علاج ارتجاع المريء

علاج ارتجاع المريء

ماذا نقصد بارتجاع المريء؟

يُعرف ارتجاع المريء، أو الارتجاع المعدي المريئي، بأنه حالة مرضية تتسم بتسرب المحتويات الحمضية في المعدة إلى المريء تسربًا دائمًا، ويحدث هذا الأمر عادةً لأن الصمام الموجود في نهاية المريء، أي العضلة العاصرة المريئية السفلية، لا تنغلق انغلاقًا صحيحًا عند وصول الطعام إلى المعدة، مما يؤدي إلى عودة الحمض عبر المريء إلى الحلق والفم، فيحس الشخص بمذاق حمضي، وعمومًا يُصيب ارتجاع المريء جميع الناس تقريبًا في مرحلة معينة من حياتهم؛ فحدوث ارتجاع المريء وحرقة المعدة بين الفينة والأخرى من الأمور الطبيعية عند الإنسان، بيد أن هذا الأمر يتحول إلى حالة مريضة إذا عانى الشخص من ارتجاع المريء بمعدل مرتين أسبوعيًا على مدار عدة أسابيع، أو إذا كان يتناول باستمرار أدوية حرقة المعدة ومضادات الحموضة، ففي حالات كهذه ينبغي له مراجعة الطبيب فورًا لتشخيص الحالة نظرًا لأن ارتجاع المريء قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الصحة[١].


ما هي أسباب الإصابة بارتجاع المريء؟

يحدث ارتجاع المريء عند الإنسان عندما تصبح العضلة العاصرة المريئية السفلية ضعيفةً، أو تسترخي في الوقت غير المناسب، فيؤدي هذا الأمر إلى انتقال محتويات المعدة إلى المريء، وعمومًا يطرأ الضعف على وظيفة هذه العضلة جرّاء أمور عديدة تتضمن كلًا مما يأتي[٢]:

  • زيادة الضغط على منطقة البطن، بسبب زيادة الوزن أو السمنة أو الحمل.
  • تناول بعض الأدوية، مثل أدوية الربو، وحاصرات قنوات الكالسيوم المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ومضادات الهيستامين المستخدمة لعلاج أعراض الحساسية، والأدوية المسكنة والمهدئة، ومضادات الاكتئاب.
  • اتباع بعض العادات السيئة، مثل التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.
  • الإصابة بالفتق الحجابي.


كيف تعالج حالة ارتجاع المريء؟

تتضمن قائمة الوسائل المتبعة في علاج ارتجاع المريء كلًا من الأمور التالية:

الأدوية دون وصفة طبية

تشمل أبرز أنواع هذه الأدوية كلًا مما يأتي[٣]:

  • مضادات الحموضة: تتميز هذه الأدوية بمعفولها المريح والسريع عند المريض، بيد أنّها لن تشفي المريء الملتهب والمتضرر بفعل حموضة المعدة، وقد يؤدي استخدامها المفرط إلى بعض التأثيرات الجانبية، مثل الإسهال ومشكلات الكلى المختلفة.
  • أدوية تقليل إنتاج الأحماض: تعرف هذه الأدوية باسم بحاصرات مستقبلات H-2، وهي تختلف عن مضادات الحموضة من حيث سرعتها ومدتها؛ فهي أقل سرعةً وأطول مفعولًا؛ إذ تقلل إنتاج أحماض المعدة مدةً قدرها 12 ساعةً.
  • الأدوية المثبطة لإنتاج الحمض والمحفزة لشفاء المريء: تعرف هذه الأدوية أيضًا بمثبطات مضخة البروتون، وهي حاصراتُ حمضٍ أقوى مفعولًا من حاصرات مستقبلات H-2، وتتيح لأنسجة المريء المتضررة وقتًا كافيًا للشفاء.


الأدوية بوصفة طبية

تتضمن أبرز الأدوية المباعة بوصفة طبية لعلاج ارتجاع المريء كلًا مما يأتي[٣]:

  • حاصرات مستقبلات H2 قوية المفعول: تباع هذه الأدوية وفق وصفة طبية حصرًا، وهي جيدة التحمل عند المريض، بيد أن استخدامها الطويل قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بنقص فيتامين ب 12 وكسور العظام.
  • مثبطات مضخات البروتون قوية المفعول: تباع هذه الأدوية وفق وصفة طبية حصرًا، وهي جيدة التحمل عمومًا عند المريض، بيد أنها تنطوي على بعض التأثيرات الجانبية مثل الإسهال والصداع والغثيان ونقص فيتامين ب 12، وقد يؤدي استخدامها المزمن إلى زيادة خطر الإصابة بكسر الورك.
  • أدوية لتقوية العضلة العاصرة المريئية السفلية: تفيد هذه الأدوية في تخفيف أعراض ارتجاع المريء عبر تقليل مرات استرخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية، وتتضمن ابرز تأثيراتها الجانبية كلًا من التعب والغثيان.


الجراحة والإجراءات الأخرى

تكون الأدوية في معظم الحالات كافيةً لتخفيف أعراض ارتجاع المريء، بيد أن بعض الناس لا يشفون باستخدامها، مما يستدعي اللجوء إلى بعض الإجراءات العلاجية، مثل[٣]:

  • تثنية القاع: يلف الطبيب الجراح الجزء العلوي من المعدة حول العضلة العاصرة المريئية السفلية بهدف تقوية العضلات وشدها والحيلولة دون حدوث ارتجاع المريء، ويُنفّذ هذا الإجراء عادة باستخدام تنظير البطن، وتكون عملية لف الجزء العلوي من المعدة إما جزئيةً وإمّا كاملةً.
  • جهاز لينكس: يلف الطبيب الجراح حلقةً من الخرزات المغناطيسية على المنطقة بين المعدة والمريء، فتكون الجاذبية المغناطيسية بين هذه الخرزات قويةً لإغلاق نقطة التقاطع بين المعدة والمريء بما يكفي للحيلولة دون ارتجاع الأحماض، وبما يسمح للطعام بالمرور عبر المريء.


هل يمكن الوقاية من ارتجاع المريء؟

يمكنكِ عزيزتي المرأة أن تقي نفسكِ من الإصابة بارتجاع المريء عبر اتباع الخطوات الآتية[٤]:

  • أنقصي وزنك الزائد، فالسمنة من المسببات الرئيسية للإصابة بارتجاع المريء نظرًا لأن الدهون الزائدة في الجسم تزيد الضغط على البطن والمعدة، فتعود العصارة المعدية إلى المريء مجددًا.
  • تجنبي استهلاك الأطعمة والمشروبات المعروف عنها بأنها تُسبب ارتجاع المريء، مثل الأطعمة الدهنية، والتوابل الحارة، والأطعمة الحضمية، والنعناع، والشوكولاتة، والبصل، والمشروبات المحتوية على الكافيين، والمشروبات الغازية.
  • تناولي وجبات طعامٍ صغيرةً، فالوجبات الكبيرة تملأ المعدة وتضغط على العضلة العاصرة المريئية السفلية، مما يزيد خطر إصابتكِ بارتجاع المريء.
  • تجنبي الاستلقاء بعد تناول الطعام، إذ ينبغي لكِ أن تنتظري ثلاث ساعات بالحد الأدنى قبل أن تستلقي على ظهرك.
  • استشيري الطبيب بشأن الأدوية المعروف أنها مسببة ارتجاع المريء، واطلبي الاستعاضة عنها بأدوية أخرى.
  • أقلعي عن التدخين، إذ تشير بعض الأدلة إلى أن النيكوتين يؤدي إلى استرخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية، ويؤثر سلبًا في قدرة اللعاب على التخلص من الأحماض في المريء.
  • أقلعي عن تناول المشروبات الكحولية، فهي تؤدي إلى تشنج عضلات المريء، واسترخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية.


من حياتكِ لكِ

تكونين عزيزتي المرأة عرضةً للإصابة بارتجاع المريء خلال أشهر الحمل أكثر من الأوقات الأخرى، فتعانين حينها من أعراض المرض مثل حرقة المعدة وآلام الصدر، وتتفاقم هذه الأعراض عادةً طوال مدة الحمل، ويعزى شيوع الارتجاع المريئي خلال الحمل إمّا إلى دور التغيرات الهرمونية في إبطاء وظيفة الجهاز الهضمي؛ فالعضلات المسؤولة عن تحريك الطعام إلى أسفل المريء تتباطأ حركتها عندما تكونين حاملًا، وإمّا إلى كبر حجم الرحم، مما يضغط على المعدة ويؤدي إلى رجوع أحماضها إلى المريء، وعمومًا تتحسن هذه الأعراض تلقائيًا بعد ولادتكِ، بيد أنّكِ قادرة على تخفيف شدتها عبر تناول الطعام على شكل وجبات صغيرة، وتجنب بعض الأطعمة التي تفاقم أعراض ارتجاع المريء، مثل البرتقال والليمون والشوكولاتة والتوابل الحارة[٥].


المراجع

  1. "GERD (Chronic Acid Reflux)", clevelandclinic, Retrieved 2020-6-26. Edited.
  2. "Symptoms & Causes of GER & GERD", niddk.nih, Retrieved 2020-6-26. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Gastroesophageal reflux disease (GERD)", mayoclinic, Retrieved 2020-6-26. Edited.
  4. "10 Ways to Prevent GERD", everydayhealth, Retrieved 2020-6-26. Edited.
  5. "Gastroesophageal Reflux Disease (GERD) During Pregnancy", uofmhealth, Retrieved 2020-6-26. Edited.

فيديو ذو صلة :