الاكتئاب عند البنات
على الرّغم من احتماليّة حدوث الاكتئاب لأيّ شخصٍ باختلاف العمر والجنس، إلّا أنه قد تبيّن أنَّ النّساء يُعانين منه بمُعدّل ضِعف مُعدّل الرّجال، ويكون الاكتئاب لدى النّساء مُختلفًا تمامًا عن الذّكور، ويُجدر بالذّكر أنَّه ليس مُجرّد فترة وجيزة يشعر فيها الشّخص بالحزن أو الإحباط تجاه شيء ما، بل هو اضطراب مزاجي خطير يُمكن أن يؤثّر على حياة الشّخص اليوميّة، كما أنّه ليس من السّهل دائمًا التعرّف على الاكتئاب أو عِلاجه، فقد لا يستطيع الشّخص إدراكه أو التّعامل معه إلى أن يُواجه الأعراض لفترةٍ طويلةٍ من الزّمن، وفي هذا المقال توضيح لأسباب الاكتئاب عند البنات وطُرُق عِلاجه.[١]
أسباب الاكتئاب عند البنات
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب عند المرأة، ويرتبط بعضها بالتغيُّرات الهرمونية المعتادة، لكن لا تتسبَّب التغيُّرات الهرمونية وحدَها الإصابة به، فقد ترتبط الإصابة بظروف الحياة والعوامل الحيويّة الأخرى والصّفات الموروثة بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، وفي ما يأتي الأسباب الّتي تؤدّي إصابة المساء بتلك الحالة:[٢]
- البلوغ: قد تزيد التغيّرات الهرمونيّة خلال البلوغ من خطر إصابة بعض الفتيات بالاكتئاب خلال هذه الفترة، وتكون مُعدّلاته أعلى عند الإناث من الذكور، ويعود سبب ذلك إلى أنَّ الفتيات عادةً ما يصلن إلى سنّ البلوغ قبل الأولاد، بالتالي يكنّ أكثر عُرضةً للإصابة بالاكتئاب في سنّ مُبكّرة، مع ذلك لا تٌعدّ التغيّرات الهرمونيّة الوحيدة سببًا للاكتئاب، فغالبًا ما يرتبط البلوغ بتجارب أخرى يمكن أن تؤدي دورًا في الإصابة به، ويُمكن ذكرها كما يأتي:
- زيادة الضغط للإنجاز في الرّياضة، أو المدرسة، أو غيرها من مجالات الحياة.
- المشكلات الناشئة المتعلّقة بالأمور الجنسيّة.
- الخلافات مع الوالدين.
- مشكلات ما قبل الحيض: يبدو أن السّمات الموروثة والخبرات الحياتيّة والعوامل الأخرى تؤدي دورًا في إصابة المرأة بالاكتئاب قبل الحيض، وقد تشعر بعض النّساء بصُداعٍ، وقلق، وانتفاخ في البطن، وألم عند لمس الثّدي، بالإضافة إلى الشّعور بالانفعال والاكتئاب لفترةٍ قصيرة قبل الحيض، وتُسمّى تلك الحالة بمتلازمة ما قبل الحيض، وعلى الرّغم من ذلك تشعر بعض الفتيات المصابات بهذه المتلازمة بأعراضٍ شديدة تعطُّل أنشطتهنّ اليوميّة، بما في ذلك علاقاتهنّ، أو دراستهنّ، أو عملهنّ، وفي هذه المرحلة قد تتجاوز متلازمة ما قبل الحيض لتتحوّل إلى الاضطراب الانزعاجي لما قبل الحيض، وهو نوع من الاكتئاب يتطّلب العلاج الفوري، فمن المُحتمل أن يكون سبب حدوثه التغيّر الدّوري للإستروجين والبروجسترون والهرمونات الأخرى، مما يؤدّي إلى حدوث خلل في وظيفة المواد الكيميائية الموجودة في الدّماغ، والّتي تُعيق بدورها الهرمون الّذي يتحكّم بالمزاج.
- الحَمل: قد تؤثّر التغيّرات الهرمونيّة على الحالة المزاجيّة عند المرأة خلال فترة الحمل، وتوجد بعض الأمور الأخرى الّتي بدورها تزيد أيضًا من خطورة الإصابة بالاكتئاب خلال هذه الفترة أو أثناء محاولات حدوث الحمل، يُذكر منها ما يأتي:
- اكتئاب ما بعد الولادة: تجد العديد من الأمّهات الجدد أنفسهن مصابات بالانفعال، والحزن، والغضب، ونوبات بكاء بعد الولادة في وقت قصير، وتُعدّ هذه المشاعر طبيعيّةً عند المرأة، وعادةً ما تهدأ في غضون أسبوع أو أسبوعين، وعلى الرّغم من ذلك قد يكون اكتئاب ما بعد الولادة حالةً طبّيّةً خطيرةً تتطلب العلاج، خاصّةً إذا تضمن أعراضًا معينّةً، كالتفكير في إيذاء الرّضيع، والبكاء أكثر من المُعتاد، ومواجهة مشكلات في العمل اليومي، والتفكير في الانتحار، وشعورالأم بأنّها أم سيّئة، وانخفاض مستوى احترام الذّات، والقلق، أو الشّعور بالخدر، واضطراب النّوم، وعدم القدرة على رعاية الرّضيع، ويُمكن أن يكون الاكتئاب مُرتبطًا ببعض الأمور، منها ما يأتي:
- مُضاعفات الحمل والولادة.
- تقلبات هرمونيّة كُبرى تؤثّر على المزاج.
- ضعف الدّعم الاجتماعي.
- مسؤوليّة رعاية المولود الجديد.
- مشكلات الرّضاعة.
- الوصول إلى مرحلة سن اليأس أو المرحلة التي تسبقه: قد يزداد خطر التعرض للاكتئاب عند الانتقال إلى مرحلة انقطاع الطمث، ومن أسباب ذلك تقلّب مستويات الهرمونات، كانخفاض مستويات الإستروجين انخفاضًا كبيرًا عند المرأة، ومن الأسباب الأخرى الّتي تزيد من مُعدّل التعرّض لخطر الاكتئاب ما يأتي:
- ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، أو زيادة الوزن.
- قلّة النّوم، أو النّوم المُتقطّع.
- انقطاع الطمث نتيجة استئصال المبايض.
- التاريخ المرضي للاكتئاب أو القلق.
- أحداث الحياة المُجهدة.
- انقطاع الطمث في سن مُبكّرة.
- الظروف الحياتية والثقافة: يُمكن أن تؤدي الظروف الحياتيّة والضغوطات الثقافية دورًا أيضًا في اكتئاب المرأة، وتتضمّن العوامل الّتي قد تزيد من خطر الإصابة به عند النّساء ما يأتي:
- مكانة المرأة غير المتكافئة، توجد بعض المخاوف الّتي قد تُصيب المرأة، ويمكن أن تُسبّب لها شعورًا بالسّلبيّة، وضعف تقدير الذّات، وعدم التحكّم بمجريات الحياة، ومن الأمثلة على هذه المخاوف، الفقر، وعدم التيقّن بشأن المستقبل، وقلّة إمكانيّة الوصول إلى الموارد المجتمعيّة والرّعاية الصحيّة.
- الإجهاد في العمل، تتعرّض العديد من النّساء لتحديات مسؤوليّة الأبوّة من طرف واحد، مثل: العمل في وظائف مُتعدّدة لتغطية النّفقات، ورعاية أطفالها أثناء رعايتها أيضًا لأفراد الأسرة المرضى أو كبار السّن.
- الاعتداء الجنسي أو الجسدي، قد تتعرّض النّساء للاعتداء النّفسي أو الجسدي أو الجنسي وهنّ أطفال أو بالغات، عندئذٍ تتأثّر المرأة بذلك، وقد تُصاب بالاكتئاب أكثر من اللّاتي لم يتعرّضن له.
عِلاج الاكتئاب عند البنات
تبحث الكثير من النّساء المُصابات بالاكتئاب الشّديد عن طرق لعِلاج حالتهنّ، ولحُسن الحظ أظهر الاكتئاب معدّلات نجاح علاجيّةً كبيرةً؛ إذ تعالجت أكثر من 80% من النّساء المصابات به من خلال مُضادّات الاكتئاب والعلاج الطبّي بنجاحٍ، وبالإضافة إلى الأدوية والعلاج يُمكن أن تساهم أساليب المُساعدة الذّاتيّة في تحسين الحالة المزاجيّة عند المرأة في حال إصابتها بالاكتئاب، وفي ما يأتي أمثلة على تلك الأساليب:[٣]
- المُشاركة في الوظائف والأنشطة الاجتماعيّة.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النّوم؛ أي 8 ساعات في اليوم.
- مُمارسة أساليب الاسترخاء، مثل: اليوغا، والتأمُّل.
- البحث عن مجموعة داعمة من الأشخاص الموثوق بهم، والتخلّص من مشاعر التوتّر.
- ممارسة الرّياضة بانتظام.
المراجع
- ↑ Tim Jewell (2017-5-23), "What Are the Symptoms of Depression in Women?"، healthline, Retrieved 2020-1-8. Edited.
- ↑ "Depression in women: Understanding the gender gap", mayoclinic,2019-1-29، Retrieved 2020-1-8. Edited.
- ↑ Christina Gregory (2019-7-8), "Depression in Women"، psycom, Retrieved 2020-1-8. Edited.