القرآن الكريم
القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية التي أنزلها الله عز وجل على عباده لهدايتهم، فقد أنزل الله عز وجل التوراة على سيدنا موسى عندما أرسله لهداية بني إسرائيل ودعوتهم لعبادة الله وحده، وبعده جاء الإنجيل الذي أنزله الله عز وجل على سيدنا عيسى عليه السلام، ومن ثم أنزل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الرسالات السماوية وليكون هداية للبشرية جمعاء وليس لأمة واحدة أو قبيلة بعينها دون غيرها.
القرآن الكربم يحتوي 114 سورةً قرآنيةً، أولها سورة الفاتحة وآخرها سورة الناس، وهذه السور خليط ما بين سور طويلة وسور قصيرة، وما بين سور مكية وسور مدنية، والترتيب الذي جاءت عليه هذه السور في القرآن الكريم لم يأتِ عبثًا بل جاء بأمر ووحي من الله عز وجل [١].
نزول القرآن الكريم
محمد صلى الله عليه وسلم كان معروفًا بصدقه وأمانته، وعلى الرغم من هذه الصفات الحسنة، إلا أنها لم تردع أهل قريش والكفار عن تكذيبه، فالله أنزل القرآن عليه ليكون معينًا له وليجد فيه أجوبةً عن كل التساؤلات التي قد تتبادر للأذهان، ولكن على الرغم من كل هذا لم يصدق الكفار نُبُوَّتَهُ، والقرآن الكريم على غرار الكتب السماوية الأخرى، فإنه كتاب معجز بحد ذاته، أي إنه هو معجزة النبي التي تحدى بها الكفار، فقد تحدَّاهم بأن يأتوا بمثله وعجزوا أو بسورة من مثله أو حتى آية، ولكنهم على الرغم من فصاحتهم وبلاغتهم وقفوا عاجزين أمام فصاحة هذا القرآن العظيم ليكون هذا دليلًا أنه من عند الله.
أنزل الله القرآن الكريم ليكون صالحًا لكل زمان ومكان، وتكفَّل بحفظه إلى يوم الدين ليكون قنديل نور وهداية يرشد الناس للطريق المستقيم الذي عليهم أن يسلكوه ويمشوا فيه ليصلوا إلى رضا الله عز وجل وليفوزا بجنته، وهذا القرآن الكريم لم ينزل على النبي دفعةً واحدةً، بل نزل مفرقًا طوال حياة النبي الكريم واستمر نزوله ثلاثةً وعشرين عامًا على الراجح من قول العلماء[٢].
الحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقًا
- تيسير حفظه على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثم على الصحابة وعلى الحفظة منهم وعلى المؤمنين جميعًا، فلو نزل القرآن دفعةً واحدةً لاستحال حفظه، ولكن نزوله على مراحل ودفعات أعطى الفرصة للمؤمنين بحفظه ومراجعته وترسيخه في العقول.
- التدرج بالتشريع، وهذا الأمر في غاية الأهمية فالقرآن الكريم نزل على كفار لا يعتنقون أي ديانة، أي إن كل ما في حياتهم مباح، وكان يصعب على النبي أن يأتي بالقرآن الكريم بكل ما فيه من ضوابط وقوانين صارمة دفعةً واحدةً، فأنزله الله عليه تدريجيًا ليتدرج بالأحكام لكي لا يشق الأمر على الناس، فمثلًا في حكم الخمر لم يأتِ تحريمه دفعةً واحدةً، بل نزلت الآية التي تُحرِّم اقتراب الصلاة والإنسان في حالة سُكر، وهذا يدفع المؤمن لتجنب شرب الخمر قبل الصلاة لكي لا تفوته، ومع الوقت سيعتاد المؤمن على قلة شربه، وحين يثبت الإيمان في قلبه مع الوقت وينزل حكم التحريم الكامل للخمر لن يشق عليه الأمر وهكذامع باقي الأمور[٣].
المراجع
- ↑ "نزول القرآن "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 20-03-2019.
- ↑ "نزول القرآن الكريم "، الألشبكة الالوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 20-03-2019.
- ↑ "هل نزل القرآن جملة أم مفرقًا "، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 20-03-2019.