محتويات
الإفرازات المهبلية
إن خروج الإفرازات المهبلية لدى معظم النساء أمر طبيعي؛ لدورها في تنظيف المهبل وإبقائه رطبًا، ولا تعدّ الإفرازات المهبلية بالأمر الخطير تشكله في معظم الأحيان ما لم يطرأ أي تغيير على رائحة الإفرازات، أو صدور رائحة كريهة لها، ودون تغير قوامها، وتظهر طبيعيًا شفافة اللون أو بيضاء، وبقوام لزج أو سميك، وتحمي الإفرازات المهبلية المهبل من إصابته بالعدوى، لكن قد تحدث تغيرات عدّة في خصائص الإفرازات المهبلية مثل صدور رائحة كريهة لها، أو تغير في قوامها، أو في لونها تعطي علامةً واضحةً على وجود عدوى مهبلية تعاني منها المرأة أو الفتاة، وتختلف كميّة الإفرازات المهبلية من فترة لأخرى؛ إذ تصبح عادةً أكثر رطوبةً وانزلاقًا عدة أيام قبل الدورة الشهرية، وتزداد كميتها في حال استخدام حبوب منع الحمل، أو ممارسة الجنس، أو حتى خلال فترة الحمل[١].
أسباب الإفرازات المهبلية لدى البنات
يتخلص جسم الفتاة من السوائل والخلايا الموجودة في داخل الجهاز التناسلي للمرأة عبر إفرازه خارجًا عبر المهبل؛ إذ إنها من الأمور المتوقع حدوثها باستمرار بعد دخول الفتاة مرحلة الحيض، وتبدأ قبل حدوث الدورة الشهرية الأولى للفتاة عند مرحلة البلوغ بعدة أشهر، وقد تصل هذه الفترة إلى ستة أشهر قبل حدوث الدورة الشهرية الأولى، وتحدث نتيجة التغيرات الهرمونية التي يمر بها جسم الفتاة في تلك المرحلة، ويختلف قدر الإفرازات المهبلية من امرأة لأخرى، مع احتمالية اختلافها في المظهر واستمرارية ظهورها تبعًا لمتغيرات عدة تؤثر فيها مثل احتمالية حدوث العدوى، أو دورة الحيض، أو حدوث الحمل، وعادةً ما تتناقص بعد مرور المرأة بمرحلة انقطاع الطمث، وتتكون الإفرازات المهبلية من سوائل يفرزها كل من المهبل، والرحم، وعنق الرحم، وتزداد هذه الإفرازات في سماكتها عند إطلاق بويضة من المبايض الخاصة بالأنثى، فيما يُعرَف بمرحلة الإباضة[٢].
ويعدّ سبب الإفرازات المهبلية في الأصل هو حماية المهبل وتنظيفه من الداخل، وتجدر الإشارة إلى اختلاف طبيعة الإفرازات المهبلية طبيعيًا باختلاف مرحلة الدورة الشهرية[٣]، ولكن قد يعكس زيادة الإفرازات المهبلية وجود مشكلة نتيجة أسباب عدة أخرى نذكر منها ما يلي[٤]:
- سرطان عنق الرّحم.
- استخدام أدوية المضادات الحيوية، أو الستيرويدات.
- مرض السّكري.
- مرض التهاب الحوض.
- عدوى في الحوض بعد إجراء عملية جراحية.
- التهاب المهبل، أو تهيج المهبل أو المنطقة المحيطة به.
- ضمور المهبل، وهي حالة تتسم بترقق جدار المهبل وجفافه أثناء المرور بمرحلة انقطاع الطمث.
- استخدام الصابون المعطر، أو المستحضرات العطرية، أو الغسول المهبلي.
- العدوى، فمن الممكن أن تتسبب أنواع مختلفة من العدوى بزيادة الإفرازات المهبلية، ونذكر منها ما يلي[٣]:
- داء المشعرات: عادةً ما تنتشر عدوى داء المشعرات عن طريق الاتصال الجنسي، وتتسبب بهذه العدوى إحدى الكائنات الطفيلية، ومن الأعراض الشائعة لحدوثها: الشعور بالألم والالتهاب المهبلي والحكة، وينتج عنها تغير في لون الإفرازات المهبلية ليصبح لونها أخضرًا أو أصفرًا مع مرافقتها لرائحة كريهة، وقد تنتقل عن طريق تبادل منشفة الاستحمام أو مشاركة الملابس الخاصة بعد الاستحمام، وقد يعاني البعض من أعراض هذه العدوى بينما قد لا تظهر أي من أعراضها لدى البعض الآخر.
- التهاب المهبل البكتيري: هي عدوى بكتيرية شائعة الحدوث، إذ تتسبب بتشكّل رائحة كريهة وقوية للإفرازات المهبلية أقرب لرائحة السمك، وقد لا تظهر في بعض الحالات لدى العديد من النساء أي من الأعراض الناتجة عن هذا النوع من العدوى.
- عدوى فطرية: من الطبيعي وجود نوع من الفطريات عند منطقة المهبل، لكن قد يزداد نشاط ونمو هذه الفطريات نتيجة عدة عوامل مثل استخدام حبوب منع الحمل، أو وجود مرض السكري، أو خلال فترة الحمل، أو الشعور بالقلق، أو تناول المضادات الحيوية لفترة طويلة تتعدى العشرة أيام، وعادةً ما تنتج هذه العدوى الفطرية إفرازات مهبلية بيضاء اللون مع احتمالية الشعور بالحكة، والحرقة في منطقة المهبل.
الوقاية من اضطرابات الإفرازات المهبلية
لا تعدّ الإفرازات المهبلية الطبيعية أمرًا يمكن الوقاية منه، ولا يستلزم الأمر ذلك منذ البداية، لكن يُمكن الوقاية من الإصابة بالإفرازات المهبلية غير الطبيعية في بعض من الحالات عن طريق اتباع عدة خطوات بسيطة من شأنها تجنب هذه المشكلة في حال التأثير على معدّل تشكل هذه الإفرازات؛ إذ من الممكن استخدام الفوط القطنية، أو الصابون المنظف لهذه المنطقة، أو غيرها من المنتجات الخالية من العطور لما للروائح العطرية من دور في تعطيل توازن البكتيريا النافعة داخل المهبل؛ مما يزيد من خطورة الإصابة بالعدوى، كما يمكن استخدام الملابس الداخلية القطنية التي تقلِّل من احتمالية حدوث عدوى فطرية عن طريق امتصاصها للرطوبة، ويُنصَح بتجنب استخدام الغسول المهبلي الداخلي لما له من أثر سلبي في تدمير البكتيريا النافعة الموجودة في منطقة المهبل والمسؤولة عن حمايته من الإصابة بالعدوى[٥]، وفي الحقيقة يُنصَح بتناول اللبن الغنيّ بالبكتيريا النافعة أثناء تناول المضادات الحيوية المُستخدَمة لعلاج العديد من أنواع العدوى البكتيرية، وذلك للتقليل من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية[٣].
علاج اضطرابات الإفرازات المهبلية
تُعالَج مشكلة الإفرازات المهبلية غير الطبيعية تبعًا للسبب الرئيسي الذي أدى لحدوث هذه المشكلة؛ إذ يحتاج الطبيب عند مراجعة المرأة له إلى إجراء عدة فحوصات من شأنها تحديد السبب لتلك المشكلة، ومنها اختبار درجة الحموضة، والفحوصات الجسدية، فضلًا عن أخذ عينات وتفحصها تحت المجهر، مع احتمالية القيام بمسحة عنق الرحم كذلك، ومن المُحتَمل أن تتشكل لدى المرأة أكثر من نوع عدوى في المرة الواحدة؛ فإن تبين أن المرأة تعاني من عدوى فطرية مثلًا يصف الطبيب لها دواءً مضادًا فطريًا يعالج حالة العدوى التي لديها سواء أكانت كريمات موضعية الاستخدام أو أقراص فموية، وتحتاج أنواع العدوى المنتقلة جنسيًا إلى مضادات حيوية لعلاجها، وقد تتطلب بعض الاضطرابات مثل التهاب المهبل البكتيري أو داء المشعرات استخدام مضاد حيوي من أجل القضاء على الالتهاب الموجود[٢].
المراجع
- ↑ "Vaginal discharge", nhs,17-1-2018، Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ^ أ ب Natalie Silver (31-1-2017), "Guide to Vaginal Discharge: What’s Normal and When Should You Call Your Doctor?"، healthline, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Mary Ellen Ellis (30-7-2018), "Everything You Need to Know About Vaginal Discharge"، healthline, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ↑ "Vaginal Discharge: What’s Abnormal?", webmd, Retrieved 12-1-2020. Edited.
- ↑ MaryAnn De Pietro (7-3-2018), "What do different types of vaginal discharge mean?"، medicalnewstoday, Retrieved 12-1-2020. Edited.