علاج الثالول التناسلي

علاج الثالول التناسلي

ما هو الثالول التناسلي؟

تندرج الثآليل التناسلية ضمن الأمراض المنقولة جنسيًا بين البشر، وهي تعد أكثرها شيوعًا؛ إذ إنّ الغالبية العظمى من الأفراد النشطين جنسيًا قد يصابون بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري HPV -المسبب لظهور الثآليل- مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم، وعمومًا، تصيب الثآليل غالبًا الأنسجة الرطبة في منطقة الأعضاء التناسلية عند الرجال والنساء، ويبدو شكلها أشبه بنتوءات صغيرة الحجم ذات لون مشابه للجلد، وفي كثير من الحالات، تكون تلك الثآليل صغيرةً جدًا غير قابلة للرؤية، ويمكن للإنسان رجلًا كان أم امرأة أن يقي نفسه من خطر بعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري عبر أخذ لقاح طبي معتمد في بلدان كثيرة[١].


ما هي أعراض الإصابة بالثالول التناسلي؟

تظهر أعراض الثآليل التناسلية لدى المرأة في مناطق الفرج والمهبل وعنق الرحم وفتحة الشرج وأعلى الفخذين، وقد تظهر كذلك على مناطق الشفاه والفم، وعمومًا، تكون الثآليل التناسلية عبارة عن نتوءات لحمية صغيرة قد تظهر بمفردها أو على شكل تجمعات، ويكون ملمسها ناعمًا أو خشنًا، وفي بعض الأحيان تكون الثآليل صغيرة جدًا، وغير قابلة للرؤية بالعين المجردة، ولا تسبب أي أعراض، بيد أنها قد تترافق أحيانًا مع الحكة، والإحساس بالحرقة والألم في المنطقة عند لمسها، والمعاناة من النزيف[٢].


كيف يمكن علاج الثالول التناسلي؟

ينبغي للمرأة أن تدرك في بادئ الأمر أن علاج الثآليل التناسلية لا يؤدي إلى القضاء على الفيروس، إنمّا يستهدف الثآليل الظاهرة لديها، أما فيروس الورم الحليمي البشري فيتكفّل جهاز المناعة في الجسم بمكافحته والتخلص منه مع مرور الوقت، لذلك يهدف العلاج في المقام الأول إلى التخلص من الثآليل المرئية وإزالتها، وهنا ينبغي للمرأة إدراك أن العلاجات التي تباع دون وصفة طبية لا تكون فعالة في التخلص من الثآليل التناسلية، أمّا العلاجات الفعالة فتتضمن كلًا مما يلي[٣]:

  • العلاج بالتبريد: تكمن آلية هذا العلاج في تجميد الثآليل بالنيتروجين السائل ثم التخلص منها، بيد أنه لا يكون كافيًا في بعض الحالات، مما يستدعي اتباع علاجات آخرى.
  • كريم بتركيبة إيميكويمود: يُستخدم هذا الكريم موضعيًا على منطقة الثآليل مرة واحدة يوميًا، بمعدل 3 أيام أسبوعيًا على مدار مدة زمنية قدرها 3 أشهر، وينبغي للنساء الحوامل تجنب استخدامه خلال أشهر الحمل.
  • كريم بتركيبة بودوفيلوتوكسين: يستخدم هذا الكريم موضعيًا على منطقة الثآليل، فهو يشتهر بفعاليته الكبيرة في التخلص من الثآليل المرئية، بيد أنه غير قابل للاستخدام لدى الحوامل.
  • العلاج بالليزر: يلجأ الطبيب إلى العلاج بالليزر إذا فشلت العلاجات الأخرى في التخلص من الثآليل، فهو فعال عندما تكون أعداد الثآليل كثيرةً، وتخضع المرأة إلى هذا العلاج تحت التخدير العام في المستشفى، وقد ينطوي على بعض التأثيرات الجانبية مثل الألم والتندب[١].
  • الاستئصال الجراحي: يستخدم الطبيب في هذا العلاج أدوات جراحية خاصة للتخلص من الثالول، ويُجرى هذا الأمر تحت التخدير الموضعي أو العام، وقد تشعر المرأة بعده ببعض الألم[١].
  • الكيّ الكهربائي: يعتمد هذا العلاج على التيار الكهربائي لحرق الثآليل التناسلية، لذلك ربما يؤدي إلى بعض التأثيرات الجانبية مثل الألم والتورم[١].

لا بدّ للمرأة بعد انتهاء العلاج من تذكر أمر مهم جدًا، فالفيروس يستمر وجودُه على الجلد حتى بعد اختفاء الثالول المرئي، مما يشير إلى احتمالية ظهور الثآليل مجددًا، دون أن يعني ذلك إصابة المرأة بالعدوى مجددًا، بيد أنه في معظم الأحيان تختفي الثآليل نهائيًا، ومردّ ذلك إلى الاستجابة المناعية الطبيعية التي تقضي على الفيروس[٣].


ما هي أسباب الإصابة بالثالول التناسلي؟

ترجع معظم حالات الإصابة بالثآليل التناسلية إلى فيروس الورم الحليمي البشري؛ إذ يتراوح عدد سلالات الفيروس المؤثرة تحديدًا على المناطق التناسلية بين 30-40 سلالةً، بيد أنّ قلةً منها يسبب ظهور الثآليل، وعمومًا، ينتقل هذا الفيروس عبر الاحتكاك المباشر بين جلد الشخص السليم وشريكه المصاب، وهذا يفسر إدراجه ضمن قائمة الأمراض المنقولة جنسيًا، وليس ضروريًا أن تؤدي الإصابة بالفيروس إلى ظهور الثآليل، فقد يختفي تلقائيًا دون التسبب بأي مشكلات صحية، وتختلف سلالات الفيروس المسببة للثآليل التناسلية عن تلك المسببة للأنواع الأخرى من الثآليل، لذلك، لا ينتقل الثالول من يد الشخص المصاب إلى الأعضاء التناسلية، والعكس صحيح، وبطبيعة الحال، يتعرض كل شخص نشطٍ جنسيًا إلى خطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، بيد أن الثآليل التناسلية أكثر شيوعًا لدى[٤]:

  • الأفراد دون سن الثلاثين.
  • الأفراد المدخنون.
  • الأفراد المصابون بضعف جهاز المناعة.
  • الأطفال المولودون لأم كانت مصابة بالفيروس خلال الولادة.


هل توجد مضاعفات للإصابة بالثالول التناسلي؟

يوجد ما يزيد عن 100 نوع مختلف من فيروس الورم الحليمي البشري المسبب للثآليل التناسلية، بيد أن الجانب الإيجابي يكمن في عدم تسبب السلالات المسؤولة عن الثآليل التناسلية بحدوث السرطان؛ فالثآليل عند المرأة لن تصبح سرطانية حتى لو لم تتلقَ أي علاج طبيّ، ومع ذلك، يحتمل أحيانًا أن تصاب المرأة في الوقت عينه بعدة أنواع من هذا الفيروس، وهذا الأمر يشكل خطرًا على صحتها نظرًا لوجود 14 سلالةً من هذا الفيروس قادرةً على التسبب بالإصابة بالسرطان، مثل سرطان عنق الرحم، لذلك، عندما تصاب المرأة بالثآليل التناسلية، يقترح الطبيب عليها إجراء بعض الفحوصات والتحاليل بهدف الكشف عند الأنواع الخطيرة من الفيروس[٢].


من حياتكِ لكِ

تستطيعين عزيزتي المرأة أن تقي نفسك من الثآليل التناسلية عبر جملة من الخطوات، فعلى سبيل المثال، ينبغي لك أن تتجنبي ممارسة الجماع مع زوجك إذا كان مصابًا بهذه الثآليل أو يتعالج منها، كذلك، يجب عليك أن تأخذي اللقاح الخاص بفيروس الورم الحليمي البشري، مثل لقاح جارداسيل Gardasil الذي يعطى عادة للفتيات والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 9-26 عامًا، ويفيد أيضًا في الوقاية من سرطان عنق الرحم، ويتضمن هذا اللقاح 3 جرعات؛ تأخذين الجرعة الأولى ثم تنتظرين شهرين قبل أخذ الثانية، ثم تنتظرين 4 أشهر بعد الجرعة الثانية لتأخذي الجرعة الثالثة، وفي بعض الحالات، يمكنك عزيزتي المرأة أن تتناولي اللقاح حتى لو كنت مصابة سلفًا بالعدوى الفيروسية؛ فهو، وإن كان غير فعالٍ في شفائك من الفيروس، فإنه يقيكِ من خطر الإصابة بالسلالات الأخرى[٥].


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Genital warts", mayoclinic, Retrieved 2020-6-10. Edited.
  2. ^ أ ب "What to know about genital warts in women", medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-10. Edited.
  3. ^ أ ب "Genital warts", betterhealth, Retrieved 2020-6-10. Edited.
  4. "Genital Warts", healthline, Retrieved 2020-6-10. Edited.
  5. "Genital Warts: Prevention", clevelandclinic, Retrieved 2020-6-10. Edited.

فيديو ذو صلة :