متى يبدأ الطفل بالانتباه للأصوات؟

متى يبدأ الطفل بالانتباه للأصوات؟

تطور الحواس لدى الأطفال

يمتلك الطفل خمس حواس يمكنه من خلالها التواصل مع البيئة المحيطة، وهي السمع والبصر والشم والذوق واللمس، ويساعد تطوير هذه الحواس عند الطفل على تطوير مهاراته عامة، وتتطور بعض الحواس مع ولادة الطفل، فيستخدم الشم في بداية حياته للتعرف إلى والدته، وتتطور حاسة الذوق لديه ليميل أغلب الأطفال في بداية حياتهم إلى تفضيل النكهة الحلوة على المالحة، لهذا فحليب الأم يتميز بطعمه الحلو، وتتطور براعم التذوق لديه بعد الستة أشهر ليكون قادرًا على تفضيل نكهات أخرى، أما سمعه فيتطور في الشهر الأول بعد ولادته، ويستمر تطور حاسة البصر لديه خلال السنة الأولى من عمره، ويحتاج الطفل لتطوير حاسة اللمس لديه خلال الأشهر الأولى من حياته، ويمكنه ذلك عبر ملامسة جسد أمه أثناء الرضاعة الطبيعية أو أثناء احتضانه من أحد والديه[١].


متى يبدأ طفلكِ بالانتباه للأصوات؟

يبدأ طفلك بالتعرض للأصوات وهو جنين في رحمكِ، فهو يستمع إلى نبضات قلبكِ، بالإضافة إلى حركة جهازكِ الهضمي، كما أنه يستمع لأصوات العائلة والأصدقاء المحيطين بكِ، ولكن عند خروجه للعالم فإن الأصوات تصبح أوضح وأعلى، وفي العادة يُجرى اختبار السمع في أقرب وقت بعد ولادة طفلكِ وقبل خروجكِ من المستشفى، ويمكنكِ سؤال طبيب الأطفال الذي أشرف على فحص طفلكِ، وإذا لم يُجرَ فحص السمع لطفلكِ قبل خروجكِ من المستشفى فمن الأفضل عمل الفحص في أقرب وقت ممكن، فعند وجود مشكلة بالسمع فإنها تظهر في الفحص، وتبين الدراسات أن طفلك قادر على تمييز صوتكِ، لذلك يمكنكِ الحديث معه وملاعبته حتى لو كان في عمر صغير لا يمكنه التفاعل معكِ، بلا شك إن سماع طفلكِ الكلام سيفيده، ويميل الأطفال في سن مبكرة إلى الصوت المرتفع ويكونون أقدر على تمييزه من غيره.


كما أن طفلكِ سيلتفت إلى الموسيقى وأصوات الحياة الروتينية، فسماعه لخرخشة ألعابه أو أصوات أطفالكِ الأكبر منه سيكون جيدًا للفت انتباهه، وتحفيز حاسة السمع لديه[٢].


كيف يمكنكِ تطوير مهارات الاستماع لدى طفلكِ؟

يحتاج طفلكِ في مراحله العمرية الأولى إلى تطوير حواسه، والسمع من المهارات الأساسية التي تجعل طفلكِ قادرًا على التواصل من خلال اللغة المنطوقة، ولتطوير حاسة الاستماع عند طفلك، إليكِ هذه الأنشطة[٣]:

  • إذا كان طفلكِ حديث الولادة أو بعمر الأشهر، يمكنكِ تطوير مهارة الاستماع لديه من خلال بعض الألعاب التي تصدر أصواتًا، أو أن تجلبي ورقةً وتلفيها وتصدري الأصوات منها مع استخدام تعابير في وجهكِ تُشعِر الطفل بالصوت العالي أو المنخفض، وإذا كان طفلكِ قادرًا على إمساك لعبة بيديه، فساعديه على إصدار الأصوات منها، كل هذه الأنشطة ستساعدكِ في تطوير مهارة الاستماع عند طفلكِ الصغير.
  • إذا كان طفلكِ أكبر من 18 شهرًا، سيبدأ بالانتباه أكثر للأنشطة العادية التي تصدر أصواتًا مثل صب الماء في الكوب، ويمكنكِ مساعدته في تطوير الاستماع لديه من خلال بعض الأنشطة المناسبة لعمره، كأن تحضري علبةً فارغةً وتملئيها بالمكعبات وتعلمي طفلكِ كيفية تفريغها وتعبئتها ولفت نظره إلى الأصوات المختلفة.
  • إذا كان عمر طفلك بين 18 شهرًا وثلاث سنوات فبإمكانك تطوير مهارة الاستماع لديه عن طريق إحضار لعبة تصدر موسيقى مرتفعة أو هادئة وإخفائها في مكان ما من الغرفة، ثم جعل طفلكِ ينتبه إلى المكان الذي يصدر منه الصوت وإحضار اللعبة لكِ، هذا النشاط سيساعد طفلكِ على تنمية مهارة الاستماع والملاحظة.
  • إذا كان طفلك في مرحلة قبل المدرسة وعمره من ثلاث سنوات إلى خمسة، فبإمكانكِ تطوير مهارة الاستماع لديه من خلال قراءتكِ لقصة معينة ثم جعل الطفل يتفاعل معكِ من خلال تقليد أصوات الشخصيات في القصة أو التفاعل معها، فإذا كانت في القصة حيوانات اطلبي من طفلك تقليد صوت هذا الحيوان، أو توقفي عند كلمة معينة واجعلي طفلكِ يخبركِ بالإجراء المناسب للموقف، وهذا يساعد طفلكِ في التركيز على الكلمات وأحداث القصة كاملة.
  • يمكنكِ تطوير مهارة الاستماع عند طفلك بتعليمه التركيز على صوت محدد وتجاهل الضوضاء المحيطة به، مثل أصوات السيارات والحيوانات إذا كنتما خارج المنزل، ومن الجيد أن تنادي طفلك باسمه للفت انتباهه لحديثكِ، وإذا كان بعمر صغير فالأفضل تجنب الضوضاء الكثيرة أو استماعه لأصوات مختلفة في الوقت نفسه، فطفلك في عمر صغير يحتاج إلى الهدوء والتركيز على الصوت الذي يريد سماعه.


من حياتكِ لكِ

لا بد أنكِ أجريتِ لطفلك فحص السمع بعد وقت قصير من ولادته، فهو إجراء روتيني في المستشفى قبل خروج طفلكِ معكِ بعد الولادة، ويعد هذا الفحص مهمًّا لطفلكِ، لأن اكتشاف المشكلة مبكرًا يساعد في حلها، وتوجد اختبارات مختلفة لفحص السمع عند الأطفال تختلف باختلاف المرحلة العمرية التي يمر بها طفلكِ، وعليك الانتباه إلى عدّة مشكلات قد تسبب ضعف السمع عند طفلكِ، مثل: تراكم الصمغ في الأذن أو تصلب الأذن الوسطى، أو تلف الأعصاب القوقعية التي قد تحدث نتيجة ضربة قوية في الرأس أو التعرض لصوتٍ عالٍ جدًّا أو إجراء جراحة في الدماغ، أو تعرض طفلكِ لبعض الأمراض في الرحم مثل الحصبة الألمانية وغيرها، وقد يسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة ضعف سمع عند طفلك، وتوجد علامات تدلّ على أنّ طفلك يعاني من مشكلات بالسمع، وهي[٤]:

  • عدم الانتباه إلى الأصوات العالية أو إبداء أي رد فعل تجاهها.
  • عدم انتباه الطفل عند مناداته باسمه.
  • تحدث الطفل بصوتٍ عالٍ، وتشغيل التلفاز بصوت مرتفع ليكون قادرًا على سماعه.
  • صعوبة في تحديد اتجاه الصوت.
  • ينطق الكلمات نطقًا خاطئًا.
  • يتراجع أداؤه في المدرسة.


المراجع

  1. "FIVE SENSES", babyday, Retrieved 13-6-2020. Edited.
  2. "Your Baby's Hearing, Vision, and Other Senses: 2 Months", kidshealth, Retrieved 13-6-2020. Edited.
  3. "Developing Listening Skills in the Early Years", teachearlyyears, Retrieved 13-6-2020. Edited.
  4. "Hearing tests for children", nhs.uk, Retrieved 13-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :