُسبب تكوّن الفقاعات والغازات، ويُنصح عند الاضطرار لاستخدامها بتركها لبعض الوقت قبل تقديمها للرَّضيع[٦].
من حياتكِ لكِ
ننصحك إذا كنتِ مرضعةً بالتأكد من أن تناولكِ لبعض أنواع الأطعمة التي لا تؤثر على جهاز الهضم لرضيعكِ ولا تسبب له الغازات، مثل تناولكِ للأطعمة الحارَّة، أو منتجات الألبان، والبيض، أو تناولكِ لأنواع معينة من الخضروات مثل البصل والثوم، والقرنبيط، والملفوف، وتجدر الإشارة إلى أهمية تحفيز تجشؤ طفلكِ الرّضيع مرتين على الأقل بعد عملية الإرضاع، ويُمكن التخفيف من الغازات بعد عملية الإرضاع باستخدام أنواع مختلفة من الحلمات، وأجهزة شفط الحليب، ويجب الحرص على تقليل ابتلاع الطفل للهواء أثناء إرضاعه[٨].
المراجع
- ↑ "Gas and gas pains"، mayoclinic, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ↑ "Infant Gas: How to Prevent and Treat It"، www.webmd.com, Retrieved 30-7-2019. Edited.
- ↑ "Colic", mayoclinic,27-1-2018، Retrieved 30-7-2019. Edited.
- ↑ "Baby Gas Pain with 9 Effective Remedies", newkidscenter, Retrieved 30-7-2019. Edited.
- ↑ "Everything you need to know about colic"، medicalnewstoday, Retrieved 30-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Causes and how to relieve gas in a baby"، medicalnewstoday, Retrieved 30-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Baby Gas Relief: Quick Tips to Help a Gassy Baby"، flo, Retrieved 1-12-2019. Edited.
- ↑ "Have a Gassy Baby? What to Know About Infant Gas Symptoms, Remedies and Causes"، whattoexpect, Retrieved 5-9-2019. Edited.