أسباب تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال

أسباب تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال

التسنين عند الأطفال

قد يبدأ التسنين عند الأطفال في وقت مبكر منذ عمر الشهرين، لكن عادةً ما يظهر أول سن بعد عمر الستة أشهر، لكن يختلف هذا المعدل من طفلٍ لآخر، إذ إن بعض الأطفال قد يتأخر نمو الأسنان لديهم وبعضهم الآخر يبدأ ظهور الأسنان في وقت أبكر من ذلك، وعادةً ما يظهر أول سن لديهم وسط الفك السفلي، وبعض الأطفال تظهر الأسنان لديهم بطريقة متسلسلة واحدًا تلو الآخر، بينما قد يظهر أكثر من سنّ في نفس الوقت لدى بعضهم الآخر، وعند خروج السن من اللثة تكون حمراء وملتهبةً وعادةً ما يشعر الأطفال بعدم الراحة والألم خلال هذه المرحلة، مع ملاحظة ازدياد خروج اللعاب من فمهم[١].


قد تكون عملية ظهور بعض الأسنان أكثر حساسيةً من بعضها الآخر، وعادةً ما يكون أول سن هو الأكثر تحسسًا، كما يكون ظهور الأضراس العريضة أكثر إيلامًا من غيرها أيضًا نظرًا لأن خروجها من اللثة يكون أصعب من غيرها، وأغلب الأطفال بعد الوصول لعمر السنتين ونصف يظهر لديهم 20 سنًّا، وعامّةً إنّ معظم الأطفال لا يواجهون صعوباتٍ في التسنين، بينما قد يتأخر ظهور الأسنان لدى البعض الآخر، وفي حال تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال بعد مرور سنة ونصف فإنّ ذلك يُعدّ أمرًا يدعو للقلق وتجب مراجعة الطبيب من أجل معرفة السبب المؤدي لذلك وحله[١].


أسباب تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال

توجد العديد من الأسباب المؤدية لتأخر ظهور الأسنان عند الأطفال، ومن أهم الأمثلة على هذه الأسباب ما يأتي[٢]:

  • العامل الوراثي: قد تكون مشكلة تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال وراثيةً تنتقل من الآباء للأبناء.
  • سوء التغذية: إذا كان الطفل لا يرضع كمياتٍ كافيةً من حليب الأم يوميًا، أو أن الحليب الصناعي الذي يرضع منه لا يحتوي على معادن ومصادر غذائية كافية لنمو أسنان الطفل وعظامه بالطريقة الطبيعية، إذ يحتوي حليب الأم على كميات كافية من الكالسيوم الذي يُعد أهم المعادن لنمو الأسنان والعظام، لكن قد لا يحتوي الحليب الصناعي على كميات كافية من الكالسيوم، بالرغم من أن الحليب الصناعي في الوضع الطبيعي يكون مدعمًا بالكالسيوم والفسفور وفيتامين أ وفيتامين سي وفيتامين د، وغيرها العديد.
  • قصور الغدة الدرقية: إن قصور الغدة الدرقية قد يُسبب تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال، وهي حالة لا تستطيع فيها الغدة الدرقية إفراز كميات كافية من هرمون الغدة الدرقية الذي يُعد ضروريًا لنمو جسم الإنسان وتطوره وأدائه لبعض الوظائف طبيعيًّا، إذ قد يؤدي نقصانه للتأثير على معدل نبضات القلب وعلى عمليات الأيض ودرجة حرارة الجسم الطبيعية، إضافةً لتأخر ظهور الأسنان وتأخر المشي وتأخر الكلام.
  • قصور الغدة النخامية: تُعد الغدة النخامية غدّةً مسؤولةً عن إفراز العديد من الهرمونات في جسم الإنسان، وقصور الغدة النخامية يعني نقص إفراز واحد أو أكثر من هذه الهرمونات، ممّا يؤدّي إلى المعاناة من عدّة أمراض ومشاكل صحية مترتبة على هذا النقص في الهرمونات، مثل ارتفاع الكوليسترول والسمنة إضافةً لتأخر ظهور الأسنان.
  • أسباب أخرى: قد يكون سبب تأخر التسنين عند الأطفال نتيجةً لتعرّضهم لمشاكل صحية معينة مثل متلازمة داون، أو وجود خلل في اللثة أو في عظام الفك، والتي تحول دون قدرة الأسنان على الظهور والنمو طبيعيًّا.


أما عن ظهور الأسنان الدائمة فهو أمر معقد يتأثر بالعديد من العوامل، مثل العوامل الاجتماعية والتغذوية والهرمونية والجينية؛ لذا اضطراب أحد هذه العوامل قد يعرض الأسنان الدائمة للتأخر في الظهور، وفيما يأتي أهم الأسباب لحدوث ذلك[٣]:

  • العوامل الوراثية: كما ذكر سابقًا عند تأخر أحد أفراد الأسرة بتبديل الأسنان اللبنية لظهور أخرى دائمة من شأنه أن ينقل التأخير إلى الطفل، إضافةً لإصابة الطفل بأحد الأمراض الجينية التي تؤثر على الأسنان وتؤخر ظهورها.
  • سوء التغذية: يجب أن يكون سوء التغذية شديدًا ومستمرًا حتى يكون سببًا في تأخر ظهور الأسنان الدائمة.
  • إصابة الطفل بمشكلة صحية: مثل الكساح المقاوم لفيتامين د، أو خمول الغدة الدرقية، أو خمول الغدة النخامية، أو خمول الغدة جار الدرقية، أو الفشل الكلوي، أو فقر الدم أو التسمم بالمعادن الثقيلة.
  • حالات أخرى: منها ما يأتي[٣]:
    • العلاج الكيماوي لفترة طويلة أو تناول الطفل لدواء الفينيتوين.
    • انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي للطفل مما قد يعرضه لعدم الحصول على التغذية المناسبة له.
    • إصابة الطفل بكدمة باللثة أو الفك بسبب السقوط عليها أو بعد خضوعه لجراحة بها[٤].
    • تساقط الأسنان اللبنية مبكرًا عن موعدها.


المضاعفات المترتبة على تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال

تترتب على تأخر ظهور الأسنان عند الأطفال عدة مضاعفات وآثار جانبية، ومن أهم الأمثلة على هذه المضاعفات ما يأتي[٢]:

  • أحد المضاعفات الرئيسية المترتبة على تأخر التسنين عند الأطفال هو أن الأسنان الدائمة قد تتطور بطريقة ملتوية نتيجة خروجها في وقت متأخر مقارنةً ببقية الأطفال.
  • عدم القدرة على مضغ الطعام الصلب نتيجة تأخر ظهور الأسنان.
  • حصول الطفل على صفين من الأسنان، ففي بعض الأحيان تظهر مجموعة الأسنان الدائمة مع أسنان الطفل المتأخرة.


علامات بدء التسنين عند الأطفال

تظهر العديد من العلامات التي تُشير لبدء التسنين عند الأطفال، ومن أهم الأمثلة على هذه العلامات ما يأتي[٥]:

  • زيادة اللعاب: معظم الأطفال يعانون من إفرازات مفرطة خلال مرحلة التسنين، كما يعاني الكثير منهم من السعال الطويل وذلك بسبب الكميات الكبيرة من اللعاب التي ينتجها الجسم.
  • طفح حول الفم أو الذقن: وغالبًا ما يكون ذلك بسبب اللعاب الذي يتسبّب بجفاف الجلد في المنطقة، وقد يكون السبب وراء ذلك أمرًا آخر، لذلك لا بد من محاولة معرفته وأخذه بعين الاعتبار.
  • التهاب اللثة: يُعاني معظم الأطفال الذين يعانون من التسنين من آلام حادة في اللثة، ويُلاحظ أيضًا التهاب اللثة، إذ تبدأ الأسنان بالبروز عبر الجلد، لهذا السبب تلاحظ الأم أن طفلها يُمسك أي شيء ويضعه في فمه عند اللثة في المكان الذي سيخرج السن منه.
  • الضيق أو التهيج: مثل الطفح الجلدي، فتوجد العديد من الأسباب المؤدية لاضطراب الطفل وتهيجه، كما أنه إذا كان الطفل غاضبًا بطريقة غير طبيعية ولم يكن السبب وراء ذلك هو التسنين لا بد من مراجعة الطبيب لمعرفة السبب المؤدي لذلك.
  • سحب الأذن أو فرك الخد: إذ يلجأ الأطفال لشد أذنهم أو فرك خدودهم مع الأعراض الأخرى المصاحبة للتسنين، فينتقل الألم الموجود في اللثة ليصل إلى طبلة الأذن والفكين.
  • رفض الأكل أو الشرب: إذ إن الألم وقلة الراحة التي يشعر بها الطفل أثناء التسنين تُقلل من شهيته، وبالتالي تجعله يرفض الأكل أو الشرب.


الاعتناء بالأسنان عند الأطفال

رغم أن الأسنان اللبنية تتساقط بعد عدة سنوات؛ إلا أن الاهتمام والاعتناء بها أمر ضروري ومهم للأسباب الآتية[٦]:

  • الأسنان اللبنية تحافظ على المكان الذي ستظهر فيه الأسنان الدائمة لاحقًا.
  • الأسنان اللبنية تعطي وجه الطفل الشكل الطبيعي له.
  • الأسنان اللبنية تساعد في التحدث وخروج الكلام والنطق الصحيح.
  • الأسنان اللبنية تدعم صحة الطفل وتساعده في الحصول على التغذية المناسبة لأنها تمكنه من مضغ الطعام جيدًا.
  • الأسنان اللبنية الصحية تضمن سلامة الأسنان الدائمة وصحتها، فتعرض الأسنان اللبنية للعدوى والالتهاب والتسوس المتكرر قد يسبب ظهور بقع داكنة اللون على سطح الأسنان الدائمة.


من هنا تأتي أهمية الحفاظ على نظافة الأسنان اللبنية وسلامتها منذ الأشهر الأولى لعمر الطفل ومع بداية ظهور الأسنان، وذلك عن طريق[٧]:

  • إضافة الفلورايد إلى النظام الغذائي للطفل فور بدء التسنين؛ فالفلورايد عنصر ضروري لحماية الأسنان من التسوس عن طريق تقوية طبقة المينا، والفلورايد يضاف إلى ماء الصنبور؛ لذا فشرب الطفل القليل من ماء الصنبور بعد الستة أشهر عند بداية تناوله الطعام الصلب يوفر له الفلورايد الذي يحتاجه.
  • تفريش الأسنان مرتين يوميًا بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد بحجم حبة الأرز فقط، لا سيما قبل النوم بعد الانتهاء من تناول آخر وجبة، وبعد بلوغ الطفل عمر الثالثة تجب زيادة حجم المعجون إلى ما يساوي حبة البازلاء تقريبًا، ويجب أن يظل الطفل تحت مراقبة أحد الوالدين أثناء تفريش الأسنان حتى عمر السابعة أو الثامنة تقريبًا.
  • تجنب نوم الطفل وهو يرضع من زجاجة الحليب لتجنب إصابة الأسنان بالتسوس.
  • زيارة طبيب الأسنان عند بلوغ الطفل العام للاطمئنان على الأسنان والتأكد من خلوها من أي مشاكل.
  • في بداية مرحلة التسنين يعاني الطفل من ألم وعدم راحة وقد تتورم اللثة؛ لذا يفضل تدليك لثة الطفل بأصبع نظيف أو بحلقة التسنين الخاصة لذلك والتي يفضل وضعها في الثلاجة حتى تكون باردةً لتخفف التورم، كما قد تضطر الأم في بعض الحالات إلى إعطاء طفلها دواءً مسكنًا بسيطًا لتسكين الألم مثل الباراسيتامول.


من حياتكِ لكِ

تُوجد العديد من الطرق التي من الممكن أن تساعد طفلكِ على التقليل من آلام التسنين، ومن أهم الأمثلة على هذه الطرق ما يأتي[٨]:

  • فرك لثة الطفل، إذ يُمكن استخدام كمادة مبللة لفرك لثة الطفل، وهذا يساعد في تخفيف الضغط والإزعاج عند الطفل.
  • إبقاء الأسنان باردةً من خلال وضع فوطة باردة عليها، لكن يجب تجنّب استخدام الثلج أو أيّ شيء شديد البرودة.
  • استخدام حلقات التسنين التي عادةً ما تكون مصنوعةً من المطاط وتُخفف من الألم والضغط على الأسنان.
  • إدخال الأطعمة الصلبة لأكل الطفل.
  • تجفيف لعاب الطفل من خلال استخدام قطعة قماش نظيفة لمسحه، وذلك لأن بقاءه على الجلد يُسبب تهيجه.
  • استخدام بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة من أجل تخفيف الألم، منها الأدوية التي تحتوي على الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين.


المراجع

  1. ^ أ ب "Teething", emedicinehealth, Retrieved 31-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Late Teething in Babies – Causes and Complications", parenting, Retrieved 31-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Ruta Almonaitiene, Irena Balciuniene, Janina Tutkuviene, "Factors influencing permanent teeth eruption. "، sbdmj, Retrieved 2020-1-15. Edited.
  4. Lokesh Suri,a Eleni Gagari,Heleni Vastardis, "Delayed tooth eruption: Pathogenesis, diagnosis, and treatment."، courses, Retrieved 2020-1-15. Edited.
  5. "Signs Baby is Teething", kinsahealth, Retrieved 31-12-2019. Edited.
  6. "Teeth Eruption Timetable", clevelandclinic,2019-10-22، Retrieved 2020-1-15. Edited.
  7. Dina DiMaggio, "Baby’s First Tooth: 7 Facts Parents Should Know"، healthychildren, Retrieved 2020-1-15. Edited.
  8. "Teething: Tips for soothing sore gums", mayoclinic, Retrieved 31-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :