محتويات
زيادة الأملاح في الجسم
تكمن أهميّة الأملاح بأنّها تحافظ على صحة الجسم، ولها وظائف عديدة، كالحفاظ على صحة العظام والعضلات والقلب والدماغ، وتساهم الأملاح أيضًا في تكوين الإنزيمات والهرمونات، وحقيقةً يمكن تقسيم الأملاح والمعادن في الجسم لنوعين؛ الأول هو المعادن الصغرى التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة مثل الحديد والمغنيسيوم والنّحاس وغيرها، والنّوع الثاني هو المعادن الكبرى، مثل الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكلور، إذ يحتاج لها الجسم بكميات كبيرة، ولحسن الحظ فإنّ معظم الأشخاص يحصلون على حاجتهم من الأملاح والمعادن من غذائهم، وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب المُكمّلات الغذائية لتعويض حالات النّقص عند المرضى، وفي المقابل إنّ بعض الحالات الصحية كمرضى الكلى يحتاجون إلى الحدّ من تناول الأطعمة الغنيّة بالبوتاسيوم، ويجدر بالذكر وجود العديد من الأسباب التي تُسبّب حدوث خلل في توازن الأملاح في الجسم، كفقدان الجسم للسوائل، بسبب الإسهال والتقيؤ وغيرهما، أو بسبب سوء الامتصاص، أو الإصابة بأمراض هرمونية، أو أمراض الكلى، أو تناول بعض العلاجات الدوائية التي تُسبب نقصًا أو زيادةً في بعض الأملاح في الجسم[١][٢].
التخلص من أملاح الجسم
يمكن توضيح طرق التخلص من أملاح الجسم عن طريق تعداد أهم الأملاح في الجسم، ثمّ توضيح كيفية علاج ارتفاع كل نوع منها، وذلك كما يأتي:
علاج ارتفاع البوتاسيوم
يساعد البوتاسيوم العضلات على أداء وظائفها، كما أنّه يُساهم في تنظيم ضربات القلب والتنفس، ويُعدّ الغذاء هو المصدر الذي يُزوّد الجسم بالبوتاسيوم، إذ يستهلك الجسم حاجته ثمّ تطرح الكلى الكمية الزائدة منه، لكن عند وجود أمراض في الكلى فإنّ كميةً كبيرةً من البوتاسيوم ستبقى في الدم، وعلى الرغم من أنّ الإصابة بأمراض الكلى هي أكثر الأسباب شيوعًا لارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم، إلّا أنّه تُوجد أسباب أخرى كالجفاف، وتناول بعض الأدوية، ومرض السكري غير المُسيطر عليه، وأسباب أخرى، أمّا عن العلاج وطرق التخلّص من ارتفاع البوتاسيوم، فإنّ الطبيب قد يصف بعض الأدوية التي تُسمّى رابطات البوتاسيوم، إذ ترتبط بالبوتاسيوم الزائد في الجسم، بالإضافة للعلاج الدوائي فإنّه يُنصح باتباع نظام غذائي قليل البوتاسيوم، وذلك باستشارة اختصاصي تغذية، إذ قد ينصح بتناول بعض الفواكه التي تحتوي على كمية أقل من البوتاسيوم، فمثلًا يُنصح بتناول الفراولة والعنب والتوت بدلًا من الموز والزبيب والبرتقال، واستبدال الخضار من بطاطا وبندورة وسبانخ بالخيار والزهرة، أيضًا فإنّ اللحوم والأسماك والمُكسّرات ومنتجات الألبان تُعدّ أغذيةً ذات محتوى عالٍ من البوتاسيوم، ويمكن تناول المخبوزات والأرز والمعكرونة بدلًا منها، ويجدر بالذكر أنّ بعض الأطعمة يختلف محتواها من البوتاسيوم بعد عمليّة طهيها، لذا فإنّ استشارة اختصاصي التغذية تُعدّ هامّةً للحصول على معلومات دقيقة حول محتوى البوتاسيوم في كل نوع من أنواع الطعام[٣].
علاج ارتفاع الكالسيوم
يُعرف فرط الكالسيوم بأنّه ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم بمعدّل أعلى من المستويات الطبيعية، كما أنّ نقص الكالسيوم يُسبب مضاعفاتٍ كثيرةً، كذلك الأمر بالنّسبة للزيادة، فإنّها تؤثر سلبًا على العظام، وتُسبّب ظهور حصى في الكلى، وقد تُسبّب مُضاعفات على وظائف القلب والدماغ، ويجدر بالذكر أنّ فرط الكالسيوم قد ينتج بسبب زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو بسبب أنواع معينة من السرطان، أو تناول كمية زائدة من مُكمّلات الكالسيوم وفيتامين د، وحقيقةً إنّ العلاج يعتمد على السبب الكامن وراء هذه الزيادة، وتتضمّن الخيارات العلاجية للتخلص من ارتفاع الكالسيوم في الدم ما يأتي[٤]:
- الأدوية: يوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية التي تُقلّل من مستويات الكالسيوم في الدم، ومن الأمثلة عليها نذكر الكالسيتونين، والأدوية المحاكية للكالسيوم، والبايوفسفونيت، والدينوسوماب، والبريدنيزون، أو قد يوصي الطبيب بإعطاء السوائل وريديًّا ومدرّات البول عند وجود مُعدّلات عالية جدًّا من الكالسيوم.
- الإجراءات الجراحية: فعندما يكون السبب هو وجود مشكلات في زيادة نشاط الغدّة الدرقية، فإنّ الإجراء الجراحي هو الخيار الطبي، إذ يجري الطبيب استئصالًا للنسيج المُتسبّب في حدوث المشكلة.
علاج ارتفاع الفوسفور
تُعدّ أمراض الكلى من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بارتفاع الفوسفور بالدم، بالإضافة لأسباب أخرى أقلّ شيوعًا، وعادةً ما يكون العلاج بدءًا من الأسباب المُباشرة لارتفاع الفوسفور في الدم، فمثلًا في حال كان السبب هو الإصابة بداء السكري غير المسيطر عليه، فإنّ العلاج يكون بضبط مستويات السكر في الدم عن طريق الغذاء الصحي وممارسة الرياضة وأخذ العلاجات الدوائية الخافضة للسكر، وإذا كان السبب هو قصور الغدد جارات الدرقية فقد يكون العلاج بتناول المكمّلات الغذائية التي تعيد ضبط الكالسيوم والفوسفور في الدم، بينما يكون علاج أمراض الكلى بتناول الأدوية وبتعديل العادات الغذائية بهدف الحدّ من ضرر العظام وتلفها، ومن الأمثلة على الأدوية المُستخدمة لإعادة ضبط مستويات الفوسفور في الدم، هي رابطات الفوسفور التي تحتوي على الكالسيوم، فهي تتحكم في مستوى الفوسفور الذي يُمتص من الطعام[٥].
علاج ارتفاع الصوديوم
على الرغم من أنّ معظم حالات ارتفاع الصوديوم في الدم لا تُعدّ مشكلةً خطيرةً، لكن مع ذلك من الضروريّ أن تعود مستويات الصوديوم إلى الحدّ الطبيعيّ منعًا لحدوث أيّ مضاعفات صحيّة على المدى البعيد، وإنّ مبدأ العلاج يعتمد على إعادة التوازن بين مستويات السوائل والصوديوم في الجسم، ففي الحالات البسيطة من ارتفاع الصوديوم فإنّ العلاج يقتصر على زيادة شُرب السوائل وبعض الأمور البسيطة المدرجة، أمّا في الحالات المُتقدّمة فإنّ الطبيب يوصي بتقديم السوائل الوريدية للمريض، مع استمرار مراقبة مستوى الصوديوم وملاحظة أي تحسّن، ليضبط جرعة السوائل الوريدية بناءً على مراقبة النتائج[٦] ومن أهم الخطوات الواجب اتباعها للتخلص من الأملاح من الجسم، أو مساعدة الجسم على التخلص من الأملاح ما يأتي:
- تجنب إضافة الملح إلى الأطعمة: رُبما تكون إحدى الطرق الأسهل والأكثر وضوحًا لتقليل الصوديوم؛ التخلص من الملح عن المائدة والأطعمة؛ إذ إنّ ملعقةً صغيرةً فقط من الملح تحتوي على نسبة الصوديوم الموصى بتناولها في اليوم الواحد[٧].
- تناول اللحوم الطازجة: تحتوي قطع اللحم الطازجة سواء أكان لحمًا بقريًا أو دجاجًا على كمية معتدلة من الصوديوم مقارنةً باللحوم المعالجة، وإذا كان يُحتفظ باللحم لعدة أيام وأسابيع في الثلاجة، فإنّها عالية المحتوى من الصوديوم[٨].
- الفواكه والخضراوت: لأنّ الفواكه والخضراوات الطازجة محتواها من الصوديوم منخفض، فيجب التركيز على تناولها، ومنها؛ الفواكه المعلبة والمجمدة، أما بالنسبة للخضار المجمدة؛ فيجب الانتباه عند شرائها، واختيار الخضار المجمدة التي تحمل علامةً مجمدةً طازجةً، ولا تحتوي على توابل أو صلصات مضافة[٨].
- التوابل: يُفضل اختيار التوابل التي لا تُدرج الصوديوم ضمن الملصق الخاص بها، كاختيار مسحوق الثوم، وليس مسحوق ملح الثوم[٨].
- مقارنة العلامات التجارية: قارن بين العلامات التجارية المختلفة لنفس المنتج الغذائي، واختيار العلامة التجارية التي تحتوي على أقل محتوى من الصوديوم، وتجنب ذات المحتوى العالي من الصوديوم[٨].
- التأقلم على مذاق الطعام قليل الملح: يُمكنك التأقلم على تناول الأطعمة المحضرة بكمية أقلّ من الملح؛ إذ يستغرق الأمر حوالي 6 إلى 8 أسابيع لتعتاد على مذاق الطعام دون ملح أو بكمية محدودة[٨].
- قراءة الملصق الغذائي للمنتج: من الضروري قراءة الملصق الغذائي لمعرفة نسبة الصوديوم الموجودة في الطعام الذي تشتريه، وتذكر ضرورة عدم تجاوز 2.3 غرام من الصوديوم في اليوم الواحد، وإذا كنت تُعاني من ارتفاع ضغط الدم يجب ألّا تتجاوز 1.5 غرام[٧].
- الصلصات: تحتوي بعض الصلصات؛ كالكاتشب، والخردل، وصلصة الصويا على كمية كبيرة من الصوديوم، فيجب تجنبها أو اختيار الصلصات ذات المحتوى المنخفض من الصوديوم[٩].
- المعلبات: إنّ شطف محتوى المعلبات؛ كالفاصولياء، والذرة، والفول، وغيرها من الخضار والبقوليات المعلبة بالماء، يساعد في التخلص مما يصل إلى 40% من الصوديوم الموجود فيها[٩].
- التقليل من الأغذية عالية الصوديوم: تجنب الأغذية عالية المحتوى من الملح؛ كالمخللات، والأغذية المُدخنة، والأطعمة المشوية، والوجبات السريعة، وأكل المطاعم؛ إذ إنّها عادةً ذات محتوى عالٍ من الصوديوم، وتناول الأغذية المسلوقة والمحمصة والمخبوزة بدلًا منها، فهي ذات محتوى أقلّ من الصوديوم[٩].
- استخدام المنكهات: لتحسين مذاق الطعام، باستبدال المنكهات بالملح؛ كالفلفل الأسود، والليمون، والخل، والأعشاب، والثوم، والبصل؛ إذ إنّها تُعطي مذاقًا شهيًا دون التأثير على مستوى الصوديوم في الجسم[٩].
- الحفاظ على صحة الكلى: تتخلص الكلى من الأملاح والسوائل التي لا يحتاجها الجسم، لذا فإنّ الاهتمام بصحة الكلى مهم لمنع تراكم السموم والأملاح داخل الجسم، فتجب زيارة الطبيب بانتظام، للتأكد من صحة وكفاءة عمل الكلى[٧].
- شُرب الماء: شُرب الماء بكميات كافية سيرطب الجسم، ويُساعد في التخلص من الصوديوم، خاصةً إذا كان مستوى الصوديوم في الجسم مرتفعًا، فعندما تقل كمية الماء المتناول يوميًا سيؤثر على عمل الكلى، ممّا يتسبب ببقاء الصوديوم متراكمًا في الجسم[٧].
- التمارين الرياضية: بالرغم من أنّ ممارسة التمارين الرياضية، ليست فعالةً في فقدان الصوديوم من الجسم؛ كالأساليب الأُخرى المتعلقة بالنظام الغذائي، إلا أنّها تؤدي إلى التعرق، وعند إفراز العرق يُفقد بعض من الصوديوم[٧].
- تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم: إنّ تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم يُقلل من الآثار الجانبية للصوديوم في الملح، ويُساعد في خفض الدم، ومن أهم الأغذية عالية البوتاسيوم؛ البطاطا الحلوة، والطماطم، والخضراوات الخضراء الورقية، والفاصوليا البيضاء، واللبن الزبادي، والبرتقال، والموز، والشمام[٩].
أعراض زيادة الأملاح في الجسم
ترتبط زيادة الأملاح في الجسم بظهور العديد من الأعراض، وتتفاوت هذه الأعراض تبعًا لنوع الملح أو المعدن في الجسم، لكن عمومًا إنّ زيادة الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم ترتبط بضعف العضلات، والخدران أو التنميل، والتعب العام، وبعدم انتظام ضربات القلب، وتغيّرات بضغط الدم[١]، أمّا الإكثار من تناول الملح وبالتالي ارتفاع معدل الصوديوم في الدم فإنّ له أضرارًا صحيةً، منها ما يأتي[١٠][١١]
:
- ارتفاع ضغط الدم: يعود السبب الرئيسي في ارتفاع ضغط الدم إلى استهلاك الملح، بكميات أعلى من الحد الطبيعي، وبالتالي يؤدي ذلك إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، فيجب الحذر من إضافة الملح إلى النظام الغذائي فوق الحد الطبيعي.
- أمراض الكلى: إذ قد يؤدي تناول الكثير من الملح إلى الاحتفاظ بالسوائل داخل الجسم، وبالتالي زيادة الوزن والانتفاخ.
- سرطان المعدة: تربط العديد من الدراسات النظام الغذائي عالي الملح مع زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، إذ وُجِدَ أنّ الأشخاص الذين يتناولون الملح بنسب عالية، لديهم خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 68% أكثر من الآخرين الذين يتناولون كمياتٍ منخفضةً من الملح، ويعود السبب في ذلك إلى زيادة نمو نوع من البكتيريا التي تُؤدي إلى التهاب وقُرحة في بطانة المعدة.
أضرار عدم تناول الملح
يستخدم الجسم الصوديوم للحفاظ على مستوى السوائل، وتوازن السوائل والصوديوم ضروري لصحة القلب والكبد والكلى، لذا تجب المحافظة على مستوى الصوديوم في الجسم بتناول الملح باعتدال، إذ إنّ تناول كميات قليلة من الملح قد تنتج عنه مشكلات صحية متعددة، منها[١١]:
- ارتفاع الكوليسترول: لقد رُبط ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية بانخفاض مستوى الملح المتناول يوميًا.
- فشل القلب: وجدت إحدى التحليلات أنّ تقييد تناول الملح، يزيد من خطر الموت للأشخاص الذين يعانون من قصور القلب.
- مقاومة الإنسولين: ذكرت بعض الدراسات أنّ اتباع نظام غذائي قليل الملح، قد يزيد من احتمالية حدوث مقاومة الإنسولين.
من حياتكِ لكِ
تتضمن الأطعمة التي تزيد أملاح الصوديوم بالجسم والتي يمكنكِ الحدّ منها لخفض مستوياته في الدم ملح الطعام، ومخلل الخيار، وبزر عباد الشمس المحمّص، والخبز الفرنسي، وجبن البارميزان[١٢]. أما الأطعمة التي تزيد أملاح البوتاسيوم في الدم فتتضمن المشمش المجفف، والبطاطا، والعدس، والأفوكادو، والزبيب، واللبن والحليب، والخوخ وعصيره، والبندورة وعصيرها[١٣].
المراجع
- ^ أ ب "Electrolyte Imbalance", chemocare, Retrieved 27-7-2019. Edited.
- ↑ "Minerals", medlineplus, Retrieved 27-7-2019. Edited.
- ↑ "High potassium (hyperkalemia)", kidneyfund, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ "Hypercalcemia", mayoclinic,6-3-2018، Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ Claire Sissons(6-1-2018), "What is hyperphosphatemia?"، medicalnewstoday, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ↑ Brenda McBean (2-10-2017), "Everything You Should Know About Hypernatremia"، healthline, Retrieved 28-7-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Amanda A. Kostro Miller (2019-10-8), "How To Flush Salt Out Of Your Body: An Easy Guide"، smarthealthyliving, Retrieved 2020-1-1. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Top 10 Tips for Reducing Salt in Your Diet", kidney, Retrieved 2020-1-7. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "How to Reduce Sodium", heart, Retrieved 2020-1-7. Edited.
- ↑ "Is Salt As Bad As Once Thought?", unitypoint, Retrieved 2020-1-3. Edited.
- ^ أ ب Hrefna Palsdottir (2017-6-18), "Salt: Good or Bad?"، healthline, Retrieved 2020-1-3. Edited.
- ↑ "Top 10 Foods Highest in Sodium", myfooddata, Retrieved 1-3-2020. Edited.
- ↑ "Top 13 high potassium foods", medicalnewstoday, Retrieved 1-3-2020. Edited.