التخلص من تقوس الظهر

تقوّس الظهر

يتألّف العمود الفقري للإنسان من ثلاثة أجزاء رئيسية، كل منها ينحني باتجاه معيّن، فيكوّن الجزئين العلوي والسفلي منه المعروفين باسم الفقرات العنقية، والفقرات القطنية مُجوّفين أو متقعّرين باتجاه الداخل، في المقابل يتحدّب الجزء الوسطي من العمود الفقري المعروف باسم الفقرات الصدرية نحو الخارج، وتحافظ هذه الانحناءات الطبيعية للعمود الفقري على اتزان الظهر واستقامته، وأي زيادة أو نقصان في مدى انحنائها سينعكس سلبًا على وظيفته الطبيعية، وهو ما يحدث في حالة تقوّس الظهر أو ما يُعرف طبيًّا باسم الحداب؛ وفيه يزداد تحدّب جزئية الفقرات الصدرية أكثر من الوضع الطبيعي، فيبدو فيها الظهر أكثر استدارة أو انحناء، وغالبًا لا تتسبب الحالات البسيطة من الحداب بأيّ مشكلات للمُصاب، إلّا أنّه في بعض الحالات قد تظهر بعض الأعراض التي تتضمن:[١]

  • التحدّب الواضح في الظهر الذي يشبه في هيئته السنام.
  • الإرهاق.
  • الألم البسيط في الظهر.
  • التيبّس أو التصلّب في العمود الفقري.
  • استدارة الأكتاف.
  • الشد العضلي في المنطقة الخلفية من الفخدين.

كما أنه في بعض الحالات النادرة قد يؤدي تطوّر مشكلة الحداب إلى ظهور بعض المشكلات الأخرى كفقدان القدرة على الإحساس، وكذلك تخدر أو تنميل الأرجل، والإصابة بمشكلات التنفس مثل ضيق التنفس.


التخلّص من تقوّس الظهر

يعتمد علاج الحداب على نوع الحالة وشدّتها والتي ما ستحدد كجزء من التشخيص الذي يجريه الطبيب، ولكن في عامّة الأمر فإنّ العلاج يهدف إلى منع زيادة الانحناء في العمود الفقري، ومحاولة استعادة التقوس الطبيعي للظهر إن أمكن، وتتضمن العلاجات المتبعة عدّة أساليب منها الجراحي، وغير الجراحي، وتتضمن ما يأتي:[٢]

  • العلاجات غير الجراحية: فيها يُلجأ إلى العديد من الأمور التي من شأنها أن تُساهم في التخفيف من أعراض الحداب، ومنها استخدام مُضادات الالتهاب اللاستيرويدية للمساعدة على التقليل من أيّ انزعاج مُصاحب للحداب، وتعّد العلاجات غير الجراحية مهمة في علاج الحداب المرتبط بداء شويرمان، والذي غالبًا ما يُلجأ فيها إلى استخدام دعامات العمود الفقري التي تُساهم في دعم نمو العمود الفقري بالاتجاه الصحيح، ولهذا لا تعد الدعامات طريقة ناجعة في العلاج إلّا إذا كان العمود الفقري في طور النمو، كما تعتمد العلاجات غير الجراحية على الخضوع للعلاج الفيزيائي الذي يرتكز على زيادة قوّة عضلات البطن والظهر الأمر الذي من شأنه أن يُخفف الضغط الواقع على العمود الفقري، وبالتالي تعديل المساهمة في استعادة استقامة الظهر، والتقليل من سوء الحالة، ويعلم المعالج الفيزيائي المُصاب بعض التمارين، وأساليب التمدد كجزء من العلاج ال فيزيائي، مثل:
    • رفع الركب إلى الصدر: وفيها يستلقي المُصاب على الأرض، ويبسط قدميه عليها مع ثني ركبتيه، ثم يرفع إحدى ركبتيه إلى صدره ويحيطها بذراعيه ويسحبها أقرب إلى الصدر، ثم يبقي جسده في هذه الوضعية لمدة ثواني، ويكرر هذه العملية خمس مرات لكل ركبة.
    • إزاحة الحوض: يستلقي المُصاب بالوضعية السابقة نفسها، ويقوّس ظهره نحو الأعلى مع إبقاء المؤخرة، وأعلى الظهر على الأرض، ثم يُبقي هذه الوضعية لعدة ثواني ثم يكررها على الأقل خمس مرّات.
    • لف الركب: بالوضعية السابقة نفسها يلف المُصاب إحدى ركبتيه إلى الجانب بعيدًا عن الأخرى حتى يشعر بالشد في الظهر، ويكرر هذه العملية خمس مرات على الأقل على كل جانب.
  • العلاجات الجراحية: يُلجأ إلى هذه الطريقة لعلاج الحالات الشديدة من حداب داء شويرمان التي لم تستجب للعلاجات الأخرى، والحداب الخلقي، ويختلف نوع الجراحة المتبعة تبعًا لكل حالة على حدة، ولكن يوجد نوع من الجراحات الشائعة في العلاج والتي تُعرف بدمج الفقرات، وفيها تُجمع أكثر من فقرة سويًّا لتشكيل فقرة واحدة، كما قد يزرع الطبيب الصفائح، والبراغي، والقضبان في العمود الفقري لتثبيته، وتقليل الانحناء فيه، واستعادة الشكل الطبيعي للعمود الفقري.


أسباب تقوّس الظهر

كما ذكرنا مُسبقًا فإن الحداب قد ينشأ نتيجة لأسباب خلقية يولد بها الطفل وفيها لا تتشكل عظام العمود الفقري للجنين تشكّلًا طبيعيًّا، بالإضافة إلى بعض الحالات الصحية المُكتسبة والتي تتضمن:[٣]

  • هشاشة العظام: إذ تُصاب النساء عادة بهشاشة العظام أكثر من الرجال، وكذلك الأشخاص الذين خضعوا للعلاج المطوّل باستخدام الكورتيكوستيرويدات، وقد يتسبب الترقق الذي يُصيب العظام في هذا المرض بانحناء العمود الفقري بالأخص إذا تسبب بالكسور الانضغاطية نتيجة لضعف الفقرات.
  • المتلازمات: قد ينشأ الحداب عند الأطفال كأحد أعراض الإصابة ببعض المتلازمات مثل متلازمة إهلرز دانلوس ومتلازمة مارفان.
  • تنكس القرص: يُعرف القرص بأنه المادة اللينة الشبيهة بالوسادة الموجودة بين فقرات العمود الفقري، ومع تقدّم العمر قد تجفّ هذه الأقراص، وتنكمش مما قد يُساهم في تطوّر الحداب.
  • التعرّض للكسر: يُشار إلى هذه الكسور باسم الكسور الانضغاطية، والتي قد تُصيب العمود الفقري، والتي في الحالات البسيطة منها قد لا تتسبب بأي أعراض أو علامات، وقد تنشأ الكسور الانضغاطية نتيجة لضعف الفقرات الناجم عن الخضوع للعلاجات الكيميائية، والإشعاعية للسيطرة على مرض السرطان أو السرطان نفسه.
  • داء شويرمان: يُصنف داء شويرمان كأحد أنواع الحداب، والذي يحدث غالبًا في مرحلة النمو السابقة لمرحلة البلوغ والذي غالبًا ما يصيب الذكور أكثر من الإناث.


المراجع

  1. "Kyphosis (Roundback) of the Spine", orthoinfo.aaos.org,8-2016، Retrieved 19-7-2019. Edited.
  2. Aaron Kandola (2-1-2019), "What to know about kyphosis"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 19-7-2019. Edited.
  3. "Kyphosis", www.mayoclinic.org,32-5-2018، Retrieved 19-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :