محتويات
ضعف بطانة الرحم
تعد بطانة الرحم من الأعضاء القليلة في جسم الإنسان التي يتغيّر حجمها في كل شهر على مدار سنوات الإخصاب عند المرأة، ففي كل شهر كجزء من الدورة الشهرية يُحضّر الجسم بطانة الرحم لاحتضان جنين بعد تخصيب البويضة فيزيد سُمك بطانة الرحم، أما إذا لم تُخصّب البويضة فينقص سُمك البطانة، والمسؤول عن هذه العملية هما هرمونا الإستروجين والبروجيستيرون، اللذان يُحفزان بطانة الرحم لزيادة نمو الخلايا أو انسلاخها ليبدأ نزيف الدورة الشهرية إذا لم يحدث حمل.
يتغير سُمك بطانة الرحم خلال حياة المرأة، ففي عمر الطفولة يكون سمكها مختلفًا عن فترة النضوج ومختلفًا أيضًا عن مرحلة انقطاع الدورة الشهرية، كما يختلف سُمك بطانة الرحم الطبيعي شهريًّا تِبعًا لمستوى الهرمونات التي يفرزها الجسم قبل الدورة الشهرية وأثناءها؛ فيكون أقل سُمك لبطانة الرحم أثناء فترة الدورة الشهرية، إذ يقدر سُمكها بين 2-4 ميلليمترات، أمّا بعد الانتهاء من الدورة الشهرية وقبل الإباضة فيزداد سُمك بطانة الرحم تدريجيًّا ويصل سُمكها إلى 5-7 ميلليمترات، أمّا عند وقت الإباضة، أي بعد مرور 14 يومًا من الدورة الشهرية، ففي هذه المرحلة يكون سُمك بطانة الرحم 11 ميلليمترًا، وقد يصل السُمك أعلى مستوياته وهي 16 ميلليمترًا، كما تجب الإشارة إلى أن سُمك بطانة الرحم مهم في الحمل إذ يربط الأطباء الخبراء بين فرص الحمل الناجحة وسمك البطانة الطبيعي إذ لا تكون رقيقة جدًّا أو سميكة جدًّا؛ لأن ذلك يسهل عملية انغراس الجنين وحصوله على التغذية التي يحتاجها لذلك يزداد سمك بطانة الرحم مع تقدم الحمل.
ومن أكثر الطرق استخدامًا لقياس سمك بطانة الرحم هو جهاز الموجات فوق الصوتية، ويلجأ الأطباء لاستخدامه في حالة وجود نزيف مهبلي غير طبيعيّ عند المرأة، أما عند وجود مشكلات صحيّة تمنع استخدام جهاز الموجات فوق الصوتيّة فيلجأ الأطباء لاستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي[١].
أسباب ضعف بطانة الرحم
توجد عدة أسباب رئيسية لضعف سمك بطانة الرحم، وأهمها[٢]:
- انخفاض مستوى هرمون الإستروجين، وهو هرمون ضروري لسماكة بطانة الرحم، والمرأة التي تكون لديها بطانة الرحم رقيقة قد يكون لديها مستوًى منخفض من هرمون الإستروجين، وفي هذه الحالة يُصرف دواء يحتوي على هرمون الإستروجين وتُراقب المرأة واستجابتها للدواء، فإذا لم يزد سمك بطانة الرحم ، فقد يشير ذلك إلى أن كمية الدم غير كافية أو يشير إلى بعض الأضرار التي لحقت بأنسجة جدار الرحم.
- كمية الدم المتدفق للرحم غير كافية، إن قلة ترويّة الرحم بالدم وعدم تزويده بالأكسجين بكميات كافية قد يؤثر على سمك بطانة الرحم، وتوجد عدة أسباب لقلة كمية الدم المتدفق للرحم ومنها وجود الرحم بوضعية مائلة للخلف أو قلة النشاط البدني وكثرة الخمول والكسل الذي يؤدي الى تقلص في بطانة الرحم، كما أن وجود أورام ليفيّة أو حميدة قد يقلل تدفق الدم للرحم.
- ضعف في صحة أنسجة الرحم، وإنّ أي نوع من أنواع العدوى البكتيرية مثل بكتيريا السُل التي تصيب بطانة الرحم، والأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي وأمراض التهاب الحوض يمكن أن تسبب التهابات في الرحم مما يؤدي إلى ظهور ندب في بطانة الرحم.
- متلازمة آشرمان، تظهر هذه المتلازمة كمضاعفات بعد إجراء عملية التمدد والكشط لعنق الرحم، إذ تُزال أنسجة وظيفية من الرحم مما يعيق نمو بطانة الرحم الجديدة فيبقى سمكها رقيقًا ويصعب علاجها.
- تناول حبوب منع الحمل، إن تناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة قد يجعل بطانة الرحم رقيقة وغير فعّالة أي لا تستطيع أداء وظائفها الحيوية؛ وذلك لأن حبوب منع الحمل مكونة من هرموني الإستروجين والبروجيستيرون، فتسبب الجرعات الزائدة تغيرات في الهرمونات مما يؤثر على بطانة الرحم.
- تناول أدوية لتحسين الإباضة، مثل الكلوميد الذي يُصرف لتحفيز الإباضة، ويكون الاستخدام المفرط من هذا الدواء سببًا في توقف توصيل الإستروجين لبطانة الرحم مما يعيق نموها فتبقى رقيقة.
علاج ضعف بطانة الرحم
من العلاجات التي تساعد على تقوية بطانة الرحم وزيادة سمكها، ما يأتي[٣]:
- علاجات طبيعية، توجد العديد من الأعشاب والمكملات الغذائية التي تزيد من هرمون الإستروجين وبالتالي تساعد على نمو بطانة الرحم، ومن تلك الأعشاب الهليون، وعسل الملكات، وحشيشة الملاك الصينية والنفل الأحمر.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، عند ممارسة تمارين رياضية يوميًّا، يزداد تدفق الدم إلى الرحم إذ يبقى قويًّا وتزداد ترويته في الدم.
- المساج الخاص لزيادة الإخصاب، إذ إنّ إجراء مساج الإخصاب يُحسن من الدورة الدموية للعديد من أعضاء الجسم ويقوي عضلات الرحم.
- زيت الخروع، يعد زيت الخروع من العلاجات الفعالة لإزالة السموم من الجسم كما يضمن وصول الدم للرحم وبقاء مستوى طبيعي لهرمون الإستروجين وله أيضًا فوائد في زيادة سُمك بطانة الرحم.
- العلاج بالكي والوخز بالإبر، إن الوخز بالإبر يُخفف من مستويات التوتر والطاقات السلبية التي تتراكم في جسم الإنسان؛ وذلك لأن التوتر والجهد المستمر يؤدي إلى انكماش بطانة الرحم وبالتالي من الضروري تخفيف مستويات التوتر، أما الكي فيكون من خلال حرق أوراق نبات الشيح المجفف واستخدامه مع إبر الوخز لمعالجة الأنسجة التالفة وإزالة الندب.
- تنظير الرحم، إن إجراء تنظير للرحم يساعد الطبيب في تقييم ظروف بطانة الرحم عن قرب ويُمكن أيضًا إزالة التصاقات بطانة الرحم إن وجدت.
- عامل تحفيز مستعمرات الخلايا المحببّة، أو ما يُعرف ب (GCSF) الذي يساعد على زيادة سُمك بطانة الرحم والتي تعالج مشكلة الإخصاب المرتبطة بضعف بطانة الرحم.
- الخلايا الجذعية، من العلاجات الحديثة استخدام الخلايا الجذعية إذ إن بطانة الرحم تنمو من الخلايا الجذعية في قاعدة الرحم ويُمكن تحفيز هذه الخلايا لإنتاج بطانة رحميّة أكثر صحةً وسُمكًا[٤].
- تناول أغذية معينة، يعد الاهتمام بنوعيّة الطعام أمرًا مهمًّا، إذ ينصح الأطباء بتناول الأطعمة الغنيّة بالألياف والتقليل من السكريات للمحافظة على مستويات الإنسولين وهرمون الكورتيزول اللذين يؤثران على الهرمونات الأخرى بطريقة غير مباشرة[٥].
- المكملات الغذائية، مثل مرافق الإنزيم Q10 الذي ينصح به للرجال والنساء إذ يعد مضادًّا قويًّا للتأكسد ويقلل من ضرر التوتر على الأنسجة[٥].
أعراض ضعف بطانة الرحم
من أشهر الأعراض التي تصاحب ضعف بطانة الرحم ما يلي[٣]:
- صعوبة حدوث الحمل أو الحفاظ على الحمل طوال فترة الأشهر التسعة؛ وذلك بسبب ضعف بطانة الرحم التي تمثل مركز نمو الجنين وثباته خلال أشهر الحمل.
- الدورة الشهرية غير المنتظمة أو غير الطبيعية.
- الآلام المصاحبة للدورة الشهرية.
- قلة دم الدورة الشهرية.
وتجدر الإشارة إلى عدم ظهور أعراض في كثير من الأحيان ولكن يُمكن كشفها من خلال الموجات فوق الصوتية[٢].
المراجع
- ↑ "What to know about endometrial thickness", medicalnewstoday, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Thin Endometrium", Medicoverfertility, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Thin Endometrium : Causes, Symptoms and Treatment", indiraivf Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ↑ "Thin uterine lining", IVF1, Retrieved 23-12-2019. Edited.
- ^ أ ب Spence Pentland, "How to Improve a Thin Uterine Lining to Increase Fertility"، Yinstill, Retrieved 23-12-2019. Edited.