أسباب تأخر الطفل في الكلام

أسباب تأخر الطفل في الكلام

متى يُعدّ الطفل متأخرًا في الكلام؟

يختلف الأطفال في العمر الذي يتعلّمون فيه اللغة، ويبدؤون فيه بالكلام، وهذا ينطبق على كل مهارات الأطفال وعلامات النمو الأخرى لديهم، ويُعرَف الكلام بأنّه التعبير اللفظي للغة ويتضمّن النطق؛ أي الأصوات والكلمات الصادرة من الطفل، بينما تُعرَف اللغة على أنّها الوسيلة التي يٌعطي الطفل من خلالها المعلومات ويحصل عليها، ونعني بذلك التواصل المفهوم بين الأشخاص؛ والتي تتضمّن الأمور اللفظية وغير اللفظية والمكتوبة، ويمكن للآباء من خلال معرفة القليل من المعلومات عن تطوّر الكلام واللغة تخمين ما إذا كان يوجد سببٌ للقلق على طفلهم المتأخِّر في الكلام، إذ تختلف مشاكل الكلام واللغة عند الأطفال، ولكنّها غالبًا ما تتداخل، على سبيل المثال قد ينطق الطفل المتأخر في اللغة كلماته جيّدًا، ولكنّه لا يستطيع سوى تركيب جملة من كلمتَين فقط، بينما يكون الطفل المتأخر في الكلام قادرًا على التعبير عن أفكاره بالكلمات، ولكنّ الفرق هنا هو أنّ الآخرين من حوله لا يفهمونه[١].

عادةً ما يتأخّر الأطفال الذكور في الكلام أكثر مقارنةً بالإناث، ولكنّ الطفل يُعدّ متأخرًا في الكلام عامةً إذا تكلّم أقلّ من 10 كلمات ما بين عمر الـ18 و الـ20 شهرًا، أو أقلّ من 50 كلمة ما بين عمر الـ21 والـ30 شهرًا[٢]، وتجدُر الإشارة إلى أنّ تأخُّر الكلام من أكثر أنواع اضطرابات التواصل شيوعًا لدى الأطفال، إذ تصل نسبة الأطفال المصابين به إلى نسبة تتراوح بين 5%-10% من الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة، وذلك وفقًا للنظام الصحي في جامعة ميشيغان[٣][٤].


أسباب تأخر الطفل في الكلام

توجد العديد من الأسباب المحتملة لتأخر اللغة والكلام عند الأطفال، إذ يساهم أكثر من عامل في تأخير الكلام في بعض الحالات، وفيما يلي نذكر بعض الأسباب الشائعة لتأخر اللغة عند الأطفال، ومنها[٣][٥]:

  • العيش في منزل ثنائي اللغة: إذ يؤثر أيضًا على لغة الطفل وكلامه؛ وذلك لأنّ دماغ الطفل يجب أن يعمل بجدٍّ أكبر لترجمة واستخدام لغتَيْن، لذلك قد يستغرق هؤلاء الأطفال وقتًا أطول لبدء استخدام إحدى اللغات التي يتعلّمونها أو كلتيهما.
  • المشكلات النفسية والاجتماعية: يمكن أن تسبِّب العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية تأخرًا في الكلام لدى الأطفال، على سبيل المثال؛ يمكن أن يؤدي إهمال الطفل الشديد إلى معاناته من مشاكل في تطوير الكلام، ومن هذه المشكلات أيضًا الحرمان النفسي؛ إذ لا يقضي الطفل وقتًا كافيًا في التحدث مع الكبار، أو أنّه قد يلجأ للصمت الاختياري؛ بمعنى أنّ الطفل لا يريد التحدث فقط.
  • ضعف السمع: غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون بضعف السمع من ضعفٍ في اللغة والكلام أيضًا؛ فإذا لم يتمكَّن الطفل من سماع الكلام، فقد يكون تعلُّم التواصل صعبًا بالنسبة له.
  • التوحّد: غالبًا يؤثِّر التوحّد على التواصل لدى الأطفال، إلا أنّه لا يعني أنّ جميع الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من تأخُّر في الكلام.
  • الإعاقات الذهنية: يمكن لمجموعةٍ متنوعةٍ من الإعاقات الذهنية أن تسبِّب تأخيراتٍ في الكلام لدى الأطفال، مثلًا قد يتسبّب عسر القراءة وغيره من صعوبات التعلم إلى تأخُّر الكلام في بعض الحالات، أو أن يعاني الطفل من الشلل الدماغي أيضًا؛ وهو اضطرابٌ حركي ناجمٌ عن تلفٍ في الدماغ.


طرق شجّعي بها طفلكِ على الكلام

تختلف استجابة طفلكِ للعلاج باختلاف حالته الخاصة وعمره، فبعض الأطفال يلحقون بأقرانهم ويفهمون معالم اللغة المستقبلية، بينما قد يواجه الأطفال الآخرون صعوبةً أكبر في التغلُّب على التأخيرات اللغوية، كما قد يواجهون مشاكلًا في مرحلة الطفولة اللاحقة، إذ يعاني بعض الأطفال المتأخرّون في الكلام من مشاكل في القراءة أو السلوك؛ وذلك نتيجةً لتأخُّر تطوُّر لغتهم، ومن الجدير بالذكر أنّ الإسراع في العلاج عند تشخيص إصابة طفلكِ بتأخُّر لغوي يمنع تطور المشكلات الأخرى، مثل المشكلات الاجتماعية والتعليمية والعاطفية[٣]، ونقدم لكِ فيما يأتي بعض النصائح لدعم التطور الطبيعي للكلام واللغة لدى طفلكِ الصغير[٢][٤]:

  1. تحدّثي إلى طفلكِ الرضيع والصغير طوال اليوم، وصفي له ما يفعله ويشعر به ويسمعه على مدار اليوم، بما في ذلك أثناء تغيير الحفاضات، وخلال وقت الاستحمام، وخلال تناول الوجبات واللعب، على سبيل المثال؛ اجذبي انتباه طفلكِ إليكِ، ثم تحدّثي عمّا تفعلينه؛ وقولي له انظر يا صغيري أنا أفتح الثلاجة الآن وأُخرِج الطعام منها، وهكذا.
  2. تحدّثي على مستوى أعلى من المستوى الخاص بطفلكِ عند التحدُّث معه، على سبيل المثال؛ إذا كان طفلكِ يستخدم 3 كلمات في الجملة الواحدة، يجب عليكِ استخدام جمل من 4 كلمات أو أكثر عند التحدث معه مع مراعاة عدم ارهاقه بجُمَلٍ معقدةٍ للغاية.
  3. تحدّثي مع طفلكِ بنبرة صوت عالية وذات طابع طفولي؛ إذ يبدو أنّ الأطفال ينتبهون أكثر ويُقلّدون أكثر عندما يتحدَّث والديهم بهذا الأسلوب.
  4. غنّي لطفلكِ واقرئي له بصوتٍ عالي، وذلك بدءًا من سنّ مبكرة جدًا، حتى عندما يكون رضيعًا.
  5. استجيبي لمُناغاة طفلكِ عندما يكون رضيعًا.
  6. حاولي الإجابة على أسئلة طفلكِ جميعها، كما يمكنكِ أيضًا توجيه الكثير من الأسئلة له.
  7. انظري إلى الصور العائلية مع طفلكِ، وتحدَّثي له عنها.
  8. لا تحاولي إجبار طفلكِ على الكلام، ولا تحاولي انتقاد أخطائه النحوية، بل صحِّحيها له من خلال التحدُّث معه.
  9. خطّطي للرحلات والنزهات العائلية؛ إذ تمنحكِ التجارب الجديدة مع طفلكِ شيئًا مثيرًا للتحدُّث عنه قبل وأثناء وبعد النزهة.
  10. العبي مع طفلكِ وجهًا لوجه باستخدام ألعابه، وتحدَّثي باستخدام الدمى معه، واشرحي له عن كيفية اللعب بالألعاب الأخرى.
  11. راقبي ميولات طفلكِ وما يحب فعله؛ حتى تقومي بالأنشطة التي تجذب انتباهه.


متى يصبح تأخر الطفل في الكلام خطرًا؟

يجب فحص طفلكِ الذي لا يستجيب للأصوات بواسطة طبيبٍ مختصّ على الفور، ولكن يصعب على الآباء في كثيرٍ من الأحيان تمييز ما إذا كان الطفل متأخرًا في الكلام عن العمر المعتاد له، أو ما إذا كان يعاني من مشكلة، لذا نُقدّم إليكِ بعض الأمور التي يجب مراقبتها، وننصحكِ بالاتصال بطبيبكِ إذا لاحظتِ على طفلكِ الأمور الآتية[١]:

  • في عمر 12 شهرًا فما فوق، لا يستخدم طفلكِ حركات اليدين، مثلًا لا يُلوّح لوداع الأشخاص عندما تطلبين منه ذلك، ولا يشير إلى الأشياء التي يريدها.
  • في عمر 18 شهرًا فما فوق، يفضِّل طفلكِ استخدام حركات اليدين بدلًا من التواصل اللفظي مع الأشخاص من حوله، أو أنه لا يستطيع فهم الطلبات الشفهية البسيطة، أو حتى تقليد الأصوات.
  • في عمر السنتين، قد تُلاحظين على طفلكِ المتأخر في الكلام ما يأتي:
    • لا يستخدم الكلمات أو العبارات تلقائيًا للتعبير عمّا حوله، وإنّما يمكنه فقط تقليد الكلام أو الأفعال.
    • لا يمكنه اتباع التوجيهات البسيطة التي تخبرينه بها.
    • يستخدم نبرة صوت غير معتادة، مثل الصوت الخشن أو الصادر من الأنف.
    • يُظهِر بعض الأصوات أو الكلمات بشكلٍ متكرِّر فقط، ولا يمكنه استخدام اللغة الشفهية للتواصل والتعبير أكثر عن احتياجاته.

ومن الجدير بالذكر أنّه عامةً يجب عليكِ وعلى من حول طفلكِ أن يكون قادرًا على فِهم ما يُقارب الـ50٪ من كلام طفلكِ في عمر السنتين، وما يُقارب الـ75٪ في عمر الـ3 سنوات، كما يجب أن يكون بإمكان من يُقابل طفلكِ لأول مرة بعمر الـ4 سنوات أن يفهَم كلامه بوضوح[١].


المراجع

  1. ^ أ ب ت Julia K. Hartnett, "Delayed Speech or Language Development", kidshealth, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  2. ^ أ ب Richard Trubo, "Helping Your Late-Talking Children", webmd, Retrieved 2020-12-02. Edited.
  3. ^ أ ب ت MaryAnn De Pietro, CRT (4/8/2017), "Language Delay", healthline, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب Sara Laule, MD, "Speech and Language Development", mottchildren, Retrieved 9/12/2020. Edited.
  5. "Speech and Language Delay", familydoctor, 22/5/2020, Retrieved 13/12/2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

498 مشاهدة