محتويات
حرقان المعدة للحامل
تتعرض المرأة خلال الحمل لعدة تغيرات جسدية وصحية، وتظهر عليها بعض الأعراض المصاحبة للحمل التي تعدّ مزعجةً لها، ومن هذه الحالات حرقة المعدة التي توصف بإحساس حارق ناجم عن أحماض المعدة، وعادةً ما تظهر هذه الحالة في المرحلة الثانية والثالثة من الحمل، وتعاني فيها النساء من إحساس حارق ومزعج خلف عظام القفص الصدري، وقد ينتقل للأعلى وصولًا للرقبة والحلق، كما يشار إلى حرقان المعدة بحالة تعرف بارتجاع معدي مريئي؛ وهي حالة ارتفاع مستوى أحماض المعدة، وعصارتها، والطعام من المعدة إلى المريء؛ والمريء هو أنبوب عضلي يصل بين الفم والمعدة، ولحسن الحظ عادةً ما يصنف حرقان المعدة بكونه حالة بسيطة يمكن السيطرة عليها في أغلب الحالات، ولكن قد تعاني المرأة من بصقها للدماء، أو خروج البراز بلون أسود؛ الأمر الذي يشير إلى وجود دم في القنوات الهضمية؛ لذا تستدعي هذه الحالة اللجوء إلى الرعاية الطبية الفورية، وتجدر الإشارة إلى انتهاء هذه الحالة مع ولادة الجنين وانتهاء فترة الحمل[١].
أسباب حرقان المعدة للحامل
تعاني معظم النساء من حرقة المعدة أثناء فترة الحمل، وتزداد فرصة تعرض المرأة المصابة بهذه الحالة قبل الحمل في إصابتها بها خلال الحمل، ويمكن بيان بعض الأسباب التي قد تتسبب في إصابة المرأة بحرقة المعدة أثناء الحمل فيما يأتي[٢]:
- تغير في الهرمونات: يشار إلى هرمون البروجيسترون في فترة الحمل بهرمون الحمل نظرًا لتأثيره في الرحم بصورة تخدم المرأة والجنين، كما يلعب دورًا خفيًا في إصابة المرأة بحرقة المعدة؛ إذ تتوفر لديه القدرة على إرخاء العضلات، ومن ضمن هذه العضلات العضلة المريئية السفلية العاصرة التي تقع بين المعدة والمريء والمسؤولة عن تنظيم عملية دخول الطعام والماء إلى المعدة؛ إذ عندما يتناول المرء الطعام أو يشرب السوائل فإنّ هذه العضلة تُفتح لتسمح لهم بدخول المعدة، ثم تغلق عند الانتهاء للحفاظ على مكونات المعدة داخلها، ولكن هرمون البروجيسترون يرخي هذه العضلة؛ مما يتسبب في خروج محتويات المعدة من طعام وأحماض إلى الأعلى باتجاه المريء، وقد تصل إلى الحلق مؤدية إلى الإحساس بحرقة في المعدة.
- انخفاض سرعة الهضم: فضلًا عن تأثير هرمون البروجيسترون في إرخاء العضلة المريئية السفلية العاصرة؛ فإنّ له تأثير مباشر في بقاء الطعام داخل المعدة لفترة زمنية طويلة؛ مما يؤدي إلى تباطؤ عملية الهضم وبقاء المعدة ممتلئةً لفترة أطول مسببةً بذلك حرقة المعدة.
- نمو الجنين داخل الرحم: مع تقدم الحمل يزداد نمو الجنين؛ مما يزيد من توسع الرحم ضاغطًا بذلك على الأعضاء المحيطة به، ومن هذه الأعضاء المعدة؛ لذلك تخرج محتويات المعدة باتجاه المريء نتيجة هذا الضغط، وعند خروج أحماض المعدة ستعاني المرأة من حرقة في المعدة، وكلما زاد نمو الرحم ازداد الضغط على المعدة وزداد ارتفاع الحمض للأعلى؛ ولهذا الأمر يعزى تقدم حرقة المعدة مع تطوُّر الحمل.
العلاجات التكميلية لحموضة المعدة عند الحامل
توجد العديد من العلاجات التكميلية التي يمكن أن تخفف من حموضة المعدة التي تصيب المرأة الحامل، وفيما يأتي ذكر لبعض منها[٣]:
- الإبر الصينية: يُعتقد أن استخدام الإبر الصينية ووخزها في مناطق معينة من الجسم يؤدي لإطلاق مسكنات الألم الطبيعية التي تسمى الإندورفين في الجسم، مما يؤدي لتسكين أعراض حموضة المعدة.
- العلاج بالروائح العطرية: يُمكن لبعض الزيوت العطرية مثل زيت الليمون وزيت البرتقال أو زهر البرتقال عند دمجها مع زيت بذور العنب أن تخفف من حموضة المعدة، ويُحضَّر المزيج عن طريق إضافة 4 قطرت من زيت الليمون أو زيت البرتقال إلى ملعقة صغيرة من زيت بذور العنب وتدليك الصدر وأعلى الظهر بهذا المزيج.
- العلاج بالأعشاب: يُمكن استخدام مشروب النعناع الساخن للمساعدة في التخفيف من حرقة المعدة، كما تُعطي مشروبات الزنجبيل والبابونج والهندباء الساخنة التأثير ذاته، لكن يجب استشارة الطبيب المختص قبل البدء باستحدام هذه العلاجات، إذ إن الزنجبيل يحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تؤدي لإبطاء تخثر الدم، لذا لا يفضل استخدامه من قبل النساء اللواتي يعانين من النزيف، كما أن شاي البابونج قد يجعل النوم أكثر صعوبةً لا سيما إذا كانت المرأة الحامل تعاني من مشاكل الأرق.
العلاجات الدوائية لحموضة المعدة عند الحامل
يُمكن اللجوء للعلاجات الدوائية لحموضة المعدة عندما لا تجدي باقي الأساليب نفعًا، إذ يمكن استخدام مضادات الحموضة كخط علاج دوائي أول، ويُنصح بأخد مضادات الحموضة بعد تناول وجبة الطعام وقبل النوم، ومن الجدير بالذكر أن بعض مضادات الحموضة تحتوي على الألمنيوم الذي تُمتَص كميات قليلة منه، ويُخرَج ما تبقى من الألمنيوم عن طريق الكلى، لذا يجب أن تكون كلية الأم سليمةً حتى لا يتراكم الألمنيوم في الجسم، كما أن مضادات الحموضة التي تحتوي على المغنيسيوم قد تبطئ الولادة، لأن المغنيسوم يُستخدم عادةً في الوريد علاجيًا لإبطاء المخاض الذي يتقدم بسرعة كبيرة، لكن يعتقد الأطباء أن مضادات الحموضة المحتوية على المغنيسيوم قد لا تقوم بأي تأثير في المراحل الأولى من الحمل، كما يمكن استخدام أدوية الارتجاع المريئي التي تحمي المريء والمعدة قبل البدء بتناول وجبة الطعام بنصف ساعة علمًا بأن هاتين التركيبتين غير فعالتين للتحكم بالحموضة وبالتالي تُعد مضادات الحموضة الأدوية الأكثر أمانًا للحامل[٤].
أما إذا كانت مضادات الحموضة غير فعالة في السيطرة على حرقة المعدة، فيمكن للطبيب البدء بوصف مضادات مستقبلات الهيدروجين، ومثبطات مضخات البروتون، على الرغم من عدم وجود دراسات تثبت أمان هذه الأدوية على النساء الحوامل، إلا أن الدراسات على الحيوانات لم تظهر أي آثار على أجنة الحيوانات، لكن في أغلب الأحيان يلجأ الطبيب لاستخدام مضادات مستقبلات الهيدروجين أكثر من مثبطات مضخات البروتون، وتقل مخاوف الأطباء حول استخدام هذه الأدوية خلال الثلث الثاني من الحمل وحتى أقل خلال الثلث الثالث[٤].
من حياتكِ لكِ
سيدتي احتماليّة أن يكون الحمل خاليًا تمامًا من الحموضة ضئيلة جدًّا، لكن الحموضة لا تُعدّ أمرًا مُثيرًا للقلق، وتوجد العديد من التّدابير الوقائيّة الّتي يمكن أن تُقلّل من احتماليّة حدوث الحموضة، ويُذكر منها ما يأتي[٥]:
- تجنّب الأطعمة المحفّزة للحموضة: فإذا لاحظت الحامل أنّ نوعًا معيّنًا من الطّعام قد سبّب لها حموضة في المعدة أو مشكلات في البطن، فعليها تجنّب تناوله مرّة أخرى، ومن الأطعمة الّتي تُساعد على ظهور حموضة المعدة الأطعمة الغنيّة بالتّوابل والبهارات والأطعمة المقليّة والأطعمة الدّهنيّة واللّحوم المصنّعة والشّوكولاتة والكافيين والمشروبات الغازيّة والنّعناع والحمضيّات.
- عدم تناول المشروبات مع الوجبات الغذائيّة: فاختلاط السّوائل مع الكثير من الطّعام، سينتج عنه انتفاخ المعدة، ويزيد من مشكلة حموضة المعدة، فعلى الحامل تناول المشروبات بين الوجبات الغذائيّة.
- عدم تناول الوجبات الكبيرة قبل الذّهاب إلى النّوم: فعلى الحامل تناول الوجبات الكبيرة والدّسمة قبل ساعتين على الأقلّ من الذّهاب إلى النّوم، كي تتمكّن المعدة من البدء في عمليّة الهضم قبل الاستلقاء ليلًا.
- تجنب تناول الوجبات بكميّات كبيرة: فمن الأفضل أن تتناول الحامل 6 وجبات صغيرة خلال اليوم، بدلًا من تناولها 3 وجبات كبيرة، فهذا يُخفّف من الحِمِل على المعدة أثناء عمليّة الهضم.
- تناول الطّعام ببطء مع زيادة مضغه: فكلّما زاد مضغ الطّعام قلّ العمل والحِمِل على المعدة، كما أنّ تناول الطّعام بسرعة كبيرة يزيد من احتماليّة ابتلاع الهواء وبالتالي يزيد تكوّن الغازات في المعدة وترتفع احتماليّة الحموضة.
- ارتداء الملابس الفضفاضة: فارتداء الملابس الضّيّقة، تزيد من الضّغط على البطن والمعدة، وتزيد من الحموضة.
- البقاء بوضعيّة مستقيمة أثناء تناول الطّعام: فعلى الحامل التّأكّد من الجلوس بوضعيّة مستقيمة، والبقاء على هذه الوضعيّة عدّة ساعات بعد ذلك، إذ إنّ الاستلقاء أو الميلان إلى الأمام يزيد من احتماليّة ارتداد أحماض المعدة إلى المريء، فإذا كان لا بدّ من الاستلقاء فعليها النّوم بوضعيّة رفع الرّأس على وسادة بما يُقارب 15 سم، للاستفادة من الجاذبيّة للمحافظة على العصارة المعديّة داخلها، وعدم الانتقال إلى المريء.
- مراقبة الوزن أثناء الحمل: فعلى الحامل المحافظة على زيادة وزنها تدريجيًّا وباعتدال، فالزّيادة الشّديدة في الوزن تزيد من حرقة المعدة، نتيجة زيادة الضّغط على الجهاز الهضمي.
- الإقلاع عن التّدخين: فالتّدخين يزيد من الحموضة لدى الحامل.
- الاسترخاء والرّاحة: فالإجهاد والتّعب يزيد من اضطرابات المعدة، فعلى الحامل ممارسة تقنيّات الاسترخاء؛ كاليوغا أو التّأمّل أو الوخز بالإبر.
المراجع
- ↑ "Pregnancy and Heartburn", stanfordchildrens, Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ↑ Donna Christiano (13-8-2019), "Heartburn in Pregnancy: 11 Treatments to Put Out the Fire"، healthline, Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ↑ "Heartburn (natural remedies)", babycentre, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ^ أ ب John P. Cunha (15-11-2018), "Heartburn during Pregnancy Causes, Symptoms, Remedies, and Treatments"، medicinenet, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ "Heartburn During Pregnancy", whattoexpect,31-5-2019، Retrieved 27-12-2019. Edited.