ارتفاع ضغط الدم الرئوي

ارتفاع ضغط الدم الرئوي

ماذا نعني بارتفاع ضغط الدم الرئوي؟

يُعرف ارتفاع ضغط الدم الرئوي بأنه من أنواع ارتفاع الضغط عند الإنسان، ويؤثر هذا النوع على الشرايين في الرئتين والجانب الأيمن من القلب؛ ففي أحد الأنواع المعروفة لهذا المرض وهو فرط ضغط الشريان الرئوي، تتعرض الأوعية الدموية في الرئتين إلى التضيق أو الانسداد أو التلف، وهذا الضرر الحاصل يعيق تدفق الدّم عبر الرئتين، فيرتفع الضغط في الشرايين، مما يؤدي إلى بذل القلب جهدًا مضاعفًا لضخ الدم عبر الرئتين، وهذا الأمر يُضعف عضلة القلب ويُسبب فشلها، وفي بعض الحالات يزداد ارتفاع ضغط الدم الرئوي سوءًا ببطء، ويحتمل أن يشكل خطرًا على حياة الشخص نظرًا لمضاعفاته الشديدة التي تشمل كلًا من الجلطات الدموية، ونزيف الدم في الرئة وتضخم الجانب الأيمن من القلب وفشل القلب[١].


ما هي أسباب ارتفاع ضغط الدم الرئوي؟

تختلف الأسباب الكامنة وراء ارتفاع ضغط الدم الرئوي تبعًا لنوعه، وهي كالآتي[٢]:

  • ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي: يصاب الإنسان بهذا النوع من ارتفاع الضغط الرئوي جرّاء التغيّرات الحاصلة في الفروع الصغيرة للشرايين الرئوية، إذ تتصلب وتضيق مؤديةً إلى إعاقة تدفق الدم وارتفاع ضغطه، وعمومًا يرتبط ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي بمجموعة من الأمراض، مثل:
    • أمراض النسيج الضام مثل تصلب الجلد.
    • مُشكلات القلب الخلقية مثل ثقب القلب.
    • فرط ضغط الدم البابي الذي يحدث داخل الكبد، مما يؤدي إلى تورم الأوردة.
    • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
    • اضطرابات الغدة الدرقية.
    • فقر الدّم المنجلي.
    • اضطرابات تخزين الجلايكوجين.
  • ارتفاع ضغط الدم الرئوي المرتبط بأمراض الجانب الأيسر للقلب: تؤدي الأمراض والمشكلات في الجانب الأيسر من القلب إلى بذل الجانب الأيمن جهدًا أكبرَ لضخ الدّم عبر الرئتين، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية، وتتضمن أبرز الأمراض الشائعة المرتبطة بهذه الحالة كلًا من مشكلات الصمام التاجي، ومشكلات البطين الأيسر وأمراض الصّمام الأبهري.
  • ارتفاع الضغط الرئوي المرتبط بأمراض الرئة: يرتبط ارتفاع الضغط الرئوي أحيانًا بأمراض الرئة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، وداء الرئة الخلالي، وانقطاع النفس الانسدادي النومي، كذلك يؤدي انخفاض مستويات الأكسجين في الدّم إلى تضيق الشرايين الرئوية، مما يُسبب ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم الرئوي المستمر عند الرّضع: يعاني الرّضع في بعض الحالات النادرة من ارتفاع الضغط داخل الأوعية الدموية، مما يُشير إلى عجز القلب عن ضخ كمية كافية من الدم المؤكسج عبر أرجاء الجسم.


ما أعراض ارتفاع ضغط الدم الرئوي؟

لا يعاني الإنسان عادةً من أعراض ارتفاع الضغط الرئوي إلّا بعد تطور المرض إلى مرحلة متقدمة، بيد أن العارض الأول الذي يصيب الشخص هو ضيق التنفس أثناء ممارسة الأنشطة اليومية مثل صعود الدرج، وقد يترافق هذا الأمر أحيانًا مع الإحساس بالإعياء والدوار والإغماء، وقد تحدث كذلك أعراض أخرى مثل تورم الكاحلين أو البطن أو الساقين، وازرقاق الشفتين والجلد، والإحساس بآلام في الصدر، وتتفاوت شدّة الأعراض السابقة بين مريض وآخر، وليس ضروريًا أن يعاني المريض منها جميعًا، وفي المراحل المتقدمة من المرض، تظهر مجموعة أخرى من الأعراض مثل[٣]:

  • عدم انتظام دقات القلب (الإحساس بخفقان القلب).
  • الإغماء.
  • ضيق التنفس تدريجيًا في أثناء ممارسة الرياضة أو الأنشطة البدنية.
  • صعوبة التنفس أثناء الراحة أو الاسترخاء.


عوامل ترفع من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي

يزداد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي نتيجة التقدم في العمر؛ إذ تُشخص معظم حالات المرض عند الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا، وعمومًا تتضمن عوامل الخطر الرئيسة للإصابة بهذا المرض كلًا مما يأتي[١]:

  • وجود تاريخ عائلي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي.
  • زيادة الوزن.
  • اضطرابات تجلط الدم.
  • الحياة في المناطق المرتفعة.
  • تناول بعض الأدوية المستخدمة لإنقاص الوزن.
  • الاضطرابات الوراثية، مثل أمراض القلب الخلقية.
  • تعاطي المخدرات، مثل الكوكايين.


ما علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي؟

ينطوي علاج ارتفاع الضغط الرئوي على علاج السبب الكامن وراءه، وعمومًا تتضمن قائمة الأدوية المستخدمة لعلاج هذا المرض كلًا مما يأتي[١][٤]:

  • مدرّات البول: تفيد مدرات البول في علاج احتباس السوائل الذي يحدث غالبًا عند الإصابة بارتفاع الضغط الرئوي؛ فهذه الأدوية مفيدة في تحسين أعراض ضيق التنفس والوذمة شريطة استخدامها وفقًا لتوصيات الطبيب؛ فالتخلص من كميات كبيرة من السوائل قد يؤدي أحيانًا إلى تفاقم وظيفة القلب.
  • الأكسجين: يكون علاج الأكسجين أمرًا ضروريًا للأفراد المصابين بارتفاع الضغط الرئوي ونقص الأكسجة، ففي حالات كهذه يؤدي إعطاء الأكسجين للمريض إلى انخفاض ضغط الدم الشرياني الرئوي، وعمومًا يستحسن بالأفراد المصابين بهذا المرض أن يجروا فحوصات للتأكد من مستويات الأكسجين في الدم لديهم.
  • مضادات التخثر: يوصي الأطباء باستخدام الأدوية المضادة للتخثر عند مرضى ارتفاع الضغط الرئوي نظرًا لأنهم قد يعانون من بطء تدفق الدم عبر الرئتين، وهذا الأمر بدوره يسبب أحيانًا تشكل الجلطات في الأوعية الدموية في الرئتين.
  • الديجوكسين: يفيد دواء الديجوكسين في تحسين وظيفة القلب عند بعض المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم الرئوي.


من حياتكِ لكِ

يؤثر مرض ارتفاع الضغط الرئوي على المرأة خلال الحمل، لذلك يُستحسن عزيزتي المرأة أن تتجنبي الحمل إذا كنت مصابةً بارتفاع ضغط الدم، فهذا المرض قد يزيد أعداد الوفيات بين الأمهات الحوامل، كذلك يُشير الأطباء إلى ضرورة تجنب تناول أدوية منع الحمل المحتوية على الإستروجين، فهذا الأمر قد يزيد خطر تحرّك الجلطات الدموية الوريدية، ويعرضك إلى خطر الإصابة بالانصمام الرئوي[٥]، ومع ذلك يمكنك وقاية نفسك من الإصابة بهذا المرض عبر اتباع الخطوات الآتية[٣]:

  • حافظي على وزن الجسم عند حدوده المثالية؛ فكلّما زاد الوزن بذل القلب جهدًا أكبر لضخ الدم.
  • تناولي الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم (مثل الفواكه المجففة والموز والبرتقال)، والمغنيسيوم (مثل الفول السوداني والتوفو والبروكلي) والفيتامنيات المختلفة.
  • خفضي عدد السعرات الحرارية التي تستهلكينها يوميًا.
  • خفضي كمية الأطعمة المحتوية على السكريات المضافة أو الدهون المشبعة.
  • تناولي الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية مثل الفواكه والخضروات.
  • خفضي كمية الصوديوم في الطعام.
  • أنقصي الوزن الزائد.
  • امتنعي عن التدخين أو شرب المشروبات الكحولية.
  • مارسي تمارين المشي، وقللي من تمارين الضغط أو رفع الأوزان.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Pulmonary hypertension", mayoclinic, Retrieved 2020-6-11. Edited.
  2. "Causes -Pulmonary hypertension", nhs, Retrieved 2020-6-11. Edited.
  3. ^ أ ب "Pulmonary Hypertension (PH)", clevelandclinic, Retrieved 2020-6-11. Edited.
  4. "Treatments for Pulmonary Hypertension", verywellhealth, Retrieved 2020-6-11. Edited.
  5. "Statement on Pregnancy in Pulmonary Hypertension", acc, Retrieved 2020-6-11. Edited.

فيديو ذو صلة :

425 مشاهدة