محتويات
السياحة في جبل طارق
جبل طارق هو ممر ضيق يربط المحيط الأطلسي بالبحر المتوسط، ويفصل هذا الممر قارة أوروبا من ناحية إسبانيا عن قارة أفريقيا من الغرب، وسمي بجبل طارق نسبةً للقائد العربي طارق بن زياد، الذي قاد فرق الجيش في عملية التوغل الأولى عام 711م في إيبيريا، بقيادة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، ويمتد جبل طارق على مساحة 6.5 كيلومتر، وعلى ارتفاع 426 مترًا فوق سطح البحر، كما يتدفق الماء في المضيق تدفقًا قويًا فيُنتج أنواعًا من الأمواج النادرة، بسبب تفاعل قوى المد والجزر والرياح وتبخر المياه الإقليمية والدولية، فالبحر الذي كان سببًا في دعم وتحفيز الجنود العرب أصبحت أمواجه النادرة سببًا لانجذاب السياح وافتتانهم بجبل طارق، كما يُعد القطاع السياحي المصدر الرئيس للدخل القومي في جبل طارق، وهو أكبر ميناء للسفن السياحية والشعبية[١].
أهمية مضيق جبل طارق
يكتسب مضيق جبل طارق أهميةً كبرى على عدة محاور ومستويات، فعلى المستوى السياسي كان مضيق جبل طارق مطمعًا كبيرًا للكثير من الدول الإستعمارية في العالم، إذ شهد المضيق العديد من الأحداث التاريخية العظيمة، من بين هذه القصص، القصة الأشهر؛ قصة الفاتح الإسلامي طارق بن زياد، الذي سُمي المضيق باسمه، فضلًا عن المساعي الحثيثة لكبرى الإمبراطوريات في العالم التي أتت من مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط للسيطرة عليه، وهو لا يزال يشهد حتى اليوم نزاعًا بريطانيًا وإسبانيًا، ولهذا النزاع جذور تاريخية قديمة، كما تسعى الدولتان لإثبات أحقيتهما في مضيق جبل طارق.
أما على الجانب الاقتصادي فقد شكل الموقع الجغرافي الرائع والمتميز لمضيق جبل طارق حلقةَ وصلٍ هامةً بين المشرق والمغرب، ففضلًا عن ربطه القارة الأفريقية بالقارة الأوروبية طوليًا، فهو كان حلقةً للربط أيضًا بين الشرق العربي والآسيوي وبين القارتين الأمريكتين، وبين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنطي، فشكل ذلك عاملًا بالغ الأهمية على صعيد عمليات النقل التجاري، فيشهد المضيق حاليًا عبور نحو 250 ناقلةً من ناقلات الشحن الكبرى، وهذا يُعادل تقريبًا نحو سدس التجارة على المستوى العالمي[٢].
مصير قطاع السياحة في جبل طارق بعد بريكزيت
وفرت مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد زخمًا جديدًا للخلاف، إذ يشعر قطاع السياحة في جبل طارق خصوصًا بالقلق من الـ"بريكزيت"، إذ إن سكان الجزيرة الملقبة بـ"الصخرة" والبالغ عددهم 32 ألف نسمة يعتمدون على القطاع السياحي والحركة التجارية الحرة للبضائع والمواطنين من وإلى إسبانيا، كما أن المطاعم والمحلات التجارية والفنادق، في الإقليم البريطاني الواقع خارج أراضي بريطانيا تستورد كل شيء من إسبانيا، وغالبية العمال فيها إسبان.
يُوجد حوالي 7000 شخصًا يعبرون الحدود يوميًا، ومعظمهم يأتون عبر الحدود من إسبانيا، وتُوجد إشكالية لدى السياح في الوصول إلى المنطقة إذا شُيِّدت القيود على الحدود بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد أكد جوريرو أن السياح سوف يستمرون بالقدوم إلى جبل طارق، لأن جبل طارق لديه الكثير ليقدمه للسياح، فهو منطقة صغيرة وآمنة، مما يجعلها جاذبةً للرحلات البحرية، التي غالبًا ما ترسو بركابها في الجزيرة لقضاء وقت ممتع، وتشتهر الجزيرة بمحالها، إذ لا تُطبَّق ضريبة القيمة المضافة بالجزيرة، ويستغل عدد كبير من الزوار الفرصة فيشترون كميات لا بأس بها من المنتجات المعفاة من الضرائب، كما تُطل الجزيرة على ثلاثة من شواطئ البحر المتوسط، هي ايسترن بيتش، وكاتلان باي، وساندي باي[٣].
الاقتصاد في جبل طارق
تُوجد أربعة قطاعات اقتصادية في جبل طارق، وهي: قطاع السياحة، وقطاع الملاحة البحرية، وقطاع الخدمات المالية، وقطاع صناعة أجهزة الفيديو الخاصة بالإنترنت، وجبل طارق محطة مهمة للسفن السياحية العابرة، كما يلعب دورًا مهمًا في جذب السياح خاصةً البريطانيون، وسكان المناطق الجنوبية في إسبانيا، وتضم منطقة جبل طارق فروعًا لمصارف بريطانية ودولية، من أبرز المعالم التاريخية في جبل طارق، مسجد إبراهيم الإبراهيم، وهو هدية من الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وتمتد السواحل في جبل طارق على مسافة 12 كم.
يُوجد ساحلان لجبل طارق؛ الجانب الشرقي الذي يشمل المناطق السكنية لساندي بيه وكاتالان بيه، أما الجانب الغربي فيسكن فيه معظم السكان، ويُقسم جبل طارق إلى سبع مناطق سكنية رئيسة، ويعتمد جبل طارق على المياه الجوفية في الشرب، ويستخدم أيضًا الخزانات الإسمنتية والمناطق الصخرية في عمليات تخزين مياه الأمطار، وتُشغل محطتا تحلية للحصول على كميات كافية من المياه العذبة، ويحتوي جبل طارق على أراضٍ منخفضةٍ، وطرقٍ تمر عبر الأنفاق، ويستخدمها الجيش حتى الآن، وهي مغلقة أمام عامة الناس.
أما الطقس في جبل طارق فهو ماطر ومعتدل الحرارة في فصل الشتاء، يتصف بالجفاف والحر في فصل الصيف، يتأثر بمناخ شبه استوائي ومتوسطي، وتتراوح معدلات درجة الحرارة السنوية ما بين 21 إلى 15 درجةً مئويةً، بينما يتراوح متوسط حرارة مياه البحر ما بين 15-16 درجةً مئويةً، وتتميز المناطق البحرية حول جبل طارق بثروة سمكية ضخمة جدًا، وتشتهر شواطئها بكثرة الدلافين فيها إذ تظهر في كثير من الأحيان في خليج جبل طارق، كما أن هناك ما يقارب 500 نوع مختلف من فصائل وأنواع النباتات المزهرة، ويعد جبل طارق المكان الوحيد تقريبًا في أوروبا الذي يوجد فيه هذا التنوع النباتي، وتنمو فيه أنواع من النباتات لا مثيل لها إلا في شمالي إفريقيا[٤].
المراجع
- ↑ "السياح العرب في مضيق جبل طارق يتنفسون عبق التاريخ"، alarab.co.uk، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019. بتصرّف.
- ↑ آلاء ماضي، "اهمية مضيق جبل طارق"، www.mosoah.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما مصير قطاع السياحة في جبل طارق بعد Brexit؟"، www.alarabiya.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019. بتصرّف.
- ↑ "“جبل طارق” نافذة المتوسط على الأطلسي"، www.alkhaleej.ae، 15/12/2012، اطّلع عليه بتاريخ 14-3-2019. بتصرّف.