محتويات
زيادة ماء الجنين
يوجد السّائل الأمنيوسي داخل الكيس الأمنيوسي، وهو كيس يتطوّر داخل الرحم يحتوي داخله على الجنين، ويُطلق على هذا الكيس في بعض الأحيان اسم الأغشية الجنينيّة؛ لأنّ الكيس مصنوع من أغشية تُسمّى السلى والمَشيماء، ويمتلئ هذا الكيس بسائل شفّاف يُسمّى السائل الأمنيوسي الذي يطفو فيه الجنين ويتحرّك، إذ يساعد السائل الأمنيوسي على حماية الطفل من الصدمات والإصابات ويحافظ على ثبات درجة الحرارة حول الطفل، كما أنّه يساعد على نمو رئتيّ الطفل وتطوّر الجهاز الهضمي والجهاز العضلي الهيكلي، ويبدأ الكيس الأمنيوسي بالامتلاء بالسائل الأمنيوسي في غضون أيّام من حدوث الحمل[١].
تُسمّى زيادة ماء الجنين بالاستسقاء الجنيني، وتعني زيادة السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين في الرحم، ويمكن للزيادة في حجم هذا السائل أن تزيد من خطر حدوث المضاعفات أثناء الحمل والولادة، لذا يُراقب الأطباء عادةً مستويات السائل الأمنيوسي بانتظام حتى موعد الولادة، وتزداد كميّة السائل الأمنيوسي مع التقدّم في الحمل طبيعيًّا لتصل إلى ما يقارب لترًا في الأسبوع 36 من الحمل، وبعد ذلك تبدأ كمية السائل الأمنيوسي بالانخفاض تدريجيًّا[٢].
تنتج كلى الجنين السائل الأمنيوسي الذي يتدفّق إلى الرحم من خلال تبوّل الجنين، ثمّ يبتلع الجنين السائل ويعيد امتصاصه من خلال التنفّس، ممّا يُساعد على موازنة كميّة السائل الأمنيوسي في الرحم، إذ تساعد هذه العملية في المحافظة على التوازن الديناميكي بين إنتاج السائل الأمنيوسي وامتصاصه، وعندما يحدث أيّ خلل في هذه العملية يمكن أن يسبب حدوث المضاعفات للأم والجنين[٢].
ما هي أسباب زيادة ماء الجنين؟
في كثير من الحالات يكون سبب زيادة الماء حول الجنين غير معروف، ومن المحتمل أن تكون زيادة الماء حول الجنين قليلة وناتجة فقط عن التراكم التدريجي للسائل الأمنيوسي على مدار فترة الحمل، والحالات الآتية يمكن أن تسبب زيادة في الماء حول الجنين[٢][٣]:
- إصابة الأم بمرض السّكري أثناء الحمل أو قبل الحمل ممّا يؤدّي إلى زيادة كميّة البول لدى الطفل، وهذا يزيد الماء حول الجنين.
- الحمل بتوأم، والذي يستدعي وجودهما في مشيمة واحدة وزيادة الماء حولهما.
- وجود عيب خلقي، ففي بعض الأحيان تكون زيادة الماء حول الجنين من الآثار الجانبية لعيب خلقي يُضعِف قدرة الطفل على البلع، إذ إنّه أثناء تواجد الأطفال داخل الرحم يبتلعون السائل الأمنيوسي ثم يتبوّلونه كما ذكرنا سابقًا، مع الحفاظ على كمية السائل الأمنيوسي عند مستوًى ثابت، وإذا كان الطفل لا يستطيع البلع بسبب عيب خلقي، فإنّ السائل الأمنيوسي يتراكم.
- وجود مشكلة في معدل ضربات قلب الطفل، وهذا يتضمّن عدم انتظام ضربات القلب أو قلة نبضات القلب بسبب وجود كمية كبيرة من السائل الأمنيوسي.
- أنواع الدم غير المتطابقة بين الأم والجنين.
- الجنين ينتج كمية كبيرة من البول.
- تطوّر غير طبيعي في المخ والحبل الشوكي.
- إصابة الجنين بإحدى أنواع العدوى.
- فقر الدم أو نقص خلايا الدم الحمراء لدى الجنين.
ما هي أعراض زيادة ماء الجنين؟
تنجم أعراض الاستسقاء الجنيني عن الضّغط الذي يحدث داخل الرحم، وعن الضّغط الذي يُسبّبه الرحم على الأعضاء المجاورة له، وعادةً ما يُسبّب الاستسقاء الجنيني أعراضًا خفيّة أو قليلة، ويمكن أن تتضمّن هذه الأعراض على ما يأتي[٣]:
- ضيق التنفس أو عدم القدرة على التنفّس.
- تورّم في الأطراف السفليّة وفي جدار البطن.
- الشعور بالانزعاج في الرحم أو حدوث انقباضات في الرحم.
- تغيّر وضعيّة الجنين، مثل اتخاذ الجنين وضعية المقعد.
يمكن أن يشتبه الطبيب بحدوث الاستسقاء الجنيني إذا تضخّم الرحم تضخّمًا مفرطًا، أو إذا وجدت الحامل مشكلةً في الشّعور بالجنين.
ما هي مضاعفات زيادة ماء الجنين؟
تتضمّن مضاعفات محتملة للأم ومضاعفات محتملة للجنين، وهي كما يأتي[٢]:
المضاعفات المحتملة للمرأة الحامل:
- انقباضات تؤدّي إلى الولادة المبكرة.
- فصل المشيمة المبكّر عن جدار الرحم.
- نزول الماء في وقت مبكّر جدًّا.
- صعوبة في التنفّس.
- الاسترخاء المفرط وعدم توتّر عضلات الرحم بعد الولادة.
- النزيف غير المنضبط بعد الولادة.
المضاعفات المحتملة للجنين:
- التشوّهات الخلقيّة.
- الحجم غير طبيعي للجنين ممّا يؤدّي إلى صعوبات في الولادة.
- نقص إمداد الجنين بالأكسجين بسبب هبوط في الحبل السُرّي.
- الموت في الحالات الشديدة.
ما هو علاج زيادة ماء الجنين؟
نادرًا ما تُوجد حاجة لعلاج الحالات الطفيفة من الاستسقاء الجنيني، إذ يمكن أن تختفي هذه الحالة من تلقاء نفسها، وحتى في الحالات التي تسبب عدم الراحة للحامل يمكن التعامل معها دون تدخل طبي، وفي حالات أخرى يمكن أن يساعد علاج الحالة الكامنة مثل علاج سكري الحمل على حل مشكلة الاستسقاء الجنيني، ولكن إذا كانت الحامل تعاني من خطر الولادة المبكرة أو ضيق التنفس أو ألم البطن فقد تحتاج إلى العلاج، وربما تحتاج إلى العلاج في المستشفى، ويمكن أن تشمل طرق علاج الاستسقاء الجنيني على ما يأتي[٣]:
- تصريف السائل الأمنيوسي الزائد: يمكن أن يلجأ الطبيب إلى بزل السلى لتصريف السائل الأمنيوسي الزائد من الرحم، ولكن يحمل هذا الإجراء نسبة بسيطة من خطر تطور المضاعفات، بما في ذلك المخاض المبكر وانفصال المشيمة، وتمزق الأغشية الجنينية المبكر.
- الأدوية: يمكن أن يصف الطبيب الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، مثل الإندوميثاسين للمساعدة على تقليل إنتاج بول الجنين والسائل الأمنيوسي، ولكن لا يُنصح باستخدام الإندوميثاسين بعد الأسبوع 31 من الحمل، ونظرًا إلى أن هذا الدواء يزيد من خطر حدوث مشكلات في قلب الجنين فقد تُوجد حاجة لمراقبة قلب الجنين بواسطة مخطط صدى القلب الجنيني، والفحص بالموجات فوق الصوتية، ويمكن أن تتضمّن الآثار الجانبية لهذا الدواء على الغثيان والقيء وارتداد الأحماض والتهاب المعدة، وبعد العلاج قد يستمرّ الطبيب في مراقبة كميّة السائل الأمنيوسي كلّ أسبوع أو ثلاثة أسابيع تقريبًا.
إذا كانت المراة تعاني من الاستسقاء الجنيني الخفيف أو المعتدل فمن المحتمل أن تكون قادرة على إتمام مدة الحمل الطبيعية، أو يمكن أن تحدث الولادة خلال الفترة بين الأسبوع 39 و40 أسبوعًا من الحمل، أمّا إذا كان الاستسقاء الجنيني شديدًا فقد يُحدّد الطبيب توقيتًا مناسبًا للولادة لتجنّب المضاعفات للأم والطفل[٣].
كيف يعرف الطبيب زيادة ماء الجنين؟
إذا كان الطبيب يشكّ في تطوير الحامل للاستسقاء الجنيني بناءً على الأعراض أو الفحص بالموجات الفوق صوتية، فسيلجأ لإجراء فحوصات أكثر دقّة بالموجات فوق الصوتية لتقدير كميّة السائل الأمنيوسي داخل الرحم، ويمكن أن يتضمّن تشخيص الاستسقاء الجنيني على الفحوصات الآتية أيضًا[٤]:
- فحص تحمّل الجلوكوز لمرض سكّري الحمل.
- بزل السلى، لأخذ عيّنات من السائل الأمنيوسي للكشف عن وجود التشوّهات الوراثيّة لدى الطفل.
- فحص عدم الإجهاد للتحقّق من وجود خلل في معدّل ضربات قلب الطفل.
- التخطيط فوق الصوتي، وهو فحص أقوى بالموجات الفوق صوتيّة لرؤية نظام الدّورة الدّموية للطفل.
المراجع
- ↑ "What is the amniotic sac?", nhs, Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Joana Cavaco Silva, "What are the risks of having too much amniotic fluid?"، medicalnewstoday, Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Polyhydramnios", mayoclinic, Retrieved 2019-11-28. Edited.
- ↑ "Polyhydramnios: High Amniotic Fluid During Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 28-12-2019. Edited.