أسباب ترجيع الأطفال حديثي الولادة

أسباب ترجيع الأطفال حديثي الولادة

الترجيع عند الأطفال حديثي الولادة

يُعدّ استفراغ الطفل الرّضيع حديث الولادة من وقت إلى آخر أمرًا غير مقلق، إذ إنّ للاستفراغ أسبابًا عديدة ومتنوّعة، يختلف علاجها اعتمادًا على السبب الرئيسي الذّي أحدث الاستفراغ، وتجدُر الإشارة هنا إلى ضرورة الانتباه على لون الاستفراغ للأطفال حديثي الولادة لا سيّما إذا كان بلون أحمر أو أخضر، إذ تستدعي هذه الحالات مراجعة الطبيب بأسرع وقت[١].


ما هي أسباب ترجيع الأطفال حديثي الولادة؟

يُعدّ الاستفراغ أمرًا شائعًا بين الأطفال حديثي الولادة، وقد يحدث بسبب مجموعة من الأسباب يُذكر منها ما يأتي[٢][٣]:

  • الارتجاع المِعَدي المريئي: تُعدّ مشكلة الارتجاع المِعَدي المريئي من المشاكل الشائعة بين الأطفال حديثي الولادة، فقد يتعرّض نصف الأطفال حديثي الولادة لهذه المشكلة، وهي مشكلة لا تُثير القلق لدى الآباء، ويكون الارتجاع عادةً بعد الرضاعة الطبيعيّة أو الصناعيّة عن طريق استفراغ أو بصق الطفل للحليب، ويَحدُث ذلك بسبب عدم اكتمال نمو المريء الذي ينقل الحليب من الفم إلى المعدة، وتختفي هذه المشكلة من تلقاء نفسها ومن الممكن أن تستمر لعمر 18 شهرًا، وقد يكون من الصعب أحيانًا التمييز بين الارتجاع المِعَدي المريئي والتّقيّؤ، لكن يُمكن تمييز الارتجاع عادة بأنّه يحدُث بعد تناول الحليب ويكون بكميّة قليلة، بينما التّقيّؤ يحدث بعد الرّضاعة ويكون خروجه بقوة أكبر.
  • تَضَيُّق البواب الضُّخامي: ويسمّى أيضًا تضيق البواب الطفلي، وهي حالة نادرة تحدث في الأسابيع الأولى من حياة الطفل، وتحدُث نتيجة تُضَيُّق الفُتحة ما بين المعدة والأمعاء الدّقيقة بسبب زيادة سمك عضلات هذه الفتحة، وقد يمنع هذا التَضيُّق مرور الطّعام من المعدة، ويوصَف هذا النّوع من التّقيّؤ بأنه يُقذف بشكل قوي، وهذه الحالة تحتاج إلى تدّخّل جراحي لفتح هذا التضيُّق.
  • الالتهاب المِعَدي المُعوي: بسبب عدم اكتمال الجهاز المناعي للأطفال حديثي الولادة فقد يصاب الرضيع بأي من الفيروسات الموجودة في الجو حوله، ممّا يُؤدّي إلى إصابة الرضيع بالتّقيّؤ المفاجئ الذّي يستمرّ عادةً من يوم إلى يَومَين، ويُرافِقه مجموعة من الأعراض الأخرى كالإسهال وألم في البطن.
  • العدوى الجرثوميّة البكتيرية أو الفيروسية: قد يُصاب الرّضيع باحتقان أو عدوى في الجهاز التّنفسي، وعادةً ما تُؤدّي إلى التّقيّئ أثناء السُّعال، أو عند إصابة الرّضيع بنزلات البرد ويُمكن للمخاط أن ينزل في الجزء الخلفي للحلق ليتجمّع في المعدة، فتقوم المعدة كردّ فعل عكسي نتيجة تهيّجها من المخاط بالتقيّؤه لإخراجه منها، كما أن العدوى في المسالك البوليّة أو الالتهاب الرّئوي أو السّحايا يكون أحد أعراضها الاستفراغ.
  • مشاكل في الإرضاع: تقوم بعض الأمّهات بإرضاع الطفل الرضيع بكميات كبيرة من الحليب، ممّا يؤدّي إلى استفراغه للحليب الزائد عن حاجته، ومن المشاكل نادرة الحدوث التّحسس لبروتين حليب الأم أو بروتين تركيبات حليب الرّضع الصّناعيّة.
  • البكاء المستمرّ: اذا استمر الرّضيع بالبكاء المستمر لفترة طويلة، فقد يكون الاستفراغ رد فعل عكسي، وهذا الأمر لا يثير القلق.
  • أسباب أخرى: منها ما يأتي[٤]:
  • النظام الغذائي للطفل الرضيع سائل تمامًا.
  • الولادة المبكرة للطفل.
  • استلقاء الطفل معظم الوقت.
  • التهاب المريء اليوزيني، يحدث بسبب نوع من خلايا الدم البيضاء تتراكم وتُصيب بطانة المريء.


ما هي أعراض ترجيع الأطفال حديثي الولادة؟

يمكن أن يواجه الأطفال المصابون بالارتداد المعدي المريئي غير المرَضي التقيؤ المتكرر أو رفض تناول الطعام لفترة طويلة، ولكن المشكلة ليست معقدة، كما أن الأطفال يمتازون بما يأتي[٥]:

  • عدم وجود أعراض تتعلق بالسلوك العصبي لديهم.
  • زيادة الوزن الطبيعي.
  • عدم وجود أعراض تدل على وجود مشكلة بالجهاز التنفسي.


ما هو علاج ترجيع الأطفال حديثي الولادة؟

يعتمد علاج الاستفراغ عند الرّضع على السبب الرئيسي للاستفراغ، ويُذكر من علاجات الاستفراغ ما يأتي[٣][٦]:

  • علاج الاستفراغ الناتج عن الارتجاع المعوي المريئي: يُنصح باتّباع مجموعة من الإجراءات الوقائيّة لمنع تكرار حدوثه، يُذكر منها ما يلي:
    • تجنّب إرضاع الطفل كميّات كبيرة من الحليب واستبدالها بكميات قليلة بعدد مرات اكثر.
    • مساعدة الطفل على التجشؤ عند الانتهاء من الرضاعة
    • ترك الرّضيع في وضع آمن ومستقيم لمدّة 30 دقيقة بعد الرّضاعة.
  • علاج الاستفراغ الناتج عن تَضَيُّق البواب الضُّخامي؛ ويكون عن طريق إجراء عملية جراحيّة لفتح هذا التضيّق.
  • علاج الاستفراغ الناتج عن الالتهاب المِعَدي المُعوي: عادة لا يحتاج إلى علاج دوائي، فتختفي الأعراض خلال 1-2 يوم[٢].

بالإضافة إلى ما سبق، يجب أخذ ما يأتي بعين الاعتبار:

  • لا يصرف للرّضيع أي من الأدوية المضّادة للارتجاع والاستفراغ إلّا بعد مراجعة الطّبيب المختصّ.
  • المحافظة على إعطاء السوائل للطفل لمنع حدوث الجفاف، فإذا كان الطفل يرضع طبيعيًّا فعلى الأم زيادة عدد وجبات طفلها طوال اليوم، أمّا إذا كان الطّفل يعتمد على تركيبة حليب الرُّضع، فيمكن تقديم ماء بارد ومغلي إضافي في زجاجة الرّضاعة، ولا تُضاف كمية الماء هذه على تركيبة الحليب، لأن ذلك يعني أنه لا يحصل على ما يحتاجه من التغذية[٢].
  • إعطاء الطّفل مسكّنات الألم في حالة وجود ألم مرافق للاستفراغ[٢].


كيف يُشخّص ترجيع الأطفال حديثي الولادة؟

عادةً يكون التاريخ الطبي مهمًا للتشخيص، لا سيّما إذا كانت المشكلة تُسبّب عدم الراحة للطفل عند تكرار حدوثها، كما قد يكون مُخطّط نمو الطفل وتاريخ النظام الغذائي الخاصّ به مفيدًا أيضًا في التشيخص، وبعد ذلك يجب إجراء الفحوصات اللازمة ومنها[٧]:

  • الأشعة السينية المتخصصة.
  • قياس درجة الحموضة في المعدة.
  • استخدام التنظير للجهاز الهضمي العلوي.
  • دراسة إفراغ المعدة.


متى يكون ترجيع الأطفال حديثي الولادة حالة خطيرة؟

يُعدّ استفراغ الرضيع بين الحين والآخر أمرًا لا يُحدث القلق للآباء، ولكن استمرار الاستفراغ أو وجود بعض العلامات أو الأعراض قد يكون علامة على وجود أمرٍ أكثرَ خطورة، يُذكر من هذه العلامات ما يأتي[٢][٣]:

  • الاستفراغ القويّ المتكرّر: يُعدّ الاستفراغ القويّ المتكرّر أمرًا مثيرًا للقلق لا سيما إذا كان عمر الرضيع أقل من شهرين، لأنّ الطّفل لا يأخذ احتياجاته من المغذّيات التي يحتاجها، ففي هذه الحالة قد تكون علامة على حدوث تَضَيُّق البواب الضُّخامي.
  • الاستفراغ الأخضر أو الأصفر المخضّر: وعادة ما تكون علامةً على وجود انسداد في الأمعاء.
  • الاستفراغ مع وجود دم: قد يكون هذا الدّم بكميات قليلة نتيجة ابتلاع جزء من الدم الموجود حول حلمتي الثّدي لا سيما في الأيّام الأولى من الرّضاعة وذلك بسبب حصول التهاب ونزيف من الحلمتين، أمّا في حالة وجود الدّم بكميّات كبيرة ومتكرّرة ووجوده بلون غامق كالقهوة فهنا يجب مراجعة الطّبيب على الفور.
  • وجود دم في حفّاض الطّفل: وجود الدّم قد يكون علامةً على وجود التهاب أو حساسيّة من الرّضيع لأمرِ ما.
  • وجود علامات الجّفاف: يُصاب الرّضع بالجفاف بسرعة أكبر من البالغين، فعند وجود إحدى علامات الجّفاف كالبكاء دون دموع، أو الخمول غير الاعتيادي، أو قلة تبلّل الحفّاض عن المعتاد، أو جفاف في الفم، أو التّنفّس السريع، فتجب مراجعة الطّبيب بأسرع وقت.
  • رفض الحليب: عند رفض الطفل للحليب أكثر من عدة ساعات، فهذا يزيده عُرضة للإصابة بالجفاف.
  • الاستفراغ 1-2 يوم أو أكثر: يكون دلالةً على الإصابة بالتهاب يحتاج إلى علاج.
  • ارتفاع درجة حرارة الرضيع: ارتفاع حرارة الجسم أكثر من 38 درجة مئويّة عند قياسها عن طريق فتحة الشرح للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الثلاثة شهور، أو وجود آلام في بطن الرضيع قد تكون علامة على وجود التهاب.
  • اليرقان: عند وجود اصفرار في بياض العين أو اصفرار الجلد، فهنا يجب مراجعة الطبيب على الفور لاحتمالية الإصابة باليرقان.


المراجع

  1. "Vomiting in neonates", bettersafercare,1-8-2013، Retrieved 17-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Vomiting in babies: what's normal and what's not", babycentre,1-2-2019، Retrieved 17-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Karisa Ding (24-10-2019), "Vomiting in babies"، babycenter, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  4. "Infant reflux ", mayoclinic, Retrieved 2019-12-16. Edited.
  5. "What's to know about acid reflux in infants", medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-16. Edited.
  6. "Infant Vomiting", healthychildren,21-11-2015، Retrieved 19-11-2019. Edited.
  7. "Gastroesophageal Reflux Disease (GERD) in Infants or Children", webmd, Retrieved 2019-12-17. Edited.

فيديو ذو صلة :

736 مشاهدة